"كان تحت أقدامهم ولم يعلموا مكانه".. رجال القسام يشلون التكنولوجيا الصهيونية

شدوى الصلاح | منذ ٥ أيام

12

طباعة

مشاركة

برهانا على قدرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التغلب على التكنولوجيا الصهيونية "المتقدمة"، احتفظت برفات ضابط إسرائيلي لمدة 11 عاما دون أن يكتشفه الكيان، حتى سلمته ضمن صفقة طوفان الأقصى.

وأفاد مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه تسلم جثة الأسير هدار غولدن من الصليب الأحمر، معلنا التعرف على هويته بعد فحص رُفاته في معهد الطب الشرعي. 

وأكدت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أن الجثة للضابط الإسرائيلي هدار غولدن الأسيرِ منذ 2014.

واشترط رئيس أركان جيش الكيان الإسرائيلي إيال زامير، تسليم رفات الضابط "هدار غولدين" الذي أسرته حماس عام 2014، مقابل النظر في إطلاق سراح عناصرها العالقين برفح.

وكانت القسام أعلنت أنها، في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، ستسلم جثة غولدن التي عُثِر عليها ظهر 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، داخل نفق في مخيم يبنا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعدما أدار الاحتلال ظهره لمناشدات عائلته على مدار 11 عاما من احتجازه.

وأكد بيان القسام الالتزام باستكمال استخراج الجثث، رغم أن العملية تجري في ظروف معقدة وصعبة للغاية، وأكدت أن استخراج ما تبقى من الجثث يتطلب طواقم ومعدات فنية إضافية.

وحمّلت القسام إسرائيل مسؤولية أي اشتباك يقع مع عناصرها العالقين في مدينة رفح، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. مؤكدة: "لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".

وطالبت "القسام" الوسطاء بالالتزام بمسؤولياتهم لـ"إيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار"، وسط تذرع إسرائيل بـ"حجج واهية لخرقه، واستغلال ذلك لاستهداف المدنيين بغزة".

وكان غولدن يبلغ من العمر 23 عاما عند مقتله مطلع أغسطس/آب 2014 خلال عملية الجرف الصامد، وأسر جثمانه من قبل كتائب القسام أثناء وقف لإطلاق النار استمر 72 ساعة في حينه، وفق هيئة البث الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، لم تقدّم القسام أي معلومة بشأن غولدن.

ومنذ بدء سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سلمت الفصائل الفلسطينية 20 أسيرا إسرائيليا أحياء ورفات 25 آخرين من أصل 28.

لكن إسرائيل ادعت أن أحد الجثامين التي تسلمتها لا يعود لأي من أسراها، وأن رفاتا آخر لم يكن جديدا بل بقايا لأسير سبق تسلم بعض رفاته.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، في حين تؤكّد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للتدمير الإسرائيلي الهائل بغزة.

في المقابل، يوجد نحو 9500 شهيد فلسطيني لا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة الإسرائيلية. وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبرزت على منصات التواصل الاجتماعي قراءات وتحليلات لقدرة كتائب القسام على الحفاظ على الأسرى الإسرائيليين ورفاتهم، مشيدين بقدرة المقاومة على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واستخدام رفات الأسرى كأداة ضغط على الاحتلال في مفاوضات التبادل.

وتحدثوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #هدار_غولدن، #كتائب_القسام، #رفح، وغيرها، عن فشل الكيان في العثور على جثث الأسرى رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الاحتلال، ساخرين من العجز عن جمع معلومات استخباراتية كافية عن الأسرى.

“فضيحة استخباراتية”

وتفاعلا مع التطورات، كتب محمد هنية، أن وسائل إعلام عبرية قالت: إن في ذات النفق الذي أخرجت منه المقاومة جثة هدار غولدن، دخل جيش الاحتلال النفق، وحفر فيه، وفتّشه قبل عام ونصف العام، لكنه لم يعثر على شيء!

ولفت إلى أنه النفق نفسه، والبقعة نفسها، على بُعد مئات الأمتار فقط من الحدود المصرية، كل شيء كان تحت أنوف جيش الاحتلال، لكن ما كانت أعينهم لتبصر ما تُخفيه القسام.

