"فلسطين تفتقده".. تذكير واسع بمواقف مرسي الداعمة لغزة وانتقاد حاد للسيسي

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي مستمر لليوم الثالث على التوالي، أسفر عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال، وقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، ظهر رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، سعيدا ولاهيا على دراجة هوائية في إحدى جولاته التفقدية.

المشهد الذي روجت له وسائل الإعلام أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على "تويتر"، إذ جاء خلال جولة تفقدية للكلية الحربية فجر 7 أغسطس/آب 2022، رافقه خلالها وزير الدفاع والإنتاج الحربي، محمد زكي، ورئيس أركان الحرب أسامة عسكر وقادة الأفرع الرئيسة.

ورأى ناشطون أن توقيت ظهور السيسي بهذه الصورة لا يتناسب مع الأوضاع التي تشهدها غزة من إعلان حالة الحرب عليها من قبل الاحتلال، مستنكرين تصريحاته التي أدلى بها بشأن حرصه من خلال الاتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين "على ألا يكون هناك اقتتال".

وذكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_العزة، و#إسرائيل_تقتل_أطفال_غزة، و#غزة_تقاوم، و#غزة_تحت_القصف، بمواقف الرئيس المصري السابق الراحل محمد مرسي، من حصار غزة وتصديه للاحتلال وتوجيه خطاب شديد اللهجة للكيان، بالإضافة إلى فتحه لمعبر رفح لإدخال المساعدات.

وأكد ناشطون أن طلب بعض الدول والمنظمات من إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية ضبط النفس "كذبة" ومساواة بين الجلاد والضحية، ومستنكرين دعوة الطرفين إلى التهدئة رغم أن إسرائيل هي التي صعدت عدوانها وخرقت التهدئة "للتربح الانتخابي".

ونددوا بتنفيذ الاحتلال لثاني عملية اغتيال في القطاع طالت المسؤول البارز والمشارك بتأسيس "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، خالد منصور، من خلال استهدافه في رفح، وذلك بعد قتل القيادي في "سرايا القدس"، تيسير الجعبري، في 5 أغسطس/آب 2022.

وأوضحوا أن منصور من القادة المؤسسين للمقاومة ويتمتع بشعبية كبيرة في قطاع غزة، وكان من أبرز المطلوبين للاحتلال بسبب بصماته الكبيرة في ميدان المقاومة وإشرافه على العديد من العمليات التي أوجعت الاحتلال.

واستنكر ناشطون صمت رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، واستمرار تنسيقه الأمني مع الكيان، واكتفائه دوما بالشجب والتنديد خوفا على كرسي الحكم الذي اعتلاه، مستهجنين وضع الاحتلال لأطفال غزة ضمن بنك أهدافه. 

ونددوا بالتقاعس العربي عن دعم القضية الفلسطينية والاكتفاء ببيانات الاستنكار والإعراب عن القلق دون أن يحركوا ساكنا مع استمرار تطبيع علاقاتهم مع الاحتلال سواء في العلن أو السر في خيانة حقيقية للدم الفلسطيني تصل حد الشراكة في تصفية الفلسطينيين.

وانتقد ناشطون تبني جهات إعلامية تابعة للأنظمة العربية الحاكمة خاصة المطبعة روايات الاحتلال الإسرائيلي وسرديته ورؤيته.

مرسي والسيسي

وبرز انتقاد ناشطين للصورة التي ظهر بها السيسي وابتلاعه لسانه وعدم نطقه بكلمة ضد العدوان على غزة أو توجيه إدانة مباشرة للاحتلال ولو حتى من باب حفظ ماء الوجه ومساواته بين الجاني والضحية، والتأكيد على أن تلك المواقف ترفع من قدر مرسي.

ونشر وكيل وزارة الصحة المصرية الأسبق، مصطفى جاويش، صورة السيسي قائلا: "غزة تحت القصف وهناك من يلهو بدراجته مشيرا بيده إلى اللاشيء في الشوارع الخالية".

كما نشر الخبير الفلسطيني بشؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عزام، الصورة ذاتها، قائلا "ونحن نراه يتجول على دراجته الهوائية في خضم أحداث غزة حق لنا أن نترحم على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".  وتساءل عماد حمدي: "هل يليق بمصر تصدير هذا المشهد بينما يقف العالم تضامنا مع غزة؟؟".

بينما نشر القائم على حساب "خط البلدة"، مقطع فيديو لمرسي، وهو يوجه كلمات شديدة اللهجة للكيان الإسرائيلي قائلا: "لن يكون لليهود سلطان أبدا على أهل غزة، ولن نترك غزة وحدها، أقول لهؤلاء باسم الشعب المصري كله إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، وإن المسلمين اليوم ليسوا أبدا كما كانوا منذ سنوات".

وعقب مؤكدا أن "غزة خصوصا تفتقد هذا القائد اليوم".

تزييف إعلامي

وانتقد ناشطون التزييف الإعلامي للأحداث بغزة وتبني رواية الكيان الإسرائيلي والترويج لها، خاصة ما انتهجته القنوات التابعة للأنظمة الخليجية وعلى رأسها قناة العربية التي روجت إلى أن ما يحدث في غزة "قصف متبادل" وليس "عدوانا إسرائيليا".

