مقابر للمختطفين.. حملة تنديد واسعة بتصفية الحوثي الأسرى داخل السجون

12

طباعة

مشاركة

ضمن سلسلة فعاليات يطلقها اليمنيون للتعريف بمعاناتهم، دشن ناشطون مساء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حملة #الحوثي_يقتل_المختطفين لفضح وكشف جرائم المليشيا بحق الأسرى المدنيين وما يتعرضون له من تعذيب وتنكيل حتى الموت في سجونها.

جاءت الحملة في أعقاب الكشف عن إقدام الحوثي على إعدام وتصفية المختطف في سجونها منذ أربع سنوات الشاب محمد عبدالرحمن، نجل شقيق الأمين العام لحزب الرشاد، عبد الوهاب الحميقاني، بعدما تعرض للتعذيب الوحشي.

وكشفت مصادر إعلامية أن الحميقاني توفي جراء عمليات تعذيب نفسية وجسدية تعرض لها داخل معتقلات مليشيات الحوثي.

وأكد إعلاميون وباحثون وكتاب يمنيون أن جريمة قتل الحميقاني ليست الأولى من نوعها التي تجري في سجون مليشيا الحوثي، بل إن مئات المواطنين قضوا نحبهم تحت وطأة التعذيب بسجونها؛ الأمر الذي يستوجب إعادة ملف الأسرى والمختطفين إلى الواجهة.

وأشاروا خلال تغريداتهم على وسم الحملة، إلى أن كثيرا من المختطفين في السجون يجري الإفراج عنهم وهم على وشك الموت نتيجة التعذيب الممنهج، مؤكدين أن سياسة الحوثي هي إخضاع وقهر اليمنيين، والتنكيل بالخصوم والمخالفين في ارتكاب علني لجرائم حرب.

واستنكر المغردون انحراف بوصلة المنظمات والهيئات الدولية والأنظمة العربية والعالمية في التعامل مع مليشيا الحوثي، وغض النظر عن جرائمها التي ترتكبها على مرأى ومسمع من العالم أجمع متجاهلة القوانين الدولية خاصة المعنية بحقوق الإنسان.

وأعربوا عن حزنهم من أن تطال جرائم الحوثي جميع فئات المجتمع اليمني من نساء وأطفال وشيوخ، وتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت على يد المليشيا، وداخل سجونها، في افتقار لأبسط معاملات الإنسانية.

رهائن الحوثي

وكان الفريق الحقوقي للرابطة الإنسانية للحقوق، كشف في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان على هامش انعقاد الدورة الـ51 في جنيف، في سبتمبر/أيلول 2022، عن توثيقه ارتكاب الحوثي أكثر من 17 ألف تعذيب جسدي ونفسي في سجونه.

وأوضح أن بينهم 587 طفلا و150 امرأة، وذلك خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2015 وحتى ذات الشهر من عام 2022.

كما رصد مقتل 15 صحافيا ومصورا برصاص الحوثي خلال سبع سنوات من سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء، إضافة إلى إصدار أحكام بالإعدام في حق آخرين محتجزين.

فيما رصدت وزارة حقوق الإنسان عام 2021 مقتل أكثر من 350 أسيرا ومختطفا تحت التعذيب، منهم 33 امرأة مختطفة في سجون الحوثي خلال العامين الماضيين.

وتفاعلا مع الحملة، رأى الصحفي بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر سابقا منصور الصمدي، أن الأمر المحزن والمؤسف والمبكي أن أسلوب التصفيات والإبادة الذي انتهجته مليشيا الحوثي الإيرانية للتعامل مع المختطفين لم يقتصر على الرجال فقط، بل طال أيضا النساء والأطفال والشيوخ.

وشدد على أن هناك الآلاف من هذه الفئات ما زالوا قابعين في سجون الحوثي إلى اليوم.

وأكد الصحفي سعيد الجعفري أن المليشيات وضعت من عموم المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن ومعتقلين تبتز بهم العالم.

وقال نجيب غلاب، إن المليشيا الحوثية أتقنت التعذيب الجماعي والفردي ويتعرض أهل اليمن لتجريف وجوده كدولة وهوية ومستقبل، وينشرون الرعب أينما حلوا ويمارسون التعذيب الممنهج والتجويع والإفقار والنهب والسطو، ويراكمون الثروة وتحويلها إلى أداة قمع لسيطرتها.

وأشار الكاتب والباحث السياسي ثابت الأحمدي، إلى أنه ما أن يذكر المواطنون سجون الحوثي حتى تقفز إلى أذهانهم صور التعذيب والأشلاء والدماء والغرف المظلمة والحبال المعلقة على الأسقف والعصي الحديدية.

ولفت إلى أن وزارة حقوق الإنسان ذكرت أن أكثر من 300 مختطف ماتوا في سجون الحوثي تحت التعذيب.

تخاذل وصمت

وانتقد ناشطون صمت المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، أمام جرائم مليشيا الحوثي المتصاعدة في اليمن، ومن بينها ما يحدث في سجونها، واتهموه بالتخاذل معها.

ورأى الكاتب والصحفي صالح البيضاني أن النفاق الدولي وازدواج المعايير يتجلى في تعامل المنظمات الإنسانية مع قضية المعتقلين والمختطفين قسريا في سجون الحوثي والذين لا يغادرون السجون إلا للمقابر، في وقت تنشغل فيه المنظمات بقضية سجين سياسي (لم يذكره) يقبع في معتقل خمس نجوم بهدف ابتزاز بلاده سياسيا.

