رغم تحسن العلاقات.. لماذا تأخر اللقاء المرتقب بين رئيس فرنسا وملك المغرب؟
العديد من التكهنات حول إمكانية عقد اللقاء أصبحت محور نقاش
ترجح صحيفة "جون أفريك" احتمالية عقد لقاء مرتقب بين الملك المغربي محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعاصمة باريس، في ظل تحسن العلاقات الثنائية بعد فترة من التوترات.
وفي هذا الإطار، ترى الصحيفة الفرنسية أن تحسين العلاقات بين المغرب وفرنسا يعتمد إلى حد كبير على موقف باريس من قضية الصحراء الغربية.
إذ قدم ماكرون دعما واضحا لخطة الحكم الذاتي المغربية، مما قد يسهم في إنهاء التوترات وفتح الباب أمام لقاء قمة بين الزعيمين.
أمر غير مفضل
وفي ظل الأزمة بين فرنسا والمغرب، ووسط الترقب الكبير مع تحسن العلاقات الثنائية خلال الأشهر الأخيرة، تتساءل الصحيفة الفرنسية: “هل سيحدث أخيرا اللقاء المرتقب بين محمد السادس وإيمانويل ماكرون؟”
وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى وصول ملك المغرب إلى باريس مساء 18 سبتمبر/ أيلول 2024.
وحسب مصادرها، يقيم محمد السادس في منزله الخاص بالدائرة السابعة، قرب ساحة "شان دو مارس" وعلى بُعد خطوات من قصر الإليزيه.
وهنا، تلفت إلى أن العديد من التكهنات حول إمكانية عقد اللقاء أصبحت محور نقاش على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
فالبعض يتحدث عن إمكانية حضور الملك القمة الفرانكوفونية التي ستعقد في 4 و5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، والتي سيشارك فيها العديد من رؤساء الدول الأفارقة، وتُعقد في فرنسا لأول مرة منذ 33 عاما.
بينما يرجح آخرون أن يكون هناك غداء أو عشاء خاص في قصر الإليزيه، لإنهاء سلسلة سوء الفهم والتوترات بين باريس والرباط "بطريقة شخصية وعلى أعلى مستوى".
وعلى جانب آخر، يعتقد آخرون أن هذا غير وارد طالما لم تتم الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إلى المغرب، وفق ما ورد عن الصحيفة الفرنسية.
وفي هذا الصدد، قال مصدر مشارك في القمة الفرانكوفونية: "إن فرضية عقد لقاء رسمي بين رئيسي الدولتين -قبل أو خلال القمة - تبقى احتمالية واردة إلى حد كبير".
وفي المقابل، يرى أحد المحللين السياسيين أن هذا الاحتمال ضعيف جدا، موضحا: "هذا النوع من الفعاليات ليس مفضلا لدى الملك محمد السادس، خاصة قمة الفرانكفونية، كما شاهدنا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، في مدغشقر".
وتابع: "ففي تلك السنة، كان الملك حاضرا في البلاد أثناء انعقاد النسخة الـ 16 من قمة الفرانكفونية، لكنه تجاهل الحدث، واكتفى بتنظيم عشاء على شرف المشاركين".
شرط مسبق
وكما تنقل "جون أفريك"، أضاف هذا الخبير في الشؤون المغربية: "من دون بيان رسمي من السلطات المغربية، يصعب الجزم بما إذا كان الملك سيشارك في القمة الفرانكوفونية أم لا".
وتابع: "في المقابل، بعد تأجيل الزيارة الرسمية لماكرون إلى المغرب بسبب التأخير في تشكيل حكومة فرنسا، لا يمكن استبعاد لقاء ثنائي بين الزعيمين، خصوصا بعد أن أحرزت باريس تقدما في مسألة الصحراء الغربية، وهو الشرط الذي كان المغرب يطلبه للمضي قدما وإنهاء التوتر".
وبهذا الشأن، توضح الصحيفة أنه في 30 يوليو/ تموز 2024، أرسل ماكرون رسالة إلى الملك محمد السادس أكد فيها أن "الحاضر والمستقبل للصحراء الغربية يقعان ضمن إطار السيادة المغربية".
كما تضمنت الرسالة أن "خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لإنهاء النزاع مع جبهة البوليساريو هي الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وهو أمر قد يرضي المغرب، حيث قال محمد السادس خلال كلمة وجهها للشعب في 20 آب/ أغسطس 2022، بمناسبة مرور 69 عاما وقتها على “ثورة الملك والشعب التي خاضها المغرب للاستقلال عن الحماية الفرنسية” إن الصحراء الغربية، هي "النظارة" التي تنظر بها بلاده إلى العالم.
وبين وقتها أن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء هو ما يحدد علاقاته مع باقي دول العالم.
والنزاع على إقليم الصحراء الغربية بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر من جهة أخرى، يعد من أقدم النزاعات في إفريقيا.
وبدأ النزاع بعد استقلال الصحراء عن إسبانيا عام 1975 ليتم إنشاء جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام وحملها السلاح في وجه المغرب مطالبة بانفصال الإقليم الغني بالثروة السمكية والفوسفات، ويعتقد أن به مكامن نفطية. ولم تهدأ الحرب إلا بعد أن تدخلت الأمم المتحدة عام 1991.
ويقترح المغرب، الذي يسيطر على نحو 80 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته كحلٍّ وحيد للنزاع، بينما تطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجارة الجزائر، باستقلال المنطقة.