"روح الثورة".. حفاوة واسعة بعودة احتجاجات السوريين المطالبة بإسقاط بشار الأسد

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على تويتر بعودة المظاهرات الشعبية ضد النظام السوري برئاسة بشار الأسد، إلى عشرات المدن، مطالبة برحيل النظام وإسقاطه وتوفير الخدمات، وعدوا تجدد الاحتجاجات بمثابة صفعة للأنظمة العربية التي طبعت علاقاته معه وأعادته لجامعة الدول العربية.

آلاف السوريين خرجوا في 25 أغسطس/آب 2023، عبر تظاهرات واسعة بعدة محافظات منها دير الزور والرقة وحماة وحمص واللاذقية وطرطوس ودرعا والسويداء ودمشق وريفها وحلب وإدلب، دعما ومساندة لاحتجاجات محافظة السويداء المستمرة منذ أيام ضد الأسد.

وأفادت مصادر إعلامية بأن مدن وبلدات محافظة إدلب ، ريحا، ودركوش، وكللي، وجسر الشغور، وكفرلوسين، وخربة الجوز، واطمة، كفر لوسين وإدلب، شهدت خروج مظاهرات تطالب برحيل النظام السوري.

وسجلت محافظة درعا، 10 نقاط تظاهر ضد النظام، في مناطق مختلفة من المحافظة الخاضعة لسيطرة النظام، رددت هتافات تطالب بإسقاط الأسد، والإفراج عن المعتقلين. 

فيما اكتسبت الاحتجاجات في محافظة السويداء زخما شعبيا واسع النطاق، إذ ازداد عدد المحتجين في ساحة السير (الكرامة) وسط مدينة السويداء، مركز المحافظة، مطالبين بإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون النظام.

ورأى ناشطون أن الثورة تستعيد عنفوانها وزخمها، مشيرين إلى أن توسع نطاق الاحتجاجات وانضمام محافظات أخرى إلى احتجاجات السويداء دعما ومؤازرة لأهلها، دليل على أن السوريين لن يتراجعوا عن ثورتهم مهما كان الثمن.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #الثورة_السورية_العظيمة، #خلاص_سوريا_باسقاط_الاسد، #الثورة_السورية، #الشعب_يريد_إسقاط_النظام، وغيرها، أعربوا عن سعادتهم بعودة الهتافات المناهضة لإيران الحليف والداعم الأبرز للنظام.

ثورة جديدة

وتفاعلا مع الأحداث، قال مدير دائرة الاستشارات الإستراتيجية، أحمد رمضان، إن "الثورة السورية العظيمة تولد من جديد، وتستعيد زخمها وشبابها وخطابها الوطني، تبرق للعالم أن الشعب السوري واحد، وأن عزيمته لا تلين وإرادته لا تقهر". 

وأشار إلى أن "المدن كافة تشتعل بنداء الشعب يريد إسقاط النظام، وأنها ثورة لكل السوريين، وأن كل محاولات الديكتاتور السفاح وحلفائه ومليشياته الإرهابية لم تفلح في كسر مقاومة المواطنين للاستبداد، وتصديهم للاحتلال، ورفضهم للإرهاب، وتحديهم للوصاية".

ولفت رمضان، إلى "توارد مؤشرات بالتزامن مع هذا اليوم العظيم، من عواصم عدَة، من بينها واشنطن، عن تغييرات في الموقف من النظام، باتجاه زيادة عزلته ومحاصرته، بل واقتراب حصول تبدلات هامة ستفضي للإطاحة برأسه وأعوانه بعد أن تأكد أنَ إعادة تدويره فعل مستحيل".

