زار ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا.. سر الاستقبال الحافل لشيخ الأزهر
زعماء 3 دول في آسيا استقبلوا شيخ الأزهر د.أحمد الطيب استقبال القادة
بعدما أطلق نداءات عديدة دون طائل للقادة العرب لنجدة غزة من العدوان الإسرائيلي، يبدو أن شيخ الأزهر د.أحمد الطيب وجد ضالته في دول آسيا الإسلامية، التي استغل جولته الرسمية لثلاث دول منها لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية المتواصلة بقلب العالم الإسلامي منذ 9 شهور.
وخلال الجولة التي شملت ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا في الفترة بين 2 - 10 يوليو/تموز 2024، استقبله زعماء آسيا استقبال القادة، بينما تجاهله الإعلام المصري التابع لنظام عبدالفتاح السيسي.
تصريحات الطيب بشأن غزة ودعوته دول آسيا للتحرك لنجدة أهلها جاءت وسط صمت وخذلان من جانب الأنظمة العربية، خاصة نظام السيسي، للفلسطينيين وتعاونه مع الاحتلال في خطط حصار القطاع.
بالمقابل، احتفى الإعلام المصري، بتعيين أسامة الأزهري، الذي يتردد إعداده لمنصب شيخ الأزهر، وزيرا للأوقاف، وبتصريح لشيخ الأزهر تحدث فيه عن أمنيته ترك منصبه والتفرع لتعليم الأطفال القرآن.
غزة محور الجولة
صحيفة "تيمبو" الإندونيسية وصفت في 10 يوليو جولة الطيب الآسيوية بأنها "جولة عالمية من أجل السلام العالمي في عدد من دول جنوب شرق آسيا"، مشيرة لتركيزه على حلول السلام للفلسطينيين ووقف إبادة غزة.
سافر الطيب بناء على دعوات رسمية قدمتها الدول الثلاث له، "للاستفادة من دور الأزهر وخبراته الكبيرة، وتعميم خدماته الدعوية والتعليمية في الدول الثلاث، والالتقاء بالأئمة والدعاة والمفتين والقائمين على المؤسسات الدعوية والإفتائية"، وفق موقع "بوابة الأزهر" في 25 يونيو/ حزيران 2024.
لكن، خلال لقاءته مع ملوك وقادة هذه الدول الثلاث، وعبر خطبة في محافل العلماء وطلاب العلم، كانت غزة هي أبرز محاور النقاش.
حيث تصدرت القضية الفلسطينية وضرورة وقف العدوان على غزة المحادثات التي بين الدكتور أحمد الطيب وأنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا
وقال شيخ الأزهر، عبر إكس إنه بحث مع "إبراهيم" التحديات التي تواجه الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة وقف العدوان على غزة، بجانب قضايا التعاون بين الأزهر وماليزيا.
وخلال كلمته التي ألقاها في مؤسسة دار القرآن (جاكيم) بالعاصمة الماليزية كوالالمبور في 5 يوليو 2024، قال "إنه لا يمكن لمتحدث في هذا الاجتماع القرآني المهيب أن ينصرف دون أن يتوقف عند مأساة شعب فلسطين".
وصف مأساة شعب فلسطين "المرابط" بأنها "مأساة العالم الحر في قارات الدنيا كلها شرقا وغربا، والتي تمثلت في جريمة الإبادة الجماعية، وتجاوزت بشاعتها كل الحدود".
ودعا الطيب إلى زوال الظلم والعدوان، لا في أرض فلسطين المحتلة فحسب، ولكن في العالم أجمع.
وفي إندونيسيا، دعا شيخ الأزهر، خلال استقبال الرئيس الإندونيسي "جوكو ويدودو" له في القصر الرئاسي، إلى "حشد الجهود الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر"، وفق بيان لمشيخة الأزهر.
وأبدى خلال اجتماعه الذي استمر ساعتين مع جوكوي أسفه "على العدوان الإسرائيلي اللاإنساني على قطاع غزة والذي أدى إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني واستمر دون هوادة في شهره التاسع".
وأكد شيخ الأزهر على "ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة"، و"أهمية التضامن العربي والإسلامي مع أهالي قطاع غزة، والخروج بموقف موحد ومؤثر لوقف نزيف شلالات الدماء التي تُسال يوميا" في القطاع.
وقال الرئيس الإندونيسي أن موقف شيخ الأزهر يتوافق مع موقف إندونيسيا بشأن قطاع غزة المحاصر، وأكد أن "هناك تنسيقا كاملا مع الأزهر بشأن الضغط الدولي للتحرك في إنقاذ النساء والأطفال والأبرياء في غزة".
