خالد زبيدي.. اقتصادي سوري معاقب أوروبيا يقود الأعمال التجارية مع الجزائر

12

طباعة

مشاركة

في خطوة تدلل على عمق ارتباطه باقتصاد عائلة الأسد، أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التابعة للنظام السوري، قرارا يقضي بتشكيل "مجلس الأعمال السوري الجزائري" برئاسة خالد زبيدي.

ووفق القرار الذي أعلن في 17 يوليو/تموز 2022، فإن المجلس يهدف لتفعيل دور القطاع الخاص في تطوير التعاون الاقتصادي بين النظام السوري والجزائر، بكل المجالات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية وتطوير التعاون في المجال الاستثماري.

وجاء القرار قبيل زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في 24 يوليو للعاصمة السورية دمشق في زيارة عمل، التقى خلالها رئيس النظام بشار الأسد.

حوت عقاري

يعد خالد زبيدي من رجال الأعمال الذين عمل النظام السوري خلال العقد الأخير على تهيئتهم، ودعمهم لتنفيذ خدمات تخدم مصالحه وتساعده على تجاوز العقوبات الدولية.

زبيدي لمع نجمه عام 2018، في عالم المال الناشئ على أنقاض حرب نظام الأسد ضد السوريين منذ عام 2011.

ولد خالد بسام زبيدي في ريف دمشق عام 1976، وهو يشغل عضو مجلس إدارة "اتحاد غرف السياحة السورية" منذ يناير/كانون الثاني 2019.

وهو مدير ومالك لـ"شركة زبيدي للتطوير" التي أسست عام 2017، ومدير لشركتي "إنجاز للاستثمار"، و"عقار للاستثمار" التي أسست عام 2018، كما أنه مدير عام "شركة زبيدي والطويل للمقاولات".

ويشغل زبيدي أيضا منصب مدير عام وشريك مؤسس في "شركة إبداع للاستثمارات"، وشريك مؤسس في "شركة زبيدي وقلعي"، وكذلك شريك مؤسس في "شركة عقاركم للتطوير والاستثمار العقاري".

وعرف عن زبيدي نشاطه الكبير في عمليات إطلاق مشاريع سكنية قرب مطار دمشق الدولي، وأخرى في العاصمة السورية وريفها، كما يركز في استثماراته على القطاع السياحي.

وبدأ نظام الأسد بتعويم زبيدي على الساحة السورية الاقتصادية وتسليط الإعلام المحلي والرسمي الضوء عليه، في مايو/أيار 2018.

وجاء ذلك حينما حصل زبيدي على ترخيص لإنشاء شركة عقارية يملك حصة 65 بالمئة منها، و35 بالمئة تملكها شركة عطاء للاستثمار.

وكانت الضربة الاستثمارية الهائلة لزبيدي، حينما بدأ منذ مطلع عام 2018 بتنفيذ مشروع "غراند تاون" السياحي ضمن محيط مدينة المعارض وقصر المؤتمرات على طريق "مطار دمشق الدولي".

والمشروع الضخم عبارة عن مدينة سياحية وسكنية وتجارية وترفيهية وتعليمية، وتتضمن إقامة فيلات سكنية وأبنية ومولات تجارية.

وضم المشروع في بطاقته التعريفية معارض للسيارات ومحال تجارية محيطة بالمولات، ومستشفى خدميا، إضافة الى معهد عال للإدارة والعلوم السياحية ودار إنتاج سينمائي، كما يتضمن المشروع مدينة ألعاب مائية وترفيهية.

والمشروع أدرج على قائمة العقوبات الأميركية، في 17 يونيو/حزيران 2020، وهو من الشراكات بين القطاعين العام والخاص في سوريا، التي تسعى للاستفادة بشكل فاسد من التهجير وإعادة الإعمار، بحسب ما نشرته وزارة الخزانة الأميركية.

وفرضت وزارة الخزانة وقتها بموجب قانون "قيصر" الأميركي، عقوبات على خالد زبيدي وشريكه نادر قلعي، وعلى شركتهما "زبيدي وقلعي".

وبذلك كان اسم زبيدي في الحزمة الأولى من عقوبات القانون، الذي خصص لمعاقبة الداعمين والمتعاملين مع نظام الأسد.

وجميع المشاريع التي تقام على طريق مطار دمشق الدولي، مرتبطة بعائلة الأسد، ويصعب الحصول على ترخيص على أي مشروع هناك دون موافقة من القصر الجمهوري وليس من رئاسة الوزراء.

ويرجع ذلك إلى أن الطريق هو الأهم على مستوى العاصمة دمشق، وهو الشريان الأساس لها، ولا سيما أن جميع دول العالم تنجز أهم المشروعات على طريق المطار.

مشاريع متداخلة

وكان زبيدي أطلق مدينة سكنية متكاملة بريف دمشق تحتوي على 26 كتلة بناء قائمة، بإجمالي 425 وحدة سكنية تتراوح مساحاتها بين 120م2 وحتى 145 م2.

كما أطلق مشروعا سكنيا متكاملا يقع في منطقة الغسولة بريف دمشق قرب مطار العاصمة، وجرى بناء 350 شقة من أصل 650 ومع الأراضي الإضافية المعدة للتطوير العقاري سيصل مجموعها إلى 3000 شقة.

ويضم مشروع الغسولة السكني جميع مرافق الحياة، من مشفى ومدرسة ومول تجاري وخدمات متعددة أخرى.

