سخط إسرائيلي ضد تقرير لوكالة الطاقة الذرية بشأن "نووي" إيران.. ما القصة؟

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "مينا واتش" الألمانية عن غضب إسرائيل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية انتهاء التحقيق بشأن منشأة "مريوان" النووية الإيرانية.

ولفتت الهيئة التابعة للأمم المتحدة في تقرير سري ثان إلى "تقدم" في التعاون مع طهران وقررت إغلاق ملف وجود مواد نووية في موقع مريوان، أحد المواقع الثلاثة غير المعلنة، وفق بيان لها في 31 مايو/أيار 2023.

كما توضح الصحيفة الأزمة التي تعيشها إيران مع وكالة الطاقة الذرية بسبب اكتشاف منشآت نووية تحتوي على كميات كبيرة من اليورانيوم. وفي هذا الإطار، تسرد نتائج التحقيق الذي أجرته الوكالة، موضحة أسباب الغضب الإسرائيلي.

نتنياهو يهدد

بحسب وسائل إعلام عبرية ومسؤولين حكوميين، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الأخير عن إيران، إنها "أكملت تحقيقها في منشأة نووية مشتبه بها" كانت قيد المناقشة منذ عام 2019. 

وصرحت في بيانها، أن إيران قدمت "تفسيرات محتملة لجزيئات اليورانيوم" التي عثر عليها في منشأة "مريوان" (في محافظة كردستان غربي البلاد) التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذلك "لم يعد الأمر مفتوحا في هذه المرحلة".

وهنا تشير الصحيفة الألمانية إلى غضب إسرائيل من تقرير الوكالة، حيث انتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهاء التحقيق واصفة إياه بأنه "إشكالي للغاية". 

وقالت الخارجية الإسرائيلية إن "التفسيرات التي قدمتها إيران لوجود مواد نووية في الموقع غير موثوقة أو ممكنة من الناحية الفنية"، وأضافت أن "طهران تواصل الكذب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخداع المجتمع الدولي".

وبينت أيضا بأن "استسلام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافاييل ماريانو غروسي) للضغط السياسي الإيراني أمر مخيب للآمال للغاية، خصوصا أن المعلومات الواردة في الملف تشير ضمنا إلى وجهين من الانتهاكات الإيرانية الصارخة لاتفاقيات التفتيش".

وادعت الخارجية أن "إغلاق القضية قد يكون له عواقب وخيمة للغاية"، ورأت أن ذلك "يوجه رسالة للإيرانيين مفادها أنهم غير مطالبين بدفع ثمن انتهاكاتهم، وأنه يمكنهم الاستمرار في خداع المجتمع الدولي في طريقهم لتحقيق برنامج نووي عسكري كامل"، وفق الصحيفة الألمانية.

كما اعتبرت إسرائيل أن "إغلاق القضية بهذه الطريقة يضر بشدة بالمصداقية المهنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وتذكر الصحيفة أن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال في تهديد ضمني لإيران إن "الأخطار التي تواجه دولة إسرائيل تتزايد وقد يتعين علينا القيام بواجبنا من أجل حماية وحدتنا وخاصة مستقبل الشعب اليهودي".

وتابع: "المهام ثقيلة والتحديات كبيرة، بالإضافة إلى أن الواقع الذي نجد أنفسنا فيه معقد، لكن دولة إسرائيل وجيشها وجميع الأجهزة الأمنية، ستعرف ما يجب فعله لضمان أمننا في الحاضر والمستقبل".

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقطع فيديو، إن إسرائيل "ستفعل كل ما عليها فعله لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، بحسب "مينا واتش".

وفي وقت سابق، أوضح الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، أن "طهران تمتلك يورانيوم يكفي لتصنيع قنابل نووية".

وبين للهيئة العامة للبث الإسرائيلي، أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران لم يأت بأي جديد، خاصة وأنه معروف لدى إسرائيل بأن طهران تمتلك يورانيوم يكفي لتصنيع ما بين 3 إلى 5 قنابل نووية".

مخزون إيران النووي

فيما يتعلق بموقع اختبار منشأة "مريوان"، تنقل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير التفسير الذي قدمته إيران لاكتشاف جزيئات اليورانيوم.

وصرحت إيران بأن "المنشأة، التي تضم أيضا مختبرا كيميائيا، جرى تشغيلها في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي من قبل شركة أجنبية.

وتعتقد طهران أن جزيئات اليورانيوم التي جرى العثور عليها جاءت من معدات في هذا المختبر.

وبحسب الصحيفة الألمانية، نظرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى هذا التفسير على أنه "ممكن"، لكنها لا تستطيع تأكيده أو دحضه بسبب الافتقار إلى مزيد من المعلومات. 

وتعلق قائلة: "ليس لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أسئلة أخرى في الوقت الحالي، كما أنها صرحت أن التحقيق لم يعد مفتوحا في هذه المرحلة".

وأشارت إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يغلق التحقيق بشكل كامل رغم ذلك.

وعلى عكس ما تقوله إسرائيل، تؤكد الصحيفة أن "الوكالة لم تعلن عن انتهاء تحقيق مريوان، ويعود ذلك إلى وجود سلسلة كاملة من الأسئلة لا تزال دون إجابة".

وبمقارنة تحقيق "مريوان" بنتائج التحقيق السابق لمنشأة "فوردو"، تذكر الصحيفة أنه وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد قدمت إيران تفسيرات معقولة لوجود يورانيوم مشتبه في استخدامه لصناعة الأسلحة.

ولأن الوكالة ليس لديها شكوك وأسئلة أخرى حول هذا الوضع، تقول الصحيفة إن "الوكالة لم تصدر أي حكم بشأن ما إذا كان اليورانيوم عالي التخصيب قد نشأ عن قصد أو غير قصد". 

وبشأن ما تمتلكه إيران من اليورانيوم المخصب، نقلا عن وكالة الطاقة الذرية، تشير الصحيفة إلى زيادة مخزون طهران منه بنسبة تصل إلى 60 بالمئة.

وتوضح "مينا واتش" أن هذه النسبة تكفي حاليا لصنع قنبلتين نوويتين، بحسب ما أظهر أحد تقريرين ربع سنويين موجهين للدول الأعضاء بالوكالة.

وتؤكد الصحيفة أن "إيران تمضي قدما في برنامج التخصيب الذي توسعت فيه بشكل مطرد وسريع"، والذي شمل موقع فوردو تحت الأرض وجرى تطويره سرا، وأقيم داخل جبل من أجل حمايته من الضربات الجوية.

وذكر تقرير للوكالة أن إيران لديها الآن 114.1 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، وفي هيئة سادس فلوريد اليورانيوم التي يمكن بسهولة تخصيبها لدرجة أكبر، وذلك بزيادة 26.6 كيلوغرام عن الربع السابق.

كما أوضح التقرير امتلاك إيران نحو 42 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة.

وهو ما تصفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"الكمية الكبيرة" التي تشكل "كما مقاربا من المواد النووية التي لا يمكن معها استبعاد احتمال تصنيع أداة تفجير نووي"، بحسب الصحيفة الألمانية.