ثمن جرائم الاحتلال.. حفاوة بتنفيذ شاب فلسطيني عملية بمستوطنة في القدس

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون على تويتر، بعملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني عشريني في مستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس المحتلة، أول أغسطس/آب 2023، أسفرت عن استشهاده وإصابة 6 مستوطنين بجروح في مجمع تجاري بالمستوطنة.

الشهيد هو الشاب مهند المزارعة من بلدة العيزرية التي أقيمت على أراضيها مستوطنة "معاليه أدوميم" غير الشرعية وفق القانون الدولي، وجرى قتله من قبل جندي من قوة "حرس الحدود" كان حاضرا في المكان.

وتعد "معاليه أدوميم" واحدة من كبرى المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية وأكثرها توسعا منذ تأسيسها عام 1975 شرقي مدينة القدس.

وقالت خدمة إسعاف "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية إن حالة أربعة من المصابين بين متوسطة وطفيفة، فيما وصفت حالة اثنين بالخطرة.

وبدورها، باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية، مضيفة أنها جاءت دفاعا عن المسجد الأقصى وردا على اقتحامات المستوطنين، فيما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بها وعدتها ردا طبيعيا على العدوان الإسرائيلي.

سياسيون وناشطون أشادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #معالية_ادوميم، #عملية_معالية_ادوميم، بقدرة منفذ العملية على اختراق حصون المستوطنة الإسرائيلية.

وأكدوا أن العملية رد قوي على تهويد القدس خاصة أنها تأتي بعد أيام من تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى واقتحامهم باحاته بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

ثأر للأقصى

وتفاعلا مع الأحداث، قال الناطق الإعلامي باسم حركة حماس حازم قاسم، إن المقاومة الباسلة تضرب من جديد في القدس، ردا على الحرب الدينية التهويدية على مقدساتنا وعلى المسجد الأقصى المبارك.

وأضاف أن هذه العمليات تطبيق فعلي لما نعلنه من أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن تصعيد العدوان عليه سيواجه بمزيد من الفعل الفدائي من شعبنا ومقاومته.

ورأى رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس إقليم الخارج هشام قاسم، أن الاحتلال يحصد نتاج جرائمه وإرهابه داخل المدن والمخيمات الفلسطينية.

وقال إن أي عملية فدائية تنفذها مقاومة شعبنا هي في سياق الرد على مجازر جيش العدو وقطعان مستوطنيه، وتطبيق لما تؤكد عليه المقاومة أن الاحتلال سيدفع ثمن كل جريمة يفكر في ارتكابها، وليس أخرها عملية اليوم في القدس المحتلة.

وأضاف أن الدعم والحماية التي تقدمها حكومة الاحتلال المتطرفة للعصابات وتجار المخدرات لكي تقتل وتعربد وترهب مجتمعنا الفلسطيني في الداخل المحتل عام 48، وأياديه الخبيثة التي تحاول اختراق نسيجنا الوطني، ستعود وبالا عليه وعلى منظومته الأمنية ويتجرع الهزيمة بأيدي بواسل شعبنا في كل حين.

وقال الصحفية إسراء العرعير، إن عملية معاليه أدوميم شرق القدس تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال بحق مدينتنا الشامخة ومسجدنا الأقصى المبارك، لتوصل للاحتلال الظالم أن الفلسطيني لا يمكن له أن يستسلم ما دمتم تغتصبون أرضنا ومقدساتنا.

وعرضت مشيره أحمد العقاد، انفوجرافا يرصد ردود فعل الفصائل الفلسطينية على العملية الفدائية تحت عنوان "القدس قبلة الثوار.. مفخرة الثورات".

إشادة وثناء

ولفت الباحث في المحتوى الإعلامي المرئي راجي الهمص، إلى أن تنفيذ العملية جرى بسلاح m16، مؤكدا على ضرورة الإشارة إلى أن المقاومة توعدت الاحتلال بالرد على جريمة اقتحام المسجد الأقصى قبل أيام.