وقال هنية: "عن استخبارات تنبش الرمال ولا تدرك أنها تدوس على سِرّها؟ عن مقاومة لا تنقل أسيرها، بل تُخفيه حيث سقط، وتحرسه لأكثر من عشر سنوات وتنتشله حين تشاء، لا حين يُطلب منها".

ولفت وردوني جلال عبد الجليل إلى أن الإعلام الرسمي في الكيان يعلن أن عصاباتهم المسماة (جيش) كانت تبحث عن الضابط هدار - غولدن منذ عام كامل، قائلا: "عامٌ كامل وهو تحت أقدامهم ولا يعلمون مكانه".

وأضاف: "عامٌ كامل تحت طائراتهم وأقمارهم الصناعية التي تراقب كل نملة وتعرف مكان كل ذرة تراب، إلا مكان أسيرهم، لم يعلموا عنه شيئًا".

وتابع عبدالجليل: “تخيلوا.. سنة كاملة وهم ينقبون في النفق نفسه في رفح، كل يوم وكل ساعة وكل شهر، ولم يتعرفوا على دليل واحد يقودهم إلى أسيرهم.. فماذا تُسمّي هذا إلا توفيق الله لهذه العُصْبة المؤمنة الثابتة ؟”

وأردف: "يعودون إليه كمن يبحث عن ظله في العتمة، لا دليل، لا معلومة، فقط عجز مفضوح". مؤكدا أن هذا ليس فشلًا ميدانيًا فحسب، بل فضيحة استخباراتية بكل معنى الكلمة.

وسخر عبدالجليل، من أن جيشا يدّعي أنه الأقوى في الشرق الأوسط، يعجز منذ أكثر من 11 سنة عن الوصول حتى إلى الضابط المفقود. لافتا إلى أن جنود الاحتلال كانوا يفتشون في الحفرة نفسها يومًا بعد يوم، وكأنهم يبحثون عن كرامتهم الضائعة، لا عن هدار غولدن.

ورأى أن هذا الملف يفضح الحقيقة المرة: "يمتلك الكيان كل أدوات القوة، لكنه فقد البصيرة أمام إرادةٍ لا تُقهر، وأثبتت المقاومة أن الأرض والعقل المغلف بالإيمان بالله دائما أقوى من كل التقنيات والأسلحة".

ولفت وليد إبراهيم الهودلي إلى أن 11 عاما من البحث والفشل وملفٌّ يفضح عجز العقول أمام صمت الرجال. مؤكدا أن رفح لم تُبح بسرّها، واستعصت على عيون الأعداء وأن ما بين التقنية والإيمان، انتصر الصمت على كل أدوات التجسس.

وأشار إلى أنه في عالمٍ تحكمه الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، يظلّ ملفّ هدار غولدن وصمةَ عجزٍ لأعتى أجهزة الاستخبارات في التاريخ الحديث.

وذكر الهودلي، بمرور 11 عامًا من المطاردة، تسعٌ منها قبل الحرب وسنتان زمن الحرب، سخّرت فيها إسرائيل ومن ورائها من أجهزةٍ أميركيةٍ وغربية كلّ قدراتها البشرية والإلكترونية، فوق الأرض وتحتها، في الجو والبحر والفضاء وكل الساحات والفضاءات، لكنّ النتيجة كانت صفرا كبيرا أمام معادلةٍ لا يعرفها إلا من تمرّس على الصبر والسرية: معادلة الإرادة والإيمان.

وأكد أن ملفّ "غولدن" لم يكن مجرد غائبٍ مجهول، بل امتحان مفتوح لعقلية الأمن الإسرائيلي التي ادّعت القدرة على رصد الأنفاس، وتوقّع الخُطى قبل أن سيرها، ورغم ذلك، ظلّ السرُّ مطمورًا في رمال رفح، عصيًّا على التقنية والعقول، كأنّ الأرض نفسها عقدت عهدًا ألا تبوح بما أودع فيها.

