لا للفتنة.. هكذا أفشلت حضرموت "يوم أرض الجنوب" الذي روجت له مليشيا الانتقالي

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون على تويتر، عن سعادتهم بإفشال أبناء وقبائل وادي حضرموت اليمني الغني بالنفط، الفعاليات التي حشد لها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في المحافظة بمناسبة ما أطلق عليه "يوم الأرض الجنوبية".

وهذا اليوم المزعوم تحتفل فيه المليشيا، بانتهاء الحرب في صيف عام 1994 وسيطرة قوات شمال اليمن على محافظات الجنوب. ويهدف الاحتفال إلى التأكيد على استمرار المشروع الانفصالي لإقامة دولة في الجنوب.

وكانت جموع حشود مناصري الانتقالي في 7 يوليو/تموز 2023، بالساحات الست التي خصصها لفعالياته في المكلا والشحر وغيل باوزير وسيئون وتريم والقطن، دون مستوى الحشد والخطاب الإعلامي الذي سبق هذا الحدث.

وأفاد مراسلو وسائل إعلام يمنية بأن فعالية الانتقالي في ساحة مدينة سيئون لم تشهد أي احتشاد من أبناء وادي حضرموت، باستثناء مجاميع مناصرة للمجلس كان قد استقدمها من محافظات جنوبية أخرى.

وشهدت ساحة التظاهر أمام "قصر السلطان الكثيري" في مدينة سيئون، إطلاق نار كثيف، ومهاجمة للمتظاهرين وسقوط ضحايا وتمزيق لافتات الانتقالي، وتضاربت الأنباء حول الطرف الذي يقف خلفها وتعددت الروايات.

الرواية الأبرز قالت إن الفعالية شهدت إطلاق نار بسبب خلافات داخلية بين أنصار الانتقالي القادمين من خارج حضرموت، فيما ذهبت رواية أخرى إلى أن أفرادا من قبيلة آل كثير اقتحمت ساحة قصر الكثيري ومزقوا لافتات المليشيا.

وردا على هذه الرواية، أوضح أبناء قبائل آل كثير، أنهم تواصلوا مع إدارة الأمن قبل يوم من الفعالية ونسقوا مع قيادات الانتقالي.

وكان الوعد منهم بشكل واضح حول ضمان التعبير السلمي وعدم استغلال أسوار القصر لرفع اي شعارات او صور سياسية لا تخدم حضرموت ولتجنب أي أحداث فوضى أو شغب.

وقالوا إنهم رأوا أثناء وجودهم بجوار قصر السلطان الكثيري الأعلام والشعارات معلقة وتواصلوا مع الأمن لإنزالها لكن لم يتجاوبون معهم، ثم تَواصلوا مع القائمين على الفعالية ولم يتجاوبوا معهم، مما اضطرهم لإنزالها بأنفسهم، وفي هذه الأثناء جرى الاعتداء عليهم وإطلاق نار من أحد المتظاهرين التابعين للمجلس الانتقالي.

وأوضح أبناء آل كثير أن ثامر الكثيري أصيب على إثر ذلك بطلقة أصابت رجله وجرى نقله للمستشفى لتلقي العلاج، محملين مسؤولية الجريمة لمن تهاون وأخل بالاتفاق، وطالبوا بالقبض على المنفذ كي ينال جزاءه الرادع امام الجهات القضائية.

فشل الانتقالي

وكانت نخب ومكونات بحضرموت بمختلف توجهاتهم قد أصدرت بيانات ضد هذه الفعالية التي يرى مراقبون أنها "مسبقة الدفع" وتهدف إلى زرع الفتنة وجلب الفوضى.

فيما حذر حزب التجمع اليمني للإصلاح في حضرموت، في وقت سابق من أن الدعوة لإقامة بعض الفعاليات في ظل الأوضاع التي تمر بها المحافظة خاصة واليمن عامة، قد تؤدي إلى جرها وأهلها إلى مربع العنف والفوضى.

وجاءت فعالية الانتقالي بعد يوم من الإعلان عن تشكيل مجلس حضرموت الوطني من العاصمة السعودية الرياض بعد مشاورات استمرت شهرا، والذي أشهر تأسيسه في 20 يونيو/حزيران 2023، بالإضافة إلى الإعلان عن وثيقة سياسية وحقوقية.

وأكدت الوثيقة على وحدة حضرموت وحق أبنائها في إدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والأمنية، مع الإقرار بالتعددية السياسية والاجتماعية فيها وبالمحافظات الجنوبية، وحق المكونات المختلفة في المشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي.

