عمل جبان.. غضب واسع من اعتداءات الحوثيين بحق المحتفيين بذكرى ثورة سبتمبر

الاستقلال | a year ago

12

طباعة

مشاركة

مصادرة أعلام وملاحقات واعتقالات وتدشين مخالفات مرورية، كانت هذه بعض من نماذج الممارسات القمعية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بحق المحتفيين بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.

ويتمسك اليمنيون بالاحتفال في كل عام بذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد النظام الإمامي والتي أعلن بموجبها قيام الجمهورية في اليمن.

وشن الحوثيون حملة قمع ضد المحتفلين بالذكرى السنوية لاندلاع الثورة ضد نظام الإمامة، حيث شهدت محافظات يمنية عدة بينها تعز ومأرب والمهرة أجواء احتفالية مهيبة.

وشهدت أيضا المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي بينها إب وصنعاء، احتفالات بالعيد الوطني للبلاد، لكنها قوبلت بحملات قمع من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

وكشفت مصادر محلية أن المليشيا خطفت 6 شبان من حي جامع الحشاش، أثناء عودتهم من الاحتفالات في وقت متأخر ليل 25 سبتمبر، بسبب حملهم رايات الجمهورية في ذروة حملة شعبية مناهضة للإمامة.

وتداول ناشطون على موقع إكس مقاطع فيديو قالوا إنها توثق نزع أفراد من الحوثي الأعلام المرفوعة من قبل المواطنين على سياراتهم في صنعاء، وأخرى لدهسهم العلم بأرجلهم وتمزيقه والاعتداء على حامليه.

واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ثورة_26_سبتمبر_المجيدة، #الحوثيين_يمزقون_العلم_اليمني، وغيرها، ما يفعله الحوثيون، مؤكدين أن أفعالهم وإهانتهم لعلم اليمن تظهر حقدهم الدفين على الوطن.

وأكد ناشطون أن ما تعرض له المحتفون بالثورة خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين حملة ممنهجة بأوامر عليا من قادة الحوثي تستهدف مصادرة أعلام الجمهورية وتمزيقها ومنع متعمد لإقامة الاحتفالات. 

عمل جبان

وتفاعلا مع الأحداث، قال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، إن قيام عناصر مليشيا الحوثي بالاعتداء على المواطنين المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتفريقهم بالرصاص الحي، وإحراق الأعلام الوطنية، عمل جبان.

وأكد أن أفعال الحوثي تكشف حالة الرفض الشعبي لمشروعها الكهنوتي الإمامي المتخلف، ويؤكد حقدها الدفين على الثورة والجمهورية.

ووصف مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، اعتداء مليشيات الحوثي على محتفلين بعيد 26 سبتمبر وتمزيق الأعلام الوطنية بأنه "عمل هجمي".

ورأى رئيس مجلس إدارة صحيفة مأرب الإلكترونية عيسى الشفلوت، أن بعد قيام الحوثيين بتمزيق علم اليمن لم يبق لدى من يبحث لهم عن أعذار ما يستر عورته المكشوفة أصلا، ولم يعد لديه حجة يخدع بها من كانوا يصدقونه.

وأكد أن ردة فعل اليمنيين ستكون على هذه الجريمة بمستوى محبتهم لوطنهم وبغضهم للإمامة.

وعرضت الطبيبة الدكتورة انتصار الميسري، صورة لعلم الجمهورية اليمنية تحت أقدم الحوثيين.

فيما عرض فيصل حمود فقيه، مقطع فيديو، يوضح أن الحوثيين يتهجمون على المواطنين الذين يحملون العلم اليمني احتفالا بعيد 26 سبتمبر في شوارع العاصمة صنعاء.

وأضاف أنهم لا يريدون علم الوحدة ولا دولة واحدة، مؤكدا أن هؤلاء عصابة فارسية احتلالية لدمار الشعوب والأوطان، وجب علينا قتالهم حتى الموت وحتى يرحلوا من أرض اليمن.

وعلق الإعلامي والصحفي بشير الحارثي على المقطع متوعدا للحوثي بالقول: "قسماً بمن رفع السماء إنها جمهورية ستكسر خشومكم وأحفادكم وأسيادكم وستقتلعكم وتعيدكم إلى كهوف مران يا أحفاد الرسي وجحافل الكهنوت".

وأضاف: "كل قطرة دم تنبض في جسد كل يمني تهتف للجمهورية وتلعن الإمامة وأحفادها، واليوم تتكشف النوايا وتنفضح التقية التي يمارسها الدجال من كهوف مران ومن يناصره من شذاذ الآفاق".

