عنصرية حاقدة.. إشادة واسعة بتصدي العشائر العربية لهجوم مليشيا "قسد" في دير الزور

12

طباعة

مشاركة

استنكر ناشطون الاشتباكات المستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، ومقاتلين عشائريين من مجلس دير الزور العسكري وعشائر عربية أخرى في عدة مدن شرق سوريا.

وقوات "قسد" تحالف شكلته الولايات المتحدة من مسلحين من العشائر ومقاتلين أكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.

الاشتباكات بين مقاتلي العشائر و"قسد"، تواصل احتدامها منذ نهاية أغسطس/آب وحتى 4 سبتمبر/أيلول 2023، في محافظة دير الزور شرق سوريا، مع انضمام مزيد من القبائل للقتال، واستقدام "قسد" قوات لتعزيز مقاتليها.

وطالبت العشائر العربية بإخراج "قسد" من المحافظة في الوقت الذي اشتعلت النار في إحدى آبار النفط بالمحافظة، عقب استهدافه من قبل مسلحين.

واتّسعت رقعة الاشتباكات بين العشائر و"قسد"، حيث هاجم مقاتلون من العشائر مواقع لـ"قسد" قرب بلدة سلوك شمالي محافظة الرقة، وبث المقاتلون صورا، قالوا إنها تؤكد سيطرتهم على قرى بريف الحسكة، إضافة إلى قرية في ريف الرقة الشمالي.

وأعلن مقاتلو العشائر سيطرتهم بحسب مصادر إعلامية على قريتي "الطركي" و"تل طويل" قرب ناحية "تل تمر" شمال غربي الحسكة.

وبلغت المعارك أشدها في محيط مدينة البصيرة بريف دير الزور، لا سيما بعد حصار مطبق فرضته قوات العشائر على قوات "قسد" التي استدعت تعزيزات ترافقها طائرات مسيّرة شنّت هجوما معاكسا لفك الحصار عن قواتها.

وعبر تغريدات على حساباتهم الشخصية على موقع إكس "تويتر سابقا" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قسد، #قسد_الإرهابية، #قوات_العشائر، هاجم ناشطون "قسد"، مؤكدين أنها "مليشيا إرهابية، وتكتل مارق ليس له جذور".

وأشادوا بقدرات العشائر العربية على ردع المليشيا واصطفافهم في وجه إجرام قسد ودحرها على أطراف البلدات السورية، وإجبارها على الانسحاب من بعض المدن بشكل كامل، ودك مواقعها بالصواريخ في بعض المحاور.

وأكدوا أن "عصابات قسد" تساوت في إجرامها مع "طاغية الشام" رئيس النظام السوري بشار الأسد، ونظامه، والعلاقات بينهما ثابتة تاريخيا وكان النظام يستخدمها لتنفيذ اغتيالات خصومه في جميع دول العالم.

وجهان لعملة واحدة

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الصحفي أحمد كامل، أن "الفرق بين نظام الأسد وقسد، أن الأول مستبد، دموي، حرامي، بينما الثاني قسد مستبد، دموي، حرامي انفصالي عنصري يشكل خطرا على الهوية الوطنية والقومية والدينية واللغوية للسوريين الخاضعين له".

وقال كامل: "كل أرض يسيطر عليها نظام أسد، ستعود لنا بعد سقوط النظام عاجلا أم آجلا"، محذرا من أن "كل أرض يسيطر عليها نظام قسد قد نخسرها ولا تعود لنا إلى الأبد".

ورد الناشط الثوري أبو النور الحمصي، على من يسأل لماذا تنقمون على قسد أكثر من الأسد؟، قائلا: "نحن عندنا الأسد وقسد بنفس الكفة ونفس الإجرام ويجب القضاء على الاثنين معا".

وأضاف: "انظروا إلى حقدهم وإجرامهم وبماذا يتوعدون، لذلك يجب الاستمرارية في دحر هذه العصابة وارسالها إلى (جبال) قنديل".

ووصف الباحث والإعلامي التركي، محمد صديق يلدرم، مليشيات قسد ونظام الأسد بأنهم "عملاء وشركاء"، عارضا مقطع فيديو يوثق لحظة اقتحام مقاتلي العشائر حاجزا مشتركا لنظام الأسد ومليشيات قسد على جبهة تل تمر شمال الحسكة. وأكدت الناشطة الحقوقية نعيمة عبده، أن قسد ونظام الأسد "فردتان لحذاء واحد".

جرائم قسد

وسلط ناشطون الضوء على الجرائم التي ارتكبها "قوات سوريا الديمقراطية"، وتداولوا مقاطع فيديو توثق بعضها، مستنكرين الصمت على إجرامها ومطالبين بردعها.

وعرض الناشط السياسي عمر مدنية، مقطع فيديو مسرب من داخل سجون قسد، يوثق وحشية المليشيا وإجرامها.

وعلق محمد خير كنجو، على المقطع ذاته قائلا: "هذا ما ظهر للعلن وما خفي أعظم، المحقق عبارة عن وحش بشري يقوم بإعدام من يحقق معهم ميدانيا، الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، أن هذه القوات ليست بكردية ولا سورية ولا ديمقراطية، هذه عصابات إرهابية عنصرية حاقدة عابرة للحدود". وأشار الناشط الكردي دلخواز قامشلي، إلى أن "مليشيا قسد تستقدم إلى دير الزور قوات وحدات حماية الشعب الدولية، مليشيا عسكرية تتكون من متطوعين أجانب، وأحد فروعها YPG غالبية مقاتليه من النساء بسلاح القناصات ويمتلكون أحدث الأسلحة الأوروبية والأميركية".

