ثلاثة شهداء في يوم.. غضب واسع من تصعيد الاحتلال انتهاكاته بالضفة

12

طباعة

مشاركة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح الشباب الفلسطيني، في وقت تبذل السلطة برئاسة محمود عباس، كل جهدها لإخماد حالة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وتفاقم سجلها الحافل بمحاربة المقاومة وملاحقة عناصرها.

واستشهد في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ثلاثة فلسطينيين، اثنان منهما شقيقان، وأصيب نحو 30 آخرين برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهتهم اقتحام الجيش الإسرائيلي لبلدتي "بيت أمر" بالخليل، و"كفر عين" في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت الصحة الفلسطينية بأن "مواطنين اثنين استشهدا برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية كفر عين شمال غرب مدينة رام الله (وسط)، وثالث في بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل (جنوب)".

وأوضحت في بيان، أن الشاب جواد ريماوي (22 عاما) وشقيقه ظافر (21 عاما) استشهدا متأثرين بإصابتهما برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر عين برام الله.

واستبقت ذلك بإعلان "استشهاد المواطن مفيد خليل متأثرا بجروح حرجة، أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة بيت أمر بالخليل".

وبعدها بساعات قليلة، نفذ فلسطيني عملية دهس استهدفت مستوطِنة وسط الضفة الغربية، وأسفر ذلك عن إصابتها بجروح متوسطة؛ وإصابته هو بجروح خطيرة.

وأعرب ناشطون على تويتر، عن غضبهم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي تصعيد جرائمه واقتحاماته لمدن الضفة، وحصده لأرواح أبناء فلسطين بالجملة.

وأكدوا عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #الخليل، #رام_الله، وغيرها، أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاقتلاع الاحتلال الإسرائيلي وإفشال مشروعه الاستيطاني من جذوره.

ورأى ناشطون أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني شاهدة على وقاحة الكيان الغاصب، ودافع لمزيد من التمسك الشعبي بخيار المقاومة والصمود حتى التحرير والعودة، مؤكدين أن هذا الاحتلال مصيره الزوال.

وأشادوا بتصاعد المواجهات في الضفة والإصرار الفلسطيني على تحدي الاحتلال وإفشال محاولاته لكسر نضالهم، موجهين تحية لأبطال الخليل لتصديهم لتجاوزات الجيش الإسرائيلي وصمودهم وتقديمهم الشهداء.

تحدي الاحتلال

وتفاعلا مع الأحداث، اتهم الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، الاحتلال بأنه يحاول بائسا وقف نضال الشعب الفلسطيني المشروع لاسترداد أرضه وانتزاع حريته عبر عمليات القتل والاغتيال، مؤكدا أن هذه الدماء ستكون وقودا لثورة شعبنا وانتفاضته المستمرة.

وأشاد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة بتحدي الضفة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنها ستعرف كيف تعزل مسار العار، وتجعل بقاء إسرائيل مكلفا.

وأوضح الكاتب ماجد الزبدة أنه باستشهاد الفلسطينيين الثلاثة يرتفع عدد الشهداء منذ مطلع العام إلى 205 شهداء، منهم 153 شهيدا من الضفة و52 شهيدا من غزة.

وأشار المحلل السياسي إبراهيم المدهون إلى أن فلسطين تدفع ثمنا باهظا جدا من خيرة أبنائها وشبابها، مؤكدا أن الدم الفلسطيني لن يتوقف إلا بزوال الاحتلال.

واستنكر الكاتب والباحث والأكاديمي حماد الرقب تصفية الاحتلال للشهيدين الشقيقين ظافر وجواد، ووصفها بأنها "جريمة قاسية بحق شباب فلسطين".

خيانات السلطة

واستهجن ناشطون مواصلة السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني إرضاء للكيان والتعامل مع ذلك على أنه إنجاز أمني.

إذ يأتي الاقتحام الإسرائيلي لمدن الضفة بعد يوم من الإعلان عن مصادرة السلطة عبوات متفجرة في الضفة.

وبحسب قناة كان الإسرائيلية، أحبطت أجهزة الأمن "الفلسطينية" في عملية خاصة نفذتها في 24 نوفمبر سلسلة تفجيرات خططت لها حركة الجهاد الإسلامي، "ضبطت فيها كمية كبيرة وغير عادية من العبوات الناسفة والمتفجرات المعدة لتنفيذ سلسلة من الهجمات ضد إسرائيل".