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية "ريتنو مارسودي" إن شيخ الأزهر أشاد بدعم إندونيسيا لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة بفلسطين.
وأضافت أن "الإمام الأكبر أكد على أهمية الوحدة بين الأمم لتحقيق الوقف الفوري للأعمال العدائية"، و"ضرورة استمرار المجتمع الدولي في الضغط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية دون انقطاع على المحتاجين".
ونقلت عنها صحيفة "تيمبو" الإندونيسية، تأكيدها أن "إندونيسيا ملتزمة بالقيام بدورها في مساعدة ضحايا العدوان الإسرائيلي، والمطالبة بإحقاق حقوق فلسطين وشعبها في المحافل الدولية".
وكان رئيس الوزراء الماليزي، أكد 2 يوليو 2024 عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الإندونيسي استعداد البلدين لإرسال قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة بعدما ناقشا الهجمات على فلسطين، وفقا لما نشرته وكالتا الأنباء الماليزية والإندونيسية.
ودعمت ماليزيا وإندونيسيا القضية الفلسطينية بصورة كبيرة منذ طوفان الأقصى وتظاهر الآلاف بشكل شبه أسبوعي لإظهار دعمهم الفلسطينيين، ما أغضب الأبواق الصهيونية التي تناولت هذا الدعم بصفته سياسات معادية لإسرائيل.
وخلال زيارته تايلاند 5-8 يوليو 2024، طالب شيخ الأزهر رئيس الوزراء التايلاندي، بضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم القضية الفلسطينية وإنهاء العدوان على قطاع غزة، وحقن دماء المدنيين الأبرياء.
وأعرب رئيس الوزراء التايلاندي عن تأييده لمواقف الأزهر "الداعي لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود"، مشيرا إلى أن تايلاند حريصة على دعم الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه العادلة والمشروعة.
وحرص الطيب على عقد لقاءات مع سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى هذه الدول ليؤكد "دورهم في التعريف بمحورية القضية الفلسطينية عالمي".
أكد لهم خلال لقاء بتايلاند أن "عليهم مسؤولية كبيرة في فضح الانتهاكات التي يتعرض لها الأبرياء في غزة".
أشار إلى "دور سفارات الدول الإسلامية والعربية في التعريف بقضية المسلمين والعرب الأولى، القضية الفلسطينية، وفضح الانتهاكات التي يتعرض لها الأبرياء في قطاع غزة المحاصر".
فضلا عن "بيان الموقف العربي والإسلامي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وتفنيد الروايات المضادة والمزاعم التي تحاول قلب الحقائق وتزييف الواقع، بغرض سلب الشعب الفلسطيني أبسط حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
حفاوة وأمنية
تجاهل الإعلام المصري لجولة الطيب (78 عاما) واكبه إبراز لدور وزير الأوقاف الجديد، مستشار السيسي الديني، أسامة الأزهري (47 عاما)، الذي يتردد أن السيسي يُعده لتولي منصب شيخ الأزهر حال غياب الأخير.
إذ لا يستطيع السيسي عزل شيخ الأزهر، بسبب مادة في الدستور، أعدها شيخ الأزهر الحالي بنفسه، خشية إزاحة الرئيس الراحل محمد مرسي له من المشيخة، لكنها بقيت عقبة أمام السيسي بعد خلافه مع "الطيب".
ومقابل تجاهل إعلام النظام المصري، حفاوة ملوك وقادة آسيا بشيخ الأزهر، واستقباله استقبال الرؤساء، اهتم الإعلام ذاته بأمنية عبر عنها الطيب في كلمة بإندونيسيا، هي استقالته وترك منصبه للتفرغ لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم على حصيرة.
أحمد موسي أبرز أبواق النظام، اهتم بكلمة شيخ الأزهر وأبرزها كنوع من تشجيع شيخ الأزهر على تنفيذ هذه "الأمنية" على أرض الواقع كي يتمكن السيسي من تعيين "الأزهري" أو أي شخصية أخرى موالية له مكانه.
والسبب أن تصريحات شيخ الأزهر ضد "العدو الصهيوني" وتركيزه في جولته الآسيوية على ضرورة تدخل دولها لوقف العدوان على غزة، أحرجت النظام المصري.
وخلال زيارته إندونيسيا، تحدث الطيب، عن أمنية حياته قائلا إنه مستعد لترك كرسي المشيخة والجلوس على حصير لتعليم التلاميذ والأطفال القرآن الكريم.