وكتب الصحفي هادي العبدالله: "اليوم حسّيت إن الـ 2011 رجعت من جديد.. المظاهرة اللي مشيت بالشارع.. الهتافات.. التضامن مع المدن.. شعب مستحيل يوصف.. شعب مستحيل ينكسر"، عارضا مقطع فيديو من المظاهرة من مدينة الأتارب في ريف حلب. ولفت الناشط وائل عبدالعزيز، إلى أن "عشرات المظاهرات من شمال سوريا إلى جنوبها تهتف للحرية والكرامة وتؤكد استمرار الثورة وتجذرها في النفوس"، قائلا: "إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيل فجيل، وغدا سيولد من يلبس الدرع كاملة، يوقد النار شاملة، يطلب الثأر، يستولد الحق، من أَضْلُع المستحيل". وأشار المغرد أبو عرب، إلى أن "عودة المظاهرات أعادت الحديث السياسي السوري عن الثورة كحراك شعب دون طابع الصراع الدولي والفصائل والطائفية والإرهاب التي سادت الحديث عن سوريا لسنين طويلة". ورد عليه الصحفي، أحمد سعيد، قائلا إن "سوريا الثورة مستمرة… العنوان الأصح ويلعن الأسد من الجد للولد". وذكرت المغردة فدوى، أن "النظام السوري يحاول منذ 12 عاما بكل الطرق إخماد نار الثورة،" قائلة: "أريد أن أعرف كيف كان صباح بشار الأسد اليوم وهو يعلم يقينا أنه للآن لم ينجح في كتم صوت الهتاف الأول، الشعب يريد إسقاط النظام".

مناهضة إيران

وأثنى ناشطون على عودة الهتافات المناهضة لإيران والمنددة بالجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب السوري بدعمها ومساندتها للأسد من قتل وتدمير ونزوح وتهجير.

وأشار الصحفي قتيبة ياسين، إلى أن "الكل عوّل على أن السوريين بعد ما بشار قتل منهم مليون تابوا وما بقى يسترجوا يطلعوا يتظاهروا ضده، واليوم من يفتح السوشيال ميديا يفكر إن أحد فاتح أرشيف الثورة السورية القديم"، قائلا: "أنا اليوم سمعت غنية يا إيراني كلبك ودّع ويا إيراني كلبك ودّع.. تعا شوف وتعا تسمّع".

ودون أبو المغيرة إدريس: "طالعلك يا أسدي طالع من كل بيت وحارة وشارع.. السويدا تنادي مع حوران بكل ساحة وكل ميدان:  خذي كلبك يا إيران، الشعب السوري ما بينهان وسمع يلي ما هو سامع". وأكد عز الدين سالم، أن "الجموع توحدت ومطلب الشعب السوري واحد، يسقط الأسد وتحيا سوريا وشعبها.. يسقط ملالي إيران وحلفاءها في كل مكان وتحيا الحرية".

توثيق الحدث

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا توثق الحشود الضخمة التي خرجت للميادين والشوارع مطالبة بإسقاط الأسد.

وعرض علي دوغيني، مقطع فيديو يوثق انتفاضة أهالي مدينة الأبطال والأحرار إدلب، متسائلا: "أين المجرم بشار الأسد زعيم عصابات الكبتاغون وزعيم عصابات المخدرات الخامنئي ليروا هذه المظاهرة المليونية.. إنها فقط بمدينة واحدة دون باقي المدن والبلدات السورية التي خرجت بها المظاهرات.. ليقول الشعب كلمته: الشعب يريد إسقاط النظام".

وبث الثائر عماد عبد الرحمن، مقطع فيديو يوثق مظاهرات حاشدة بمدينة الباب بحلب "التي لم تتوان يوما عن نداء الثورة والحرية والكرامة ونصرة باقي المدن السورية". ونشر الناشط أحمد أبازيد، عدة مقاطع منها من بصرى الشام يهتف أهلها بأن "الشعب يريد إسقاط النظام، ومن جاسم يهتفون "سوريا لينا وما هي لبيت الأسد"، ومن طفس: "درعا حطمت حواجز الخوف.. روح ياخاين دورلك قبيلة".

ارتباك النظام

وتحدث ناشطون عن دلالات موقف النظام السوري وارتباكه الظاهر من الحراك الثوري في محافظة السويداء، وعدم قدرته على ردعه.

ورأى الناشط ماجد عبدالنور، أن من يعتقد بأن المجرم أسد سيتعامل مع انتفاضة السويداء بسياسة التجاهل إلى ما لا نهاية "مخطئ"، قائلا إن هذا السفاح يدرك أن استمرار المظاهرات سيؤدي إلى تشجيع المدن الأخرى على الانتفاضة، وكذلك ستعيد مشهد التعاطف الدولي مع الثورة مرة أخرى، وستعقد بعض سياسات التطبيع الأخيرة .

