غضب واسع ضد الإمارات بعد تأكيد تقرير أميركي دعمها مليشيا حميدتي في السودان

12

طباعة

مشاركة

تحت عناوين عدة اختلفت صياغتها واتفقت في مضمونها، ترجمت صحف ومواقع إلكترونية تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية خلص إلى أن الإمارات تؤجج الحرب الدائرة بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023، ولها دور رئيس في استمرار القتال.

الصحيفة الأميركية قالت إن الإمارات تدعو علنا لتسوية سلمية في السودان، ولكنها تقوم سرا بتغذية الحرب، وتنقل من قاعدة بعيدة في تشاد، الأسلحة وتقدم العناية الطبية لجانب من الصراع المتصاعد في السودان.

ونقلت عن مسؤولين قولهم إن الإمارات تقوم تحت ستار إنقاذ اللاجئين الهاربين من الحرب، بإدارة عملية سرية متقنة لدعم أحد أطراف الحرب وتقديم العناية الطبية للمقاتلين الجرحى، ونقل الحالات الخطيرة جوا لواحدة من مستشفياتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأدلة تؤكد دعم الإمارات قوات "الدعم السريع"، القوة شبه العسكرية المرتبطة بجماعة فاغنر الروسية المتهمة بارتكاب جرائم، لافتة إلى أنها تخوض حربا ضد الجيش النظامي في نزاع خلف 5 آلاف قتيل، وشرد أكثر من أربعة ملايين شخص.

وأثار التقرير الأميركي موجة غضب واسعة بين الناشطين على منصة إكس "تويتر سابقا"، ودفعتهم لتعداد جرائم الإمارات برئاسة محمد بن زايد، ليس في السودان وحدها وإنما في باقي الدول العربية والإفريقية، مسلطين الضوء على تدخلاتها وأطماعها في ثروات البلدان الأخرى.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية وتعليقاتهم على التقارير التي نشرتها المواقع الإلكترونية على صفحاتها بموقع "إكس"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الامارات_تدعم_الإرهاب، أعادوا نشر تقرير الصحيفة الأميركية، وطالبوا بإيقاف الحرب في السودان ووقف التدخلات الخارجية.

واتهم ناشطون الإمارات بالعمل على التدمير الممنهج للسودان وسعيها لبسط نفوذها وسيطرتها عليه ونهب مقدراته وثرواته خاصة الذهب وذلك من خلال توفير أشكال الدعم السياسي والعسكري كافة لمليشيا الدعم السريع التي يديرها حمدان دقلو المعروف بـ(حميدتي).

واتهموها بإدارة الحروب بالوكالة ودعمها دوما للخيارات العسكرية والتلاعب مع الخصوم خدمة لإسرائيل وأميركا، مشيرين إلى أن التقارير الدولية والإعلامية تثبت أنها تدعم التمرد ضد الجيش السوداني.

تقارير فاضحة

وتفاعلا مع الأحداث، قال الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة: "لا يمر شهر دون أن تنشر الصحافة الأميركية فضيحة تتعلق بالإمارات، قد لا يكون آخرها التحقيق الذي نشرته نيويورك تايمز عن تهريبها السلاح لأمير الحرب حميدتي المتحالف مع الروس (فاغنر)".

وأضاف أن ذلك يشي بغضب تحت الرماد بسبب اقترابها من الصين وروسيا، موضحا أن الإمارات تدير تحت ستار إنقاذ اللاجئين عملية سرية متقنة لدعم حميدتي الذي يقاتل الجيش السوداني "بأسلحة قوية وطائرات بدون طيار، ومعالجة المقاتلين المصابين، ونقل الحالات الأكثر خطورة جوا إلى أحد مستشفياتها العسكرية.

ونقل أبو هلالة عن الصحيفة الأميركية قولها إن الأدلة تشير إلى أن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية قوية مرتبطة بمجموعة فاغنر المرتزقة.

وأشار عبدالله محمد إلى أن الصحافة الأميركية تنشر فضيحة جديدة للإمارات التي يختطفها محمد بن زايد، الذي نعته بـ"النجس"، متسائلا: "ما سبب كل هذا الحقد الدفين على شعوب العرب والمسلمين يا شيطان العرب ابن زايد؟.. بالفعل أنت أحقر من أنجبت جزيرة العرب".

وسخر في تغريدة أخرى، من نتائج تحقيق نيويورك تايمز، قائلا: "ثم يحدثونك عن التسامح الإماراتي ويحاضرونك عن التعايش والإنسانية".