تحليلات وقراءات

من جانبه، أوضح بلال حبوب، أنه تم تسليم رفات هدار غولدن، فيما لا تزال حركة حماس تحتجز أربعة أسرى إسرائيليين. مؤكدا أن هذا التطور يفتح الباب أمام تساؤلات حول السيناريو القادم، خصوصا في حال تم تسليم رفات الأسرى المتبقّين.

وقال: إن في حال تحقق ذلك، سيكون الانتقال إلى المرحلة الثانية من العملية، وهي مرحلة من شأنها أن تفتح العديد من الملفات المهمة، من أبرزها، فتح معبر رفح البري أمام حركة الأفراد، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج "الخط الأصفر" في جميع الاتجاهات، ضمن مساحة محددة ومعلومة الحدود.

ورصد حبوب، من بين الملفات المتوقع فتحها في المرحلة الثانية، عودة السكان إلى المناطق التي تم إخلاؤها، ودخول الهيئات والمؤسسات الدولية إلى قطاع غزة لمتابعة الأوضاع الإنسانية والتنظيمية، والاتفاق على آلية محددة بشأن ملف السلاح في غزة، وهو الملف الأكثر تعقيدًا وشائكية في المرحلة المقبلة.

وأكد أن هذا الملف يرتبط ارتباطا مباشرا بملف إعادة الإعمار، الذي تستعد عدة دول للمشاركة فيه، من بينها مصر وقطر وتركيا والصين؛ حيث تتسابق هذه الدول لتقديم خطط ومشاريع لإعمار القطاع.

وتساءل حبوب: "ماذا لو لم يتم تسليم رفات الأسرى الأربعة المتبقين؟"، مجيبا: "لن نصل إلى طريق مسدود؛ إذ تدرك الإدارة الأميركية تماما أن هناك احتمالا كبيرا لفقدان بعض الرفات نتيجة الحرب العنيفة التي شهدها القطاع".

وقال: إنها أيام حاسمة ومفصلية بين استكمال المرحلة الأولى والانتقال إلى الثانية التي تحمل عنوانين رئيسين: الانسحاب إلى المناطق الحدودية وعودة السكان، وفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد.

وتوقعت منى العمري، أن يحاول نتنياهو إيجاد طريقة لاستثمار إعادة هدار غولدن وتسويق الأمر كما لو أنه إنجاز يحسب له، في محاولة لتغطية الفشل الإسرائيلي في إعادته أو حتى معرفة معلومة واحدة عن مصيره خلال الـ 11 عاما الماضية، إلا بما سمحت المقاومة في نشره طوال فترة احتجازه.

وذكر سعيد زياد، بأن اجتياح رفح واحتلالها بدأ منذ منتصف العام الماضي، وأنها المنطقة الوحيدة التي استمرّ العدو بالسيطرة عليها بالقوات طيلة هذه الفترة، إلا أن كل هذا الجهد الاستخباري الذي استمرّ ١١ عاما، وكل هذا الجهد العملياتي الذي تواصل منذ أزيد عن عام، لم يسعفهم للعثور على (جثّة).

وقال يوسف الدموكي: إن سرا واحدا يُكشف كان كفيلا بإفساد كل شيء، خطأ واحد كان كافيا لأجهزة المخابرات الأسطورية الفاشلة لتزهو بأي شيء، خيط واحد كان صيدا ممتازا لإفشال جهود السنين، لكن أيا من ذلك لم يحدث، ولا أسيرا وصلوا إليه في نفق، ولا حتى تلك الجيفة التي حافظ عليها الرجال إحدى عشرة سنة!.

وأكد أن لا مجال لغفوة ولا سهو، لزلة أو نسيان، كأنما تطلب من بشر عاديين يجالسون الصحب والأهل والخلان، يرتادون الجامعة ويحضرون الدراسات العليا، يحبون زوجاتهم ويُقبّلون جباه أطفالهم وأيدي أبويهم كل صباح، أن يبقوا على ذلك كله، مع التحول في الوقت ذاته إلى رجال خارقين!.

