أصبحوا مليونيرات.. حملة تتهم الحوثي بنهب الثروات وتدعو لدفع رواتب الموظفين

12

طباعة

مشاركة

أطلق مسؤولون يمنيون في الحكومة الشرعية وصحفيون وإعلاميون وناشطون بارزون حملة إلكترونية تحت وسم #الحوثي_يسرق_الرواتب، للكشف عن عبث المليشيا المدعومة من إيران ونهبها لأموال وحقوق الشعب في مناطق سيطرتها.

الحملة جاءت في أعقاب خوض المعلمين إضرابا شاملا منذ ثلاثة أسابيع بالمدارس الواقعة في نطاق سيطرة الحوثي، بهدف استعادة الحقوق الأساسية لهم وأولها الراتب، وكإجراء احتجاجي، نتيجة تجاهل مطالب موظفي التعليم.

وكان نادي المعلمين في صنعاء قد طالب في البيان الذي أعلن خلاله الإضراب، بسرعة صرف مرتبات موظفيّ التعليم العام المتوقفة منذ نحو 8 سنوات، بانتظام من بداية الشهر القادم، وجدولة المتأخرات منها.

لكن مليشيا الحوثي قابلت إضراب المعلمين بالبطش والتنكيل والقمع، من خلال حملات اعتقال طالت عدة معلمين ممن استجابوا للدعوة، إضافة إلى التهديد بفصلهم وتعيين بدلاء عنهم.

كما تأتي الحملة بينما يشهد ملف رواتب الموظفين في اليمن تعقيدات من شأنها عرقلة مسار إحراز اتفاق شامل بين الحكومة والحوثي، تقوده السعودية وسلطنة عُمان منذ أشهر، تمهيدا لاتفاق شامل ينهي أزمة البلاد المستمرة منذ نحو تسع سنوات.

الناشطون عبر تغريداتهم على وسم الحملة، استنكروا سرقة مليشيا الحوثي رواتب الموظفين اليمنيين أمام مرأى ومسمع من العالم، مؤكدين أن إيراداتها تكفي لصرف الرواتب وتشغيل المستشفيات وترميم الطرقات لكنها تتعمد إذلال الشعب اليمني لأهداف سياسية.

وأشاروا إلى أن الحوثي يقلب طاولة مفاوضات السلام التي تجريها السعودية معه بوساطة عمانية، معربين عن استيائهم من رفض المليشيا مطالب المعلمين رغم تفاقم إيراداتها التي تنهبها من ثروات اليمنيين.

ثراء فاحش

وتفاعلا مع الحملة، قال مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيبلي، إن من البجاحة والوقاحة أن تطالب قيادات مليشيا الحوثي، الشرعية والتحالف بدفع الرواتب بينما هم ينهبون مليارات الريالات يوميا من عائدات الضرائب والجمارك والاتصالات إلى جيوبهم وحساباتهم الخاصة حتى أصبحوا مليونيرات خلال أشهر وسنوات.

وأوضح الصحفي غمدان اليوسفي، أن الحوثي عمل على تحديث شيء واحد هو نظام الضرائب والجمارك، ولا يمر من تحت أيديهم حتى فلس واحد.

ولفت مسؤول المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة آب، كامل الخوداني، إلى أن كل الإيرادات التي تضاعفت عشرات المرات عما كانت عليه يكدسها الحوثي في بدرومات (أسفل) المنازل وفي كهوف صعدة.

وبين أن "ايرادات الدولة بل وملياراتها تنهب من المواطنين على شكل إتاوات وتبرعات ودعم ومجهود ورسوم"، مبينا أن "الحوثي يكون إمبراطورياته المالية بينما يموت المواطن جوعا".

وأعرب الكاتب عزت مصطفى عن استيائه من إصرار مليشيا الحوثي على عدم دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها رغم كل المطالبات وحالة المعاناة الناجمة عن ذلك في وقت تعيش قيادات المليشيات حالة من الثراء الفاحش والبذخ.

نهب المقدرات

وتحدث ناشطون عن سرقات الحوثي من النفط والغاز وغيرها من القطاعات، مستنكرين نهب المليشيا مؤسسات الدولة وتحويلها لملك خاص لهم.

وأشار الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان رياض الدبعي، إلى أن الحوثيين عملوا منذ بداية الانقلاب على نهب أرصدة الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات في العاصمة صنعاء.

وقال سمير رشاد اليوسفي، إن أربعة ونصف تريليون ريال، حصيلة النهب الحوثي خلال العامين 2022-2023.