وأشار أستاذ الاتصال السياسي السعودي، أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن "منصة #الشرق_للأخبار السعودية تنأى عن وصف جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى بالانتهاكات، ناسبة التعبير إلى قائله، بينما لم تفعل ذلك في سياق ذم إيران! كما نقلت عبارة (ضربة قاتلة) التي هدد بها العدو حركة (الجهاد) دون أن تنأى عنها، وهو ما يفيد التبني!".

وأشار مراسل التلفزيون العربي في القدس، أحمد دراوشة، إلى أن "قناة العربية بدأت نشرتها الإخبارية بجملة غزة تشهد منذ الأمس قصفا متبادلا بين إسرائيل وحركة الجهاد أودى بحياة 13 شخصا في القطاع".

وأضاف أن ليس "القصف المتبادل" ما يودي بحياة الفلسطينيين، بل العدوان الإسرائيلي، ساخرا مما فعلته "العربية" بالقول إن "حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تستخدم هذه السردية".

وكتب الكاتب محمد الهاشمي الحامدي: "حكومة الإمارات طبعت وتصهينت وتنام مع تل أبيب في سرير واحد، لكن بالنسبة للسعودية.. إذا كانت وزارة الخارجية السعودية متعاطفة مع غزة.. فلماذا تبدو قناة السعودية الأشهر، قناة العربية، والتي تبث نشراتها الإخبارية من قلب الرياض.. لماذا تبدو وكأنها قناة إسرائيلية؟". وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "لا يوجد أحقر ولا أدنى من الذي يساوي بين الضحية والجلاد، ومن الذي يلقي باللوم على الضحية رغم جراحه ومآسيه"، مشيرا إلى أن "الوطنجية والمتصهينين وعبيد الحكام يفعلون ذلك".

ونعى ناشطون القيادي البارز خالد منصور، إذ نشر الكاتب الفلسطيني يحيى بشير صورة لأبناء منصور في وداع والدهم.

ولفت الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، إلى أن القائد الجهادي الكبير الشهيد خالد منصور كان يحب ترديد عبارة "يا حبذا الجنة واقترابها، طيبة وبارد شرابها". وأشار الناشط الفلسطيني، محمد سعيد نشوان، إلى أن "منصور ارتقى شهيدا بعملية اغتيال جبانة بعد 22 عاما من الجهاد والمقاومة".

عباس والمطبعون

وصب ناشطون غضبهم على محمود عباس، وقادة الدول العربية المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي والصامتين عن جرائمه، وألمحوا إلى خيانتهم للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية وعدوهم شركاء في جرائم الكيان التي صنفوها كجرائم حرب.

رئيس الدائرة السياسية لحركة "حماس" في الخارج، سامي أبو زهري، قال إن "مجزرة رفح هي جريمة حرب وتعكس دموية الاحتلال ورسالتنا للمطبعين العرب أوقفوا تطبيعكم وتعاونكم مع الاحتلال وإلا فإن شعبنا يعدكم شركاء في الجريمة".

وسخر الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة من موقف رئيس السلطة، قائلا: "بحثت عن عباس فلم أجده حتى الآن.. سيندد على الأرجح، فقد تأخر على أمل نهاية سريعة للمواجهة".

وأضاف: "أما وقد تأخرت، فسيدين العدوان ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشعب!"، مؤكدا أن "أزمة القضية الكبرى ليست في غزة ولا مقاومتها ولا سلاحها، بل في عباس وسلطته ومسار التيه الذي أدمنه منذ قرابة عقدين".

وأشار الكاتب والصحفي الأردني، ياسر أبو هلالة، إلى أنه "لم يشاهد  أبو مازن منذ بدأ العدوان على غزة، هو عصبي ونزق عندما ترتكب المقاومة عملية أو عندما يتعلق الأمر بأخت الصين"، متوقعا أنه "ينام الآن مبكرا ولا يعكر مزاجه بمتابعة الأخبار، لكنه سيطير فرحا إذا اتصل به (وزير الخارجية الأميركي، أنتوني) بلينكن أو مبعوث الاتحاد الأوروبي". وذكر خبير العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن "وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، الذي يقوم بحرق أطفال غزة الآن، هو صديق شخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان قد أهداه الأخير زيتا فلسطينيا خالصا قبل شهور من الآن". وأكد الخبير المصري بالقانون الدولي، محمود رفعت، أن "ما يجري في غزة يشكل سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مكتملة الأركان ترتكبها إسرائيل، وهذه الجرائم تقع باختصاص الجنائية الدولية، والتي عليها التحرك بشكل سريع لوقف هذا العدوان الصارخ على المدنيين".

وتداول ناشطون لقطات صادمة لأطفال يبكون وهم مضرجون بدمائهم بعد إصابتهم جراء قصف الاحتلال لمنازل ذويهم في منطقة رفح، وأخرى لجثث الأطفال، بالإضافة إلى مقاطع فيديو لبكاء ونحيب الأهالي توديعا لأبنائهم الشهداء.