في ذكرى حصار قطر.. تنديد بسياسات ابن سلمان ودعوات لإطلاق سراح المعتقلين

12

طباعة

مشاركة

بينما تمر الذكرى السادسة لحصار السعودية ومصر والإمارات والبحرين لدولة قطر، في 5 يونيو/ حزيران 2017، والذي انتهى في 2021، إلا أن الشعوب مازالت تتحدث عن تأثيره، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين على أثره.

وفي 5 و6 يونيو 2017، أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر، فيما خفضت الأردن وجيبوتي تمثيلهما الدبلوماسي، حتى انتهت الأزمة بتوقيع اتفاق "إعلان العلا" في 5 يناير/كانون الثاني 2021.

ورغم مرور أكثر من عامين على المصالحة إلا أن النظام السعودي مازال يواصل اعتقال عدد من الدعاة والكتاب والصحفيين والناشطين الذين أعلنوا رفضهم الحصار، ودعوا الله لتآلف القلوب، وطالبوا بالمصالحة، وأعربوا عن تمنياتهم بتقارب وجهات النظر.

الناشطون على تويتر أعربوا عبر تغريداتهم على وسمي #ذكرى_حصار_قطر، الحرية_لمعتقلي_ازمة_قطر، عن استيائهم من استمرار السلطات السعودية في اعتقال الرافضين لحصار قطر إبان اشتداد الأزمة، وعلى رأسهم الداعية السعودي سلمان العودة، مطالبين بإطلاق سراحهم.

وأشاروا إلى أن الذرائع كافة التي اتخذتها السعودية لفرض حصارها على قطر انتهت، بما في ذلك مزاعم دعمها للإرهاب بسبب علاقاتها مع إيران، والتي طبعتها السعودية في 10 مارس/ آذار 2023، بوساطة صينية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات. 

وذكر ناشطون بأن الرياض لم تجن من فرضها الحصار وتصعيدها ضد قطر سوى السمعة السيئة والأزمات الاقتصادية ومعاداة الشعوب وكراهية نهجها وفضح سوء سياساتها الخارجية، معربين عن امتعاضهم من الفشل الذي يلاحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أينما حل.

فيما سلط ناشطون الضوء على الإنجازات التي حققتها قطر إبان فرض الحصار عليها والذي استمر قرابة الأربع سنوات، استطاعت خلالها تدويل قضيتها في المحاكم الدولية وأدارت الأزمة على المستوى القضائي الدولي بذكاء، كما استثمرت الحصار وحولت تبعاته إلى مكاسب على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

قطر تنتصر 

وتفاعلا مع ذكرى حصار قطر، أشار الصحفي اليمني أنيس منصور، إلى أن نهاية الحصار كانت بانتصار قطر، مباركا لقطر انتصارها على دول الحصار.

وكتب في تغريدة أخرى: علمتنا التجارب بأن السياسة لها ألف وجه، وكل يوم لها موقف يختلف عن سابقه تقوم على المصالح.

وأضاف: "عدو اليوم كان صديق الأمس وصديق اليوم قد يكون عدو الغد والأنظمة تتغير والأجيال تكبر وألف مبروك فتح سفارة إيران في الرياض تزامنت مع ذكرى حصار قطر، بتهمة علاقتها بإيران".

وقال السياسي السوري مصطفى سيجري: "في ذكرى حصار قطر نستذكر اجتماع عجيان زايد وابن سلمان وقد أرادوا تركيع الأشقاء في قطر ووضعوا كل الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والإعلامية، ولكن كانت إرادة الله أكبر وقد خابوا وخسروا".

وأضاف: "اليوم عاد الخائبون الفاشلون واجتمعوا ضد شعبنا يريدون تركيعنا وكسر إرادتنا وإن شاء الله خسئوا".

وكتب الصحفي صلاح بديوي: "لن ننسى أبدا ذلك الحدث الأسود الذي يلطخ وجه كل من شاركوا فيه بالعار.. وإلى الأبد.. قطر ستبقى حرة… لن تركع إلا لله.. وتنعم بالعز والخير.. وبات أميرها محط أنظار العالم بحكمته وسماحته وتعاليه عن الصغار".

