عبر رونالدو.. موقع أميركي: ابن سلمان يزاحم جيرانه كرويا ويبيض سمعته دوليا

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

أصبح نجم كرة القدم البرتغالي، كريستيانو رونالدو حديث العالم مجددا بعد إعلان  نادي النصر السعودي تعاقده معه في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2022، لموسمين ونصف الموسم.

ورونالدو يحظى بشهرة عالمية، وفاز بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات، ولفت انتقاله للعب في الدوري السعودي نظر الكثيرين، ومنهم جيمس دورسي كبير الباحثين في كلية "إس راجاراتنام" للدراسات الدولية التابعة لجامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة.

ففي مقال له، نشره موقع "يوراسيا ريفيو" الأميركي، رأى دورسي أن انتقال رونالدو إلى نادي النصر (مملوك للدولة) مقابل 241 مليون دولار، حدث محوري في تاريخ الرياضة في الشرق الأوسط.

وأورد أن راتب رونالدو مع النصر هو الأعلى في تاريخ كرة القدم، حتى إنه تجاوز راتب اللاعب البرازيلي، نيمار، الذي انتقل في 2017 للعب لصالح نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، المملوك لقطر، مقابل 200 مليون دولار، في صفقة كانت الأغلى عالميا حينها.

لكن توقيت انتقال "نيمار" لباريس سان جيرمان، كان جوهريا؛ لأنه أظهر صلابة قطر في وقت قادت فيه السعودية والإمارات مقاطعة دبلوماسية واقتصادية فاشلة للدوحة، في محاولة لإجبارها على مواءمة سياساتها الخارجية والإعلامية مع سياساتهما.

سُمعة ملطخة

وأضاف الموقع أنه "على عكس الانطباعات السائدة، فإن انتقال رونالدو للعب في السعودية يتجاوز كونه مجرد تحرك لصرف انتباه الرأي العام عن السجل الحقوقي الشنيع للمملكة".

"فحقوق الإنسان ليست سوى واحدة من المشكلات التي تلطخت بها سمعة المملكة، حتى لو كانت هي المشكلة التي تجذب أكبر قدر من الاهتمام"، يضيف المقال.

ويعتقد "دورسي" أن السعودية تسعى إلى تغيير صورة ترسخت على مدى سبعة عقود، لمملكة منغلقة، استخدمت ثروتها النفطية لأن تروج، على المستوى العالمي، تفسيرا متشددا ومتعصبا وغير متسامح للإسلام.

وفي محاولة لدخول بلاده إلى القرن الحادي والعشرين، وتنويع اقتصادها، وتلبية تطلعات الشباب، وبناء الركائز اللازمة لبقاء نظامه، أجرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تعديلات اجتماعية واقتصادية كبيرة، بالتزامن مع إحكام قبضته القوية على المجال السياسي.

وعلى الرغم من أن رونالدو في السابعة والثلاثين من عمره، وعلى وشك إنهاء مسيرته الكروية، فهو جزء من خطة ابن سلمان، وفق المقال.

إذ تُعتبر الرياضة، وخاصة كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في قطاع الترفيه، الذي هو أحد أعمدة خطة الإصلاح الخاصة بابن سلمان (رؤية 2030).

وحسب الكاتب، فإن وجود رونالدو في السعودية يعزز المجال الرياضي، كجزء من تطوير صناعة الترفيه الحديثة في بلد لم يكن موجودا فيه قطاع كهذا قبل صعود ولي العهد عام 2015، حسب يوراسيا ريفيو.

كما سيدعم رونالدو جهود ابن سلمان لأن تحل السعودية محل دول الخليج الأصغر مساحة، مثل قطر والإمارات، كمحور لأي شيء وكل شيء في تلك المنطقة، سواء كانت الرياضة، أو المقر الإقليمي للشركات الأجنبية والشركات المتعددة الجنسيات.

أداة لتعزيز القومية

"ولتحقيق هدفه، فإن ابن سلمان يحتاج إلى إبراز المملكة كدولة حديثة قادرة على المنافسة دوليا، وذات هوية قومية، وليست دينية"، وفق المقال.

وعلى هذا، فإن كرة القدم- الرياضة التي تثير الولاءات القبلية والمشاعر القومية- هي الأداة الأمثل لتحقيق ذلك الهدف، خصوصا وإن كانت مدعومة بنجومية رونالدو.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تستمر جدوى رونالدو بالنسبة لابن سلمان لما بعد انتهاء مسيرته الكروية، إذ إنه قد يلعب لصالح السعودية، خلال العِقد القادم، الدور نفسه الذي لعبه النجم الإنجليزي، ديفيد بيكهام، في الترويج لكأس العالم في قطر 2022.

