"تحولت لمدينة أشباح".. تنديد واسع بأعمال القتل الدائرة في الجنينة بالسودان

12

طباعة

مشاركة

أعرب ناشطون على تويتر عن استيائهم من التقصير الإعلامي وتجاهل الاقتتال المتصاعد في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور بالسودان، وترك أهلها يصارعون الأزمات التي يعيشونها وحدهم.

وتقترب الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني برئاسة عبدالفتاح البرهان ومليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" من إتمام شهرها الثاني، إذ اشتعلت منتصف أبريل/نيسان 2023، وراح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.

وفي ظل القتال المحتدم بين طرفي الصراع، تمر مدينة الجنينة بأحداث هي الأسوأ والأعنف منذ بداية الاشتباكات، وصنفتها منظمة أطباء بلا حدود بأنها "أسوأ منطقة على وجه الأرض" نتيجة استهداف مليشيات الدعم السريع لأهلها.

وفي غياب لأرقام دقيقة معلنة عن عدد القتلى والجرحى بالمدينة، كشف ناشطون عن ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 1100 قتيل، و2100 جريح، متداولين صورا لجثث مرصوصة على الأرض، وأخرى لمناطق مفحمة.

وأفادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الجنينة_تنزف، #انقذوا_الجنينة، #الجنينة_تناديكم، #الجنينة_ابادة_جماعية، بأن مدن دارفور تعاني من أوضاع إنسانية كارثية، وعمليات قتل ونهب وحرق واسعة، داعين كل الجهات المعنية والمنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذها.

وأشاروا إلى أن مئات الجرحى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج اللازم في ظل انهيار النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، مستنكرين غياب الموقف الحكومي والدولي لإنقاذ المدينة. 

الجنينة تنزف

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الطبيب أسامة إسماعيل، أن مدينة الجنينة مازالت تنزف دما، وقد استباحها التمرد حرقا وهدما، كما استباحوا قبلها الخرطوم العاصمة، فكانت على جنودهم الضربة القاصمة، وبقيت منهم جيوب تجوب البلاد، وتجلب لأهلها الهلاك والخراب والفساد.

ودعا إسماعيل حكومة إقليم دارفور للتصدي لهؤلاء المتمردين، وقطع دابر كل الأشرار المفسدين.

وقالت الكاتبة سوسن سنادا: "مازالت الجنينة تنزف وتناديكم.. عزل مدينتين في إقليم دارفور عن العالم هما زالنجي والجنينة.. 53 يوما والدولة تتخلى عن رعاياها تماما في الجنينة.. 53 يوما وهم يعانون من هجوم المليشيات ومن الجوع والعطش وانقطاع خدمات الماء والكهرباء والاتصالات وبدون خدمات صحية ولا مستشفيات".

وأضافت: "الجنينة تحولت لمدينة أشباح، إنها المحرقة النازية تتكرر في بلادنا، أنقذوا الجنينة"، داعية إلى توحيد الصف.

وكتب صديق ماهر: "القتل والذبح والاغتصاب والنهب مستمر في الجنينه من قبل قوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد، في حاضرة مدينة الجنينة غرب السودان المنسية من المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي، قتل ما يقارب 4000، وكل صباح يهجم بصواريخ من بعيد".

وفي توصيف لحال المدينة، قالت فاطمة الصديق: "الجنينة قاربت على الانتهاء، ورائحة دماء تفوح منها، وبقايا منازل متناثرة على الأرض.. وأصعدة الدخان في كل مكان.. صراخ أمهات وعويل أطفال هنا وهناك.. قتلى وجرحى ومفقودين منذ أكثر من شهر لم يتمكن أحد من إنقاذهم، لا نستطيع أن نتمسك بأي أمل لعودة الحياة مرة أخرى". ولفت أحد المغردين، إلى أن كل التقارير والأخبار القادمة من الجنينة تقول إن الوضع هناك مأساوي أكثر من 1000 قتيل والاتصالات مقطوعة ويتم حرق أحياء كاملة وتسوسيتها بالأرض، داعيا لتسليط الضوء على الكارثة.

وأشارت حنان أمنخرة، إلى أن كل التقارير والأخبار الواردة من مدينة الجنينة توضح أن الوضع مأساوي، لافتة إلى وقوع أكثر من 1000 قتيل ولا توجد خدمات الاتصالات أو الكهرباء وهنالك حريق أحياء كاملة بعد أن دكت وقضت على البشر والحيوان والشجر، داعية الجميع للتركيز على الجنينة.

