بعد انتصار مقاومة غزة.. الاحتلال يفجر غله بالضفة وسط تعتيم إعلامي عربي ودولي

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون على منصات التواصل باتساع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، ليشمل عمليات نسف لمربعات سكنية وتدمير طرق واعتقالات واسعة، وسط تجاهل عربي واضح واكتفاء سلطة محمود عباس بالشجب والتنديد.

الاحتلال الإسرائيلي بدأ عدوانا واسعا على جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة (21 يناير/كانون الثاني 2025)، بعد إبادة جماعية إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.

ونسف الاحتلال، في 2 فبراير/شباط 2025، مربعا سكنيا كاملا في مخيم جنين، وفجّر مباني في حارة الدمج والحواشين ومنطقة شارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير.

ويعد حي الدمج أحد الأحياء المعروفة بمقاومته للاحتلال ونضاله ضده منذ سنوات، لا سيما أثناء انتفاضة الحجارة عام 1987 وكذلك خلال اجتياح مخيم جنين في أبريل/نيسان 2002.

من جانبه، أفاد محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريحات صحفية، بأن 3420 عائلة فلسطينية نزحت من مخيم جنين من أصل 3490 عائلة، جراء العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في المنطقة منذ نحو أسبوعين.

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن "التفجيرات الضخمة في جنين، ونسف عدد كبير من المنازل، دليل على استمرار حرب الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية".

واستنكرت "إصرار المحتل على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها في قطاع غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب المحاسبة لمجرمي الحرب الصهاينة"، داعية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي “لتحمل مسؤولياتهم بوقف جرائم الاحتلال”.

فيما وصفت المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية بـ"الإجرامية"، محذرة من أن "نية الإبادة الجماعية واضحة في الطريقة التي تستهدف فيها إسرائيل الفلسطينيين".

ودعت المسؤولة الأممية عبر حسابها بمنصة إكس، المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف عمليات التدمير، التي قالت إنها "توسعت لتشمل جميع الأراضي المحتلة وليس غزة فحسب"، قائلة: "لقد حان الوقت، بل تأخر، للتدخل لوقف ذلك".

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جنين، #الضفة_الغربية، وغيرها، فرض الاحتلال الإسرائيلي تعتيم إعلامي غير مسبوق على جريمة الإبادة في المخيم.

تنديد واستنكار

واستنكارا لتصعيد الاحتلال عدوان، عرضت الصحفية ديما الحلواني مقطع فيديو يوثق ما أسفر عنه القصف الإسرائيلي على جنين، قائلة إن الإرهاب الصهيوني يفجّر غلّه وحقده في مخيم جنين ويدمر 20 منزلا.

من جهته، كتب الناشط أدهم أبو سلمية: "لم تتوقف الحرب، إنها تشتعل الآن في عموم الضفة الغربية المحتلة، الضفة جزء من وطننا فلسطين 🇵🇸 لذلك العيون والقلوب والأرواح كلها معلقة هناك حيث الإرهاب الصهيوني المستمر".

وأكد أن العدو الصهيوني يستبيح الضفة الغربية ويمارس حرب إبادة جماعية وسط غياب دولي وإعلامي.

وعرض أبو سلمية، مشاهد من حارة الدمج بجنين، قائلا: "هنا لم يحدث طوفان الأقصى، ولذلك تخرس كل ألسنة المطبعين والصهاينة العرب والذباب الإلكتروني، هنا فقط الإرهاب الصهيوني في أوضح صوره بعد 50 يوما من حملة السلطة الفلسطينية التي نكلت بالمقاومة تمهيدا لهذه الجرائم المروعة".

وأضاف: "هنا تغييب الجزيرة بقرار من سلطة عباس ليتسنى للعدو الصهيوني ممارسة جرائمه بعيدا عن نظر العالم..".

بدوره، قال إبراهيم الدويري: "على جنين وطوباس ومدن الضفة كلها اجتمع عسف الاحتلال الهمجي، والتعتيم الإعلامي، والتنسيق الأمني المهين..".

السلطة والاحتلال

فيما خاطب السياسي فايز أبو شمالة، رئيس السلطة ووبخه قائلا: "يا محمود عباس: هذا التدمير للمربعات السكنية في الضفة الغربية وليس في غزة!".

وأضاف: "منذ وقف إطلاق النار مع غزة، ارتقى أكثر من 50 شهيدا وعشرات الإصابات في مناطق الضفة الغربية! فأين أنت يا عباس؟ أين قيادة منظمة التحرير؟ أين اختفت الأجهزة الأمنية والسكين تحز على عنق الضفة الغربية."

وتابع أبو شالمة: “تركتم غزة وحدها، وقلتم غزة منقسمة، غزة حماس، غزة ناشز متمردة على القيادة فماذا عن الضفة الغربية، إنها تحت سيادتكم، يا فاقدي السيادة، أين أنتم من هذا القتل والنسف والتدمير للضفة الغربية؟”

بدوره، أشار المحلل السياسي ياسين عز الدين، إلى أن الاحتلال فجر عبوة ناسفة في قوات الاحتلال ببلدة السيلة الحارثية غرب جنين فجر اليوم، عارضا صورة مما أسفر عنه التفجير.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال يركز على المدينة والمخيم فيما تسانده السلطة بالمناطق الريفية، رغم ذلك المقاومة مازالت قادرة على العمل والتصدي لجيش الاحتلال.

وقال الباحث حذيفة عزام، إن مخيم جنين وفرسانه الشجعان بين مطرقة الاحتلال وسنديان سلطة الاحتلال الثاني.

