نتنياهو يقر خطة عسكرية لاحتلال كامل غزة.. وناشطون: اسأل شارون عن النتائج

منذ ١٨ ساعة

12

طباعة

مشاركة

مدفوعا بقوة السلاح وبدعم وضوء أخضر أميركي وغطاء دولي وصمت عربي، يتحرك الاحتلال الإسرائيلي محاولا تغيير كل المعادلات المفروضة على الأرض متخذا قرارا بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، في تجاهل لدروس الماضي التي أثبتت أن مصيره الطرد من هذه الأرض بقوة المقاومة.

وعقب تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أخيرا، قال فيها: إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، كشف مسؤولون إسرائيليون، أن رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا بالاحتلال الكامل لقطاع غزة.

وأفاد مسؤولون بمكتب رئيس وزراء الاحتلال في تصريحات لقنوات العبرية بأن نتنياهو قرر توسيع العمل العسكري بضوء أخضر أميركي ضد حركة "حماس"، لمناطق يُعتقد أن الأسرى محتجزين بها، قائلين: إن "القرار قد اتُخذ.. إسرائيل ستحتل قطاع غزة".

وأضافوا في تصريحات للقناة "12" العبرية الخاصة، أن حماس لن تفرج عن أي مختطفين (الأسرى بغزة) آخرين دون استسلام كامل، ولن نستسلم، قائلين: "إذا لم نتحرك الآن، فسيموت المختطفون جوعا وستبقى غزة تحت سيطرة حماس".

وأوضحت القناة أن "القرار الدراماتيكي يعني أن جنود الجيش سيقاتلون أيضا في المناطق التي تجنّبت إسرائيل العمل فيها خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مخيمات وسط القطاع".

من جانبها، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن وزراء تحدثوا مع نتنياهو، قولهم: إن الأخير "قرر توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، رغم اختلافات الرأي مع المؤسسة الأمنية"، موضحة أن نتنياهو استخدم في محادثاته مع عدد من الوزراء عبارة "احتلال القطاع" بهدف هزيمة حماس.

كما نقلت عن وزراء بالحكومة قولهم: "في حال تنفيذ خطة احتلال القطاع بأكمله، فقد يستقيل رئيس الأركان إيال زامير من منصبه".

وفي السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة عن مسؤولين وصفتهم بـ"الكبار" في دائرة نتنياهو قولهم: "نتجه لاحتلال كامل لقطاع غزة"، مضيفين: "ستكون هناك أيضا أنشطة عسكرية في المناطق التي يُحتجز فيها المختطفون".

كما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن "الرئيس الأميركي منح رئيس الوزراء الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية ضد حماس"، زاعمة أن "هناك تفاهما في إسرائيل والولايات المتحدة على أن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق".

فك الارتباط

وقصد الرئيس الأميركي بقوله: إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، انسحاب رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون من غزة في 2005، بعدما كان الكيان محتلا لكامل غزة عام 1967 إبان حرب النكسة (الأيام الستة حسب التسمية الإسرائيلية).

وجاء الانسحاب بمباركة من الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، ورأت الولايات المتحدة حينها أن خطة الانسحاب "مبادرة دبلوماسية جريئة"، بعكس تقييمها المعلن اليوم من ترامب والذي يرى أن القرار زاد الوضع سواء -في إشارة إلى سيطرة حركة حماس على القطاع-.

ودفع قرار الانسحاب نتنياهو الذي كان آنذاك وزيرا للمالية إلى الاستقالة، دون أن يعلن صراحة سبب استقالته، لكنه كان معارضا قويا لخطة شارون للانسحاب من القطاع، وقد هبطت حينها الأسهم الإسرائيلية أكثر من 3 بالمئة في أعقاب استقالته، وعيّن إيهود أولمرت وزيرا للمالية بالوكالة.

ونفذ الاحتلال في 2005 بأوامر من شارون ما عُرِف باسم "الانسحاب" أو "فك الارتباط" وسحبت القوات الإسرائيلية وفككت 21 مستوطنة من القطاع وهي كل المستوطنات التي كانت مزروعة هناك بينهم نتساريم وموراج، وظلّ يسيطر على حدود غزة ومجالها الجوي والبحري. 

وظل انسحاب الاحتلال من القطاع حدثا فريدا من نوعه؛ حيث لم يسبق لإسرائيل أن أخلت أرضا استولت عليها منذ احتلالها فلسطين عام 1948، وكانت عمليات الفصائل الفلسطينية المحرّك الأكبر نحو القرار، بالإضافة إلى الدوافع السياسية والعسكرية والأمنية والشخصية لشارون.

