قدرات خاصة.. هل تنافس مسيرات "كيمانكيش" التركية "بيرقدار" المفضلة؟

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة "الأناضول" التركية الضوء على ذخائر "كيمانكيش" الحديثة من فئة كاميكازي، والتي أصدرتها شركة "بايكار" للصناعة الدفاعية في تركيا.

وتوقفت الوكالة الرسمية في مقال للكاتب، جان كساب أوغلو، عند مواصفات واستخدامات الذخيرة وأهميتها الحربية إقليميا ودوليا، متناولا هذا الموضوع في ثلاثة أسئلة رئيسة.

عنصر فعال

وقال كساب أوغلو: "لنبدأ بسؤال بسيط، ولكنه مهم: ما هو أفضل نظام سلاح من بين ابتكارات بايكار، أحد اللاعبين الرئيسين في الصناعة الدفاعية التركية؟".

وأشار إلى أن "(كيزيل إلما) تلفت الانتباه كونها ستكون أول طائرة مقاتلة بدون طيار تعمل بمحرك توربيني في تركيا، وليس هناك شك في أنها ستكون المفضلة لدى العديد من متابعي صناعة الدفاع التركي".

وأضاف "إذا سُئل شخص ما في أوكرانيا أو في شوارع باكو بعد حرب قره باغ الثانية في أذربيجان عن الأفضل، فمن المحتمل أن الإجابة ستكون مسيرة بيرقدار TB-2، وهو منتَج بايكار المميز في العالم، وقد اكتسب الآن قيمة العلامة التجارية".

واستطرد: "كما ستكون مسيرة بيرقدار TB-3 هي المفضلة لدى متابعي أنظمة الحرب البحرية".

وأضاف الكاتب مشيرا إلى نفسه: "بالنسبة لمؤلف هذه السطور، فإن الإجابة على السؤال المذكور أعلاه هي كيمانكيش، ورغم أنه ليس لديها سجل قتالي حتى الآن، تملك مسيرة كيمانكيش قدرات خاصة من نواح كثيرة".

وتابع: "الأكثر تميزا في كيمانكيش، والتي استمدت اسمها من تقاليد الرماية الإمبراطورية التركية، هي فلسفتها في التصميم، كما تم التعبير عن هذا المصطلح في أدبيات العلوم العسكرية الدولية". 

وقدمت شركة بايكار صواريخ كيمانكيش رسميا في فئة "صاروخ ذكي مصغر".

من ناحية أخرى، يبدو أنه من المحتمل جدا أن العديد من وسائل الإعلام الدولية ستصف كيمانكيش على أنها ذخائر متحركة في المستقبل القريب.

كما أن الجودة التي تجعل من كيمانكيش عنصرا فعالا في ساحة المعركة الحديثة تنشأ تحديدا من طابعها الغامض متعدد المواهب، وفق كساب أوغلو.

وأظهرت الحرب الأوكرانية-الروسية أهمية الأنظمة بعيدة المدى التي يمكنها ضرب المنطقة الخلفية للعدو بتوجيه دقيق حتى برأس حربي خفيف.

وبين هذه القدرات، بحسب الكاتب، لوحظ أن صواريخ كروز والذخائر المتنقلة، المعروفة أيضا باسم طائرات كاميكازي بدون طيار، تتداخل في أنظمة الأسلحة الهجينة، بينما تحمل ذخائر كيمانكيش المواصفات الجينية لصاروخ كروز والذخيرة المتنقلة معا.

بُعد جديد

وقال الكاتب: "بالإضافة إلى أن كيمانكيش هي ذخيرة ذكية بعيدة المدى، فإنها تحتوي على نظام سلاح بميزات مثل الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات، حيث إن أهمية قدرات الاستشعار الخاصة بها لا تقل أهمية عن الرأس الحربي".

ومن خلال الميزة المعلنة، ستحمل كيمانكيش قدرة التفوق المعلوماتي لمعدات الحرب الروبوتية التركية إلى بُعد جديد.