واتهم الناشط سعد العسل، "مليشيا الحوثي الانقلابية بنهب عائدات الاتصالات على مدار تسعة أعوام تقدر بمليارات الريالات"، مؤكدا أن هذه المبالغ الهائلة كفيلة بصرف مرتبات جميع موظفي الجمهورية دون استثناء، ناهيك عن عائدات الضرائب والجبايات الذي تفرضها على المواطن.

وقال الصحفي محمد الضيباني، إن ما تجيده مليشيا الكهنوت الحوثية سوى السرقة والنهب والسطو على ممتلكات اليمنيين وسرقة المساعدات من أفواه الجوعى وفرض الإتاوات والجبايات بمختلف مسمياتها وتحويل مليون موظف كانوا من الطبقة الوسطى إلى دائرة سحيقة الفقر والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

وبين رئيس قطاع التلفزيون في قناة عدن الفضائية فارس عبدالعزيز صلاح، أن جميع الموظفين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي تسرق رواتبهم وعندما تصرف لهم رواتب من مناطق الشرعية تأخذ المليشيات أكثر من نصف الراتب بسبب تحويل العملة.

واستنكر في تغريدة أخرى جني مليشيا الحوثي مليارات من إيرادات ميناء الحديدة وبقية المؤسسات التي يسيطر عليها وتسخيرها لخدمة أجندته الطائفية ورفض دفع مرتبات الموظفين رغم ظروفهم الصعبة. 

توثيق الجرائم

وحث ناشطون على توثيق جرائم الحوثي، داعين إلى إنهاء انقلابهم وتخليص البلاد منهم. ورأى الكاتب والباحث عادل الأحمدي، أنه من الطبيعي أن تسرق المليشيا الرواتب، لأنها تعلم أنها عصابة.

وقال: "نحن هنا لا نطالبهم بصرف المرتبات ونعاملهم وكأنهم دولة، لا، بل نعري زيفهم ونوثق جريمتهم للتاريخ، وسيستعيد أبناء اليمن كل ما سرقته العصابة".

واستنكر الكاتب والباحث السياسي عبدالله إسماعيل، كذب مليشيا الحوثي في تبرير امتناعها عن صرف المرتبات رغم الإيرادات الضخمة التي تنهبها من اليمنيين، لكنها تصرف على مدارسها الطائفية.

ورأت نائب رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أمة الرحمن ناصر المطري، أن العائق الوحيد لصرف المرتبات أن الحوثي يريد أن يبقى الناس بمناطق سيطرته في حالة جوع وفاقة "ينتظرون ما تتصدق به الجماعة من فضلات الزكاة التي يذهب خمسها للهاشميين والبقية تنهب ويتم تقاسمها بين هوامير المليشيا".

ولفتت المغردة رانيا إلى أن مليشيا الحوثية الإيرانية عمدت إلى تجويع الشعب اليمني وإفقاره من أجل إجباره على الالتحاق بجبهاتهم ومعسكراتهم الإرهابية مقابل أجور مادية مختلفة ما يضطر المواطن للإذعان.

أهداف الحوثي

وقال وكيل وزارة العدل في الجمهورية اليمنية فيصل المجيدي، إن الحوثي يريد من الدولة مميزاتها والعائدات لكنه يرفض أي التزامات مقابل ذلك، "ومن هنا فهو ينهب كل مقدرات الدولة ويسرق حقوق الموظفين".

ورأى مقدم برنامج صناع الرأي محمد مصطفى، أن مليشيات الحوثي باستهدافها للعملية التعليمية وقطع رواتب المعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات تهدف إلى تجويع الشعب وإذلاله واستعباده وطمس الهوية الوطنية وإفراغ العملية التعليمية من محتواها لأن أفكارها غير قابلة للحياة إلا في ظل وجود الجهل.

وأكد في تغريدة أخرى أن مليشيا الحوثي عملت بكل قوة على أن يصبح اليمن فقيرا أمام الدول الأخرى حيث عمدت إلى تجويع المواطنين من خلال حصارها ومنعها لهم من أبسط حقوقهم الأساسية وهي المرتبات التي كانوا يُعيلون أهلهم من خلالها.

ورأى صالح البخيتي، أن من المحال توقع أن يكف الحوثي يده عن سرقة رواتب الشعب اليمني ببساطة لأنه معول هدم للدولة والمجتمع.

وأردف: "ولو توقف للحظة واحدة عن سرقة الرواتب أو نهب موارد الدولة لتحول حينها إلى جادة النظام والقانون وهو عدو النظام والقانون" .