لواء مخابرات سوداني متقاعد لـ"الاستقلال": حمدوك فشل والإسلاميون عائدون

12

طباعة

مشاركة

اتهم لواء المخابرات السوداني المتقاعد الدكتور عيسى آدم أبكر، البعثة الأممية في السودان بالمساهمة بصورة كبيرة في توسيع هوة الخلاف بين أبناء البلاد لمنعهم من التوافق على مطالب وطنية. 

وأكد أبكر في حوار مع "الاستقلال"، أن معظم الأزمات في السودان اليوم مفتعلة وهناك من يخطط للاقتتال الأهلي بإثارة النعرات القبلية، ومن ثم تمزيق وحدة البلاد إلى دويلات ضعيفة.

وأضاف أنه على القوى المدنية أن تكون جادة وتثبت مدى صحة ما أعلنه المكون العسكري مؤخرا من عزمه ترك العمل السياسي للمدنيين، عبر الاتفاق فيما بينها وتشكيل حكومة مدنية موحدة تستلم السلطة.

لكنه استبعد حدوث ذلك في ظل الخلافات الكبيرة بين الأحزاب وفشل قوى الحرية والتغيير شعبيا، لذا توقع أن يعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حكومة مدنية لمدة عام واحد، تكون لها مهام محددة، في مقدمتها الذهاب للانتخابات.

وفي هذا السياق، لفت أبكر إلى أن قوى الحرية والتغيير لا تريد الذهاب إلى انتخابات وتطالب بمد الفترة الانتقالية لإطالتها، لأنها تخشى الشعب، وحتى قادتها لا يستطيعون اليوم الدخول إلى المظاهرات لأنهم سيواجهون غضبا كبيرا من الشباب الذين خدعوهم.

وعن ملف التطبيع، أكد الوالي السوداني السابق أنه لم يعد هناك شيء هكذا في السودان حاليا، لأنه قضية مرفوضة شعبيا، لذا توقف كل المروجين للتطبيع عن الحديث عنه بما فيهم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وأبكر من مواليد جنوب نيالا بالسودان عام 1960، ودرس الهندسة وبدأ العمل في بداية حياته بالمخابرات الذي تدرج به حتى نال رتبة فريق عند تقاعده من الجهاز، كما يحمل درجة الدكتوراه في التخطيط الإستراتيجي، وقبل اختياره واليا على "جنوب كردفان" بين 2015 و2019 كان يشغل منصب وزير الإسكان والشؤون الهندسية بولاية جنوب دارفور.

انفراجة منتظرة

كيف ترى إطلاق الحوار الوطني من قبل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان؟

أعتقد أن رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان بعدما رأى التدهور السريع الذي تمر به البلاد خاصة منذ تولت قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الحكم، أطلق الحوار الوطني لحماية السودان من الخطر المحدق بها.

وأكد البرهان أنه إذا لم يتم التوافق بين السودانيين اليوم فإن البلاد ستضيع أمام نظر الجميع وتنزلق إلى منعطف خطير لا يتوقف عند الحروب الأهلية؛ ولكن كل شيء وارد إذا لم يمسك المسؤولون بزمام الأمور.

والدعوة للحوار بمثابة إلقاء الكرة أمام السياسيين والوطنيين للتوافق على سبيل لإنقاذ السودان من الانهيار والتمزق حال تواصل الفشل.

وسيسجل التاريخ لهؤلاء أنهم أضاعوا السودان، لذا فالحوار الوطني هام ومطلوب وبدأت بعض الأحزاب السياسية الجادة الانخراط فيه، ونأمل أن يخرج السودان من هذه الهوة التي سقط فيها.

ما حقيقة إعلان المكون العسكري اعتزال العمل السياسي وترك الساحة للمدنيين؟

بداية لا يمكن أن نحاكم الناس بنواياهم ونشكك فيها، والمعلن أن المكون العسكري تعامل بجدية وأعلن اعتزال العمل السياسي، ودعا المكونات المدنية للانخراط والتوافق على اختيار حكومة ورئيس مجلس وزراء.

