رغم موقفها من أردوغان.. صحيفة ألمانية: أوروبا غير مستعدة لتغيير السلطة بتركيا
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ورغم اختلاف الاتحاد الأوروبي مع الحزب الحاكم في أنقرة، ترى صحيفة ألمانية أن أوروبا غير مستعدة لتغيير السلطة في تركيا بعد.
وفي هذا الإطار، يتناول تقرير نشرته صحيفة "تاجيسبيجل" التناقضات والاختلافات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والاتحاد الأوروبي.
وفي المقابل، يوضح أنه في حالة فوز ممثل المعارضة كمال كليتشدار أوغلو بالانتخابات، سيضع هذا الاتحاد الأوروبي تحت ضغط.
تستهل الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى الحملات الانتخابية المحتدlة بين المرشحين في الانتخابات المقرر انعقادها، في 14 مايو/أيار 2023.
ودشن الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو فعاليات حاشدة في مدينة إسطنبول لدعم حملتهما الرئاسية.
وتذكر أن أردوغان الذي قضى عشرين عاما في السلطة، وخصمه كليتشدار أوغلو، يأملان في حسم الانتخابات من جولتها الأولى.
ووصف حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، التجمع الانتخابي الذي عقده الرئيس في إسطنبول في 7 مايو 2023، بأنه "اجتماع القرن"، مؤكدا حضور أكثر من مليون و700 ألف شخص لدعمه في السباق الرئاسي.
ورغم تباين التوقعات حول المرشح الذي سيفوز، ترى الصحيفة أن استطلاعات الرأي في تركيا غير موثوقة وموجهة إلى حد كبير، ولا يمكن من خلالها تحديد هوية الفائز في المنافسة الرئاسية.
الرفض باق
تقول الصحيفة إن المسارات الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي كانت متوترة بشكل كبير أخيرا، لأن انتصار المعارضة سيؤدي حتما إلى إعادة تشكيل العلاقة الأوروبية التركية.
ولكن بقدر ما يتوق الكثير في أوروبا إلى التغيير في تركيا، تؤكد الصحيفة أنه "من غير الواضح إلى أي مدى سيتمكن الاتحاد الأوروبي من التحرك بشأن القضايا الأساسية لتشكيل العلاقات الأوروبية التركية".
وفي هذا الإطار، تستبعد الصحيفة موافقة بروكسل على عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، حتى ولو خرج الرئيس التركي الحالي من المشهد السياسي.
وعزت هذا الرأي إلى صعوبة قبول الاتحاد الأوروبي منح عضويته لدولة "ذات أغلبية مسلمة".
وأكد على ذلك الخبير التركي في العلاقات الدولية إلهان أوزغل قائلا: "يكاد لا يكون هناك أمل في حصول أنقرة على العضوية الكاملة لدى الاتحاد الأوروبي".
وأشار إلى أن "صعود اليمين المتطرف في أوروبا عزز كراهية الأجانب لتحقيق مكاسب محلية، وبالتالي بات من الصعب أن تحظى أنقرة بعضوية الاتحاد الأوروبي".
وإضافة إلى ذلك، يرى أوزغل أن حكومة أردوغان "جعلت من تركيا دولة شرق أوسطية أكثر من كونها أوروبية، وهو ما أبعدها أكثر عن أوروبا وحلم الانضمام لاتحاد دولها"، وفق وصفه.
كما شدد على أن "كلا الجانبين الأوروبي والتركي يتمتعان بعلاقات ثنائية راسخة، وقد انحرف كلاهما عن مباحثات عضوية أنقرة وأبرما صفقة بشأن اللاجئين عام 2016".
وتابع: "لذلك تجاوزت بروكسل عن بعض انتقاداتها لسياسات أردوغان مقابل إغلاقه الحدود التركية ـ الأوروبية أمام اللاجئين، وتمويل شؤونهم جزئيا من قبل الاتحاد الأوروبي".
خلاف قادم
في حال ترك أردوغان لكرسي الرئاسة وفوز المعارضة به، تؤكد الصحيفة أنه "لن يكون سهلا أبدا على الاتحاد الأوروبي أن يمنح عضويته لأنقرة".
ومن الجدير بالذكر هنا تأييد كليتشدار أوغلو العلني لأوروبا والولايات المتحدة، وانتقاده المتكرر لسياسة أردوغان المتوازنة تجاه كل من روسيا والصين من جهة، وواشنطن وكتلة بروكسل من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، توضح الصحيفة الألمانية أنه في حال فوز كليتشدار أوغلو بالانتخابات واتخاذه خطوات جادة في هذا الاتجاه، سيكون الاتحاد الأوروبي تحت ضغط كبير.
ويعود ذلك إلى أن كليتشدار أوغلو سينتظر من الاتحاد الأوروبي مكافأته على مثل هذه الخطوات، حتى وإن كانت تصب في استقرار حكومته الجديدة.
ومع ذلك، يؤكد التقرير وجود صعوبات من الصعب تجاوزها، مشيرا إلى أن التعاون في قضية الهجرة سيكون أكثر تعقيدا، حيث إنه الملف الأكثر حساسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وبشأن مسألة اللاجئين، أكد كليتشدار أوغلو مرارا أنه لا يريد تمديد الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي. وتلفت "تاجيسبيجل" إلى أنه أثار هذا الأمر علانية في اجتماعاته مع القادة الأوروبيين.
ولتجنب أي شكوك، كتب تغريدة على تويتر بشكل استثنائي حول هذه المسألة باللغة الإنجليزية.
كما أنه صرح عن رغبته في السعي للحوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، من أجل إعادة اللاجئين إلى سوريا في غضون عامين.
وفضلا عن أنه من غير الممكن الوصول إلى اتفاق بشأن مسألة اللاجئين، تلفت الصحيفة الألمانية إلى أن الخلاف مع الاتحاد الأوروبي "أمر لا مفر منه".
وبهذا الصدد، جددت ترجيحها بأن دول الاتحاد الأوروبي لن تقبل الاستئناف الجاد لمفاوضات انضمام تركيا إليه.