معهد إيطالي: الولاية الجديدة للرئيس البرازيلي لن تكون سهلة.. وهذه الأسباب

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تطرق معهد إيطالي إلى فوز اليساري والرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية ضد منافسه المنتهية ولايته جايير بولسونارو واستعرض أبرز التحديات والأولويات التي تنتظر ولايته الجديدة.

ويرى "معهد الدراسات السياسية الدولية" في مقال نشره عبر موقعه، أن ولاية الرئيس الجديد، الذي ترك المنصب بنسبة تأييد كبيرة عام 2010، لن تكون سهلة بالنظر إلى حقيقة الوضع الاقتصادي المتأثر بتداعيات تفشي جائحة كورونا وعوامل أخرى.

وعلى أثر حملة انتخابية اتسمت بالاستقطاب بين الجانبين وتبادل اتهامات وعنف، فاز لولا بـ50.9 بالمئة من الأصوات، بينما تحصل بولسونارو على نسبة 49.1 بالمئة في جولة إعادة أجريت في 30 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان دا سيلفا قد تصدّر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 3 أكتوبر متقدما على بولسونارو ومرشحين آخرين.

فصل جديد 

سيحكم دا سيلفا البلاد للمرة الثالثة لولاية تمتد لأربع سنوات، علماً أنه ترأس البلاد ما بين عامي 2003 و2010.

وكان لولا قد غادر السجن عام 2019 بعد قضاء 18 شهرا، بعد أن أصدر قاضي المحكمة العليا في البرازيل عام 2021 حكما ببراءته من تهم فساد رشوة كبيرة نالت عددا من السياسيين وكبار رجال الأعمال.

فكانت الكلمات الأولى في خطاب النصر الذي ألقاه لولا دا سيلفا "لقد حاولوا دفني حيا وها أنا ذا".

أشار الموقع الإيطالي إلى أن المواجهة بين المرشحين كانت محتدمة وبعد تفوق أولي لبولسونارو، أعلنت النتائج في وقت متأخر من الليل وقوبلت بفرحة عارمة بين أنصار لولا في شوارع المدن الرئيسة. 

وتابع بأن أنصار الرئيس الجديد احتفلوا بالنصر ونهاية فترة الرئاسة السابقة التي وقعت خلال حكمها مأساة بيئية وسجلت البلاد فيها وفاة ما يقرب من 700 ألف برازيلي بسبب الإصابة بوباء كورونا.

وفي حديثه للصحفيين في أحد فنادق ساو باولو، تعهد لولا بإعادة توحيد البلاد بعد حملة انتخابية قوية أثارت مخاوف بشأن تسليم سلمي للسلطة. 

وقال الزعيم البالغ من العمر 77 عاما "سنعيش حقبة جديدة من السلام والمحبة والأمل، سأحكم لـ 215 مليون برازيلي وليس فقط لأولئك الذين صوتوا لي"، مضيفا وسط تصفيق حار "نحن دولة وشعب واحد وأمة واحدة عظيمة".

ونشر دا سيلفا في حسابه على موقع تويتر صورة الحشود الجماهيرية المتجمعة احتفالا بفوزه معلقا "سبب انتصاري كان تفاني كل واحد منكم. من آمن بالحرية وبإمكانية إعادة البلاد إلى الشعب البرازيلي".

وتابع: "اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت" وإنها "مستعدة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ"، مؤكدا بأن بلاده لن تكون"منبوذةً" بعد الآن.

ترحيب عالمي

 أشار موقع معهد الدراسات السياسية الدولية إلى وصول رسائل التهاني إلى الرئيس لولا بمجرد الإعلان عن النتائج الرسمية.

جاء الترحيب من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال إن "النتيجة جاءت بعد انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية" مؤكدا بأنه لا يرى مانعا لمواصلة التعاون مع البرازيل.

بدوره، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تهنئة إلى نظيره البرازيلي الجديد بفوزه في الانتخابات.

وجاء في نص البرقية: "عزيزي السيد لولا، أرجو أن تتقبلوا تهنئتي الصادقة بفوزكم في الانتخابات الرئاسية. أكدت نتائج التصويت قوة شعبيتكم السياسية".