وأضاف أن "صمت المجرم على السويداء ليس لدواعي الأقليات، فهذا السفاح حرق كل مراكب العودة للوراء، وليس لأنه يخشى القتل فهو مستعد لأن يقتل أسماء وابنه فيثاغورث، هو حقيقة يخشى الدخول في صراع دموي مع شعب السويداء المسلح والذي يمكن أن يكون بوابة لعودة الدعم الغربي، لكنه لن يصبر إلى النهاية".

وحث رسام الكاريكاتير، عمار آغا القلعة، على "ضرورة فهم طبيعة الرد المتوقع من قبل النظام على انتفاضة السويداء والتحاقها بالثورة السورية، وعودة المظاهرات بشكل لافت وقوي وإنعاش روح الثورة من جديد وكأنها بدأت بالأمس". 

وقال إن "النظام أمام خيارات محدودة وصعبة، وهذا ما يضعه في ورطة حقيقية مختلفة عن الورطات الأخرى التي أنقذه منها الروس والأميركان والإيرانيون وإسرائيل خلال السنوات الخمس الأولى من الثورة، وهي تختلف بأنها تشكل تحديا لفكره الخبيث الذي سوغ من خلاله مبرراته في إبادة السوريين بصفتهم إرهابا يستهدف الأقليات التي يحميها منذ 1970".

وأضاف القلعة: "هو تحدٍ، يسحب منه خيار استخدام القوة المباشرة لقمع انتفاضة السويداء بقواته العسكرية الرسمية أو الرديفة.. كما أن جولات المفاوضات التي أجراها مع قادة الحراك، أثبتت فشل خيار رشوة المحافظة بتغطية المطالب المعيشية التي يفبركها إعلامه عن أسباب الانتفاضة".

وقال الصحفي الأردني باسل رفايعة: "في انتظار الأسد ليعلن أن المظاهرات المطالبة بإسقاطه تحركها مؤامرة مؤكدة، يقودها تجار كبتاغون منافسون، يريدون تحطيم الاقتصاد السوري، والتحاصص معه في الـ57 مليار دولار التي يجنيها من تجارة الحبوب الصغيرة وتهريبها للأصدقاء والأعداء.. وفي انتظار أن يضحك، ويصفقوا له..!!".

صفعة للمطبعين

ورأى ناشطون أن الحشود السورية التي خرجت ضد الأسد وجددت ثورتها المناهضة له ولنظامه استطاعت توجيه صفعة شديدة للأنظمة العربية التي طبعت علاقتها رسميا مع الأسد وأعادته للجامعة العربية في مايو/أيار 2023.

وعد الصحفي غسان ياسين، ما يحدث في سوريا "صفعة على وجوه اللاهثين نحو الأسد الكيماوي وعلى وجوه المطبعين وعلى كل من يظن أن النظام يمكن أن يقدم شيئا ما لأجل وقف هذه المذبحة المفتوحة منذ 2011".

وأضاف: "نعلم منذ أول يوم بأن هذه معركة وجود ولا مكان فيها لأنصاف الحلول، ولا أنصاف المواقف، ولا يمكن أن يتوقف شلال الدم في سوريا إلا بقطع رأس الخسيس".

وكتب أحد المغردين: "بعد ترند الثورة السورية العظيمة لازم يكون في شيء خاص بالدول المطبعين مع نظام الإجرام والاعتماد على أخوتنا بالدول الغربية لتكون رسالة للمجتمع العربي أولا، ومن ثم للدول الأوربية تؤكد أن نظاما فاقدا للشرعية هو نظام مجرم، وخلاص سوريا بإسقاط الأسد". وعرض حساب "أخبار العالم الإسلامي" مقطع فيديو من مظاهرات بإدلب يوجهون رسالة إلى الأنظمة العربية المطبعة مع النظام السوري بقولهم "ياعرب قتلتونا.. خافوا الله ياعرب.. الشعب يريد إسقاط النظام". وقال أحد المغردين: "كلنا ضد الأسد الفاسد الذي دمر شباب سوريا وأيضا شباب العرب والخليج بالمخدرات والفساد ولكل شخص عربي حر لا يقبل المذلة ولا الإهانة عليه المساعدة بالثورة السورية للإطاحة بالفاسد، وبإذن الله يسقط نظام المجرم بشار وترجع سوريا أقوى من أول".