أيادٍ خفية.. تنديد واسع باغتيال والي غرب دارفور بعد كشفه جرائم الدعم السريع

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون باغتيال والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، في وقت متأخر من مساء 14 يونيو/حزيران 2023، بعد اختطافه من قبل قوات الدعم السريع، مستنكرين اقتصار دور الجيش السوداني على اتهام المليشيا بالوقوف خلف الحادثة ووصفها بالتصرف الوحشي.

وكانت وسائل إعلام محلية قد أعلنت مقتل أبكر بعد اعتقاله من قوات الدعم السريع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، التي تمر بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية الاشتباكات، وصنفتها منظمة أطباء بلا حدود بأنها "أسوأ منطقة على وجه الأرض".

والوالي المغدور هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا للسلام (أكتوبر/تشرين الأول 2020)، وقد تبوأ منصبه بموجب الاتفاقية، ولا علاقة له بمجريات الصراع بين القوات المسلحة والمتمردين (الدعم السريع) الذي اندلع منذ 15 أبريل/نيسان 2023، -وفق بيان الجيش السوداني-.

وأدان الجيش التصرف الغادر لمليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور، مشيرا إلى أنها تضيف بهذا التصرف الوحشي فصلا جديدا لسجل جرائمها.

وبدوره، قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إن ما تفعله مليشيا الدعم السريع المتمردة من قتل وسلب ونهب وترويع المواطنين واستهداف المنشآت الخدمية والتنموية بمدينة الجنينة يعكس مدى فظائع هذه القوات المتمردة ضد الأبرياء العزل.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خميس_أبكر، #الدعم_السريع، وغيرها، أعرب ناشطون عن استيائهم من تصريحات الجيش، موضحين أن اغتيال والي غرب دارفور جاء بعد ساعتين من تصريحه لقناة العربية الحدث، وفضحه للجهات المتواطئة والساكتة عن الأحداث المشتعلة في تلك المنطقة.

وأشاروا إلى أنه ذكر للقناة أن قوات الدعم السريع ظلت تقتل المواطنين من خلال إطلاق النار العشوائي والقصف المدفعي تجاه الأحياء السكنية واستهداف المدنيين بصورة مباشرة، متهما حاكم إقليم دارفور مني مناوي والقوات المسلحة السودانية بالتقصير.

ولفتوا إلى أن أبكر قال: "أخبرت حاكم الإقليم، لكنه لم يفعل شيئا، وكذلك قوات الجيش التي تقبع داخل مقرها على مقربة منا، لكنها لا تتدخل لحماية المدنيين"، ملمحين إلى ضلوع الإمارات ومناوي في تصفية والي غرب دارفور ومد قوات الدعم بإحداثيات مكانه.

وفي نعيهم ورثائهم لأبكر، تحدث ناشطون عن حسه الوطني وانتمائه لبلاده ومحاولته إصلاح الوضع، صابين جام غضبهم على مليشيات الدعم السريع.

خيانة الدولة

وتفاعلا مع الأحداث، قال الإعلامي يوسف النعمة: "استشهد الجنرال خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور مغدورا في الجنينة بعد اعتقاله من الدعم السريع وبعد أن سجل للتاريخ مواقف الأبطال للدفاع عن حق أهلنا في الحياة ببسالة".

بينما خانته الدولة بالصمت عن فظائع المدينة قبل خيانة رفاقه في الكفاح المسلح له والذين وقّع معهم على اتفاق سلام جوبا المنقوص قيمة ومعنى، وفق قوله.

وترحم أحد المغردين على أبكر، قائلا: إن قوات الدعم السريع، والفرقة 15 مشاة (وهيئة الأركان طبعا)، ومني أركو مناوي شخصيا، والحكومة المركزية تواطؤا على وقائع اغتياله.

وقالت المغردة تقوى، إن أبكر رجل لم يخف قول كلمة الحق ودفع الثمن روحه، مضيفة: "رجل صادق مثله لا ينبغي أن يكون قائده رجلاً كاذباً كالبرهان!".

وكتبت ماريا: "برهان قال لكم الجنجويد اغتالوا والي دارفور لكن ما عنده خطة يرسل قوات هناك ولا شيء، ترحم عليه ورجع بدرومو، برهان أسوأ عسكري يمر على السودان بعد (الرئيس السابق عمر) البشير، كل ما يعيش فيه الشعب نتيجة لغبائه وتمكينه لحميدتي وتسليمه الوطن تسليم أهالي، ما نقص إلا يدي يحرس بيتو".

دلالات ومآلات

وتحدث ناشطون عما يحمله اغتيال أبكر من دلالات وانعكاسات على الأحداث المشتعلة في السودان وأتمت شهرها الثاني على التوالي.

