"ماكينة الدعايا تنهار".. تفاعل واسع مع موجة استقالات بصفوف جيش الاحتلال
أعرب ناشطون على منصة "إكس" عن سعادتهم بموجة الاستقالات التي كشفت عنها وسائل إعلام عبرية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم مواصلة حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"قناة 14" العبرية كشفت عن إعلان عدد كبير من المسؤولين في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استقالاتهم ومن ضمنهم الرجل الثاني في القسم والناطق باسم الجيش للإعلام الأجنبي والدولي ريتشارد هاكيت، وضباط آخرون.
وأفادت القناة العبرية بأن 3 من المسؤولات قدمن استقالاتهن بدعوى أن الأمور العملياتية والشخصية لا تسير على ما يرام، وبسبب عدم تقدمهن في السلم الوظيفي، مؤكدة أن عدد المتقاعدين خلال الحرب الجارية على غزة، "غير طبيعي".
وجاء الكشف عن الاستقالات في صفوف جيش الاحتلال، بينما يبدأ العضو في حكومة الحرب بيني غانتس، زيارة إلى واشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف مؤقت لإطلاق النار" و"الحاجة إلى زيادة كبيرة" في المساعدات الإنسانية لغزة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول مطلع قوله إن غانتس أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارته بعد تحديدها، وأن نتنياهو فوجئ بها ويتملكه الغضب الشديد، مؤكدا أن الزيارة "تعكس انقساما في القيادة السياسية".
وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة، الداعم العسكري والدبلوماسي الرئيس لإسرائيل، إلى التوصل لهدنة في الحرب المستمرة منذ حوالي 5 أشهر.
وميدانيا، كثف طيران الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وقصفه على مختلف مدن غزة، وفي الجنوب نسف مربعا سكنيا في مدينة خانيونس، وكثف غاراته على رفح وفجر منزلين ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا بينهم أطفال.
كما شنت مقاتلات إسرائيلية غارات عدة على مخيم جباليا شمالي القطاع، وأخرى على منزل في مخيم النصيرات وسط غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الأمعري في البيرة، وأطلقت قنابل الغاز والرصاص الحي باتجاه الفلسطينيين، وأوقعت إصابات في صفوف الفلسطينيين، وتسبب في استشهاد طفل متأثرا بإصابته برصاص قواته.
واعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينيا من محافظة الخليل جنوب الضفة، بينهم أسرى محررون، كما اعتقلت شابا بعد محاصرة منزل في طوباس، وتبادل جنود الاحتلال إطلاق النار مع مقاومين في مخيم نور الشمس شرقي طولكرم.
وتحدث ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزه_تقاوم_وستنتصر، عن دلالات توالي الاستقالات في صفوف جيش الاحتلال، مشيدين بقدرة المقاومة الفلسطينية على الوفاء بوعودها بـ"زلزلة" الكيان داخليا.
وذكروا باعتراف وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت، عن الخسائر الهائلة في القوات والآليات على يد المقاومة في غزة، مؤكدين أن ذلك الاعتراف وما تبعه من استقالات واسعة في صفوف ضباط الجيش من علامات "الهزيمة النكراء" للاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية.
وندد ناشطون بشن الاحتلال غارات عنيفة على جنوب وشمال ووسط قطاع غزة، مستنكرين حملة الاعتقالات والملاحقات التي يشنها في الضفة الغربية الخاضعة لسلطة محمود عباس "شكليا" بينما يمرح المحتل الإسرائيلي فيها وينفذ ملاحقاته بتنسيق أمني.
هزة سياسية
وتفاعلا مع التطورات، عد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، الاستقالات في صفوف ضباط جيش الاحتلال، بمثابة "هزة أرضية تضرب جيش العدو الصهيوني".
وقال علي حاتم، إن "إسرائيل اليوم في الهزة السياسية الصغرى التي ستتبعها الهزة الكبرى"، لافتا إلى العصيان في بعض قطاعات الجيش واستقالات لكبار الهيئة الإعلامية الكبرى في الكيان، وازدياد عدد استقالات القيادات في الجيش وطلب الإحالة على التقاعد، واتهامات بين السياسيين المتطرفين وبين اليساريين وصلت حد التراشق والبصق.
وسخر مدير مركز "سونار" الإعلامي، حسين مرتضى، قائلا: "استقالات بالجملة داخل جيش الاحتلال.. وينووووو كاراكوز الأول وكاراكوز الثاني".