وأضاف الدموكي: "ليسوا ملائكة، ولا كائنات فضائية، ولا مخلوقات من كوكب آخر، ليسوا إلا بشرا، يأكلون مما تأكلون منه ويشربون ما تشربون، لكنهم يؤمنون بما لم يصل إليه إيمان أحدنا، فيرون ما لا نراه، ويوقنون بما نجهله، شيء يجعل الأمانة والحذر والدهاء لصيقة بأصحابها، والإيمان تثبيتًا لكل شيء، وذلك هو السر الذي يملك كل سر، والباب الوحيد في الأرض الذي مفتاحه في السماء؛ مفتاحه الجنة".

ورأى علي صلاح، أنه بعملية تسليم غولدن، تواصل المقاومة توجيه ضربات قاسية لنتنياهو، وهذه المرة ليست سياسية فحسب، بل داخلية أيضًا؛ فقد كشفت كذب نتنياهو على عائلة هدار وعلى الشارع الإسرائيلي، وفضحت تضليل قادة الجيش لجنودهم، وهكذا، تلقّت عقيدة "إسرائيل لا تترك جنديًّا خلفها" ضربة في مقتل.

وقال محمد آل خليفة العيادى: إن الخبر الذي انتشر أخيرا عن العثور على ستة من المقاومين الشهداء، بإذن الله، في نفس الموقع الذي انتُشل منه الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، لم يكن حدثا عاديا.

وأضاف أن وجود هذا العدد من الشهداء في نقطة واحدة يوحي بأن المكان لم يكن مجرد موضع دفن، بل ساحة قتال دارت فيها معركة لحماية هدف بالغ الأهمية، يُرجَّح أنه هدار غولدن نفسه، ما يعني أنه ظل حيا حتى وقت قريب جدا.

وتابع العيادي: "إذا تبيّن أن هؤلاء الشهداء سقطوا خلال العدوان الأخير، فإن ذلك يُسقط تمامًا رواية الكيان التي تزعم مقتله منذ عام 2014، ويشير إلى أن المقاومة احتفظت به على قيد الحياة لسنوات طويلة قبل أن يُفقد خلال المعارك الأخيرة في ظروف غامضة.

وأوضح أن مغزى التسريب، فهو أبعد من مجرد كشف ميداني، فالجهة التي تدير ملف الأسرى معروفة بانضباطها الشديد، ولا تُسرّب معلومة بهذه الحساسية عبثًا، بل أرادت أن تبعث برسالة واضحة: ما يُعلن في إعلام الكيان ليس الحقيقة الكاملة، وما زال في جعبة المقاومة ما يُربكهم.

وأكد العيادي، أن هذا التسريب يضع القيادة السياسية والعسكرية في مأزق حقيقي أمام عائلة الأسير التي ظلت تطالب بمعرفة مصيره، كما يحرج المؤسسة الدينية بالكيان التي أقرّت بموته دون دليل مادي، فالمجتمع الذي يؤمن بعقيدة استعادة كل جندي سيُصدم إذا تبيّن أن ضابطه كان حيًا، وأن قيادته ضلّلته لسنوات طويلة.

وتابع: "في النهاية، ما جرى كشفه ليس مجرد خبر، بل ضربة سياسية ومعنوية مركّبة، ودرسٌ جديد في أن الحرب ليست فقط في الميدان، بل في الوعي والعقيدة والهيبة أيضًا".

لا للاستسلام

من جانبه، أشار علي أبو رزق إلى أن البيان الأخير للكتائب حمل تأكيدًا على رفض فكرة الاستسلام الجماعي للمقاتلين الباقين في رفح مهما كان الثمن، مع تحميل الاحتلال، وحده، مسؤولية أي مواجهة محتملة في تلك المناطق.

ولفت إلى أنه كانت هناك أنباء حول تأخير تسليم جثة الضابط هدار غولدن بسبب هذا الملف، قبل تأكيد تسليمها ظهر أمس، ما يعني حرص المقاومة على الالتزام الحرفي ببنود الاتفاق، وسدّ كل الذرائع الممكنة.

وأكد أبو رزق، أن نتنياهو يرى وجود عدد من المقاتلين في هذه المناطق ذريعة للبقاء في الخط الأصفر أطول فترة ممكنة، وذريعة للعودة للقتال وفق التوقيت والظرف الذي يناسبه.