ويمتلك زبيدي استثمارا في مشروع "ماروتا سيتي" السكني في العاصمة دمشق، والقائم على مساحة 214 هكتارا، ويضم 186 برجا سكنيا بارتفاعات تتراوح بين 11 و22 طابقا، و33 محضرا استثماريا بارتفاعات تصل إلى 50 طابقا.

لكن المشروع الذي أعلن عنه عام 2017 لم يبصر النور بعد، بسبب وجود صراعات داخل تيارات النظام الاقتصادية عليه، إذ يمثل أكبر فرصة استثمارية بالعاصمة.

ومشاريع العاصمة الاستثمارية، تشرف عليها بشكل مباشر "أسماء" زوجة بشار الأسد، التي استطاعت عام 2020 أن تعيد هيكلة الاقتصاد السوري، وتجعله يدار من "القصر الجمهوري" بشكل أكثر دقة وصرامة.

وعام 2018 نجح زبيدي عبر شركته "إبداع للاستثمارات" في تنظيم حفل جانبي على هامش معرض دمشق الدولي في 9 سبتمبر/أيلول 2018.

وخلال الحفل، جمع رجال الأعمال ممثلين عن 27 دولة لم تقطع علاقاتها مع نظام الأسد على خلفية قمعه للثورة الشعبية التي تفجرت في مارس/آذار 2011.

وحينما نظم النظام السوري برعاية روسية مؤتمرا مزعوما لإعادة اللاجئين السوريين بدمشق، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، استغل المنظمون قاعة المؤتمر للترويج للمخطط التنظيمي الخاص بمشروع "غراند تاون" العقاري.

ترويج للأسد

وبدأ زبيدي منذ عام 2020 بدعم فعاليات وتجمعات شعبية في ريف دمشق، تمجد بشار الأسد، وتحيي ليالي دعما لانتخاب بشار الأسد لولاية جديدة.

وكان زبيدي يستغل تلك الفعاليات للترويج لمشاريعه العقارية، وخططه الاستثمارية، ويغدق الأموال على الفعاليات ويدعو لها شخصيات دينية واجتماعية.

وعمد في مايو 2021، إلى دعم فعاليات في العاصمة دمشق، لانتخاب بشار الأسد رئيسا، وقال وفق ما نقلت عنه وكالة "سانا" الرسمية: "إن إجراء الانتخابات بموعدها تأكيد للعالم بأن السوريين هم أصحاب القرار باختيار رئيسهم".

وأجرى بشار الأسد، انتخابات رئاسية في 26 مايو 2021، وأعلن فوزه المزعوم بـ 95.1 بالمئة من أصوات الناخبين، في مسرحية غير نزيهة رفضتها غالبية دول العالم، على الرغم من أن نصف الشعب وأكثر، بين نازح داخليا ولاجئ خارج الحدود.

وفي 11 أغسطس/آب 2021، أعلنت إدارة نادي الوحدة الرياضي السوري الشهير، عن تلقيها عرض رعاية بمبلغ يصل لأكثر من مليار ليرة سورية، من شركة "الحجاز للاستثمار" متمثلة بمالكها ورئيس مجلس إدارتها خالد زبيدي.

ويبلغ مجموع الدعم المالي الذي تنوي شركة "الحجاز" تقديمه للنادي نحو 350 ألف دولار أميركي.

وورد اسم خالد زبيدي على لائحة عقوبات لمجلس الاتحاد الأوروبي في يناير 2019، عندما وسع المجلس عقوباته المفروضة على شخصيات سورية وكان الشخص المذكور إحداها.

وحاول زبيدي إسقاط اسمه من قائمة العقوبات باللجوء إلى محكمة أوروبية، إلا أنها أصدرت حكمها في 8 يوليو 2020، برفض طلبه بسبب ثبوت اتهامه بدعم النظام السوري في الانتهاكات الإنسانية ضد المدنيين.

وحينها أعلن زبيدي أنه سيعمد إلى إقامة حفل في اليوم التالي، لإعلان الولاء لـ "بشار الأسد"، وعدم توقف أعماله ومغادرة سوريا كما طلبت منه المحكمة الأوروبية.

ووفقا لموقع "مع العدالة" السوري، فإن شركة "إبداع للاستثمارات" التي يملكها زبيدي حصلت على قروض بقيمة 687 مليون ليرة سورية من المصرف العقاري السوري مطلع عام 2011 وامتنع عن سداد هذا القرض، وهو رقم ضخم حيث كان يساوي الدولار الواحد 50 ليرة وقتها.

ويحرص زبيدي على توثيق صلاته بوزراء حكومة الأسد، وينظم لهم موائد عشاء في كثير من المناسبات والمعارض.

ويؤكد مختصون في الشأن الاقتصادي السوري، أن الدفع بزبيدي للواجهة من قبل بشار الأسد شخصيا، جاء عقب فراغ الساحة السورية من رجال الأعمال البارزين وخروجهم من البلد.

ويضيف هؤلاء لـ "الاستقلال" في حديث منفصل، أن الأسد كان بحاجة لرجال أعمال مغمورين وناشئين لملء فراغ القطاع العقاري خاصة داخل الأحياء المدمرة والتي هجر أهلها، حيث يعد زبيدي من بينهم.

وسيلعب زبيدي دورا في الترويج عبر "مجلس الأعمال السوري الجزائري" للاستثمار بسوريا وفتح آفاق مع رجال أعمال من بلدان عربية بغض النظر عن الموقف السياسي والعلاقة المباشرة مع نظام الأسد.