وأشارت المغردة بنت قطر، إلى أن الحصار الظالم جاء عليهم وانتهى ولا يعلمون لماذا، مؤكدة أن الجميع يعلم حد اليقين بأن قطر أثبتت أنها أكبر من خساسة آل سعود وآل نهيان وآل خليفة.

ورأت المغردة نورسين، أن قطر أعطت ابن سلمان والإمارات درسافي السياسة وما خلتهم ينامو الليل.

السعودية تخسر

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي، مستنكرين فشله السياسي وتذبذب قراراته واعتماده نهج العداء في التعامل مع الدول الأخرى ومن ثم التخلي عنها واللجوء للدبلوماسية بعدما يفشل في تحقيق مآربه. 

وعرض الناشط بدر الشهراني، صورة هزلية لابن سلمان، مشيرا إلى أنه قال سابقا إن قطر دولة صغيرة جدا ولن نصالح إلا بعد تحقيق شروطنا، ولكن قطر لم تحقق شروطه وبعد صرف الأموال لرضوخ قطر قام باستئناف العلاقات. 

ولفت إلى أن ابن سلمان قال نجتث الحوثي وقام بالمفاوضات مع الحوثي، وقال المصالحة مع إيران لن تتحقق واستأنف العلاقات معها، مطلقا عليه لقب "المذبذب".

وسخر زين يوسف قائلا: "في مثل هذا اليوم من 6 سنوات قرر طال عمره حصار قطر، وخلال سنواته اعتقل الكثيرين وأُنتجت عشرات الأغاني وآلاف التغريدات التي قذفت القطريين، بل وحتى نساء العائلة الحاكمة في قطر".

وأضاف أن "الحصار العظيم الذي بدأ بـ 13 شرطا وانتهى بـ"يا الله حيا".

وتساءل الباحث الدكتور عبد الله الزوبعي الشمري: "هل من مخبر ماذا حدث في منطقة الخليج فجر مثل هذا اليوم سنة 2017؟"

وأجاب إنه يوم مهد لهدر أكثر من 50 مليار من مقدرات الجزيرة العربية التي الأولى أن تكون للفقراء والمساكين والمحتاجين والعاطلين من العمل والمطلقات والأرامل والأيتام والبنى التحتية، ولكن لا حسيب ولا قريب!.

ورصد أحد المغردين حال المملكة بعد 6 سنوات من افتعال السعودية أزمة مع قطر، مشيرا إلى أن الشباب السعودي لا يجد وظائف، والانفلات الأخلاقي أصبح علنا، ومعتقلي رأي بالجملة مع خدمة المنشار، ومشاكل بين دول الحصار، وانبطاح وتنازل من بن سلمان للشرق والغرب، والشعوب العربية ترى آل سعود مصدرا للشرور.

وقالت الكاتبة السعودية المعارضة علياء أبو تايه الحويطي، إن ابن سلمان خدم القطريين من حيث لا يحتسب، فحشد الشعوب العربية والعالم تعاطفاً مع قطر، واستغلت هي هذه الفرصة لاستعراض ما لديها من حكمة ودهاء سياسي في إيجاد البدائل لشعبها إبان الحصار وتقوية نفسها عسكريا واقتصاديا، فيما خسر هو كل شيء.

الحرية للمعتقلين

وطالب ناشطون النظام السعودي بإطلاق سراح المعتقلين كافة على خليفة التعبير عن آرائهم في الحصار الذي فرض سابقا على قطر، خاصة أن الأزمة انتهت، والذريعة تبددت، مستنكرين استمرار الاعتقال.

وكتب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "حاصروا قطر وأرادوا غزوها عسكريا، ثم تصالحوا معها.. وما زال العلماء الذين اعتقلوا بسببهم دعائهم بتأليف القلوب بين الأشقاء أمثال الشيخ سلمان العودة في السجون".

ورأى حمود أبو مسمار، أن أزمة قطر بينت غباء ابن سلمان لأنه لم يحارب قطر فقط، بل قام باعتقال شعبه أيضا، وبحجة دعم قطر أو التعاطف معها، تم إيداع المئات في السجون السعودية، مثل اعتقال الشيخ سلمان العودة، بعدما دعا "اللهم ألف بين قلوبهم" فقام أمن الدولة باعتقاله.

وكتبت سما يوسف: "في ذكرى أزمة قطر نطالب بالحرية لكل ضحايا هذه الأزمة".