وعدّ ناشطون عبر وسمي #حضرموت_ترفض_عبث_الانتقالي، #الانتقالي_منبع_الارهاب، موقف أهالي حضرموت بمثابة رد رافض لسيطرة المليشيا على المحافظة ومناهض لمشروعه الانفصالي، الذي يستهدف بالقوة فصل محافظات جنوب وشرق اليمن عن شماله وغربه، وتأكيد على استقلاليتها وسيادتها وامتلاك قرارها ورفضها التبعية المذلة.

وحيوا أبناء حضرموت وأثنوا على موقفهم الشجاع وفضحهم عبث الانتقالي بالمحافظات الجنوبية ومجابهتهم كل أشكال الدعم الممول من الإمارات للمجلس بهدف نشر الفوضى، وفضحهم حقيقة مشروع الدولة الخليجية المناطقي المعادي لتطلعات أهالي المحافظة.

وتداول ناشطون صورا تظهر باصات أفادوا بأنها لنقل أنصار الانتقالي إلى حضرموت، للمشاركة في الفعاليات ويظهر عليها علم الإمارات، ساخرين من ضعف الحضور رغم الحشد والإغراءات. 

وتفاعلا مع الأحداث، أفاد مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، بأن المجلس الانتقالي فشل في حشد الناس في فعالية حضرموت التي قالت كلمتها إنها لن تكون مع مشاريع التمزيق والمشاريع الصغيرة وأنها لن تكون إلا مع الدولة واليمن.

وأعلن الإعلامي والصحفي بشير الحارثي، فشل فعالية الانتقالي في حضرموت بعد أن قرر أبناؤها عدم الحضور ومقاطعة الفعالية رغم الملايين التي رصدها المجلس الانتقالي لحشد الناس وشرائهم بالمصروف اليومي.

وقال: "اليوم حضرموت قالت كلمتها وانحازت لمشروعها المتمثل بمجلس حضرموت الوطني والدولة الاتحادية، وما على الانتقالي إلا الاعتراف بالحقيقة المرة بأنه مرفوض ومشرعه في حضرموت".

وحث الحارثي الانتقالي على الانخراط بصورة جادة وفاعلة في مشروع الدولة الاتحادية وتكثيف جهوده لخدمة إقليم المثلث والعمل بإخلاص في منظومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي لمواجهة الخطر الأكبر مليشيات الحوثي السلالية، محذرا من أن محاولة الاستمرار في المكابرة والتعنت لن تنتج سوى مزيد من المعاناة للشعب في الشمال والجنوب.

فوضى وإرهاب

وهاجم ناشطون المجلس الانتقالي، واتهموا بجر حضرموت إلى ساحة الصراع وزرع الفوضى لتحقيق أطماعه وغاياته في اليمن، وتنفيذ مشاريعه وخدمته للحوثي.

وأكد الصحفي سيف الحاضر، أن تدشين الفوضى مستمر خدمة لمليشيات الحوثي، وأن الانتقالي يعمل على تهيئة الميدان لهجماتها.

ورأى أن "معركة مليشيات الحوثي ضد الشرعية وجيشها الوطني دشنها المجلس الانتقالي من حضرموت".

وقال سعد بن محمد العمري، إن سقوط (الانتقالي) سياسيا في حضرموت أمر كان متوقعا وبشدة، متسائلا: "ما هذا الاحتشاد الذي لم ينطق فيه كلمة واحدة أو يخرج منه صوت يطالب بحقوقه، هو احتشاد ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين فكرياً).

وتساءل: "أين النخب السياسية والثقافية لم تتواجد في هذا اليوم التاريخي؟"، ساخرا: "هم تحت المكيفات الحرارة تذوبهم".

وعد ربيع بن مقلم الخليفي، محاولات الانتقالي وخلفه الدولة الداعمة له وإصرارهم على استمرار الفوضى في حضرموت ومهاجمتهم للمجلس الوطني الحضرمي دليل رعايتهم لبقاء الحال كما هو عليه لا حرب ولا سلم لأجل مصالحهم الاقتصادية التي نعلم مكامنها وإلا لماذا الدولة الداعمة تدفع المليارات. 

وأكد توفيق أحمد، أن الانتقالي الإماراتي يبيع لأنصاره الوهم، ويبحر بسفينة الدولة الجنوبية المزعومة، في محيط مظلم، وبمجاديف قديمة وأشرعة مزقتها الرياح والعواصف.