وكشف الإعلام العبري أن أحد أبرز الأسباب التي دفعت شارون للتفكير في قرار الانسحاب من قطاع غزة هو عملية "نتساريم" التي قُتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين، وترى أن هذه العملية كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر شارون".

وسلطت دراسة بعنوان: "التوازن الإستراتيجي للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة 2005-2016"، الضوء على التداعيات الأمنية للانسحاب من القطاع ومنها حماية المستوطنين، والعبء المضاعف على المنظومة الأمنية الإسرائيلية لتوفير الحماية للمستوطنين من عمليات المقاومة.

وأكّدت أن المستوطنين كانوا أهدافا سهلة للفصائل الفلسطينية، التي كانت تجد صعوبة في تنفيذ العمليات داخل الخط الأخضر، كذلك كانت هناك أهداف أخرى سهلة للفصائل وهي سيارات المستوطنين التي كانت تتحرك على محاور الطرق قرب التجمعات الفلسطينية.

ونفذت الفصائل الفلسطينية على مدار سنوات احتلال غزة العديد من العمليات، تنوعت بين إطلاق النار من مسافة صفر واقتحام المستوطنات الإسرائيلية وتنفيذ العمليات الاستشهادية وإطلاق الصواريخ وعمليات تفجير المواقع العسكرية الإسرائيلية عبر الأنفاق، والتي كانت الأشد وقعا على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

وإلى جانب دور المقاومة في الضغط على شارون للانسحاب من القطاع والدوافع الأمنية، كشف مسؤول إسرائيلي أن شارون بادر إلى تنفيذ خطة "فك الارتباط" عن غزة من أجل الهروب من التحقيقات الجنائية والشبهات القانونية ضده، وهو ما بدأ بالتحضير له عند نهاية عام 2003.

وتباينت ردود فعل ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي حول قرار نتنياهو احتلال كامل غزة، بين من رآها مناورة تفاوضية للضغط على حماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بشروط الاحتلال، وبين من حذر من خطورة التوجّه الإسرائيلي.

وندَّدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #احتلال_غزة، #غزة_تُباد، #نتنياهو، #ترامب، وغيرها، بمنح ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو لاحتلال القطاع، مستنكرين خذلان وتواطؤ الأنظمة العربية.

واستنكر ناشطون اعتزام نتنياهو احتلال كامل غزة وتحدثوا عن حقيقة أطماعه في القطاع ومن ثم باقي المنطقة، معربين عن ثقتهم في قدرة المقاومة الفلسطينية على دحره ومجابهة أطماعه واستدلوا على ذلك بدفعها سلفه شارون للانسحاب من القطاع.

سيناريو مستبعد

وتفاعلا مع الأحداث، عدّ المحلل السياسي ياسين عزالدين، إعلان الاحتلال عن نِيّته "احتلال غزة بشكل كامل والقضاء على الأخضر" كلام مضحك من ناحية أن هذا ما كان يحاول فعله طوال 22 شهرا الماضية ولم يوفر أي فرصة لكنه فشل، مشيرا إلى أنه كثّف من استخدام هذا التهديد في الأسبوعين الأخيرين.

وقال: إن الجانب الآخر الذي يجب أخذه على محمل الجد أن الإعلان هو تمهيد لهجوم غادر مرتقب، وتكلمنا عنه قبل فترة ويبدو أن الفرصة السانحة لم تتح لهم حتى اللحظة لهذا تظاهروا بأنهم يتريثون ويعطون المهل، إلا أن الحقيقة أنهم يعدون العدة وينتظرون اللحظة المناسبة عسكريا.

ودعا عزالدين إلى الحذر من استخدام قوات الاحتلال طرقا غير مألوفة وعلى الأرجح أن يكون هجومهم مبنيا على عمل استخباري مكثف جدا فطلعات التجسس ازدادت بمساعدة الطائرات الأميركية وقد يكون المستهدف منطقة خان يونس، لكن الحذر واجب في كل المناطق.

واستعبد الهجوم بقوات كبيرة؛ لأن جيشهم مستنزف لكن لديهم القوات الخاصة والنخبة جاهزة بالإضافة لسلاح الجو المستعد دوما، وربما يستعينون بمرتزقة من العملاء مثل عصابة أبو شباب.