أكد خلال مؤتمر علمي عقده بمركز دراسات القرآن الكريم في جاكرتا بإندونيسيا "مكانة حفظ القرآن الكريم ومن يسعى لتحفيظ الطلاب كتاب الله تعالى"، مؤكدا أنه يتمني هذه الأمنية.
قال: "أقصى أمانيَّ حتى اليوم أن أترك مكاني وأذهب لأفتح كُتّابًا وأجلس على الحصير وأحفّظ التلاميذ القرآن الكريم، وأتمنى أن يوفقني الله لتحقيق هذه الأمنية قبل أن أموت، وأنا على استعداد لترك كرسي المشيخة مقابل تحقيق هذه الأمنية".
مطالب بإسكاته!
منذ انطلاق طوفان الأقصى ورد الاحتلال بإبادة غزة، أغضب شيخ الأزهر النظام المصري والاحتلال، بتصريحاته المتتالية حول غزة، وانتقاده الضمني لدول العالم وبينها الدول العربية، حتى إن صحف إسرائيل قالت لمصر "أسكتوه".
حيث واكب ضعف الموقف المصري الرسمي من العدوان على غزة، تحرك الأزهر وشيخه أحمد الطيب لخوض حملة ضد الاحتلال.
وصف إسرائيل بـ"العدو الصهيوني" الذي "تحول إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب".
معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" نشر تقريرا يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يهاجم فيه شيخ الأزهر ويتهمه بـ"دعم الإرهاب وقيادة حملة تهدف لتأجيج الرأي العام العربي والإسلامي ضد إسرائيل وحلفائها ومؤيديها في الغرب".
وانتقد المعهد الإسرائيلي سماح السيسي له بذلك رغم معاهدة السلام مع مصر، واتهم الأزهر بأنه "يقف إلى جانب حماس"، مطالبا بإسكاته.
قال، موجها حديثه للنظام في مصر: “إن الرعاية الدينية والسياسية التي يقدمها الأزهر لعناصر المقاومة المسلحة في فلسطين أفظع صورة تسبب ضررا لتل أبيب لا يمكن إصلاحه، وقد تصل إلى حد التحريض على حروب دينية من شأنها أن تعرض استقرار الشرق الأوسط للخطر، ويتطلب هذا السلوك إجراءات مضادة فورية من جانب إسرائيل والمجتمع الإقليمي والدولي".
وأضاف: "على الحكومة المصرية الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر، حيث يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية والإمارات، أن تطالب الحكومة المصرية بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى يتوقف عن تأجيج التوترات السياسية والدينية وتشجيع نظريات المؤامرة ضد إسرائيل".
بل ودعا الصهاينة لضرورة الإضرار بمصادر تمويل الأزهر من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تدعم الأزهر ماليا، بما في ذلك الإمارات وإعادة النظر في المساعدات المقدمة إلى المؤسسة.
وحرض المعهد الصهيوني، السيسي على منع الطيب من مهاجمة إسرائيل قائلا إنه "في ظل الوضع المتفجر، يجب على إسرائيل ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم لكبح هذا الخطاب الخطير" على حد قول المعهد الصهيوني.
المعهد العبري قال في التقرير الذي أعده المستشرق اليهودي أوفير وينتر، بجامعة تل أبيب إن "الأزهر الشريف يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال الفلسطيني ضد إسرائيل"، ويحذر من مخططات تهويد فلسطين والاستيلاء على الأقصى.
وصف شيخ الأزهر الذي يترأس المشيخة منذ عام 2010، بأنه "الروح الحية للآراء السلبية تجاه إسرائيل".
وصف قول شيخ الأزهر إن "كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلا أم آجلا"، بأنه معاداة للسامية، لأنه بذلك يعد وجود إسرائيل مؤقتا ومحكوم عليها بالانقراض.
واتهم الأزهر بأنه قدم الدعم الديني والمعنوي لهجمات حماس، وحرض أتباعها في الجمهور الفلسطيني والمصري والعالم السني ككل على إسرائيل.
وقال إن الطيب يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة.
ووصلت البجاحة بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لمطالبة السيسي بـ “تغييرات دستورية في مصر تسمح باستبدال شيخ الأزهر، وقطع الدول الإسلامية علاقتها بالأزهر وقادته، بل وإعادة النظر في قدرة الأزهر على العمل كشريك موثوق به في الحوار بين الأديان ومكافحة التطرف الديني، وزيادة الرقابة على فروعه الدولية”.