ولفت عزيز الشمري، إلى أن ابن سلمان اعتقل الشيوخ والعلماء والدعاة بذريعة انتقاد حصار قطر، مستنكرا استمرار الاعتقال رغم انتهاء الحصار.

وسخر أحد المغردين قائلا: "هو دخول الحمام زي خروجه؟ نفس المثل ينطبق على سجون #آل_سعود تدخل السجن لأن الدولة كانت ضد قطر.. طيب الآن تصالحوا؟ ما يفرق تقعد في السجن عشان تتعلم تقاطع الدولة الي راح نقاطعها المره الجاية".

ونشر أحد المغردين صورة للداعية السعودي سلمان العودة، داعيا له بالقول: "اللهم فرج عمن دعا لهم فاعتقلوه".

وكتب مغرد آخر: "عندما تنتكس المفاهيم، يصبح الدعاء لتأليف القلوب جريمة، والشتم والطعن والقذف فضيلة"، لافتا إلى أن صاحب الدعاء مسجون، بينما الشتام والطعان والقذاف مسؤول -في إشارة إلى رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.

وعرض رياض العتيبي، صورة تجمع ضحايا أزمة قطر في عهد ابن سلمان.

وتساءلت وفاء آل الشيخ، لماذا ابن سلمان عندما يعيد العلاقات مع دولة جارة ومسلمة مثل قطر لا يريد إطلاق سراح المعتقلين؟"

ذريعة إيران

وتعجب ناشطون من اتخاذ السعودية من العلاقات القطرية الإيرانية ذريعة لمهاجمة الدوحة وفرض الحصار عليها، بينما تنخرط المملكة الآن في مصالحات وتطبيع وإعادة العلاقات على الأصعدة كافة.

وذكر المغرد مجتهد، بأن ابن سلمان الذي وصفه بالمراهق قاطع قطر بذريعة علاقاتها مع إيران، مشيرا إلى أنه الآن ينتشر خبر انضمام البحرية السعودية لتحالف مع إيران.

وتساءل: "هل هذه الخطوات السخيفة سياسة أو تلاعب بسمعة الوطن؟".

وتحت عنوان السياسة مصالح، قال الباحث السياسي سالم عبد الهادي، إن اللافت في ذكرى حصار قطر، أن إيران ستفتتح سفارتها في الرياض رسميا بعد عودة العلاقات، في حين أنها مع قمع الاحتجاجات الداخلية تدعم الإرهاب في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن.

وعدت المغردة القطرية مريم، أن المضحك قول دول الحصار إن قطر تدعم الإرهاب المتمثل في إيران، بينما هم اليوم في أحضان إيران.

إبعاد الشعوب

وعرض المحامي السعودي إسحاق الجيزاني، صورة تجمع أمير دبي راشد آل مكتوم، وابن سلمان وتميم، ورآها اختصارا لذكرى حصار قطر.

وذكر بأنهم سفلوا ببعض، وقذفوا أعراض بعض، وشتموا آباء وأجداد بعض، وتآمروا على بلدان بعض، وسجن من سجن من مواطني كل البلدان المتورطة بسبب مواقفهم من الحصار أو أحد أطرافه وبالأخير طلعوا الحكام لهم بشورتات بابتسامات فاغرة وكأن شيئا لم يكن.

وقال الجيزاني: "ساذج مغفل من يتورط في الانحياز لأحد الحكام العرب حتى لو كانت قرارته تأثر على شعب آخر لأنه بالأخير بيتصالحون وستصبح أنت الضحية. والشعب الضحية سيتخذ موقف حاكمه وينقلب عليك لإثبات عدم علاقته بك."

وعرض الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، ذكرياته مع الأزمة وحال المصريين المقيمين في قطر إبانها، وطرحه لمبادرة لاقت ترحيبا قطريا.

وقال: "اليوم، انقشعت أزمة الحصار، وعاد الجميع إلى الحوار والتفاهم، وهذا شيء نسعد به ونفرح ويسرنا حدوثه، لأن كعبة المضيوم تعيش فينا كبني آدمين بقدر ما عشنا فيها كمقيمين، مهما باعدت بيننا المسافات."

وتمنى الباحث والإعلامي التركي المهتم بالشأن العربي محمد صديق يلدرم، تعزيز التعاون والأخوة بين دول المنطقة.