وتوقع عزالدين، اعتماد قوات الاحتلال على أسلوب الصدمة والرعب، أي توجيه ضربة قاصمة وبعدها يراهنون على انهيار المقاومة وتحريك تظاهرات داخلية من جماعة فتح والسلطة؛ مذكرا بأنهم حاولوا نفس الأسلوب في إيران لكنهم فشلوا بتحريك ثورة داخلية.

وأضاف أن الضربة القاصمة قد تكون تحرير عدد من الأسرى الإسرائيليين، أو تصفية عدد من القيادات العسكرية، أو ضرب مراكز التحكم والسيطرة للمقاومة، أو شيء آخر يخططون له.

ورأى أنّ المهم هو امتصاص الضربة وإفشالها، ثم التحكم بالأحداث بعدها وعدم السماح لهم بهزيمتنا إعلاميا، فقد تكون ضربتهم هزيلة لكن إعلامهم يضخم الأمور وللأسف الكثير من الحمقى ينجرون خلفهم.

وبشّر بأن "المقاومة على قدر المواجهة كما عودتنا المهم أن يكون شعبنا واعيا لما يخطط له الاحتلال".

ورفض عزالدين، قول البعض: إن تهديدات الكيان باحتلال كامل غزة تتعلق بضغوط من أجل استئناف المفاوضات، قائلا: "هذا لا أتفق معه أبدا وأعتقد أن المفاوضات انتهت بالنسبة لنتنياهو فهو لا يبالي بأسراهم".

وأكد أن التهديدات تأتي في سياق تهيئة أجواء إعلامية والهزيمة النفسية من أجل تحريك "انتفاضة ضد حماس والمقاومة داخل غزة بالتعاون مع عملاء الاحتلال داخل غزة، ويخططون لتعزيز ذلك بضربة عسكرية معيّنة".

وأشار عز الدين إلى أن "ما يراهن عليه الاحتلال بهذه التصريحات هو الهزيمة النفسية لشعبنا وتشجيع عملائه على التحرك ضد المقاومة، ولا أرى أي علاقة لها بالمفاوضات".

واستبعد المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، سيناريو احتلال كامل قطاع غزة للكثير من الأسباب الداخلية والدولية والكلفة المحتملة.

وقال: إن خيار توسيع المناورة البرية لمناطق محددة هو الأرجح خلال الفترة المقبلة وربما سيكون مقدمة لمفاوضات أشمل، تتطلع فيها إسرائيل لتحقيق صفقة جزئية أو شاملة بشروط أفضل، أو في سياق واقع داخلي أكثر أريحية لنتنياهو، ودولي يتم مقايضة الصفقة بإنجازات دبلوماسية سياسية لصالح إسرائيل.

وأوضحت رشا فؤاد، أن ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة لا يدخل في باب "الردع" أو "الحرب"، بل هو تجويع جماعي، تطهير عرقي، ونية واضحة للإبادة، مؤكدة أن تصريحات نتنياهو ومقربيه عن "احتلال كامل" للقطاع ليست جديدة، لكنها هذه المرة تنطلق من آخر أوراقه السياسية.

وأشارت إلى أن نتنياهو رجل يعيش أزمة داخلية طاحنة، ويحاول أن ينجو سياسيا على حساب دماء الأبرياء، لكنه ـ حتى وهو يحكم قبضته على ما تبقى من القطاع لا يستطيع حسم المعركة لا عسكريا ولا أخلاقيا.

وتساءلت فؤاد: "هل إسرائيل بحاجة عامين لتُقرر الاحتلال الكامل؟"، مجيبة: "لا، لكنها استهلكت كل أدوات الضغط ولم تحقق أهدافها، وحماس لم تُكسر، والأسرى لم يعودوا، والجبهة الداخلية الإسرائيلية تترنح، والشرعية الدولية تآكلت سريعا".

وأشارت إلى أن ما يقوله نتنياهو عن احتلال الـ30 بالمئة المتبقية، ليس سوى تبرير للكارثة الإنسانية التي يخطط لتوسيعها، موضحة أن ما يعنيه بالضبط: "سأجعل غزة كلها شريطا ساحليا من الخيام، ومن يعترض فليغرق أو يجوع"، موجهة تساؤلا للعالم: “كم موتا إضافيا يحتاجه الضمير الإنساني ليتحرك؟” 

وكتب عبدالحكيم الصبحي: “نتنياهو يقرر احتلال غزة بالكامل!.. ها هي أمامكم.. سنتين فشلت في تحقيق أهدافك المعلنة وغير المعلنة، فما الذي منعك من احتلالها؟.. اسأل عن العفن شارون الذي سبقك في هذا المنصب المغتصب، لماذا قرر الانسحاب منها؟”

وأكد أن "القضية الفلسطينية لن تنتهي إلا بالتحرير وما هي إلا مراحل زمنية لا أكثر ويتحقق".

