علي دائي.. هداف إيراني عالمي عاقبه نظام الملالي لتأييده الاحتجاجات الشعبية

"أسطورة كرة القدم الإيرانية، صاحب أفضل أهداف بالعالم" إنه اللاعب الدولي علي دائي، الذي عاقبته السلطات بطهران لتأييده الاحتجاجات الشعبية المتواصلة بالبلاد منذ ثلاثة أشهر على خلفية مقتل شابة كردية على يد قوات الأمن.

وفي 16 سبتمبر/ أيلول 2022، اندلعت الاحتجاجات في إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) على يد "شرطة الأخلاق" بدعوى ارتدائها لباسا غير "لائق".

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى أخطر تحد يواجه النظام الإيراني منذ "الثورة الإسلامية" ضد نظام الشاه عام 1979. واضطر بعدها لإعلان حل "شرطة الأخلاق" لتهدئة الأوضاع.

معاقبة الأسطورة

على خلفية تأييده دعوات المحتجين لتنظيم إضرابات في مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، أغلقت إيران متجرا لبيع المجوهرات ومطعما تابعين لأسطورة كرة القدم، علي دائي، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية إيرانية.

وقالت وكالة "إسنا" الإخبارية نقلا عن المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية في 5 ديسمبر إن "أوامر صدرت بإغلاق متجر ومطعم اللاعب السابق الواقعين في إحدى مناطق طهران الراقية".

وبيّنت "إسنا" أنه "بعد التعاون مع مجموعات مناهضة للثورة في الفضاء الإلكتروني لعرقلة السلم وعمل السوق، صدر أمر قضائي بإغلاق معرض نور للمجوهرات، ومطعم على صلة بدائي" من دون تقديم أي تفاصيل.

يأتي ذلك، بعدما حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر اللاعب السابق علي دائي، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، إذ قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية وقتها إن "ذلك يعود إلى ما كتبه على إنستغرام تعليقا على وفاة مهسا أميني".

وكان المهاجم السابق حضّ السلطات في 27 سبتمبر، على حل مشاكل الشعب الإيراني بدلا من استخدام القمع والعنف والاعتقالات، وذلك وفق ما جاء في منشور عبر حسابه على "إنستغرام".

من جهته، نقل موقع "ورزش 3" الرياضي الإيراني عن شقيقه محمد، في أكتوبر 2022 قوله: علي قدّم كل حياته لرفع العلم الإيراني، هو يحبّ بلده وشعبه ودائما ما يقول الحقيقة، وما حصل معه مؤسف.

وأعرب نادي العاصمة الألمانية "برلين" عبر حسابه على "تويتر" في أكتوبر 2022 عن أسفه لأن اللاعب السابق علي دائي "غير مسموح له بمغادرة البلاد لأنه تحدث دعما لحقوق النساء".

مؤيد للاحتجاجات

يحظى أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي باحترام كبير في بلاده حتى لمواقفه وآرائه غير الرياضية، ولعل تأييده لحركة الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني خير مثال على ذلك، الأمر الذي عرضّه وعائلته إلى العديد من التهديدات.

وفي27 نوفمبر 2022، نشر النجم السابق لمنتخب إيران لكرة القدم علي دائي، منشورا، على "إنستغرام"، تمنى فيه "حرية غير مشروطة للسجناء هذه الأيام".

وأدى قمع التظاهرات إلى مقتل 458 شخصا على الأقل بينهم 63 طفلا منذ منتصف سبتمبر، بحسب آخر حصيلة نشرتها منظمة حقوق الإنسان في إيران. ولا يعرف عدد المعتقلين بالتحديد لكن مؤسسات حقوقية تقدرهم بالمئات.

وأعلن أنه وعائلته تعرضا لـ"تهديدات لا حصر لها" في الأيام الأخيرة، من "بعض المؤسسات ووسائل الإعلام والمجهولين" الذين يعدون أنفسهم "أساتذة وفلاسفة وعلماء اجتماع".

وأوضح دائي أن هؤلاء الأشخاص والمؤسسات يحاولون تشويه سمعته من خلال "نسب كلمات كاذبة إلى بعض كبار علماء الدين، بمن فيهم آية الله بهجت (مرجع ديني في إيران) حتى نقلوا عن الأخير أنه نصحه بعدم الوجود في الفضاء الإلكتروني، في حين أنه "خلال حياة بهجت، لم يكن هناك فضاء افتراضي كما هو اليوم".

