صفي الدين يلتحق بنصر الله.. وناشطون: عمليات حزب الله لن تتأثر
صفي الدين "قدم جل حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية"
بعد نحو 3 أسابيع من الصمت، أعلن حزب الله اللبناني استشهاد رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ونعى ناشطون صفي الدين الذي كان أنصار حزب الله يقولون إنه أحد المرشحين المحتملين لخلافة الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في 27 سبتمبر/أيلول 2024.
حزب الله أوضح في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن صفي الدين "قدم جل حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها"، قائلا إنه "ارتحل إلى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضيا مرضيا صابرا محتسبا، في غارة صهيونية إجرامية عدوانية".
وأضاف أن صفي الدين "أدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريبا من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبّاً لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيدا".
وجاء إعلان حزب الله رسميا عن استشهاد صفي الدين بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، وقادة عسكريين آخرين، في نفس اليوم.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي: "لقد وصلنا لـ(أمين عام حزب الله) حسن نصر الله، ولمن كان سيخلفه، ولغالبية قادة حزب الله"، مضيفا: "نعرف كيف نصل لمن يهدد أمن مواطني إسرائيل" -وفق زعمه-.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن "قائد ركن الاستخبارات في حزب الله علي حسين قتل إلى جانب قادة آخرين من التنظيم".
وزعم أدرعي، أن "أكثر من 25 عنصرا من ركن الاستخبارات في حزب الله كانوا داخل مقر القيادة الذي استهدف في الغارة الإسرائيلية، ومن بينهم مسؤول التجميع الجوي صائب عياش، ومسؤول ركن الاستخبارات لحزب الله في سوريا محمود محمد شاهين".
وبدورها، باركت المقاومة الإسلامية - كتائب حزب الله العراقية، لحزب الله التحاق صفي الدين بأخيه سيد شهداء المقاومة حسن نصر الله، مؤكدة أن غدر الاحتلال في استهداف القادة لن يزيد قوى المقاومة والمجاهدين المرابطين إلا صمودا وثباتا
ربيب إيران
وبحسب معلومات أولية فإن صفي الدين جرى انتشاله من موقع المريجة في الضاحية الجنوبية مع قياديين آخرين في الحزب.
وصفي الدين برز اسمه بصفته الخليفة المحتمل لنصر الله لقيادة حزب الله ومؤسساته، لكن الجيش الإسرائيلي اغتاله في غارة استهدفته الضاحية الجنوبية بعد أيام فقط من اغتيال نصر الله، ولم يتأكد اغتياله إلا بعد 3 أسابيع، بتقديم الحزب نعيا رسميا.
ولد هاشم صفي الدين في 1964، في قرية دير قانون النهر، إحدى قرى قضاء صور في محافظة الجنوب، ويعد أحد مؤسسي حزب الله في لبنان عام 1982 إبان الاحتلال الإسرائيلي، وقد تلقى تعليمه في النجف العراقية وقم الإيرانية.
ويتولى صفي الدين رئاسة المجلس التنفيذي (بمثابة حكومة حزب الله) منذ عام 1998 بحسب ما ذكرت تقارير، ويُعرَف بأنه الرجل الثاني في الحزب بعد نصر الله، الذي تربطه به صلة قرابة، فهو ابن خالته.
وإلى جانب هذه العلاقة الوثيقة بين صفي الدين ونصر الله، فإنه كثير الشبه أيضا بالأخير، سواء في الشكل أو في طريقة الكلام، وحتى بلثغة الراء.
ويرتبط صفي الدين، بعلاقة خاصة مع إيران كانت تمنحه نفوذا داخل الهرم القيادي في حزب الله، لأن شقيقه عبد الله ممثل الحزب في طهران.
إضافة إلى أن نجله رضا هاشم زوج زينب ابنة قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني الذي قتل عام 2020 بضربة أميركية في بغداد.
وصفي الدين من مؤيدي النظام الإيراني، إذ يرى أن "نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعا كاملا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم".
وأكد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #هاشم_صفي_الدين، أن كل فقد لحزب الله يشعل ويوقد العزيمة والثأر والانتقام من الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ رحيل نصر الله وصفي الدين وغيرهما من القادة، لم تتوقف عمليات حزب الله ضد إسرائيل بل ازدادت رقعتها ووصلت أخيرا إلى استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا وسط الأراضي المحتلة.
صلابة الحزب
وثناء على رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله وتذكيرا بمواقفه وإشادة بثباته وصموده، أكد الصحفي حسين علاق، أن صفي الدين كان جامعا لمجد الحزب في شورى القرار، والمجلس التنفيذي والمجلس الجهادي، مشيرا إلى أنه لم يكن خليفة السيد حسن نصرالله، بل كان نفسه.