دلالات وانعكاسات
وعن دلالات الاستقالات، رأى الإعلامي غازي منير، أن بدء توالي الاستقالات من وحدة المعلومات له دلالات كثيرة وأسباب كثيرة، منها أن الوحدة هي أكثر وأول وحدة تحصل على معلومات وضع الجيش نفسه أولا ووضع الطرف الآخر ثانيا، علموا شدة بأس رجال المقاومة وضعف وهشاشة جيشهم فسارعوا للاستقالة قبل بدء سقوط كيانهم المحتل.
وعد طارق بهجت أباظة، موجة الاستقالات الكبيرة في جيش العدو "من علامات الهزيمة النكراء" له على يد المقاومة الفلسطينية.
وأكد فيصل عبدالستار، أن "حديث الإعلام الإسرائيلي عن استقالات في ظل الحرب يعكس أوضاعا غير سليمة داخل المؤسسة العسكرية".
وقال الأكاديمي عبدالله الضمور، إن "الاستقالات في صفوف ضباط جيش الاحتلال تعكس حجم الخسائر التي مني بها عناصره وسقوطه الأخلاقي الذي تحقق للعالم أجمع، وإخفاقه في الحرب النفسية، ورغبة في إحكام التستر على المعلومات عبر تنصيب تابع للمجرم رئيس الحكومة لإدارة المعلومات والحرب النفسية".
وأكد السياسي السوري أحمد رمضان، أن "جيش نتنياهو يتصدَّع، وألويته أُذلَّتْ"، قائلا: "الآن تنهار وحدة المعلومات، وهي ماكينة الدعاية الرئيسة، فلم تعد تحتمل التزييف الذي يخدع الإسرائيليين والعالم، وكل ما تقوله كذب وتضليل، وإخفاء المعلومات صنعة أتقنها نتنياهو منذ عقود، ويريد فرضها على أقرانه".
وعد استقالات الضباط، بداية لانهيار جدار الصدِّ الذي اتكأ عليه نتنياهو لتبرير عدوانه، ولكن القادم أسوأ، وسيستقيل قادة ألوية ووحدات، وقادة جبهات وضباط في الأركان، يريدون القفز من مركب يغرق قبل أن يغرقوا معه.
وأضاف رمضان، أن "مشهد إسرائيل قاتم.. الساسة يتصارعون بلا هوادة، والعسكر تطحنهم الحرب بلا أفق، والاقتصاد يتهاوى بلا جدوى، والمجتمع مفكك بلا أمل، ونتنياهو متمسك بالسلطة، ويريد حرباً للبقاء فيها".
وبشر بأن "إسرائيل" تنتظرها أيام مظلمة وسترتد عليها جرائمها في غزة، وبالا وخسرانا، وستقف مع داعميها تُسأل عما ارتكبته من جرائم، ويقف العالم الحر بعيدا عنها وقد نبذها، مؤكدا أن "زلزال الجيش بداية النهاية لنتنياهو وحلفائه".
وقال الباحث السياسي نظير الكندوري، إن جيش الاحتلال يتفكك من الداخل بسبب صمود المقاومين، وبسبب عدم إحراز نصر بأطول حرب خاضها الكيان، مضيفا: "لا عزاء لدول التطبيع".
انتصار للمقاومة
وعن دور المقاومة في الاستقالات في صفوف جيش الاحتلال رغم احتدام الحرب، قال الإعلامي أيمن عزام، إن هذا ما فعلته المقاومة في الجيش الذي جبنت أمامه كل جيوش العرب وتعده قوة مرعبة، مؤكدا أن طوفان الأقصى سيعيد دراسة منهجية العلوم العسكرية من جديد.
وأشار الأديب والمفكر عمار علي حسن، إلى الاستقالات بالجملة في قادة جيش إسرائيل، قائلا: "غزة ترفع رأسها رغم الألم".
وعرضت نجات غديري، مقطع فيديو لمقاوم يتوعد نتنياهو بتفكيك قواته، قائلة: "صدق المقاوم الفدائي في قوله ووعده.. وها هي بوادر تفكّك جيش العدو: استقالات بالجملة في صفوفه.. وذهب الناعق باسم عصابات المحتل.. وبقيت المقاومة عتيّة صامدة أكثر من أي وقت مضى".