واستنكر الكاتب والمدون عزات جمال، اغتيال الاحتلال ثلاثة شهداء بينهم أخوان بدم بارد، بينما تلاحق السلطة كل من يقاوم الاحتلال في الضفة، متسائلا: "إلى متى سيستمر التعاون الأمني!!".

وكتب الصحفي عمار قديح: "بينما تنشغل قيادة السلطة في متابعة التنسيق الأمني وإحباط العمليات.. جيش العدو يسرح ويمرح في الضفة ويحصد أرواح شبابها.. اللهم فرجا من عندك يريح شعبنا من هذه الطغمة الفاسدة العميلة".

 ونشر باسل الحماد صورا لشهيدي رام الله الشقيقين، ومقطع فيديو لوداعهما، قائلا: "تبكيكم فلسطين كلها، ألا إن ترابها الغالي يستحق دماءنا كلها.. فلا نامت أعين الجبناء المطبعين، لعن الله سلطة أوسلو ومن على رأسها".

وهاجم المحامي محمد أبو ريا، السلطة الفلسطينية، قائلا: "تنشغل الضفة بمقاومة اقتحامات الاحتلال الليلية للمدن والقرى، وتنشغل سلطة أوسلو بمونديال قطر وتوجيه قوات الاحتلال ضد المقاومة".

تبرؤ ووداع

ونشر ناشطون تدوينة للشهيد ظافر الريماوي يعلن فيها تبرؤه من السلطة الفلسطينية ومن المفاوضات والحل السلمي الذي يتمسك به بعض المارقين على حركة التحرير الوطني فتح ومن طرف واحد، ويؤكد أن ما يمثله من فتح طريق المقاومة والبندقية.

واقتبس الأسير الفلسطيني السابق علاء سميح الأعرج، تدوينة ظافر، ووصفه بأنه "سليل تاريخ الثورة والنهج المقاوم، أحد أشراف حركة فتح."

وأعاد المصور محمود أبو زياد نشر تدوينة ظافر التي يعلن فيها موقفه من الحركة، قائلا: "الريماوي والذي ارتقى فجر اليوم شهيدا يجيب على أولئك الأوسلويين المتسلقين على دماء أبناء حركة فتح الشرفاء."

وعرض عضو حركة فتح منير الجاغوب مقطع فيديو لظافر خلال مشاركته في إحدى الفعاليات في جامعة بيرزيت يقول: "احنا الي ما نهاب الموت".

وتداول ناشطون صورا ومشاهد مؤثرة من وداع الشقيقين جواد وظافر الريماوي، تظهر حجم الحزن والألم والحسرة الممزوجة بالفخر في قلوب مودعيهم.

ونشر الصحفي خير الدين الجبري مقطع فيديو لوداع ذويه، داعيا بالقول: "يا رب الصبر والثبات والعوض من عندك، لا إله إلا الله".

وعرض آخر المقطع ذاته، معلقا بالقول: "ضاعت الكلمات.. ألم الفقد مر وتزداد مرارته إذا كان غدرا.. فاللهم عليك بالصهاينة المعتدين ومن والاهم وأيدهم".

رد عاجل

واحتفى ناشطون بعملية دهس مجندة تبلغ من العمر 20 عاما، بسيارة نفذها شاب فلسطيني عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالقرب من مستوطنة "كوخاف يعقوب" شرق رام الله، وعدوها ردا على تصعيد الاحتلال اقتحاماته للضفة.

وتداولوا صورا قالوا إنها للمجندة، وهي ملقاة وسط الطريق، بعد دهسها بالسيارة.

وقال المغرد يحيى: "لم يتأخر الرد على جريمة العدو الصهيوني في رام الله وقتله لشابين شقيقين وشاب آخر في الخليل.. فدائي فلسطيني الآن في رام الله يدهس مجندة صهيونية ويصيبها بجروح قاتلة".

وأوضح المصور الصحفي المقدسي محمد الصادق أن المصابة في عملية الدهس شمال القدس مجندة في جيش الاحتلال، وحالتها خطيرة.

ونشر الإعلامي رضا ياسين فيديو للحظة تنفيذ عملية الدهس التي أسفرت عن إصابة خطيرة لمجندة صهيونية، مشيرا إلى ارتقاء المنفذ لأسمى أمانيه بعد إطلاق النار عليه.

ونشر المصور بوكالة الأناضول هشام أبو شقرة صورة المجندة مصابة بجراح خطيرة في عملية دهس قضاء رام الله.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المركبة صدمت المجندة الإسرائيلية وألقتها على بعد عدة أمتار.

بدورها، قالت وزارة الصحة إن هيئة الشؤون المدنية أبلغتها بإصابة مواطن بجروح خطيرة عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليه قرب رام الله.