فلسطين تحت احتلالين.. غضب من جرائم إسرائيل البشعة وخيانة سلطة عباس الصامتة

12

طباعة

مشاركة

"القبول بسلطة التنسيقات والخيانة عار".. رسالة أكدها ناشطون على تويتر في نعيهم ورثائهم لشهداء مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، الذين استشهدوا فجر 22 مايو/أيار 2023، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على المخيم.

وزارة الصحة الفلسطينية أوضحت أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن 6 إصابات وارتقاء ثلاثة شهداء هم، محمد بلال محمد زيتون (32 عاما)، وفتحي جهاد عبد السلام رزق (30 عاما)، وعبد الله يوسف محمد أبو حمدان (24 عاما).

فيما أفاد ناشطون على تويتر، بارتفاع عدد الشهداء إلى 4 بعد استشهاد الشاب يزن ضمرة برصاص قوات الاحتلال، صابين جام غضبهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بسبب استمرار تنسيقها الأمني مع الكيان الإسرائيلي الذي يمعن في عدوانه واستفزازه لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين.

ففي خطوة تصعيدية، عقدت حكومة الاحتلال برئاسة رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو جلستها الأسبوعية، في 21 مايو/أيار داخل نفق يقع أسفل الناحية الغربية من المسجد الأقصى، وذلك إحياء للذكرى 56 لاحتلال القدس.

واستبق وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الجلسة باقتحام باحات المسجد الأقصى، قائلا إن جبل الهيكل -في إشارة إلى الحرم القدسي الشريف- "سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #مخيم_بلاطة، #بلاطة، سخر ناشطون من التصريحات التي أطلقها الناطق باسم السلطة الفلسطينية ومحسوبون عليها، والاكتفاء بتوصيف تصعيد الاحتلال في مخيم بلاطة بأنه "مجزرة حقيقية" وتأكيد المؤكد بأن ما يحدث استمرار للحرب الشاملة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو للشهداء ولحظات وداعهم، وأخرى تظهر حجم الدمار الواسع الذي خلفه الاحتلال خلال اقتحامه للمخيم، مؤكدين أن العدوان الإسرائيلي يضاف إلى سجل جرائم الكيان الذي يزيد الشعب الفلسطيني تمسكا بأرضه وحقه في مقاومة الاحتلال. 

من جهتها، نعت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، الشهداء، متوعدة الكيان بالقول إن "فاتورة الحساب مع الاحتلال الصهيوني مفتوحة، وجريمة مخيم بلاطة لن تثني شعبنا عن الانتصار للمقدسات".

وأكدت أن"الجريمة الصهيونية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم بلاطة لن تؤثر في معنويات الشعب الفلسطيني المنتفض للرد على جرائم الاحتلال والانتصار للمسجد الأقصى والمقدسات التي تتعرض للتدنيس والتهويد".

فيما نعت حركة الجهاد الإسلامي شهداء نابلس، مؤكدة أن "جرائم الاحتلال ستزيد من عزم الشعب الفلسطيني على مواصلة طريقه، وأن المقاومة حاضرة للثأر والانتقام لدماء الشهداء".

خونة التنسيق

وتفاعلا مع الأحداث، نعى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، شهداء بلاطة الذين استشهدوا خلال تصدّيهم لاجتياح جيش الاحتلال لمخيم بلاطة، قائلا: "الأحرار يقاومون، فيما قادة رام الله وعرب التطبيع في غيّهم سادرون".

وسخر من بيانات السلطة المتتالية التي قال فيها الناطق باسم عباس، نبيل أبو ردينة، إن "جريمة حرب كبرى وعقاب جماعي يجب وضع حد لهما فورا"، فيما قال حسين الشيخ: "حكومة الاحتلال تعلن حربا مفتوحة على الفلسطينيين بالقتل وتدمير المنازل والاستيطان واستباحة المقدسات".

وتهكم الزعاترة، قائلا: "نواصل التنسيق، ونلتقي في بيان جديد!".