تعتيم إعلامي

وأشار المغرد مكي، إلى أن مدينة الجنينة تشهد صراعا قبليا غير مسبوق وصل عدد القتلى لـ1000 قتيل وسط تعتيم إعلامي وانقطاع الاتصالات وتوقف كل الخدمات الصحية وانعدام الماء والغذاء والأخبار المتقطعة تقول إن ما يحدث في الجنينة إبادة جماعية والمدينة محاصرة من كل الجهات وتشهد دمارا شاملا.

وأشار المغرد أحمد، إلى أن همج الجنجويد أزهقوا في أقل من 48 ساعة أكثر من 800 نفس جلهم من النساء والأطفال والعجزة في (الجنينة)، بينهم من أحرقوا أحياء، مستنكرا أن الفضائيات لم تعرهم سوى مرور شريط الأخبار أو بضع كلمات في خبر مقتضب، ولم يرتفع بهم تريند الميديا، وكأن الحرب لا تدور إلا في الخرطوم.

وتساءل ابن عمر: "أين أنتم يا الشعب السوداني من الحاجة اللي قاعده تحصل في الجنينة؟ ولا الجنينة ما من السودان، تذكروا كويس إذا سقطت الجنينة ستسقط الخرطوم لا محالة، الجنينة محاصره منذ أكثر من خمسين يوما من قبل مليشيات الدعم السريع".

وقالت مغردة أخرى: "لو ما السودان كله التفت للجنينة الآن يبقى ما استفدنا أي حاجة من الحرب دي ويبقى الحروب هتتكرر علينا لحد ما نعي الدرس جيدا، لو ما فهمنا وحسّينا أنه الدم السوداني في أي حته في السودان بنفس الأهمية والقيمة يبقى ما هنشوف سلام"، لافتة إلى أن الجنينة فيها أكتر من ألف قتيل في خلال أسابيع.

وأصدرت لجان المقاومة والتغيير حلفاية الملوك، بيانا أوضحت فيه أن مدينة الجنينة وزالنجي في إقليم دارفور تشهد امتدادا لأواصر الحرب في ظل الغياب الإعلامي لأهالينا في تلك المناطق.

وأشارت إلى ارتفاع أعداد القتلى والمصابين حتى الآن حيث تجاوز عدد القتلى  1100 قتيل وتحولت المدينتان لمقبرة جماعية بسبب الانتهاكات المتعددة.

مدينة منسية

وعرض المغرد حمديتو، مقطع فيديو يظهر استخدام الجنجويد مضاد الطائرات داخل الأحياء السكنية، ما يعاقب عليه القانون الدولي، مؤكدا ضرورة هذا النوع من الفيديوهات لجميع المواقع الخاصة بحقوق الإنسان والأمم المتحدة.

وأكد حسن برما، أن ما يحدث في غرب دارفور (الجنينة) هو تطهير وإبادة جماعية من قبل المليشيات وأعوانهم من المرتزقة واللصوص، لافتا إلى أن الجنينة تحولت من جنة الله في الأرض إلى جحيم لا يطاق.

وأشار إلى انعدام أدني مقومات الحياة لا دواء، ولا غذاء ولا صحة ولا أمن، معربا عن أسفه من صمت كل من الدولة والمجتمع الدولي والإقليمي.

وعددت علا عاشي، الأزمات التي تشهدها المدينة، منها "قتل مستمر، ووجود وحدات علاجية، وحصار من الدعم السريع منذ شهرين، وقطع الاتصال والمتوفر شرائح تشادية، وشح المياه بسبب تدمير مضخات المياه، ونقص الغداء"، لافتة إلى أن ذلك كله وسط صمت مريب من قبل المجتمع الدولي.

وتساءلت تقوى حسن، عن أسباب ضعف التغطية الإعلامية في الجنينة وصمت المجتمع الدولي على انتهاكات الجنجويد، مشيرة إلى أن المليشيا عاثت في الأرض فسادا، وقتلوا وحرقوا وكسروا والضحايا بالآلاف، غير المصابين.

وأكدت أن مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية مكتملة الأركان.

وناشد الناشط السياسي عباس يوسف وددقين، منظمات وهيئات حقوق الإنسان، والصليب الأحمر، والمجتمع الإقليمي والدولي، لإنقاذ الجنينة، مؤكدا أن الجنجويد يرتكب أبشع مجزرة في تاريخ السودان هناك ووصفها بأنها جريمة تطهير عرقي ضد الإنسانية.