وأضاف أن نتنياهو يرى وجود المقاتلين أيضا ذريعة أكبر للتمسك بشرط تدمير الأنفاق قبل الذهاب للمرحلة الثانية، خصوصا بعد التقرير الفضيحة حول فشل الجيش في العثور على جثة الضابط الأخير، رغم أعمال البحث لعدة أشهر في نفس المنطقة.

وأكد أحد المدونين، أن من سيكولوجيات القسام الجهاد لا استسلام، متسائلا: "كيف لهم أن يستسلموا وهم من جعلوا الصفر قيمة، وقاتلوا من مسافة الصفر، وتربوا على موائد القرآن، واختاروا إحدى الحسنيين".

ورأى ياسين عز الدين، أن بيان القسام يؤكد على ما قلناه في الأيام الماضية بخصوص المقاومين في رفح ومناطق الخط الأصفر، أنهم ليسوا محاصرين وأن ما يذكره إعلام الاحتلال مجرد هراء.

ولفت إلى أن البيان تكلم عن أن الاحتلال يتحمل مسؤولية أي صدام مع المقاومين، وهو ما كنا نقوله: إن الخشية الوحيدة هي انهيار وقف إطلاق النار وأن المقاومين ليسوا في ضائقة ولا محاصرين داخل أنفاق. مؤكدا أن كل ذلك من كذب وخرط إعلام الاحتلال.

وأكد فايز أبو شمالة، أنه ليس هناك مقاومون فلسطينيون لحركة حماس، محاصرون في الأنفاق، وتحت رحمة العدو الإسرائيلي، ولا مخرج لهم إلا بتسليم أنفسهم، أو القصف بالصواريخ الإسرائيلية، كما يزعم العدو.

وأوضح أن في المنطقة التي حددها العدو منطقة صفراء يوجد عشرات المقاومين، وهم جاهزون للمواجهة والتضحية، ولكن قرار وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس يَحُول دون فعلهم المقاوم، وتعليمات القيادة تقضي بأن يلتزموا بوقف إطلاق النار.

وقال أبو شمالة، إن هؤلاء المقاومين لديهم حبَّات التمر والطعام الذي يكفيهم لعدة أشهر، ولديهم الماء الكافي، ولديهم القدرة على الصمود لزمن طويل، ولديهم القدرة على العودة إلى مناطق غزة البعيدة عن الجيش الإسرائيلي، إن أرادوا، فمخارج الأنفاق بين أيهديهم، ولا يعلمها إلا هم.

ورأى أن تجربة إخراج جثمان الجندي الأسير هدار غولدن من داخل المنطقة الصفراء، دللت على أن العدو يجهل تركيبة الأنفاق، ولا يدري أين مداخلها ولا أين مخارجها.

وأضاف أبو شمالة، أن حركة حماس أرادت أن توصل رسالة إلى الوسطاء، وإلى الرئيس الأميركي بالتحديد بأن حركة حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار، وتمنع رجالها من تنفيذ عمليات عسكرية داخل المنطقة الصفراء.

وتابع: "وعليه، فإن إصرار العدو على عدم السماح بخروج هؤلاء المقاومين معززين مكرمين، فإنهم جاهزون لاستئناف المقاومة، واصطياد جنود العدو، والمسؤولية عن انهيار وقف إطلاق النار يتحملها العدو الإسرائيلي".

وأكد أحمد سلطان، أن موافقة القسام على تسليم جثمان هدار غولدن، الساعة الثانية ظهرا، تعني أن هناك حراكا من أجل حل أزمة مقاتلي الكتائب الموجودين برفح، وبالطبع لا تنفصل هذه الموافقة عن بيان الكتائب بأن مقاتليها لا يستسلمون أو يسلموا أنفسهم.

وأوضح أن هذه إشارة لتل أبيب والوسطاء بأن البديل لحل الأزمة عن طريق التفاوض هو القتال في رفح الذي وصفته القسام بأنه دفاع عن النفس، متوقعا أن زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المقررة هذا الأسبوع تتضمن أجندتها ملف المقاتلين في رفح.