كذلك استنكر الصحفي أحمد شوراب، أنه حتى تدمير جيش الاحتلال لمربعات سكنية في مخيم جنين لم يدفع أجهزة السلطة لوقف حملتها الأمنية ضد المقاومة في شمال الضفة الغربية، ولو من باب التواري خجلا، متسائلا: “أم أن هذا أيضا لضمان عدم تحول الضفة لغزة ثانية؟!”

وأكد أن هذا الدور الخطير لا يجوز أن ينسى أو يغتفر، وهو يشير بوضوح إلى موقع السلطة.

وأشارت إيناس جابر، إلى أن بينما كان جيش الاحتلال يقوم بنسف عشرات المنازل يوم أمس في مخيم جنين، كانت أجهزة أمن السلطة تلاحق أبناء المخيم فاختطفت كلا من محمود الناطور وعلاء أبو اليامن، كما اختطفت المطارد فايز غنام من عقابا قضاء طوباس.

تعتيم مستنكر

بدوره، أوضح الباحث علي أبو رزق، أن هناك حالة تعتيم إعلامي غير مسبوقة على ما يجرى من جريمة إبادة في مخيم جنين، مذكرا بأن كاميرا الجزيرة كانت الوحيدة التي تبث من قلب المخيم قبل أن يتفق الاحتلال وأمن السلطة على إغلاق القناة الأقرب للرواية الفلسطينية.

وقال: "كانت هناك أبواق إعلامية تقول إن وجود الإعلام وتصوير المسلحين باستمرار يعطي مبررا للاحتلال للقصف والتدمير، وها قد غاب الإعلام، فتضاعف القصف والقتل والتدمير وبدأ الكيان معركة "جباليا جديدة" في مخيم جنين".

وأضاف أبو رزق، أن الذي يبعث على الألم أكثر من الدهشة في الحقيقة، أن شيطنة غزة والحملة الأمنية التي تقودها السلطة في جنين مازالت متواصلة، في رسالة وصلت من "القيادة" للشعب أنه لم يعد هناك خطوط حمراء بعد الآن، بعد أن أصبحت السلطة وجيش الاحتلال "يدًا واحدة" في قمعهما ضد الفلسطينيين.

وأشار الكاتب عز الدين أحمد، إلى أن مسح مخيم جنين يجرى على قدم وساق وسط تعتيم إعلامي، لافتا إلى أن ما يحصل سيكرره الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية كلها ومدنها وقراها.

وعرضت الصحفية إسراء الشيخ، صورة من مخيم جنين إثر هجمات الاحتلال، داعية لتكثيف النشر حول ما يحدث في جنين ومخيمها.

وأكدت أن ما يحدث خطير والتغطية الإعلامية شبه معدومة، والاحتلال سيبدأ مرحلة جديدة من العمليات العسكرية أسماها "رأس الأفعى"، وهنالك خطوات ينتهجها الاحتلال نحو إبادة جديدة وتطهير عرقي في الضفة ستبدأ من جنين.

فيما قال أحد المغردين، إن أقل حاجة نعملها إننا نكون الصوت الإعلامي لجنين، موضحا أن المقصود التعتيم عليها إعلامياً.

وتساءل: “يعنى ايه مربع سكنى كامل فيه 100 بيت يتقصف والخبر ميوصلش ولا حد يعرف وإن ظهر يظهر بعدها ب 5 ساعات؟”

وأكد آخر، أن أولى خطوات الوقوف لمنع تهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية هي الحديث عن مخيم جنين وطولكرم وما يحدث في الضفة.

ونصح قائلا: "بلاش نعامل القضية بصفتها ترند؛ العالم كله متابع غزة إشطا نتكلم ونكتب عنها، طب والضفة؟؟ دا وقتك إنك تكون لسانهم للعالم في ظل التعتيم الإعلامي وتذكر (جنين توأم غزة)".

تدمير المخيم

وتداول ناشطون على فيسبوك مشاهد توثق آثار الدمار الهائل بالمخيم بعد نسف الاحتلال الإسرائيلي عددا من المنازل.

سيناريو غزة

وتأكيدا على أن ما يرتكبه الاحتلال في الضفة من تدمير وإبادة ممنهجة سيناريو مشابه لما حدث في غزة، قال المغرد تامر: "على خطى غزة وبنفس الأسلوب، يتم تدمير جنين".

وأضاف: "أتذكر قبل فترة عندما بدأت السلطة الفلسطينية هجومها بحجة أنها لا تريد أن تجعل من جنين “غزة أخرى”، ورغم ذلك لم تتغير النتيجة .

من جانبها، استنكرت الإعلامية إيمان طوالبه، أن الضفة الغربية تواجه نفس الرعب الذي تواجهه غزة، بينما العالم صامت كالمعتاد .

وعرض صلاح الدين العايش، مقطع فيديو يوثق العدوان الإسرائيلي على الضفة، قائلا إن هذا المشهد ليس في غزة! إنما في جنين التي تبعد عن غزة عشرات الكيلومترات، والتي لا تقع تحت سيطرة حماس أو غيرها من الفصائل، بل تقع تحت سُلطة ليس لها محل من الإعراب!

فيما أوضح أحد المغردين، أن الإبادة في فلسطين لم تنته بل انتقلت من غزة إلى الضفة الغربية خاصة جنين التي يتم ترحيل سكانها ونسف مبانيها، قائلا: "لذا يجب أن لا نغفل عما يجرى ونبقى على أقل نتابع التطورات هناك ونحاول المساعدة بما نقدر عليه".

وأضاف: "مساعدتك القليلة واهتمامك بالقضية يعني لهم الكثير خاصة في ظل انتشار السكوت والخيانة".