فضلا عن تشكيل الهياكل المطلوبة بتفاصيلها، من مجلس تشريعي ومجلس أعلى للقضاء والنيابة، ومفوضية الانتخابات، ومفوضية مكافحة الفساد، وغيرها.

وهي مؤسسات ضرورية للعمل المدني وفي هذه الحال المكون العسكري لن يجد حجة للعودة إلى الساحة السياسية.

وحتى دول الترويكا (المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج) التي تزعم أنها تدعم السودان تعلن تأييدها لما طرحه البرهان.

وعلى القوى المدنية أن تكون جادة وتثبت صحة ما أعلنه المكون العسكري؛ إلا أن تحرك المكون المدني حتى الآن ضعيف وأسأل الله أن يستلم المدنيون زمام الأمور ويقوموا بواجبهم.

وإذا لم يلتزم العسكريون فساعتها يكون لكل مقام مقال.

ما الاستعدادات للخروج من المرحلة الانتقالية عبر الانتخابات لتسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة؟

ما أراه حتى الآن أنه لا هذه الأحزاب ولا القوى المدنية التي تتصدر المشهد قادرة على رفع تصور ملموس للمجلس العسكري أو مجلس السيادة لتجعله يفسح المجال تماما لحكومة مدنية.

وأتوقع أن يعلن الفريق البرهان حكومة مدنية خفيفة الظل لمدة عام واحد وتكون لها مهام محددة للفترة الانتقالية برئيس وزراء مدني.

تعد الانتخابات وتكمل قضية السلام، وتضع الدستور ومفوضية الانتخابات، ثم تعلن موعد انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل السودانيين لانتخاب من يمثلهم تمثيلا حقيقيا لكي يستقر السودان بعيدا عن ثنائية المكون المدني والمكون العسكري.

احتقان داخلي

كيف ترى استمرار المظاهرات في الخرطوم والمدن الرئيسة وسقوط ضحايا بين المحتجين؟

المظاهرات والعمل المدني الجماهيري حق المواطن للتعبير السلمي عن مطالبه وقناعاته، وقد تصاعدت وتيرة التظاهرات بعد إعلان بيان الفريق البرهان في 25 أكتوبر 2021 بإنهاء حكم الحرية والتغيير.

وأخذت منحى عنيفا بتخريب الممتلكات الخاصة والعامة وإغلاق الطرق الرئيسة وحرق الكاوتش وإلقاء الحجارة وغيرها من المظاهر السلبية التي جعلت المواطن ينصرف عنها.

حيث بات ضررها أكثر من نفعها وقد خبا بريقها ولم ينخرط فيها سوى عدد من الشباب المسيس وبعض المغرر بهم من السودانيين.

وهذه المظاهرات لا تقدم شيئا يذكر في التغيير المنشود، ولكن الجلوس والتوافق السياسي بين الأحزاب الفاعلة من مختلف التيارات هو المخرج الحقيقي الوحيد للسودان من هذه الأزمة.

البعض يقول إن الاقتتال الأهلي في الولايات وآخرها ولاية النيل الأزرق مفتعل.. فما رأيكم؟

بالتأكيد معظم الأزمات والمشاكل في السودان اليوم مفتعلة، والمواطن كان يعيش بشكل طبيعي، وكانت حاجاته الأساسية متوفرة.

وإن كان في آخر أيام الرئيس المعزول عمر البشير حدث بعض الخلل في هذه الأمور إلا أن السودانيين يتمنون العودة إلى ما كانوا عليه أيام البشير.

كما أن هناك من يخطط لهذا الاقتتال الأهلي المفتعل بإثارة فتنة النعرات القبلية، مثلما يخططون للتخريب من الخارج مع عملاء بالداخل يستهدفون تمزيق وحدة السودان إلى دويلات ضعيفة يمكن التهامها.