وشدد الكاتب على أنه "يجب ألا ننسى أن بيانات الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة وكشف الهدف التي توفرها الطائرات المسلحة بدون طيار (SİHA) والطائرات بدون طيار (İHA) قد زادت تدريجيا من أداء مركبات الدعم الناري الأرضي (عناصر المدفعية وأنظمة قاذفات الصواريخ متعددة الأفواه)".

وبفضل كاميرتها الكهروضوئية، ستكشف كيمانكيش عن آلية مخابراتية يمكنها مسح مناطق مختلفة في نفس ساحة المعركة في سيناريو افتراضي حيث تطلق بيرقدار TB-2 اثنتين منها.

وبعد إطلاق كيمانكيش، ستتاح لمسيرة بيرقدار TB-2 الفرصة لترك الهدف والتوجه إلى مناطق أخرى لجمع معلومات استخبارية مختلفة، يوضح كساب أوغلو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مدة بقائها في الجو والتي تم الإعلان عنها على أنها ساعة واحدة لكيمانكيش مهمة أيضا للوصول للسيناريو المعني، كما سيزيد إطالة وقت البث في كيمانكيش من قدرات الاستخبارات والاستطلاع.

ويرى الكاتب أن "الهدف من بناء نظام سلاح مناسب للبيئات التشغيلية المعرضة لضغط شديد في الحرب الروبوتية هو قضية أخرى يجب التأكيد عليها، ذلك لأن إحدى المجالات المُحدِّدة للحرب الحديثة وبيئة العمليات هو المجال الكهرومغناطيسي. فغالبا ما يؤدي عجز المسيرات في المجال الكهرومغناطيسي إلى سلسلة من النتائج السلبية".

وقال كساب أوغلو إن "كيمانكيش تعد عتبة حرجة لصناعة الدفاع التركية، وبعبارات أبسط، لم تعد بايكار شركة تصنع الطائرات المسلحة بدون طيار والطائرات بدون طيار فحسب، ولكنّها تعد شركة تصنيع ذخائر".

وأضاف "بالطبع، تمتلك صناعة الدفاع التركية نظاما بيئيا متقدما للذخيرة، حيث أثبتت ابتكارات شركة (روكيتسان) ومعهد (توبيتاك) لأبحاث وتطوير صناعة الدفاع وجودها في ساحات القتال لسنوات، كما تم تجهيز الطائرات المسلحة بدون طيار التي تنتجها بايكار بهذه الابتكارات.

ومن ناحية أخرى، فإن اتجاه تقنيات الدفاع التي يمكن أن تتخذها كيمانكيش تعطي أدلة حول كيفية قيام بايكار بتحديد خارطة طريق كشركة مصنعة للذخيرة.

وتابع الكاتب: "بمدى يصل إلى 200 كيلومتر تقريبا، ستبقى منصة إطلاق النار التي تحمل ذخائر كيمانكيش في نطاق آمن أكثر من أنظمة الدفاع الجوي مثل بانتسير الروسية وTOR-M2، والتي تعد فعالة ضد المسيرات الحربية التركية، خاصة ضد بيرقدار TB-2".

واستطرد: "أخيرا، وبناء على التقييم الذي أجريناه لمسيرات (كيزيل إلما) بهذا الصدد، تمتلك (كيمانكيش) الحمض النووي لتقنيات صناعة الدفاع التركي، كما تعد مع مسيرات كيزيل إلما بمثابة آلة للزمن تنقل صناعة الدفاع للمستقبل".

واختتم الكاتب مقاله قائلا: "بينما نتحدث اليوم عن القدرة القتالية التي اكتسبتها كيمانكيش، فموضوع أين ستكون فئة كيمانكيش بعد 10 سنوات من الآن يبدو أكثر أهمية بكثير من معظم القضايا الإستراتيجية في أجندة اليوم".