حيطة وحذر

وفي المقابل، أكد الكاتب إبراهيم المدهون، أن الحديث الإسرائيلي المتكرر عن نية احتلال قطاع غزة لم يعد مجرد تهديد إعلامي أو ورقة تفاوضية، بل بات مؤشرا جديدا على عمق مأزق الاحتلال وفشله الذريع في الحسم العسكري، بعد 22 شهرا من العدوان المتواصل، الذي لم يُحقق أيا من أهدافه المُعلنة، رغم ما ارتكبه من إبادة وقتل وتدمير هائل في القطاع.

وقال: إن قيادة الاحتلال تحاول إعادة رسم مشهد الحرب من جديد، مدفوعة بخيبة أجهزتها الأمنية والعسكرية، وقلقها من صلابة الجبهة الداخلية في غزة، وإرادة المقاومة التي بقيت صامدة رغم القصف، والتجويع، والمجازر.

وحثّ المدهون على أخذ تهديد الاحتلال الخطير بمنتهى الجدية، قائلا: "نحن نواجه حكومة إسرائيلية متطرفة، لا تؤمن بالقانون الدولي، ولا تضبطها أي حدود أخلاقية أو إنسانية، قراراتها تنطلق من عقلية انتقامية وتوجهات فاشية، وتسير في طريق محفوف بالمجازر والمخاطر".

وعدد أبرز دوافع هذا التوجه الإسرائيلي، ومنها الضغط على المقاومة، خصوصا حماس، لفرض تنازلات في مسار التفاوض، وتحدي الإرادة الدولية المتزايدة نحو الاعتراف بدولة فلسطين ووقف العدوان، والتغطية على الفشل الداخلي والانقسامات السياسية الحادة داخل كيان الاحتلال.

وأشار المدهون إلى أن الأخطر هو الدفع نحو اجتياح بري شامل، يقود إلى إبادة وتهجير جماعي في غزة، مؤكدا أن ما يجرى ليس مجرد حرب عسكرية، بل تهديد وجودي لشعبنا، وخطر حقيقي يهدد أكثر من مليوني إنسان محاصرين في غزة، يتعرضون يوميا للموت البطيء.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يُبدي تحفظا تجاه هذه الخطوة، ويدرك أنها مغامرة باهظة الثمن، فغزة لم تُهزم، ولم تُكسر، وما زالت تحتفظ بمقاتلين أكفاء، وخبرة ميدانية عميقة، وتشكيلات شرسة لن تستسلم.

وأكد الكاتب الفلسطيني أن أي عملية اجتياح بري ستواجه معركة معقدة قد تُربك حسابات العدو، وتُفشل مخططاته، وتُعيد ترتيب موازين القوة، ولهذا، فإن هناك صراعا داخليا محتدما بين المستوى السياسي والعسكري داخل كيان الاحتلال، رغم أن الاتجاه العام لا يزال يسير نحو التطرف والتوحش.

وتساءل عبدالله زكريا: “هل لو كانت إسرائيل تقدر تحتل غزة كانت تنتظر عامين لاحتلاله خاصة أنها بلغت العلو الكبير وهزمت حزب الله وضربت إيران ونازلة طحن في غزة منذ عامين؟”

وتوقع أن "هذه أخبار مسربة عمدا للضغط على حماس رغم أن هذه نية نتنياهو الفعلية وربما اتخذ القرار ويحس نبض قادة جيش سيشيلون الشيلة وينتظرون مقتلة جديدة بينهم بفعل جسارة المقاومة".

وأوضح زكريا، أن "هدف نتنياهو منذ البداية هو احتلال غزة، لكن كان يريد صفقة  لنزع سلاح حماس ثم بعدها احتلال غزة بالكامل بدون خسائر، ولكنه الآن سيضطر يحاول احتلال غزة في وجود المقاومة، وهذا سيكلفه خسائر جسيمة وحرب استنزاف". مشيرا إلى أن الجيش الصهيوني يكره جملة "حرب استنزاف".

وأوضح المغرد رائد، أن إعادة احتلال غزة لم تكن فكرة طارئة لدى نتنياهو، بل مشروع يلاحقه منذ قرابة 20 عاما، وهو من عارض الانسحاب ودفع شارون لمغادرة الليكود وتأسيس كاديما، قائلا: "سقط كاديما، وغاب شارون، لكن حلم نتنياهو لم يسقط.. بل ينتظر فرصته".