وحذر الصحفي أحمد بلال الطيب، من أن الحرب وصلت بهذه العملية إلى مرحلة أكثر خطورة وتعقيدا وانفتحت على أسوأ السيناريوهات، مؤكدا أن ما حدث للوالي المغدور يمكن أن يتكرر بكل أرجاء السودان.

ولفت إلى أن البرهان اتهم الدعم السريع باغتياله، بينما قال الدعم إن متفلتين قتلوه وأن قواتهم حاولت حمايته.

وعدّ علي إبا، سيناريو قتل والي غرب دارفور الأبشع من نوعه، لافتا إلى أن الجنجويد لا أخلاق ولا دين لهم، والسودان أمام واقع استثنائي.

وأشار سيف الدولة، إلى أن اغتيال والي غرب دارفور بعد اعتقاله يعزز شهوة الجنجويد لمزيد من التصفيات والاغتيالات.

ولفت مشخص المطيري، إلى أن سيناريو الاغتيالات في السودان بدأ البارحة، قائلا: "هذا الذي حذرت منه قبل أشهر المخابرات الأميركية وخدمة لتواجد والتمدد الصهيوني في السودان يقومون بهذه الاغتيالات".

دور إماراتي

وبرز ذكر دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجيه إدانات مباشرة لها ولقناة العربية (السعودية) بالوقوف وراء اغتيال والي غرب دارفور.

ورأى عبدالله الناصر أحمد، أن تصفية خميس أبكر بعد اعتقاله بواسطة الدعم السريع أسلوب مماثل تماما لجرائم مليشيا الإمارات في اليمن.

ورأى أن البصمات الإماراتية في عملية التصفية واضحة وضوح الشمس ومن يرغب بمزيد من اليقين فليسأل أقارب ضحايا الإمارات في اليمن وليبيا والصومال وسوريا، وفق تقديره.

وأشار أحد المغردين، إلى أن قناة الحدث العربية تجري مقابلة مع والي غرب دارفور وبعدها تتم مداهمة مقره من قبل مليشيا الدعم السريع وتعتقله ثم تصفيه، قائلا إن الحادث يترك تساؤلات عديدة عن الأيادي التي تشتغل مخابرات لمليشيا الدعم، والدول التي جندت مخبرين يعملون مع المليشيا.

ولفت نور الدين، إلى أن اغتيال والي ولاية غربي دارفور تم بنظام تتبع الهاتف عن طريق قناه الحدث من الإمارات والسعودية.

واتهم مجاهد عبدالله، قناة الحدث بالمساهمة في عملية مقتل والي غرب دارفور، مؤكدا أن الإمارات هي من حددت موقعه.

وأشار عبدالرحمن محمد، إلى أن تصفية أبكر كانت بطريقة غير إنسانية، لافتا إلى أن الشارع السوداني يتساءل عن إمكانية أن تكون قناة الحدث العربية (والمعروفة بانحيازها للدعم السريع) ضالعة بشكل أو بآخر. 

جرائم بشعة

وهاجم ناشطون مليشيات الدعم السريع وعددوا جرائمها وتداولوا مقاطع فيديو وصورا توثق لحظات اختطافها لأبكر، معربين عن استيائهم من التمثيل بجثمانه بعد اغتياله.

وقال أسامة إسماعيل، إن متمردي الدعم السريع صاروا يمارسون الإرهاب، بعد القتل والسرقة والاغتصاب، فجمعوا بذلك أطراف الموبقات، ولم يعُد كلامهم معتدا به لدى الثقات.

وعدّ عبدالله الهايلو، تصفية والي غرب دارفور خميس ابكر، عملا إجراميا آخر يضاف إلى سجل الدعم السريع المليء بالمخازي.

وأوضح أن الوالي جرى أسره من قبل قائد الدعم السريع قطاع غرب دارفور وللمفارقة هو صديقه وتم الغدر به والتمثيل بجثته.

ورأى مكي، أن اغتيال مليشيا دعم السريع لوالي غرب دارفور بهذه البشاعة بعد الفيديو المنتشر لاعتقاله بمثابة تعد للخطوط الحمراء وجريمة مثبته بالدلائل وتعني أن الحرب هناك ستأخذ منحى آخر أكثر عنفا وبطشا.

وقال السياسي مبارك أردول، إن الفيديو البشع الذي يظهر اغتيال والتمثيل بجثة الرفيق خميس ابكر، جريمة بشعة بكل المقاييس وتتحملها قيادة الدعم السريع والقوى السياسية حليفتها والقوى الخارجية التي تدعمها.

وأشار إلى أن أبكر استشهد دفاعا عن أهله وأرضه وعرضه، وسيدفن بطلًا والعار للقتلة الجنجويد، متوعدا بأنهم "سيدفعون الثمن غاليا".