دلالات خطيرة
كانت هذه رسالة إسرائيلية للسيسي كي يصدر الأمر للإعلام المصري بتجاهل كل ما يقوله شيخ الازهر عن أزمة غزة وتصريحاته ضد إسرائيل، خاصة أنه يختلف مع شيخ الأزهر في عدة قضايا داخلية أخري تتعلق بسعيه لتغيير الشريعة.
أستاذ علوم سياسية قال لـ"الاستقلال" إن مطالبة أحمد الطيب للأنظمة العربية بالتحرك أزعجت السيسي وإسرائيل على السواء لأن هناك توافقا عربيا على الصمت على جرائم الاحتلال ورغبة في انتصار إسرائيل وهزيمة حماس لمجرد أنها حركة إسلامية.
وأضافت أن تصريحات شيخ الأزهر حول نجدة غزة، كان النظام يقرأها على أنها رسالة موجهه بالدرجة الأولي للسيسي كي يفتح معبر رفح ولا يرضخ للأوامر الإسرائيلية التي فرضت عليه عدم ادخال أي معونات إلا بعد تفتيشها، ثم غلقه نهائيا وتدميره.
وزاد الضغوط على السيسي مطالبة علماء ومؤسسات إسلامية لشيخ الأزهر بالذهاب إلى معبر رفح (قبل احتلال اسرائيل له وتدميره) وفك الحصار عن غزة.
عد النظام ذلك دعوة خطيرة وتحريضا على تحرك شعبي لأن ذهاب شيخ الأزهر للمعبر معناه حشد المصريين واختراقهم معبر رفح والدخول لغزة لمساعدة الفلسطينيين ما يحرج السيسي والجيش، وفق استاذ العلوم السياسية.
ووجه علماء ومؤسسات إسلامية حول العالم، رسالة إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب يوم 31 أكتوبر 2023، يدعونه لاتخاذ موقف تاريخي بالتوجه إلى معبر رفح لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وبسبب تصريحاته المستمرة ضد إسرائيل والتي تبيح نصرة المعارضة وتصف كل "مدني" إسرائيلي بأنه صهيوني ويجوز محاربته لأنه عضو في الجيش الاسرائيلي، قصف جيش الاحتلال جامعة الأزهر بغزة، يوم 4 نوفمبر 2023
رسائل الأزهر
وكان شيخ الأزهر أشاد بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وحيا جهود المقاومة ودعا إلى تقوية "أيادي الشعب الفلسطيني الذي أعاد إلينا الحياة"، ما عدته تل ابيب دعما واضحا للمقاومة الفلسطينية بعكس الموقف الرسمي المصري.
فيوم 11 أكتوبر 2023 وصف الأزهر، الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بما فيها قطع الكهرباء، ومنع وصول إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بمثابة «إبادة جماعية وجرائم حرب مكتملة الأركان".
ودعا الأزهر، في بيان، إلى إجراء تحقيق دولي فيما سماه "جرائم الحرب" التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وذلك قبل أن تتحرك المحكمة الجنائية الدولية ويطالب المدعي العام لها بمذكرات اعتقال لقادة الاحتلال.
وفي 30 أكتوبر وجه الأزهر 6 رسائل إلى المقاومة الفلسطينية وأهل غزة والانظمة العربية، أبرزها دعوة الحكومات العربية والإسلامية "لتسخير إمكاناتها وثرواتها ومصادر قوتها لنصرة إخواننا في فلسطين وكف بطش الكيان المغتصب عنهم".
وووجه التحية للمقاومة التي وصفها بـ "الأبطال" الذين يواجهون جيشًا انتزع الله من قلبه الرحمة وتجرد من كل معاني الأخلاق والإنسانية".
وقد نشر الأزهر رسالة أخرى مطلع نوفمبر 2023 باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، تحت عنوان "الاحتلال مصدر كل شر".
وعاد شيخ الأزهر ليقول في خطاب آخر قوي مطلع نوفمبر 2023 إن العدو الصهيوني تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب"، واتهم الغرب بأنه "متواطئ".
وفي رسالة أصدرها يوم 4 نوفمبر 2023 أنتقد الأزهر ضمنا تقاعس حكام العرب والعالم وقال إنه لا يملك لأهل غزة إلا الدعاء لهم.
قال في بيان: إنا لا نملك إزاء تقاعس القريب والبعيد عن القيام بالواجب الديني والإنساني والأخلاقي تجاه أهل غزة إلا أن نردِّد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر في ظرف شديد الشبه بهذا الظرف": "اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهم إنهم جياعٌ فأشبِعهم"