وكاديما، هو حزب إسرائيلي تأسس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 بمبادرة من شارون بعيد انسحابه من حزب الليكود بسبب توترات ومواجهات داخلية مع خطه السياسي والاقتصادي لحكومته في الحزب من زعامات جديدة مثل نتنياهو.

وحذر كمال الهندي، من أن القادم عظيم وخطير، قائلا: إن الجيش الصهيوني سيقوم بمهاجمة الـ10 بالمئة التي يتحصن فيها أكثر من مليوني نازح، وإذا لم يقف المجتمع الدولي ويمنع هذه المهزلة فإن الضحايا سيكونون بعشرات الآلاف لا سمح الله.

وعد أحد المغردين، أن من الخطأ التعامل مع تسريبات قرار نتنياهو احتلال قطاع غزة بالكامل كفقاعات إعلامية للضغط على حماس في المفاوضات، قائلا إن ما يحدث في غزة منذ سنتين يؤكد ذلك. 

وأضاف أن الاستخفاف بالتهديدات التي تتحول إلى واقع يعكس قصورا في تعاملنا مع إسرائيل.

وقال الصحفي خليل العوامي: "واضح أن نتنياهو لا يزال متعطشا لسفك مزيد من دماء الفلسطينيين العزل في غزة، ولم يشبع غرائزه الدموية قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني ثلثيهم من النساء والأطفال، ويريد تنفيذ عملية عسكرية أوسع واحتلال كامل القطاع".

ثقة بالمقاومة

وإعرابا عن الثقة في قدرة المقاومة الفلسطينية على التصدي لتوسيع الاحتلال عمليته العسكرية في القطاع، أكد الطبيب المصري يحيى غنيم، أن الذى كسر السيوف الحديدية، وأعطب عربات جدعون، وجعل العالم كله يلعن الغزاة النازيين الجدد؛ سيقضي على وهم النصر المطلق.

وبشر بأن المقاومة ستغلق النافذة على ترامب الغارق في الرذيلة والخائف من فضائح ملفات چيڤرى إبيستن، ساخرا من قرار "إسرائيل" توسيع الحرب بالقول: “ما الذي كانت تفعله منذ 22 شهرا خلت؟ أظنها كانت تدرب أهل غزة على مشاهد يوم القيامة؟!”

وسخر حسين داهم، من حديث الصحف العبرية عن اتجاه "إسرائيل" نحو احتلال غزة بالكامل ونقلها ذلك على لسان نتنياهو، قائلا: "جيشهم مفلس وعاجز ويريد احتلال غزة!".

وأضاف: "لله در أبطال غزة فرصتكم للتصدي للهجوم ومطاردتهم بقوة فإن جنودهم منهمكون وليس لهم أي استعداد للقتال ونفسيا منهزمون دون الضربة".

وقال عبدالله الحمومي: "ما يهدد به الصهاينة ومن معهم من مجرمي العالم باحتلال غزة ، لا يعني إنهاء المقاومة فقد فشلوا في ذلك على مدار ما يقارب السنتين".

وأضاف أن "احتلال غزة يعني قتل الأبرياء وتدمير ما فوق الأرض أما ما تحت الأرض فسيكون عليهم وبال وجحيم، وهم يدركون ذلك".

خذلان عربي

وهجوما على الأنظمة العربية التي خذلت غزة وتركتها وحيدة تواجه أطماع الاحتلال الإسرائيلي، قال سعدون ضاهر: "لا بعرب عروبتي أفتخر ولا بمسلمي عهدي أعتز.. بهم خذلنا وبهم قُتلنا.. لا سماحكم الله ولا عفا عنكم".

وقال أحمد: "ثبت فعليا أن سبب بقاء الكيان الصهيونى ليس أميركا أو الغرب، بل أنظمة وجيوش العرب وشعوب العرب، وأن أول خطوة لزوال هذا الكيان هي إسقاط كل دويلات العرب وجيوشها وحدودها، وإن قرر نتنياهو احتلال غزة فسينهار الكيان وتسقط دول وأنظمة فى المنطقة".

واستنكر الأكاديمي أحمد عامر، اتفاق ترامب ونتنياهو على توسيع العمليات العسكرية في غزة ومحاولة احتلال القطاع بالكامل، متسائلا: "أين العرب؟ أين المسلمين؟ غزة تنزف دما منذ سنتين يا عرب يا مسلمين".