وقال الناشط السياسي معاذ الشرجبي، إن الانتقالي عبارة عن مليشيات مهددة للأمن والسلم ارتكبوا الجرائم بحق اليمنيين في الجنوب ولهم قائمة طويلة من جرائم القتل والاغتيالات وإنشاء السجون السرية وتعذيب اليمنيين وانتهاك حقوق الإنسان في جنوب اليمن.

وأوضح في تغريدة أخرى، أن الانتقالي منذ تأسيسه لم يقدم للجنوب سوى الدم والقتل والإرهاب والإجرام، وسجونا سرية تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب وانقلاب على الدولة الشرعية وضرب أبناء الجنوب ببعضهم وخلق العداوة بينهم ليستبيحوا دماء بعضهم البعض.

وأكد مشعل القحطاني، أن الانتقالي منبع الإرهاب، هي حقيقة لا غبار عليها، مؤكدا أن عدن لم تعرف الاغتيالات إلا منذ أن وطأت أقدام الإماراتيين أرضها الطاهرة التي لطختها بدماء أبنائها.

وأشارت غراس السقطري، إلى أن الهبة الحضرمية حملت الانتقالي وعناصره أي قطرة دم تسيل، أو مضرة للأرض والإنسان الحضرمي، وأنه سيتحمل كل ما وقع وتسبب فيه، وأن حضرموت لا تقبل بأي تدخلات خارجية واستفزازات داخليه داعمة للفوضى.

سيناريو عدن

واتهم ناشطون المجلس الانتقالي بمحاولة تطبيق سيناريو الفوضى في حضرموت كما فعل بعدن، ولفتوا إلى فشل الانتقالي في المدينة الأخيرة وتسببه في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وقال رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، إن مشروع الانتقالي الإماراتي الدموي يتم نقله من عدن إلى حضرموت المسالمة.

ورأى الكاتب إبراهيم عبدالقادر، أن من المفارقات العجيبة، أن المجلس الانتقالي الذي يمنع التظاهرات في عدن، ويعتقل ويختطف ويقتل الناس لمجرد رأي في مواقع التواصل، المجلس الذي لم يستطع توفير كهرباء لمنزل واحد في العاصمة المؤقتة، يدعو للتظاهر في حضرموت للمطالبة بالحقوق، وصبيانه يوعظون عن الرأي الآخر.

وقال سالم بخيت: "من يمنع التظاهر السلمي في عدن لا يحق له المطالبة بحرية التخريب في حضرموت.. يكفي عويل وصراخ يكفي عبث يكفي تخريب".

وشدد على أن أبناء حضرموت لهم الحق في منع الفوضى والتخريب داخل محافظتهم.

وقال سالم ربيح: "كل يوم والانتقالي يثبت للجميع أنه مجرد أداة وقفازة للإمارات، بعد إعلان مجلس حضرموت صفق له جميع ناشطي الانتقالي وباركوا الخطوة.. من تلقاء أنفسهم، وبعد أسبوع لما جاءت تعليمات الكفيل غيروا النغمة وأصبحوا يتهمونه بالأخونجية".

وأشار إلى أن مليشيا الانتقالي يريدون كما أفرغوا عدن من رجالتها وشخصياتها العسكرية والسياسية والاجتماعية عن طريق الاغتيالات والأعمال الإرهابية، أن ينقلوا نفس السيناريو المليشاوي الإرهابي إلى حضرموت.

ودعا الناقد والناشط الإعلامي صقر اليماني، إلى الكف عن الاستخفاف بالشعب واستغبائه، قائلا إن حضرموت خارج سيطرة الانتقالي ولا تريد أن تصبح تحت إدارته كعدن المنعدمة الخدمات الأساسية البسيطة والتي تشهد انفلاتا أمنيا وكذلك شبوة التي تعيش داخل مربع اقتتال وفوضى.

وأكد أن حضرموت وحدوية منضوية تحت إطار مجلس حضرمي وطني، مضيفا: "هي عصية على الانتقالي وليست لقمة سائغه يسهل ابتلاعها.. هنا حضرموت سيلقنكم أبناؤها دروسا في الرجولة وفي الأخلاق يا عديمي النخوة والكرامة".

وبدورها، بينت الصحفية والناشطة الحقوقية بيداء العولقي، أن "حضرموت عصية على السقوط في مستنقعات فوضتكم وصراعاتكم".