وأردف بوتين: "آمل أن نضمن من خلال الجهود المشتركة زيادة تطوير التعاون الروسي البرازيلي البناء في جميع المجالات".

يعلق الموقع الإيطالي بأن البرازيل، التي تعتمد بشكل كبير على واردات الأسمدة الروسية، تقف على نفس المسافة بين الطرفين المتصارعين الروسي والأوكراني في الحرب التي تشنها موسكو على كييف منذ فبراير/شباط 2022.

من جانبه، كتب الرئيس الكولومبي اليساري غوستافو بيترو على تويتر: "يحيا لولا". ونشر لاحقًا خريطة توضح أن غالبية دول أميركا اللاتينية تقودها حاليا حكومات يساريّة.

فيما أكد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فيرنانديز على أن انتصار دا سيلفا "يفتح عهدا جديدا في تاريخ أميركا اللاتينية.. عهد أمل ومستقبل يبدأ اليوم".

من جانبه، كتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تغريدة "عاشت الشعوب المصممة على أن تكون حرة وذات سيادة ومستقلة، اليوم، انتصرت الديمقراطية في البرازيل".

وجاءت التهاني أيضا من زعماء ورؤساء حكومات في أوروبا وكندا وبقية العالم.

 تحديات كبيرة 

ذكر الموقع بأن الرئيس لولا توجه برسالة إلى المجتمع الدولي بأسره قائلا "اليوم نقول للعالم إن البرازيل قد عادت".

لاحظ معهد الدراسات الإيطالي بأن خطابه الأول تركز حول الوعد بمكافحة الجوع والفقر والذي يؤثر اليوم، وفقا للتقديرات، على 33 مليونا و100 مليون شخص على التوالي في البلاد.

وأضاف الرئيس اليساري: "لا يمكننا أن نقبل بأنه من الطبيعي أن الملايين من الرجال والنساء والأطفال في هذا البلد ليس لديهم ما يكفي من الطعام".

وتابع "نحن ثالث أكبر منتج للأغذية في العالم وأكبر منتج للبروتينات الحيوانية، لذلك علينا واجب التأكد من أن كل برازيلي يمكنه تناول الإفطار والغداء والعشاء بشكل يومي".

وخلال نفس الخطاب، كرر لولا بعض الأولويات المحددة في رسالة مفتوحة إلى الشعب البرازيلي. 

وينوه بالقول إنها تمثل "إعلانا مليئا بالمقترحات الطموحة مثل تحقيق المساواة في الأجور بين الرجال والنساء والحفاظ على الغابات".

ولاحظ محللون أن لولا يراهن على قدرته على تكرار ما أنجزه قبل 12 عاما خاصة أنه ترك السلطة بنسبة تأييد في الشارع ناهزت 80 بالمئة. 

ويعلق بأنه في اقتصاد ما بعد الجائحة، لن يكون توفير الموارد المالية اللازمة لإعادة تلك الإنجازات مهمة سهلة.

إذ سيتعين عليه أن يحكم بكونغرس يهيمن عليه "البولسوناريون" وبوجود العديد من الولاة اليمينيين.

من جانبها، علقت الباحثة المتخصصة في الشأن الأميركي اللاتيني أنطونيلا موري، بأن لولا "فاز في الانتخابات بصعوبة لكن الصعوبات لم تنته بعد، لقد كانت حملة انتخابية صعبة للغاية".

وقالت إن "مسارا شاقا يفتح أمام الرئيس المنتخب، ولا سيما أن الكونغرس مجزأ كما هو الحال دائما إلى حوالي عشرين حزبا، ولكن مع توجه أكثر تحفظا مما كان عليه في الماضي والعديد من الحكام مرتبطون ببولسونارو".

وتتوقع أن من "بين التدخلات الأولى للرئيس لولا، ستكون اتخاذ تدابير لمواجهة زيادة الفقر وعدم المساواة، بالإضافة إلى تلك التي تهدف إلى حماية منطقة الأمازون".