يمنيون يتوعدون "الحوثي" بثورة تقتلع الجذور بعد تصاعد جرائمها

12

طباعة

مشاركة

تتوسع دائرة الاحتقان الشعبي في العاصمة اليمنية صنعاء وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران منذ عام 2014، إثر اعتقالها المعارضين لسياستها وتصاعد تنفيذ الإعدامات.

مليشيا الحوثي وسعت نطاق الاعتقالات ضد منتقدين ومناهضين لسياساتها، إذ اختطفت قوة تابعة لجهاز مخابراتها، الناشط والإعلامي أحمد حجر من شارع الزبيري بالعاصمة صنعاء، واقتادته إلى جهة مجهولة؛ فيما تداول ناشطون أنباء غير مؤكدة عن اعتقال آخرين.

وجاء اعتقال حجر عقب يومين من بثه تسجيلا مصورا يفضح إجرام الحوثي ويتحدث عن ألم ومعاناة اليمنيين، وانتقاده سياسة التجويع ونهب ثروات الشعب منذ أكثر من 8 سنوات.

في السياق، كشف المرصد الأورو متوسطي الدولي لحقوق الإنسان، خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، عن إصدار مليشيا الحوثي أكثر من 350 حكم إعدام بحق سياسيين وناشطين معارضين وصحفيين وعسكريين، منذ استيلائها على صنعاء، بعد إدانتهم بتهم تعسفية وذات دوافع سياسية، ونفذت منها 11 حكما على الأقل.

بينما نقل ناشطون ومصادر إعلامية يمنية عن مصادر مطلعة، كشفها عن اختطاف المليشيا 250 أمينا شرعيا في محافظة إب وسط اليمن، بالتزامن مع انتهاكات واسعة تمارسها بمختلف مديريات المحافظة.

وأفادوا بأن اختطاف المئات من الأمناء بمختلف مديريات المحافظة، جاء تحت ذرائع عديدة تهدف لابتزازهم وإزاحتهم من أعمالهم منها أنهم غير شرعيين، مع السعي لإحلال عناصر حوثية بديلا عنهم.

حملات الاختطافات والإجراءات القمعية التي يرتكبها الحوثيون، أثارت موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم لإطلاق حملة إلكترونية تحت وسم #غضب_شعبي_ضد_الحوثي، لرصد وتوثيق حالة الرفض الواسع للمليشيا التي تحاول إخفاءها بالاعتقالات وتكميم الأفواه.

وأكد المشاركون في الحملة من سياسيين وصحفيين وكتاب وناشطين أن صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثي تشهد بوادر انتفاضة شعبية مناهضة ورافضة لإداراتها وتسلطها على رقاب الشعب وممارستها الفساد بشتى أنواعه وانتهاكها للحقوق والحريات. 

وسلطوا الضوء على الجرائم التي ارتكبها الحوثي، مؤكدين أنها لم تترك فعلا شنيعا إلا وفعلته وأذاقت الشعب كل معاناة، ونهبت الأموال، وصادرت الممتلكات وقمعت الحريات، وضيقت على النساء وعبثت بعقول الأطفال وشردتهم وزجت بهم في ساحات القتال. 

سياسات قمعية

وذكر ناشطون أن سياسة القمع والإرهاب التي تمارسها الحوثي بحق المدنيين لن تغطي على الجرائم والوضع المتردي في مناطق سيطرة المليشيا، منددين بتصاعد الانتهاكات.

ورأى وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، أن تنامي حالة الغضب الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وموجة الانتقادات التي اجتاحت مواقع التواصل، نتيجة طبيعية لممارسات المليشيا وفساد قياداتها، واستمرارها في العبث بقوت الناس والمتاجرة بمعاناتهم وآلامهم.

وبث مقاطع فيديو لشكاوى اليمنيين، داعيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي الذين يصمون آذانهم عن جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي اليومية بحق المواطنين، وسياسات الإفقار والتجويع، بالاستماع لأصوت الناس، والانحياز لمطالبهم العادلة وحقهم الطبيعي في العيش بحرية وكرامة.

وانتقدت المذيعة في قناة اليمن عفاف ثابت، اعتماد مليشيا الحوثي سياسة قمعية من اعتقال واختطاف وتعذيب واغتصاب النساء اليمنيات خصوصا السياسيات والناشطات المدنيات.

وقال السياسي الجنوبي فهد ابن الذيب الخليفي، إن اعتقال مصطفى المومري بعد اعتقال أحمد حجر قبل أيام يظهر ضعف الحوثيين من الأصوات التي تفضح أفعالهم وتكشف إجرامهم.

وأضاف: "تم كسر حاجز الخوف وهناك بداية لثورة جياع شعبية في صنعاء ستكون كفيلة بإسقاط نظام مليشيات إيران الحوثية الإرهابية"، مؤكدا أن انهيارهم أصبح وشيكا.

واتهم الناشط الإعلامي حمزة الجبيحي، مليشيا الحوثي بتنفيذ المشروع الإيراني في التعامل مع اليمنيين من الاعتقال والاختطاف والتعذيب والقتل وإصدار قرارات سياسية بإعدام المدنيين الرافضين لسلطتها الكهنوتية الإجرامية.