وقال عن صفي الدين، إنه كان أنفعِ الناس لعيالِ الله، حلّالا للمشكلات، ناصرا للحق، رافعا للظلم ما استطعت، منفتحاً، صادقا، صريحا، تصغر في عينك العظائم، ولا تهزّك الشدائد.
ووصف مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، صفي الدين بأنه "شهيد على طريق القدس وفلسطين".
وأكد ناشطون أن استشهاد صفي الدين ومن سبقة من القادة، سيزيد الحزب صلابة وإصرارا على مجابهة الاحتلال الإسرائيلي وتصديا للعدوان ونصرة لغزة.
وقال هاني حسين، إن الصهاينة مستغربين، وفي قمة جنونهم ممن يقود المعركة وأسباب قوة الحزب بعدما قتلوا السيد حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، وعددا من قادته.
وأجاب رئيس المركز الإعلامي لأنصار الله مازن هبة، على تساؤل لماذا لن يؤثر استشهاد السيد هاشم صفي الدين في حزب الله؟
فقال إن الجميع شاهد كيف ظل حزب الله متماسكا حتى بعد استشهاد قائده السيد حسن نصر الله وغالبية الهيكل القيادي للحزب، ولأن استشهاد صفي الدين لم يحصل اليوم؛ فهو عمليا في عداد الشهداء منذ انقطاع الاتصال معه في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وهنأ الكرار زباره، صفي الدين باستشهاده، مؤكدا أن رغم هذا لن يتراجع ولن يقف حزب الله. وأشار إلى أنه تخطى أعظم اختبار، وهو استشهاد نصر الله، قائلا: “لذلك فلا قلق عليه”.
نعي ورثاء
وفي نعيه، كتب الشيخ جواد الخالصي: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمزيد من الإيمان والرضا والفخر، وضمن صفحات المواجهة الباسلة والمبارزة الشريفة للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد أعداء الله والإنسانية، تلقينا نبأ استشهاد القائد الكبير والشهيد العظيم العلامة المجاهد السيد هاشم صفي الدين".
وتقدم محمد البخيتي بالعزاء لمجاهدي حزب الله والأمة الإسلامية في استشهاد صفي الدين ورفاقه المجاهدين وبارك لهم الشهادة.
وقال: “صحيح أن خسارتنا فيهم كبيرة إلا أننا على يقين بأن دماءهم الطاهرة ستحقق النصر بإذن الله سبحانه وتعالى، والعاقبة للمتقين.”
وعزا طع جران، حزب الله في استشهاد صفي الدين، مبشرا بأن هذه التضحيات الجسام في سبيل الله ونصرة للمستضعفين من عباده، لن تضيع هدرا وستثمر يقينا بزوال كيان العدو.
وعرض أحمد سرحان مقطع فيديو من آخر كلمات صفي الدين، قائلا: ""آهٍ من شهادة الـ60 ما أجملها وما أنقاها وما أحلاها".
وعرضت الناشطة الإنسانية روان محمد، صورة لصفي الدين، قائلة إنه على طريق القدس، يسيرون نحو المجد، يستشهدون من أجل نصرة المستضعفين في غزة، ودماؤهم تصنع فجرا جديدا.
وأكدت أن هؤلاء الشهداء ليسوا كالمترفين الذين يموتون بلا قضية، بل يخلدهم التاريخ لأنهم اختاروا التضحية بدلا من الخذلان هذا هو الفرق بين من يعيش للعزة ومن يضيع في التخاذل.
تهديد ووعيد
ووعيدا بالثأر من إسرائيل، عرض الإعلامي أنيس منصور، صورة صفي الدين، قائلا: "سلام على روحك التي سكنت المجد، ارتقيت شهيدا وبقيت رمزا للعزة. سيرتك ونصرك وانتصارك لفلسطين ستبقى خالدة في قلوبنا وعهد سيثأر طلابك وجنودك لك ولكل قطرة دم سفكت على يد كيان الاحتلال اللقيط".
وخاطب رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن عادل الحسني، الصهاينة قائلا: " إن الأمة المحمدية اليوم في خندق واحد، وقد تركت خلفها كل الخلافات".
ودعا الكاتب عبد القادر عثمان، لتجهيز الجيش لأن يوم الثأر قادم.
وكتب أحد المغردين: "سيدي صفي الدين: سنحمل رايتك وهدفك ودمك، ونُكملُ المشوار، فنحن لانُهزم ولا نلين، نحن نُحول دماء شهدائنا براكين غاضبة تجتثُ الطغاة وتَهزمُ المستكبرين".