عبر عملية "مزدوجة" أسقطت 3 مستوطنين.. هكذا استقبل الفلسطينيون نتنياهو

12

طباعة

مشاركة

خلال 20 دقيقة، تمكن الشاب الفلسطيني محمد مراد صوف (19 عاما) من قتل 3 مستوطنين إسرائيليين وإصابة 3 آخرين بجراح خطرة، في عملية طعن ودهس نفذها في مستوطنة أريئيل شمال سلفيت شمالي الضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاده.

العملية نفذت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعقاب تكليف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة خلال 28 يوما يمكن تمديدها 14 يوما إضافية بموافقة مسبقة من الأول. وجاء التكليف بعد فوز معسكره في انتخابات الأول من ذات الشهر.

واحتفى ناشطون على تويتر بالعملية الفدائية، وعدوها هدية أولية لقادة اليمين الإسرائيلي المتطرف المكلف بتشكيل الحكومة المرتقبة والتي من المتوقع أن تكون من أكثر حكومات الاحتلال تشددا وعداء للفلسطينيين، إذ يرأسها صاحب صحيفة ملوثة بالفساد وإدارة الصراعات والمواجهات الدموية.

وأشادوا عبر تغريداتهم على وسمي #عملية_سلفيت، #عملية_اريئيل بالعملية ووصفوها بالجريئة المخالفة لكل توقعات الاحتلال الإسرائيلي وقادته، مشيرين إلى قتل 29 إسرائيليا في عمليات بطولية خلال العام 2022 بحسب اعترافات الاحتلال فقط.

وتداول ناشطون صورا لجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا أثناء العملية، ونبذة عن حياة بعضهم، وأخرى لمكان تنفيذ العملية تظهر حالة انهيار جنود الكيان.

ونشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو لأهالي فلسطين يوزعون الحلوى في شوارع غزة احتفاء بالعملية وفخرا بمنفذها.

مقاومة تراكمية

وتفاعلا مع العملية، عد الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، أنها تأكيد على مواصلة الشباب الثائر لانتفاضته المباركة دفاعا عن المسجد الأقصى وردا على جرائم الاحتلال، واستمرارا لمسيرة الثورة حتى تحقيق أهدافنا بالحرية.

وأكد الكاتب إبراهيم المدهون، أن كل عملية فدائية تنفذ بالضفة الغربية تقرب من تحريرها وخروج الاحتلال منها وتفكيك مستوطناتها.

ورأى يعقوب علوية، أن عملية سلفيت شكلت تطورا هائلا في أساليب المقاومة الفلسطينية التي أذهلت الصهاينة "كما بعض الفلسطينيين".

وأضاف أن ما يخشاه قادة الاحتلال هو استمرار هذا الفعل التراكمي من العمل المقاوم في فلسطين الذي لم يستطيعوا كبح جماحه الآن فكيف غدا.. وكيف إن توفرت الإمكانيات اللازمة؟

وأشاد ناشطون بشجاعة منفذ العملية وإقدامه وقدرته على تغيير المعادلة على الأرض، مؤكدين أن الحكومة القادمة لن تكون قادرة على مواجهة عمليات المقاومة.

ونشر الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، صورة المنفذ، قائلا: "الفلسطيني عندما يملي سرديته.. هذا محمد مراد صوف (18 عاما) من قرية حارس قضاء سلفيت الذي نفذ العملية التي قتل فيها 3 صهاينة وجرح آخرين".

وأضاف أن وصول حكومات أكثر تطرفا في إسرائيل لن يردع الشعب الفلسطيني ولن يجلب لها ولمستوطنيها الأمن، مؤكدا أن بقاء الاحتلال يعني بقاء المقاومة. 

ودعا المسؤول في حركة التحرير الوطني فتح منير الجاغوب، حكومة نتنياهو  لإدراك أن عملية محمد صوف ستتكرر في كل مكان ممكن ما دام الشباب والشعب الفلسطيني لا يرى أي أفق سياسي جدي يؤدي إلى حل يضمن لهم حق تقرير مصير فعلي وتجسيد استقلالهم على الأرض.

رعب وشجاعة

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بأن مثل هذه العمليات تربك الاحتلال الإسرائيلي وتبث الرعب بين الجنود وتجعل الكيان في حالة تخبط وخوف دائم وترقب لعمليات المقاومين، مؤكدين أن نتنياهو لا يمكنه مواجهة شموخ المقاومة.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن المستوطنين في حالة هستيريا بعد العملية البطولية، وهاجموا "سيارات" الفلسطينيين قرب قرية حارس، غرب سلفيت، التي ينحدر منها البطل الشهيد (صوف).

ولفت إلى أن المستوطنين منذ اتفاقية "أوسلو" يزدادون سعارا، والاستيطان يتمدد، فيما كان مهندسو الاتفاق يبررون جريمتهم بوقف التهام الأرض.

وتحدث الصحفي أحمد منصور، عن صدمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعد قتل صوف 3 مستوطنين طعنا ودهسا وإصابة 4 آخرين خلال 20 دقيقة، موضحا أن الصدمة سببها حجم الضحايا من مسلح بسكين فقط وقدرته على اختراق منطقة مشددة الأمن والحراسة تعج بالجنود والمستوطنين المسلحين.

وأشار رئيس تحرير دار أخبار اليوم، مجدي العفيفي، إلى أن صوف بطل العملية البطولية المزدوجة في فلسطين يثير الرعب والخوف والهلع في الكيان الصهيوني، محذرا من أن القادم أكثر سوادا على كل صهيوني خاصة الإرهابي المقزز الـ"نتنياهو".

وأفاد الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، بأن العديد من قادة الاحتلال علقوا على عملية سلفيت، وأكدوا أن العملية مؤلمة وعصيبة وخطيرة، وأن الهجوم نتيجة واضحة لفقدان الحكومة للردع، وأن المنظمات الفلسطينية رفعت رأسها، وتعمل بضراوة، وبدون رادع.

وأوضح المحلل السياسي أيمن الحنيطي، أن ما يقلق الإسرائيليين أن تتحول عملية سلفيت وأريئيل وغيرهما إلى مصدر إلهام للشباب الفلسطيني المحبط والغاضب على السلطة والفصائل، ويلجؤون لتقليد مثل هذه العمليات طلبا للشهادة، ناصحا بإنهاء الاحتلال لوقف دوامة العنف.

وأثنى ناشطون على صوف وشجاعته وإقدامه، متداولين صورا له بملابس الإحرام من أمام الكعبة المشرفة.

ونشر خالد صافي صورة صوف مرتديا ملابس الإحرام، قائلا: "بهيك بنقدر نقول محمد صوف في عمر الـ19 عمل كل شيء تقريبا، رابط وصام وصلى وحج واعتمر، وختم حياته بقتل 3 مستوطنين احتلوا بلده ونهبوا خيراته".

فيما قال المغرد أحمد: "طعنا ثم دهسا.. هشّم محمد صوف عنكبوت الصّهاينة المُتدلّي على شوارب العرب المطبّعين.. سيلا جارفا عبرت دماؤه بروحه العبقة بثورة فلسطين المغرّدة في صدر العدو .. لتُثبت السكين من جديد أنَّه بالمقاومة تعبر الأمة نحو الكرامة..".