لأن السودان الموحد دولة كبيرة وغنية بمواردها ويراد نهب ثرواتها ممن لا يريدون للسودان الخير أبدا، ومن المعلوم أن سياسة شد الأطراف تهدف لزعزعة المركز وتشتيت النظام لإسقاطه.

ما تقسيمات  القبائل في السودان حيث ذكرت قبائل الهوسا فقط كضحايا لأعمال العنف؟

لا أستطيع في عجالة التحدث عن القبائل السودانية حيث إنه يوجد أكثر من 500 قبيلة في السودان تتعايش معا بسلام منذ مئات السنين ويتحدثون لهجات متنوعة.

لذا فإن إثارة النعرات القبلية نوع من التخلف يضر بالسودان كثيرا وأحيانا تتم الفتنة بين القبائل أو حتى داخل القبيلة الواحدة بين البطون المختلفة لكي يقتتلوا.

وتلك النعرات القبلية مدخل للمتربصين بالسودان من الخارج لتمزيقها؛ وإذا لم نفطن لهذه المشاكل ومعالجة الصراعات القبلية أولا بأول فالعاقبة ستكون وخيمة.

وفي ولاية النيل الأزرق يعيش أبناء قبيلة الهوسا والبردا والهمج معا منذ مئات السنين، ويتزاوجون من بعضهم البعض، ولا يمكن التفريق بين هذا هوساوي وهذا برداوي أو همجي.

فالجميع إخوة متعايشون ويجب ألا نسمح لمن يريد أن يتلاعب بوحدة قبائلنا وبلادنا بفعل ذلك.

العلمانيون والإسلاميون

ما مصير فريق عبدالله حمدوك وقوى الحرية والتغيير ومستقبلهم السياسي في ظل الواقع الراهن؟

حمدوك كان من أفشل رؤساء الحكومات التي شهدها السودان، والآن ليس له وجود في البلاد حيث فر بجلده بعدما فعل بالسودان الأفاعيل.

ومعظم ما يجري الآن هو من صنع حمدوك ومن أوفدوه من الخارج، ولا زالوا يخططون لضرب السودان حيث جاء بأجندة خطيرة نفذ بعضها بإدخال القوات الدولية بلادنا بطلب شخصي منه ومجلس السيادة وافق على مضض أملا في صلاح الحال.

والآن أصبحت توجد بعثة أممية في السودان تساهم بصورة كبيرة في توسيع هوة الخلاف بين أبنائه لمنعهم من التوافق على مطالب وطنية، وينتقون بعناية من يجلس معهم لتنفيذ خطتهم عبر مجموعة موالية للخارج ممن يدعمون هذه المؤامرة بالبلاد.

وقوى الحرية والتغيير وطنيون وموجودون بالسودان ولكنهم اعتمدوا على أحزاب هشة وضعيفة ولا شعبية لها.

وإن كان حزب الأمة من الأحزاب العريقة إلا أنه للأسف بعد وفاة زعيمه العملاق السياسي الإمام الصادق المهدي تفتت إلى أجزاء متناثرة.

وبالتالي الآن الأحزاب التي تشكل قوى الحرية والتغيير هي حزب البعث الذي دمر سوريا والعراق وتنظيمات هلامية دشنها الشيوعيون.

واليوم انكشفوا أمام الناس ولا تستطيع قوى الحرية والتغيير أن تظهر مرة أخرى بعد تجربتها الفاشلة في الحكم والتي لم يكونوا يحلمون بها.

وكانت أسوأ ثلاث سنوات في تاريخ السودان وبالتالي فليس لهم مستقبل سياسي.

ونحن نؤيد الدولة المدنية وندعو للذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة حتى يتم اختيار من يمثل الشعب السوداني بشكل حقيقي إلا أن الحرية والتغيير لا تريد الذهاب إلى انتخابات وتطالب بمد الفترة الانتقالية لإطالتها. 

لكن الله قيض البرهان ليعلن في 25 أكتوبر 2021 انتهاء فترة حكم هؤلاء وأخرجهم من الحكم ولكنهم باقون داخل السودان، وهؤلاء ليس لهم فعل قوي وسياسي.