فمن المحتمل– وفق المقال- أن يكون رونالدو سفيرا للمملكة في ملفها المشترك مع مصر واليونان، للحصول على حقوق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، خاصة إذا نال الملف ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ورأى "دورسي" كذلك أن انتقال رونالدو إلى نادي النصر السعودي قد يكون خطوة أولى في مسعى أكثر جرأة يهدف لوضع السعودية في قلب المجال الرياضي في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، صرح الصحفي الرياضي، جون دويردين، أن الخطوة التالية للسعودية يمكن أن تكون إنشاء اتحاد عربي إقليمي لكرة القدم، بعيدا عن الاتحادين الآسيوي والإفريقي، ليكون أحدث الاتحادات المنضوية تحت مظلة فيفا.

فهناك 12 اتحادا عربيا من أصل 47 عضوا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC)، كما توجد 7 منتخبات شمال إفريقية تابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، البالغ عددها 54 منتخبا.

وجدير بالذكر أن إحصاء الاتحاد الآسيوي لا يشمل إيران، و"إسرائيل" التي طُردت عام 1974 من الاتحاد الآسيوي، وصارت بعد ذلك جزءا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).

مزاحمة الجيران

ويرى الكاتب أن فكرة إنشاء اتحاد عربي سيكون لها فرصة أكبر للنجاح، من محاولة السعودية، التي باءت بالفشل عام 2018، لتشكيل منظمة لاتحادات كرة القدم في جنوب غرب آسيا، والتي كانت ستضم منتخبات العرب وجنوب آسيا.

ومع الأخذ في الحسبان هيمنة الخليج في هذا العِقد على استضافة البطولات الكبرى، وسعي السعودية لمزاحمة قطر والإمارات كمراكز إقليمية للرياضات، فإن فكرة اتحاد كرة قدم عربي، منفصل عن الاتحادين، الآسيوي والإفريقي، ليست بعيدة المنال.

فخلال فبراير/شباط 2023، سيستضيف المغرب كأس العالم للأندية، كما ستستضيف قطر كأس آسيا في يونيو/حزيران من العام نفسه، ومن المؤكد أن تنظم السعودية البطولة ذاتها عام 2027، إذ إنها المرشح الوحيد لاستضافتها، يقول المقال.

ومن المقرر كذلك أن تنظم قطر دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030، ثم في عام 2034، سيأتي دور الرياض، التي دخلت أيضا سباق استضافة كأس آسيا لكرة القدم للسيدات 2026.

كما تدرس قطر والسعودية بشكل منفصل استضافة أولمبياد 2036، ويمكنهما كذلك التقدم بملف مشترك. وبالمثل، تدرس مصر وتركيا، كل على حدة، التقدم لاستضافة الحدث الرياضي الكبير.

أضف إلى ذلك محادثات مستثمرين سعوديين وقطريين مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، في المدينة التي تملك الإمارات ناديها الرئيس الآخر، مانشستر سيتي.

وقد صرح وزير الرياضة السعودي، عبد العزيز بن تركي الفيصل، في ديسمبر 2022، أنه سيدعم استحواذ القطاع الخاص السعودي على مانشستر يونايتد.

ذلك أن الدولة السعودية، بمؤسساتها الحكومية، ممنوعة من شراء ناد ثان في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن اشترى صندوق ثروتها السيادي، نادي نيوكاسل يونايتد، في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

كما أضاف الفيصل، في مقابلة مع "بي بي سي" الرياضية، أن إستراتيجية بلاده في القطاع الرياضي تؤتي ثمارها، وأن انضمام رونالدو لناد سعودي "سيفيد الدوري والاقتصاد الرياضي في المملكة، وسيلهم الشباب في المستقبل، لأنه نموذج يحتذى به لكثير من الأطفال".

وتابع: "ننظر إلى الحقائق- الأرقام لا تكذب- عندما تنظر إلى رواج الملاكمة، من 6 صالات رياضية في 2018 إلى 57 صالة رياضية اليوم، فهناك زيادة في المشاركة بنسبة 300 بالمئة، 60 بالمئة منها للنساء، وهو ما كان بمثابة صدمة لنا".