وقال الكاتب يحيى بشير، إن مشاهد العملية الفدائية في القدس تُعيدُنا إلى تذكر تصريح كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) حين أعلنت أن الرد على اقتحام القدس سيكون حاضرا قريبا، وأن المسجد الأقصى خطٌ أحمر لا يمكن السماح باستباحته أو تحقيق صورة نصر على حساب تدنيسه من حكومة الاحتلال ووزرائها المتطرفين.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى ارتقاء الفتى محمد فريد الزعارير (15 عاما) برصاص الاحتلال قرب بلدة السموع بالخليل، وارتقاء الشاب مهند المزارعة بعد إطلاقه النار وإصابته عددا من جنود الاحتلال بمستوطنة "معاليم أدوميم"، معقبا بالقول: "هو الدّم الزكيّ يواصل الهدير بوجه الغزاة فيما باعة الأوهام ماضون في غيّهم، لكن الشعب عرف طريقه".

وكتب بلال ناج: "في فلسطين المحتلة وبضربةٍ فدائية بعمقِ الأمنِ الصهيوني، صوب استشهادي البوصلة الفلسطينية بالاتجاه الصحيح، وركز عينه الحلوة على فوهة بندقيتِه وكبس على زِناد رشاشه الحربي في مستوطنة معالي أدوميم في القدس، فأصاب 6 صهاينة بجروح، مشددا الخناق على رقبة المحتلّ الصهيوني وخياراته".

وصية الشهيد

وتداول ناشطون وصية للشهيد المزارعة، وذكروا بكلماته ودعوا له بقبول العمل والشهادة، عارضين صورا ومقاطع فيديو من العملية وتفاصيلها وما أسفرت عنه.

وأشار الكاتب والباحث أحمد سليمان العُمري، إلى وصية الشهيد مهند المزارعة: "سنجعل الله يضحك من عملنا ويباهي عملنا فيمن عنده"، قائلا: "ما يضيع حق وراءه مطالب".

وعرض عمر الشاعر، صورة منفذ عملية إطلاق النار، ودعا الله أن يتقبله، مذكرا بقول الله تعالى في الآية 169 من سورة آل عمران: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

وأوضحت ياسمين خالد، أن المُهنّد هو السيف القاطع الحاد، وهو من أفضل أنواع السيوف.

وعد محمود أبو زياد، عملية الشهيد مهند مزارعة بمثابة دعوة لكل من يستطيع الوصول للمستوطنات الإسرائيلية لأي سبب كان لاغتنام الفرصة لتسديد ضربة قاتلة للمحتَل ومستوطنيه، قائلا: "اتخذ قرارك.. خطّط وافتح عليهم أبواب الجحيم".

وعرض الصحفي والناشط محمد عبد العزيز، مشاهد من لحظات تنفيذ الشهيد مهند المزارعة عملية إطلاق نار قرب المجمع التجاري في مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق القدس المحتلة.

ونشر المغرد أبو إلياس، صور آثار الرصاص في سيارات الشرطة الإسرائيلية في عملية معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة. 

ضعف الاحتلال

وعد ناشطون العملية دليلا على ضعف الاحتلال الإسرائيلي وعلى أن مزاعمه بالقوة وأنه "الجيش الذي لا يقهر" مجرد أكذوبة.

وأشار الخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، إلى أن العملية وقعت في وقت كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش ويوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي يقيِّمون الوضع في القيادة الوسطى (التي تتبع لها الضفة الغربية)،.

وقال وسام البردويل، إن ما كشف من تفاصيل حول عملية الشهيد مزارعة تُظهر حجم الفشل الأمني وهشاشة قوى الاحتلال في مواجهة الإبداع الفلسطيني المتمسك بالمقاومة كخيار أمثل في مواجهة المخططات الصهيونية والمساعي الرامية لتهويد العاصمة الفلسطينية.

ورأى أحد المغردين، أن عملية الشهيد مهند المزارعة في مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على الأراضي السليبة أكدت وعي الإنسان الفلسطيني وتمسكه بهويته وحقيقة الصراع القائم مع العدو.

ودعا جماهير الشعب الفلسطيني للتمسك بخيار المقاومة وفي مقدمتها الكفاح المسلح والعمل الفدائي وفهم الأداة المثلى لمواجهة عنجهية الاحتلال.