وتساءل: "ما هو دور المتصهين شيطان العرب فيما يجرى في السودان؟ وكم حجم صفقة السلاح التي تم إرسالها إلى حميدتي؟ ما علاقته بقائد التمرد قائد ما يسمى قوات التدخل السريع حميدتي؟ وما قصة بيع ذهب مناجم دارفور في أبو ظبي؟"

وأشار مغرد إلى أن "العالم كله يصدر تقارير عن دعم الإمارات للجنجويد"، مستنكرا غضبهم من دعم شباب سودانيين لجيشهم للدفاع عن عرضهم وأرضهم بحجة أنهم "كيزان".

وقال: "ينتقدون دعم السوداني لجيشه ويطبلون لدعم الأجنبي للمليشيا القحاطة هم قذارة هذا الكون".

وتساءل الأكاديمي أسعد أبو خليل: "أين وزارة التسامح والسعادة من افتضاح دور الإمارات في احتدام الحرب الوحشية في السودان؟"

غضب سوداني

وأعرب ناشطون سودانيون عن استيائهم وغضبهم من الإمارات وعددوا أطماعها في بلدهم، مستنكرين الضغينة التي تكنها للشعب السوداني وسعيها لتدمير البلد الإفريقي الغني بالثروات، والتي تقابل بصمت من "قوى الحرية والتغيير".

وعلق الناشط السوداني ياسين أحمد، على تقرير نيويورك تايمز، قائلا: "الإمارات دويلة السوء والحقد، لن ترتاح إلا بعد أن تدمر السودان وتقسمه إلى دويلات تحت سيادتها، لعن الله على آل زايد".

وعدت فيروز أن "تصويت الإمارات على عدم رفع العقوبات عن السودان وضمنها حظر بيع الأسلحة للجيش، دليل على الخبث وأنها مبيتة النية للتخلص من (رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح) البرهان بواسطة عميلها حميدتي وتنصيبه بحجة محاربة الإسلام السياسي، لكن في الباطن الهدف استحواذ أكبر كمية من ذهب السودان والسيطرة على الموانئ".

وتساءل العضو المؤسس للتجمع المدني الثوري السوداني، أحمد مقلد: "هل تحدث أحد السياسيين الأفذاذ فيما يسمى بقوى الحرية والتغيير عن تقرير نيويورك تايمز عن دعم الإمارات للتمرد بالسلاح؟"

وأكد أن أعضاء قوى الحرية والتغيير لن يتحدثوا عن ذلك أبدا، وإن سُئلوا ستجد مراوغة بتحويل الموضوع للحديث عن الكيزان، مرجعا ذلك إلى أنهم يعلمون جيدا ما حدث من اتفاقات للتجهيز للحرب وستقوم النيابة العامة بكشف خيانتهم.

وحذر في تغريدة أخرى من أن هزيمة الجيش السوداني "إن حدثت" من قوات التمرد ستكون بابا لفتنة تنتشر لمصر ودول الشمال الإفريقي وإفريقيا ككل.

وأضاف أن "ما تقوم به الإمارات يهدد الأمن والسلم في القارة ويفتح الطريق لأصحاب الطموحات للتجهيز لكيانات حاملة للسلاح تنقلب على الجيوش الوطنية، وهو أمر مؤسف بحق".

وأكد مغرد سوداني، أن "الإمارات تدعم المليشيا المتمردة لتدمير السودان والسودانيين بأكثر الطرق وحشية وضد كل حقوق الإنسان لمدة أكثر من خمسة شهور، ومازالت مستمرة يوما بعد يوم في دعمها بكل أنواع الأسلحة، وأي يوم يمر يدعمون فيه بأسلحة أعنف أكثر". وقال المغرد بيشا: "الإمارات دعمت تطهير المساليت عرقيا، دعمت تهجير السودانيين في دارفور والخرطوم، دعمت قتلهم ونهبهم والتنكيل بهم، دعمت اغتصاب السودانيات واستعبادهم وبيعهم رقيقا"، مضيفا أن "الإمارات دعمت وتستمر في دعم مليشيا الدعم السريع الإرهابية".

تحذير عربي

وحذر ناشطون عرب من أطماع الإمارات في باقي البلدان العربية وعدوا التقارير الفاضحة لدورها في الدول التي تشهد صراعا داخليا دليلا على تدخلاتها وعملها على تأجيج الصراعات، وتحدثوا عن الأسباب التي قد تردعها للكف عن ذلك.

ورأى رئيس قناة "المستقلة"، محمد الهاشمي الحامدي، أن "عبث قادة الإمارات في السودان واليمن، وإنفاقهم بسخاء على المليشيات العميلة لهم، والفوضى المدمرة التي ينشرونها في البلدين مناطق أخرى، يفترض أن يدفع قادة الدول المجاورة، السعودية وقطر وسلطنة عمان، لأخذ الحذر والحيطة من مكايد حكام أبو ظبي ألف مرة وعدم الاطمئنان لهم أبدا".