وختم النجم الكروي السابق، علي دائي: "تعلمت الإنسانية والشرف والوطنية والتحرر من ذلك النبيل (آية الله بهجت). إلى أين أنتم ذاهبون بهذه التهديدات؟".

وفي 16 سبتمبر 2022، كتب علي دائي، تعليقا على مقتل الشابة أميني؛ نتيجة تعرضها للتعذيب من عناصر "شرطة الآداب" بالقول: "دمرتم البلاد، ابنتي تسأل عما حدث لمهسا، ماذا حدث؟ ما هو ردي لها؟ بأي ذنب قتلت؟".

وكان دائي قد رفض في وقت سابق الدعوة الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد القطري في نوفمبر 2022 لحضور المونديال مع زوجته وبناته.

وجاء الرفض بسبب الوضع الحالي في إيران وقمع الاحتجاجات، وقال: "أفضل أن أكون بجانبكم في بلدي، وأعبر عن تعاطفي مع كل الأسر التي فقدت أحبائها هذه الأيام".

أفضل هداف

علي دائي من مواليد مدينة أردبيل الإيرانية في 21 مارس/آذار 1969، وهو من أصل أذري، بدأ دائي مسيرته الكروية عام 1988 مع نادي استقلال أردبيل.

وفي عام 1989 انتقل إلى نادي تاكسيراني، وبعدها إلى نادي تجارت بانك، ولعب لهم حتى عام 1994.

عام 1994 انتقل إلى نادي برسبوليس ولعب لهم لمدة سنتين، ثم في موسم (1996 - 1997) انتقل إلى نادي السد القطري، وبعدها انتقل إلى ألمانيا ولعب لنادي أرمينيا بيليفيلد، وشارك معهم في 25 مباراة وسجل 7 أهداف.

وفي موسم 1998 إلى 1999 انتقل إلى نادي بايرن ميونخ ولعب لهم 23 مباراة وسجل 6 أهداف، ثم انتقل عام 1999 إلى نادي هيرتا برلين، ولعب معهم 59 مباراة وسجل 19 هدفا.

ثم انتقل إلى نادي الشباب الإماراتي في موسم (2002 - 2003)، ولعب معهم 25 مباراة وسجل 11 هدفا.

وبعد ذلك انتقل في موسم (2003- 2004) إلى نادي برسبوليس ولعب معهم 24 مباراة وسجل 16 هدفا.

وفي نهاية العام انتقل إلى نادي صبا باتري ولعب لهم 51 مباراة وسجل 23 هدفا.

وشارك دائي مع منتخب إيران لكرة القدم في كأس العالم 1998، وحقق فوزا تاريخيا على الولايات المتحدة بنتيجة 2-1. وكذلك شارك في كأس العالم لكرة القدم 2006.

وفي مايو/ أيار 2007، أعلن المهاجم الدولي الإيراني علي دائي اعتزاله لعب كرة القدم نهائيا عن عمر 38 عاما، عقب تتويج فريقه سايبا بطلا لدوري كرة القدم.

وعمل دائي بشكل رسمي مدربا لنادي سايبا من عام 2006 إلى 2008، ثم للمنتخب الإيراني من عام 2008 إلى 2009 وبعدها لنادي برسبوليس 2009 إلى عام 2011.

بعدها درّب نادي راه آهن من عام 2011 إلى 2013، ثم نادي برسبوليس 2013 إلى 2014، بعدها أصبح مدربا لنادي صبا قم في 2015.

عام 1999، حصل علي دائي على جائزة أفضل لاعب في آسيا. وكان صاحب أكبر عدد أهداف دولية، حيث سجل 109 أهداف منها 28 ودي إلى أن حطم البرتغالي كريستيانو رونالدو رقمه القياسي.

وتضم قائمة أفضل 10 هدافين في منتخبات العالم خمسة لاعبين آسيويين هم الإيراني علي دائي والياباني كاماموتو والعراقي حسين سعيد والكويتي بشار عبدالله والهندي تشيتري.