وكتب الناشط اليمني محمد ناصر الفقيهي: "بما أن البعرة تدل على البعير وأثر القدم يدل على المسير إذا توالي استقالات جنرالات الجيش الإسرائيلي والمعنويات المنهارة لدى غالبية منتسبيه، وفي المقابل الضربات الموجعة التي تنفذها المقاومة والمعنويات المرتفعة لدى منتسبيها وقادتها.. إلخ.. كل ما تقدم يؤكد بأن المقاومة مستمرة وستنتصر".
ضغوط أميركية
وتحت عنوان "لُــهاث بـايـدن!!"، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن "بايدن"في حالة لُهاث هستيري لإنجاز الهدنة في غزة أو صفقة التبادل، ويمارس (حسب أكسيوس) ضغوطا كبيرة على سائر الأطراف لأجل ذلك".
وأوضح أن في المسألة بُعد أميركي تريده "الدولة العميقة" التي رأت كيف تستعيد أميركا صدارة الكراهية العالمية بعد "الكيان"، كما لم يحدث منذ غزو العراق قبل عقدين.
وأضاف الزعاترة، أن هناك بُعدا شخصيا لرئيس ديمقراطي يأمل في ولاية جديدة، ويخشى من تبعات وقفته الحمقاء وراء حرب إبادة بشعة في غزة.
وأشار إلى أن عقدة بايدن هي أن في مقابله كائن (نتنياهو) تحكمه حسابات شخصية تتفوّق على حسابات "كيانه"، وإن بدا مطمئنا بعض الشيء لقدرة لوبيه الصهيوني على لجم "بايدن" المتصهْين.
وتوقع الناشط السياسي نضال السبع، أنه "سيتم الإعلان الأربعاء عن اتفاق الهدنة في قطاع غزة، على أن يسرى وقف إطلاق النار بدءا من نهار الجمعة القادم"، مؤكدا أن الإدارة الأميركية اتخذت قرارا بوقف الحرب في غزة، وهي على قناعة أن استمرار نتنياهو بالحرب، سيؤدي إلى إسقاط بايدن ونجاح دونالد ترامب".
وأضاف أن "هناك ثلاثة مؤشرات على التباين الأميركي الإسرائيلي، وهي قيام الطائرات الأميركية بإسقاط المساعدات على غزة، واستقبال الإدارة الأميركية بيني غانتس بدون التنسيق مع نتنياهو، وتعليمات نتنياهو للسفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، بعدم تسهيل مهمة غانتس".
وقال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، إن "الوضع الداخلي الأميركي يضغط على بايدن لوقف حرب إبادة غزة، وتضييق الدائرة عليه".
وأوضح أن "بايدن بدأ تحدي نتنياهو -بفرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية- ووصف حرب الإبادة على غزة بالقصف العشوائي وتجاوز الحدود".
وأشار الشايجي إلى أن "نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ستستقبل غانتس، في تحدٍّ ورغما عن رفض وغضب نتنياهو، لأول مرة مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات لتخفيف الوضع الإنساني الكارثي".
الضفة الغربية
واستنكارا لاستمرار قوات الاحتلال في حملتها واقتحامها للضفة الغربية، أشار المغرد قاسم، إلى أن "العدو الصهيوني دمر البنية التحتية لمخيم نور شمس في طولكرم القابع تحت سلطة محمود عباس"، ساخرا بالقول: "سلملي على التنسيق الأمني".
وعرض أبو نسيم محمد بن عبود، صورة يد المجاهد معاذ المصري أحد منفذي عملية الأغوار الذي اغتالته قوات الاحتلال الخاصة برفقة الشهيدين المجاهدين وحسن القطناني في مدينة نابلس، قائلا "السبابة التي ضغطت على زناد موتهم وأثخنت فيهم".
وعرض المغرد محرز، مقطع فيديو يحمل مشاهد لآثار الدمار الذي حل بمنزل الشهيد معاذ المصري عقب تفجيره من قبل قوات الاحتلال في حي المخفية بمدينة نابلس.
وعقب أحد المغردين، على تدمير الاحتلال لمنزل المصري، قائلا: "حتى باستشهادكم يطاردونكم، يجهلون أن ذلك الركام لا يعني شيئا وأن أرواحكم التي بعتوها لله عز وجل أغلى بكثير، رحم الله من أذاقكم مر الحياة وحرمكم من الأمان فيها".