حتى لجان المقاومة التي شكلوها من الشباب انكشفت أمامهم، ولا يستطيع قادة الحرية والتغيير اليوم الدخول إلى المظاهرات لأنهم سيواجهون غضبا كبيرا من هؤلاء الشباب الذين خدعوهم.

هل لا يزال الإسلاميون في السودان رقما صعبا؟ وما مستقبلهم السياسي في ظل التطورات الراهنة؟

بالتأكيد الإسلاميون لا زالوا رقما صعبا في السودان ومستقبلهم السياسي واعد، حيث إنهم الأكثر تنظيما والكتلة الأصلب في المجتمع حتى اليوم.

فالحركة الإسلامية بدأت نشاطها لدينا منذ عام 1946، وكانت انطلاقتها الحقيقية في عهد الرئيس جعفر نميري بعد التصالح مع الحركة عام 1977 حيث وافق على أن يخلي بينهم وبين الشعب السوداني لكي ينشروا دعوتهم وفكرتهم بحرية.

من هذا المنطلق استطاعوا العمل بالمدارس والجامعات والمؤسسات الجماهيرية والمنظمات الرائدة على مستوى إفريقيا والعالم، وكانت هذه الفترة غنية جدا بالنسبة لنشاط الإسلاميين بالسودان.

وكانت أقوى فترات العمل الإسلامي عام 1989 بعد ثورة الإنقاذ الوطني حيث استطاع الإسلاميون أن يحكمو السودان لمدة ثلاثة عقود، وهو ما أتاح لهم فرصة تطوير أسلوب عملهم وبناء مؤسساتهم.

حيث كانوا سياسيا يعملون باسم الجبهة الإسلامية؛ فأصبحوا يتعاملون باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والذي استوعبوا فيه كل مؤسسات المجتمع المدني من إدارات أهلية ومنظمات شبابية ونسوية وطرق صوفية.

وبعد انقلاب 2019 صحيح حدث انهيار تأثر الإسلاميون به بشكل كبير جدا؛ إلا أن الصف الإسلامي لا زال قويا متماسكا حيث لم يتأثر جسم الحركة الإسلامية، والقاعدة الشعبية موجودة رغم السطو على مؤسساتهم ومصادرتها.

وقبلوا بالأمر الواقع وارتضوا أن يكونوا معارضة مساندة للوضع القائم فصبروا هذه السنوات الثلاث، لكنهم اكتشفوا أن من يحكم السودان الآن كانوا إقصائيين وعدائيين.

وقرار البرهان في 25 أكتوبر 2021 كان ضربة لأعداء الإسلاميين، وبدأت الحركة الإسلامية الآن تعيد ترتيب صفوفها لمقبل الأيام.

وأقول بخبرتي في الساحة السياسية بالسودان أنه لا يوجد حزب يستطيع منافسة الإسلاميين في الشارع السوداني، وسكونهم في الفترة الماضية كان بتوجيهات من القيادة ليس أكثر.

لذلك الأحزاب اليسارية والعلمانيون يخافون من الانتخابات وحتى أن أعضاء البعثة الأممية يقولون إن الانتخابات ستأتي مرة أخرى بالإسلاميين. 

لكن على الإسلاميين أن يراجعوا أنفسهم وتجربتهم حيث إنهم أخفقوا كثيرا مثلما نجحوا كثيرا، ودون مراجعات ومحاسبة للنفس وتقيم تجربتهم سيكون ذلك وبالا عليهم وعلى الشعب السوداني.

ملفات إقليمية

كيف ترى النزاع الحدودي حول مدينة الفشقة والاشتباكات بين القوات السودانية والإثيوبية؟

النزاع الحدودي بين البلدين قديم، لكن العلاقة الودية التي تربطهما واللجان الحدودية المشكلة من الدولتين لحل أية مشاكل كانت كافية.

ومعروف أن مدينة الفشقة سودانية 100 بالمئة بالخرائط التاريخية الموجودة، والإثيوبيون أنفسهم يعلمون ذلك جيدا.