ورأى النائب في البرلمان اليمني محمد ناصر الحزمي الإدريسي، الناطق الإعلامي لهيئة علماء اليمن، أن ذكرى 26 سبتمبر أفقدت الحوثيين عقولهم ونزلوا في الشوارع تمزيق للعلم اليمني والاعتداء على من يرفعه في ذكرى الثورة.

وقال إن الحوثيين رفعوا العلم في إيقاد الشعلة "تقية" ومزقوه في الشوارع حقداً، مؤكدا أن لا يوجد يمني يمزق علم بلده.

وعرض المحلل السياسي الدكتور حسن محمد القطوي، قائمة بأسعار المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها.

وذكر أحرار 26 سبتمبر من أبناء الشعب اليمني بأن هذا ما جلبته مليشيا الحوثي الإرهابية العنصرية من تجويع وتركيع وإذلال لأحرار اليمن، موضحا أن نسبة الزيادة أكثر من 300% في السلع والغذائية.

وقال أحد المغردين، إن ما يفعله الحوثي في اليمن من جرائم غير معقول وسكوت الشرعية والشعب عليهم زادهم تماديا وظلماً، متسائلا: "أين قبائل اليمن العريقة، أين هم أصل العرب من ردع أذناب إيران المجوس؟".

وناشدهم قائلا: "كفاكم خنوعا وخضوعاً وهبو لنصرت بلدكم".

مكانة الثورة

من جانبه، قال الناشط السياسي معاذ الشرجبي، إن ثورة 26 سبتمبر أخرجت اليمنيين من الظلام إلى النور ومن دين الكهانة والخرافة إلى الطريق الحق الذي ارتضاه الله لعبادة، لقد كان الدين والدولة مختطفين على يد سلالة الجهالة والإجرام والعنصرية إلى أن مَن الله على اليمن واليمنيين بثورة 26 سبتمبر المباركة.

وأضاف في تغريدة أخرى: "في هذا اليوم العظيم يوم السادس والعشرين من سبتمبر، نحتفل بأصالة وتاريخ يمني غني بالأحداث العظيمة، ثورة 26 سبتمبر تعلمنا بأن الحرية والانعتاق من التبعية لشخص أو لأسرة أو سلالة هي أعظم هدية نقدمها لأنفسنا وأجيالنا القادمة".

ورأى عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد صالح، أن إيقاد اليمنيين لشعلة ثورة 26 سبتمبر في كل مدينة وقرية وجبل، وإشعالهم منصات التواصل الاجتماعي بهذه المناسبة العظيمة وبهذا الزخم المتزايد كل سنة يؤكد أن المشروع الخميني وأفكار الإمامة والولاية فشلت في إطفاء بريق الثورة والجمهورية بين أبناء الشعب، قائلا إن سبتمبر باقية والإمامة إلى زوال.

وأكد رئيس قطاع التلفزيون اليمني جميل عز الدين، أن ما فعله الحوثيون ليس أعمالا ارتجالية، مشيرا إلى أنهم أفراد أمن يعملون وفق توجيهات عليا بمنع الاحتفالات بالسادس والعشرين من سبتمبر لأن هذا اليوم يذكرهم بحقيقتهم وماضيهم الأشبه بحاضرهم.

حملة منظمة

بدوره، قال الكاتب والناشط السياسي عبدالقادر أبو الليم، أنه لم يكن عملا فردياً أن تزال أي مظاهر للاحتفال في شوارع صنعاء وإب بذكرى 26 سبتمبر، بل كان عملا منظما بإدارة أمنية جعلت أعلام الوحدة تحت إطارات سياراتها.

وأضاف أن الحوثيين يريدون احتفالا شكليا في مربع مسيطر عليه أمنيا يقيهم أي انتقادات ويخافون من أي احتشادات وتجمعات قد تتطور ضدهم يصعب احتوائها.

وعرض أحد المغردين مقطع فيديو لمليشيا الحوثي تطلق النار لتفريق شبان تجمعوا للاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر بحي الرضوان في المدينة القديمة بمدينة إب.

وتساءل: "أين الذين يبررون ويقولون عسكور واحد"، مؤكدا أنها حملة منظمة من بتوجيهات عليا لقيادة الحوثيين.

ونشر أحمد دويد، مقطع فيديو يرصد اعتقالات الحوثي على الهواء مباشرة من ميدان التحرير لكل من يحتفل بذكرى ثورة 26 سبتمبر، ساخرا بالقول: "جاء يقول لي تصرفات فردية.. والله إنها توجهاتكم الكهنوتية البغيضة وعنصريتكم المقيتة".