وحذر في تغريدة أخرى "لا تستهينوا بعدوكم مهما بدا لكم ضعيفا، قد يخفي عنكم ما لا تعرفونه"، مؤكدا أن "بي كا كا مليشيا لا تعرف الحلال من الحرام، ولا تحترم قوانين الحروب، مشبعون بأفكار قذرة دموية".

وقال الباحث والكاتب والمحلل السياسي السعودي، سامي المرشد، إن "هذا الإجرام والإرهاب الذي يُمارس ضد المدنيين في ديرالزور من قبل عصابات ما يسمى سوريا الديمقراطية يجب عدم السكوت عليه أو تجاوزه". 

وتساءل: "إلى متى يتم تقسيم الشعب إلى مجموعات مناطقية أو عرقية أو أيدولوجية من قبل الدول التي تحتل سوريا وتتحكم بمصير شعبها؟".

واستنكر الكاتب فالح الشبلي، وقوف العالم "في حالة ترقب لنتائج استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي العشائر العربية ومليشيات قسد التي اهتزت شوكتها، واليوم انتقلت لمحور قرية الطويل بريف تل تمر شمالي الحسكة". ورأى الدبلوماسي السوري السابق، أحد مؤسسي حركة "الشعب يريد التغيير"، بسام بربندي، أن "الطريقة التي تتعامل فيها هذه الإدارة الأميركية مع العالم العربي مثيرة للجدل والحيرة".

وأشار إلى أن "كبار المسؤولين الأميركان يزورون الدول العربية ويؤكدون العلاقة الإستراتيجية التي تربط واشنطن مع هذه الدول وعلى ضرورة أن توقف إيران سياستها الهادفة لعدم استقرار المنطقة، ثم يقومون بإعطاء إيران أكثر من 10 مليارات دولار يعرفون أنها سيستخدم جزء منها ضد الدول التي تدعي واشنطن أنها حليفة لها".

وأضاف بربندي: "تقول واشنطن أنها مع حقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية ثم تسمح لحليفها الشيوعي- الكردي بي كا كا في سوريا باستخدام الأسلحة الأميركية لقصف المدنيين بمناطق ذات الأغلبية العربية التي تطالب بالعدالة بكل أشكالها ويثقون بالقيم الأميركية".

العشائر العربية

وأثنى ناشطون على صمود العشائر العربية وقدرتها على التصدي لجرائم مليشيا قسد ومساعيها للتقدم في محور حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي، واستعادتهم المناطق التي سيطرت عليها المليشيات.

وأكد مؤسس وقائد الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، أن "انتفاضة العشائر العربية ضد إرهاب مرتزقة قسد هو الطريق السليم الذي يؤدي لقطع ذراع خبيث من أذرع العصابة الأسدية التي قدمت لجناح بي كا كا السوري كل أنواع الدعم والتسهيلات منذ بداية الثورة، ولذلك لابد من تقديم الدعم للعشائر المنتفضة لتحرير شرق سوريا وشمالها الشرقي منهم".

وقال الكاتب عباس شريفة، إن "انتفاضة العشائر العربية في دير الزور أثبتت عددا من الحقائق، منها أن قسد عبارة عن نمر كرتوني ينهار بسرعة عندما يغيب عنه الغطاء الجوي للتحالف الدولي، وأن النظام لا يملك أي نفوذ حقيقي على المكون العشائري، وأن المشروع الانفصالي الذي تحلم به (بي يي دي) عبارة عن وهم".  ولفت الناشط الإعلامي، عبدالله النايف، إلى أن "قوات العشائر تستمر في استنزاف مليشيات قسد شرقي حلب، حيث تشن قوات العشائر هجوما واسعا على جبهة منبج شرق حلب وأنباء عن تحرير 6 قرى وقتل وجرح العديد من مليشيات قسد وعصابات الأسد".

وذكر النايف أن "أغلب المواقع العسكرية لمليشيات قسد هي مواقع مشتركة مع عصابات الأسد".

وأكد الناشط بالثورة، يحيى شاهين، أن "الصراع بين العشائر العربية ومليشيات قسد وداعميها في شرق سوريا، ليس عرقيا، بل هو صراع مع مليشيا متطفلة دخيلة قنديلية عابرة للحدود فرضت هيمنتها في المنطقة مدعومة من الأميركان والغرب والروس وإيران وبقايا نظام الأسد المتهالك"، قائلا: "الكرد إخوتنا وأهلنا وهم منا". وأعربت ريمة اللحام، عن خشيتها أن يستمر القتال بين العشائر العربية وقسد الإرهابية دون استئصال قسد،  بحيث تصبح حرب استنزاف طويلة الأمد، من أجل إعاقة تأمين الأسلحة من الملالي لشركائهم وكذلك التخلص من أكبر عدد من المكون السني، مؤكدة أن هذا ما تسعى إليه أمريكا، يعني اثنين بواحد. وكتبت المغردة أميرة: "ما لاحظناه من معارك العشائر مع مليشيا قسد التي دربتها القوات الأمريكية لسنين كيف تقدم أبناء العشائر بسرعة ملحوظة لمناطق واسعة بدير الزور وبسلاح خفيف، كيف لو تلقوا دعما!! وساندهم طيران؟! لكان خلال ساعات حرروا الحسكة ومنبج، وخلال أيام علقوا رأس بشار الأسد بساحة الأمويين".