وفي فترة من الفترات أعطت الحكومة السودانية الإثيوبيين مليوني فدان من أراضيها الخصبة لزراعتها والعيش منها؛ لأن إثيوبيا ليس لديها أراض زراعية خصبة مثل السودان.

وعندما شعرت السودان أن هناك مخططا إثيوبيا للاستيلاء على هذه الأراضي السودانية الخصبة، كشر الجيش السوداني عن أنيابه واستعاد أراضي الفشقة الكبرى والصغرى في عمليات عسكرية مشهودة دون أن يتعدى على أراضي إثيوبيا.

وأرى الآن في آخر مؤتمر للهيئة الحكومية الدولية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد" أن هناك بوادر جيدة للتفاهم بين البرهان ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد لعلها تهدئ الموقف بين البلدين.

ما واقع ومستقبل العلاقات السودانية التركية؟

العلاقات السودانية التركية متميزة في كل الحقب التي مرت بالسودان ولم تعترها أي مشكلات، ولكن في ظل حكومة الإنقاذ تطورت العلاقات بشكل كبير وتوسعت في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية.

كما أن تركيا لديها إرث كبير في السودان من خلال الحكم العثماني وهذه العلاقات مبنية على ذلك الماضي، والآن الحكومة الحالية واصلت العلاقات مع أنقرة وإن كان بصورة أقل مما كان أيام البشير.

حيث إن بعض المجموعة الحالية يعتقد أن النظام التركي يدعم الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني ولذلك العلاقات ضعيفة نوعا ما.

وأرى أن تركيا هي أكبر دولة إسلامية تقف مع قضايا الأمة الإسلامية ومع قضايا المستضعفين في الأرض، رضي من رضي وأبى من أبى، فهي لا تقبل أسلوب عمل الصهاينة رغم علاقاتهم مع إسرائيل، وتركيا لها وضع خاص في قلوب السودانيين.

قضية التطبيع مع الصهاينة بالسودان إلى أين وصلت؟ وما موقف الشعب السوداني منها؟

قضية التطبيع مع إسرائيل لم تصل إلى أي نتيجة مرجوة، ويمكن القول إن هناك علاقات بين الكيان الصهيوني والسودان لأغراض سياسية.

بدأها البرهان في أوغندا، عندما جاء جديدا للحكم وهو مضغوط، وظن أن علاقته مع إسرائيل وأميركا ستفتح له الأبواب وستنهمر عليه الأموال والرخاء لحل مشاكل السودان؛ ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق.

وكل الخطوات نحو التطبيع باءت بالفشل الذريع، فالشعب السوداني لا يقبل بالتطبيع مع الصهاينة، ويكرههم بصورة كبيرة.

والبرهان علم ذلك واكتشف أن إسرائيل لا يمكنها مساعدة السودان ولا أي دولة غيرها بالمنطقة ولا يرجى منها ولا من اليهود منفعة، وأنها دولة انتهازية تعتمد على السطو على حقوق الآخرين واستغلالهم.

لذلك جمد مظاهر التطبيع، كما حاول حمدوك وغيره تمريره ولكن العقبة الكؤود كانت رفض الشعب السوداني، ولم يعد أحد يتحدث في هذا الأمر.

حيث موقف الشعب السوداني العدائي للصهاينة مسألة عقيدة راسخة لا تتزحزح؛ بأن الصهاينة مغتصبون لدولة فلسطين ولا يمكن القبول بهم مطلقا.

فضلا عن أن الشعب السوداني مثل الشعب المصري رغم أن السادات طبع مع الصهاينة منذ 1979 إلا أن الشعب المصري حتى اليوم رافض التطبيع ويعادي الصهاينة.

فالحكام يحاولون ولكن يواجهون بالصد الشعبي القوي الذي يرفض الكيان الصهيوني، واليوم في السودان لم يعد هناك من يرفع صوته بالتطبيع لكونها قضية مرفوضة شعبيا، وتوقف كل المروجين للتطبيع.