وأشار في تغريدة أخرى، إلى "تأكيد تقارير أميركية أن الإمارات تنفق بسخاء للسيطرة على سلاح المدرعات السوداني عبر مليشيات حميدتي"، داعيا: "يا خالقي ومولاي اخذل ابن زايد واجعل ما ينفقه حسرة عليه في الدنيا والآخرة".

وأكدت أميرة قضاعة، أن "حكام الإمارات يسعون لزرع الفتن وتغذية الحروب في جميع الدول العربية والإسلامية"، مبشرة بـ"قرب زوال دويلة الإمارات لكثرة الفساد فيها". وكتب الكاتب التونسي رفيق عبدالسلام: "لا أفهم بالضبط ما مصلحة الإمارات في دعم حميدتي في السودان ومده بكل مقومات الإسناد المالي والعسكري والطبي على نحو ما نقلت الكثير من التقارير الدولية المهنية".

وذكر بأن "الإمارات متحالفة مع نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ولكنها في ذات الوقت تضرب بأدنى بديهيات الأمن القومي المصري عرض الحائط، وقبل ذلك وبعده"، مضيفا: "لا أفهم إصرارها على دعم (الانقلابي، خليفة) حفتر في الشرق الليبي ومده بالسلاح والمال وهو الذي يقوم بمشروع انفصالي عن طرابلس".

وتابع عبدالسلام: "لا أجد تفسيرا لذلك إلا كون الإمارات تعمل على تفكيك الدول العربية ودفعها نحو الحروب الأهلية وتعميق الصراعات الداخلية والبينية، في إطار الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة القائمة على مزيد من تفكيك المفكك وتجزئة المجزأ، وهذا ما يفسر إدراجها بحماس في إطار ما سمي بالمشروع الإبراهيمي للمنطقة".

ورد المغرد أبو يزن، على عبد السلام، قائلا إن "الإمارات دولة وظيفية ومداخلها المالية مبنية على سرقة أموال الدول العربية والتهرب الضريبي".

وأكد أن "الحروب واللااستقرار هما أساس التهريب، وهذا حميدتي إنجاز ناجح للإمارات وروسيا عن طريق فاغنر وسرقة الذهب"، مبشرا إلى أنه "يوما ما سيأتي يحاكم فيه مجرم الحرب حميدتي".

وأكد الصحفي موسى بن أبي الغسان، أن "الحرب في السودان لم ولن تنتهي وتضع أوزارها حتى يتم إشغال الدول التي تدعم الدعم السريع بمشاكلها الداخلية"، موضحا أن "على رأس هذه الدول: السعودية وإسرائيل والإمارات".

 دولة وظيفية

واتهم ناشطون الإمارات بتأدية دور وظيفي في المنطقة نيابة عن أميركا والاحتلال الإسرائيلي، معربين عن آمالهم في أن تحاكم الإمارات دوليا على جرائمها.

وتساءل المغرد كوجاك، عن أسباب عدم معاقبة الإمارات على تسليح مليشيا الدعم السريع؟ مجيبا بالقول: "لأن الإمارات مجرد وكيل لإسرائيل وأميركا الذين يريدون تقسيم السودان  ببساطة".

وأوضح المغرد سامي، أن "تفكيك الجيش السوداني وإعادة هيكلته مصلحة أميركية إسرائيلية، لذلك دعم حمدتي رغبة أميركية"، قائلا: "قد تكون الإمارات أرسلت أسلحة فتاكة لا تريد أميركا تسربها خارج السودان".

وأضاف أنه "حتى تحركات حفتر تجاه روسيا برضى أميركي"، مؤكدا أن "بقاء العاصمة طرابلس ضعيفة مصلحة أميركية إسرائيلية".

وقال أحد المغردين، إن "إمارات ابن زايد تدعم عدم الاستقرار في السودان وبالتالي يضر بالأمن القومي لمصر"، مضيفا أن "الإمارات دويلة وظيفية بالمنطقة تعمل للمصلحة الإسرائيلية لأبناء عمهم في إسرائيل بأوامر أميركا، وتلعب بالنار مع مصر وتشتري استعداء المصريين في السودان وإثيوبيا". وتمنى أحد المغردين فرض عقوبات دولية على الإمارات بسبب دعمها وتمويلها للحرب في السودان وسرقة الذهب السوداني. وتوقع آخر، فرض عقوبات على دويلة الشر الإمارات في مقبل الأيام.