ورد السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، على قول أبو ردينة، إن صمت الإدارة الأميركية شجع الإسرائيليين على التمادي في العدوان، قائلا إن الشعب الفلسطيني يؤكد أن صمت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وصمت الرئيس، هو الذي شجع الإسرائيليين على استرخاص دمنا الفلسطيني، وسفك دمنا على مدار الوقت. ورأى المحامي محمد أبو ريا، أن نتنياهو يتنمر على مخيم بلاطة باجتياحه الليلة على يد 400 جندي، قاموا بتصفية ثلاثة مقاومين وفجروا عدّة منازل تحت أنظار سلطة عباس/لحد. ونشرت خديجة القطة، صورة الشهيد يزن طمرة، قائلة: "هذا هو الشهيد الرابع وما زالت أروقة السلطة كعادتها صامتة، ولا عزاء للخونة أرباب التنسيق الأمني". وأكدت المغردة أماني، أن "فلسطين تقع تحت احتلالين، الاحتلال الصهيوني والسلطة العميلة". ونصح ياسين عز الدين، الاحتلال الإسرائيلي، بألا يراهن على الهدوء النسبي في الضفة وأن مقاومة غزة لن ترد، لأنه سيتفاجأ مما سيحصل له إن استمر بالتصعيد.

وأكد أن "السلطة تسير مع الاحتلال قدما بقدم، وتقوم بدورها من خلال زيادة الاعتقالات وخصوصا في صفوف أبناء الكتلة، وقتل الروح المعنوية للشعب من خلال افتعال المشاكل وتشويه كل ما هو وطني وجميل".

وأشارت الناشطة الإعلامية، ملك شريف المصري، إلى أن مقر المقاطعة يبعد عن مخيم بلاطة مئات الأمتار فقط، لكن أجهزة التنسيق والعار سكروا الأبواب واختبأوا فيه ولم يقدموا أي مساعدة لأهل المخيم في ظل الاقتحام الواسع والكبير للمخيم.

وتهكمت على تصريح رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة بقوله "احمونا"، متسائلة: "عندك 70 ألف مسلح وينهم؟"

وكتب الباحث في المحتوى الإعلامي المرئي، راجي الهمص: "هي الصباحات الدامية التي تستمر باستمرار الاحتلال، ثلاثة من الشهداء والعدد قد يكون مرشحا للزيادة في اقتحام كبير لمخيم بلاطة، عزل للمخيم بالسواتر الترابية، اقتحام من بيت لبيت، تفجير لبعض ممتلكات المواطنين، والسلطة الملعونة غارقة في غيها".

غضب وصمود

وأبدى ناشطون غضبهم من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تصعيده في الضفة الغربية، متحدثين عن ما يمثله مخيم بلاطة من رمزية وإباء وصمود في وجه الاحتلال وما يقدمه من شهداء.

وأعرب الكاتب والداعية الفلسطيني، جهاد حلس، عن ألمه من أن تصبح أخبار استشهاد الفلسطينيين وتدمير الاحتلال للمنازل وانسحاب قواته بهدوء، مجازر يتعود الناس عليها وتألف قلوبهم هذه المصائب، وتصبح وكأنها أمر عادي وروتين يومي لا يستحق أن يُذكر حتى في نشرات الأخبار.

ووصفت الناشطة آية حسونة، نابلس بأنها "جبل النار العصية على الانكسار رغم الحصار والدمار والاقتحامات المتتالية من قطعان الاحتلال وأذنابهم في سلطة العار". وأوضح الباحث محمد فارس جرادات، أن "مخيم بلاطة قاد النضال الوطني لعقود من الزمن، وتحديدا الانتفاضة الأولى، وشارك كغيره في الانتفاضة الثانية، ثم خبت روحه النضالية لعقد أو عقدين، لكنه استعاد منذ أشهر دوره الكفاحي الميداني بما يليق بتاريخه ورموزه".

وقال: "هو اليوم يقدم كوكبة من الشهداء في مواجهة التغول الإسرائيلي المجرم".

واستنكر الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عدنان أبو عامر، سفك الدم الفلسطيني جنوبا وشمالا، وعدوان الاحتلال يعم كل الجغرافيا الفلسطينية المحتلة. وأكد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن "العدو بات أكثر إجراما وهذا يحتاج وقفة"، قائلا إن "الشهادة تحوم فوق سماء الضفة وشبابنا يحلقون بإباء رافضين الاستكانة".

ورأى أن "الحل بعرين الأسود ووحدة الميدان، وتركيز الجهد الفلسطيني وبندقيته ضد الاحتلال فقط". 

وعرض ناشطون صورا ومقاطع فيديو لاقتحام قوات الاحتلال للمخيم، وما أسفر عنه من شهداء، وأخرى لوداع ذويهم لهم، وتشييعهم في جنائز مهيبة.