واستنكر الإعلامي محمد مصطفى صمت الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة عن جرائم الحوثي بحق المختطفين والأسرى والمخفيين قسرا الذين يجري تعذيبهم حتى الموت.

وأشار ناصر الشليبي إلى أن المليشيا الحوثية مارست منذ اليوم الأول لعدوانها على اليمن واليمنيين مختلف الجرائم التي تفرض على المجتمع الدولي الوقوف أمامها بمسؤولية، وحتى الآن لا تزال مواقف المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة متماهية معهم دون تفسير لهذا الموقف الدولي المتخاذل.

وتحدث ناشطون عن تبعات ذلك الصمت والخذلان الدولي لليمنيين والتخاذل مع الحوثي، وصبوا غضبهم على المليشيا واستنكروا إجرامها.

وحذر مانع المطيري من استمرار جرائم الحوثي في أماكن الاختطاف والإخفاء القسري لليمنيين واليمنيات والأطفال القصر الذين يختطفون كرهائن، ومن ثم تعذيبهم لدرجة القتل طالما هناك صمت دولي.

وأضاف أن هناك جريمة أكثر أثرا، وهي اختطاف إرادة 14 مليون نسمة يعيشون في مناطق سيطرة المليشيا.

وتوقع وكيل وزارة العدل في الجمهورية اليمنية فيصل المجيدي أن يكتشف العالم مقابر جماعية في اليمن بأيدي مليشيا طهران الحوثية بعد فوات الأوان، تفوق ما اكتشف من مقابر ومآس في البوسنة والهرسك.

وأعرب عن أسفه الشديد على التوجه السياسي وعدم تفعيل قيم الإنسانية بعيدا عن المصالح في متابعة معاناة اليمنيين ستحدث ثلمة في جسد الضمير العالمي.

تذكير بالضحايا

واستعرض ناشطون بعض الأسماء لحالات تعرضت للتعذيب والتنكيل والوفاة في سجون الحوثي، وشاركوا صورا توثق ذلك، وعددوا أنواعا مختلفة من التعذيب تمارسه المليشيا بحق المعتقلين في سجونها. 

وأشارت المحامية وعضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الإنسان اليمنية زعفران زايد، إلى تعذيب منير الشرقي وحرقة بالأسيد وتركه يعاني في السجن مع تعفن نصف جسده.

وأوضح الناشط الإعلامي المحرر من سجون مليشيات الحوثي بعد قضاء أكثر من خمس سنوات فيها حمزة الجبيجي، أن زميله عادل الزوعري استشهد في الزنزانة بسبب منع علاجه الخاص بالقلب.

ورصد الصحفي عبدالعزيز هادي بعض الأسماء التي لاقت حتفها في سجون الحوثي تحت التعذيب أو بعد خروجهم مباشرة، آخرهم، محمد عبد الرحمن الحميقاني، ليث عبد العزيز الصبري، عبد الباري إبراهيم يحيى، عبد الحميد العجمي، عزيز دبوان الدهمشي، ياسر السفياني، عبد الوهاب الشاجع، وغيرهم الآلاف، مؤكدا أن سجون المليشيا أصبحت مقابر لليمنيين.

ونشر الصحفي والناشط السياسي أنور المليكي صورة أوضح أنها لعسكري في محور صعدة يدعى عزيز دهمش، غادر المعسكر والعسكرة قبل عدة أشهر وذهب للعيش مع أسرته في منطقة شرعب، لكن المليشيا الحوثية اعتقلته في الحوبان وهو يتسوق، وجرى إيداعه السجن وعذبوه حتى فارق الحياة.

وأوضح الصحفي هزاع البيل أن المعتقلين يتعرضون لـ25 نوعا من التعذيب، أبرزها التعليق على الأيدي والأرجل وعلى شكل صليب، والصعق الكهربائي، وغيرها.

"العدالة قادمة"

وبشر ناشطون بأن الحوثي سيحاسب على جرائمه مهما طال الزمن، متوعدين بالقصاص والعدالة لضحايا التعذيب والقتل في الجرائم التي ارتكبتها المليشيا المدعومة من إيران.

وأكد السياسي والإعلامي فارس الصليحي أن جرائم الأسرى والمعتقلين لن تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي تؤخذ العدالة في الأرض قبل السماء.

وشدد الكاتب والباحث السياسي عبد الله إسماعيل أن جرائم التعذيب الإرهابي الحوثي للمعتقلين جرائم لا تسقط بالتقادم، وتوثيقها مسؤولية رسمية ومجتمعية.

وأوضح الناشط الحقوقي فهمي الزبيري أن آلة القتل الحوثية داخل السجون لم تتوقف منذ سيطرة المليشيا بقوة السلاح على صنعاء وبعض المحافظات.

وأشار إلى مقتل مئات اليمنيين تحت التعذيب الوحشي ونتيجة الإهمال الطبي المتعمد في انتهاكات لا تسقط بالتقادم.

واستنكر عضو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية كامل الخوداني إذلال الحوثيين للناس، وفجورهم بتزييف الدين وتسويق قادة المليشيا كأشخاص مقدسين.

وأشار الصحفي والأكاديمي والناشط في مجال حقوق الإنسان صلاح بن لغبر إلى أنه لم يسبق أن شهد اليمن والمنطقة عصابة أو تنظيما أكثر إرهابا وقتلا وتدميرا من الحوثية، على الأقل خلال القرون المتأخرة، وفق تقديره.