وأوضح الصحفي سام الغبري، أن الحوثي يخشى الكلمة أكثر من الرصاص، لأن الوعي يحرر الناس من أباطيله، لافتا إلى أن كل الأكاذيب التي تعربش بها سقطت، لأنها رياء ونفاق.

وأضاف: "قلناها منذ اليوم الأول، لكنهم أخرجونا من ديارنا بغير حق، وحتما سيجد اليمنيون في أرضي فرجة للأمل والتحرير، وإنا معكم مرابطون".

مصيرها الزوال

وبشر ناشطون بقرب انتهاء الحوثي والخلاص منها ومن مشروعها التدميري لليمن، داعين إلى انتفاضة شعبية واسعة تقتلع المليشيا المدعومة من إيران.

وقال أحمد المسيبلي مستشار وزير الإعلام اليمني: "ثقوا أن ثورة إعلامية قوية غير متوقفة يشارك فيها كل أطياف الشعب، مواطن وموظف وممثل وأديب وشاعر وصحفي وناشط وغني وفقير ورجل وامرأة، وشاب في الداخل والخارج جديرة باقتلاع الحوثي، فالظالم والطاغية والمتجبر هو أجبن ما خلق الله دائما وإسقاطه أسهل بكثير من غيره".

وأكد السياسي والحقوقي عبدالكريم عمران، أن الشعب اليمني لم يرض يوما عن الحوثية، ولن يرضى أبدا، والزوال هو المصير الحتمي لهذه العصابة الاستعلائية.

وأوضح أن ما ينتظره الشعب هو تحرك موازٍ من قبل الدولة الشرعية يواكب الغضب الشعبي وينميه ويسنده ليتحول لفعل مقاوم وثورة عارمة تقتلع العصابة من جذورها.

ورأت سارة عبدالله حسن، أن هزيمة الحوثي لن تكون في الإعلام، لأن له أدوات عميقة تعمل في الخارج وتزين صورته، بدعم من دول تجد في بقائه حتى اللحظة مصلحة لها.

وأكدت أن هزيمة الحوثي لن تكون إلا من الداخل، بدعم أي حركة مقاومة تنطلق ضده في الميدان، مع وقف الهدنة معه من الخارج، وغلق الموارد عنه، قائلة إنها "عملية تكاملية".

وأكد الصحفي هائل البكالي، أن مليشيا الحوثي لن تستطيع ولو بالحديد والنار، الاستمرار في التسلط على رقاب الناس وممتلكاتهم، مشيرا إلى أن الناس تتحدث اليوم وتصرخ للعالم من وسط القبضة الحديدية.

وذكر الناشط عبدالشافي النبهاني، أن الشعب اليمني في نطاق سيطرة الحوثي يعيش قمة السخط، ولولا أن مناطق سيطرة الشرعية تشهد تدهورا في صرف الريال اليمني وسلبيات أخرى فرضتها أجندات أطراف إقليميه، شوهت سمعة الشرعية، لانتفض الشارع في وجه المليشيا، متوقعا انتفاضة المارد، وفق وصفه.

جرائم الحوثي

ورصد ناشطون عددا من جرائم الحوثي التي دمر بها اليمن خدمة لإيران، وجلب الموت ونهب المقدرات واتبع سياسة الاغتيالات والتصفيات والسطو على الأراضي واستهدف الأطفال والشيوخ والنساء.

وقال وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي، إن مليشيا الحوثي استخدمت كل أدوات القمع والإجرام واتخذت من اليمنيين رهائن، وسرقت الغذاء والدواء من أفواه الناس.

ونقل المحلل والخبير العسكري والإستراتيجي محمد عبدالله الكميم، عن مصادر قولها إن شبكات تهريب المخدرات في اليمن تقودها وترعاها وزارة الداخلية المحتلة من الحوثيين كأحد مصادر الدخل للمليشيا ولتغييب عقول الشباب.

ونشر مقطع فيديو لمواطن يشهد أن شبكات الدعارة يقودها ضباط من جهاز المخابرات والأمن الحوثية، واصفا ذلك بأنها "مصيبة كبرى".

واستنكرت رئيسة مؤسسة تمكين المرأة اليمنية زعفران زايد، تفاخر القيادات الحوثية بالأموال المنهوبة التي يتنافسون على رصها في منازلهم وحساباتهم البنكية ويفتتحون بها مولات ومطاعم ومنتجعات ويشترون الأراضي والسيارات، بينما يذهب الشعب اليمني وخصوصا النساء للبحث عن لقمة العيش في براميل القمامة.

وأعرب الصحفي هزاع البيل، عن غضبه من مواصلة مليشيا الحوثي استهداف النساء اليمنيات في صنعاء وبقيه المناطق تحت سيطرتها من اختطاف واعتداءات توصف بالوحشية.

وعرض الصحفي مجاهد السلالي، تسجيلا مسربا للنائب الموالي للحوثي عبده بشر، يكشف بالوثائق والدلائل استخدام المليشيا للنساء والبغاء والدعارة للإيقاع بأعضاء مجلس النواب في صنعاء وعدد من القيادات الموالين لهم، معلقا بالقول: "قلنا لكم هؤلاء عصابة مجردة من كل قيم الإسلامية واليمنية".