"احترم عمامتك".. رد أردني على انتقادات وزير الأوقاف تحفيظ القرآن للأطفال

12

طباعة

مشاركة

أثار وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة غضبا على مواقع التواصل إثر استنكاره توجيه الأهالي أبناءهم في سن خمس سنوات إلى دور تحفيظ القرآن الكريم بدلا من الحضانة، لدرجة أن طالب ناشطون بإقالته من منصبه.

وزير الأوقاف تساءل خلال لقاء تلفزيوني في 19 يونيو/حزيران: "هل يعقل تعليم القرآن لطفل عمره 5 سنوات في وقت يجب أن يكون الطفل في هذا الوقت يتعلم في الروضة؟"، فرد عليه المذيع أنها قد تكون رغبة أهله.

فأجاب الوزير: "أنا كجهة رقابية واجبي أن أمنع ذلك استنادا إلى قانون التعليم والجمعيات، واستنادا إلى واجبي الديني والشرعي قبل كل شيء".

ما قاله الوزير، دفع ناشطين لاتهام وزارة الأوقاف عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #وزير_الأوقاف، بمحاربة دور تحفيظ القرآن الكريم عبر القرارات التي يمهد لإقرارها وزيرها المسيس، لافتين إلى أن الأردن يجري اختراقه بطريقة رسمية متدرجة. 

وأكدوا أن من الواجب الشرعي على كل مسلم الانتصار لدينه ورفض تصريحات وزير الأوقاف ومناهضتها في مهدها خشية أن يحولها إلى قرارات رسمية استغلالا لمنصبه الرسمي في هرم السلطة، محذرين من أن تلك السياسات تهدف إلى تجهيل الجيل وإبعاده عن الدين.

واستنكر ناشطون محاولة تشويه القرآن والترويج إلى أنه يتعارض مع مراحل التعليم الأساسية التي وضعتها الدولة، مؤكدين أن هذه أفكار غربية خبيثة مسمومة؛ ومن المؤسف أن يؤيدها ويروج لها وزير الأوقاف بدلا من رفضها، وبيان خطئها، وفسادها، وتصحيحها.

وأعربوا عن غضبهم من أن دور وزارة الأوقاف أصبح مخالفة الدين ويدل على جهل عميق فيه وفي النفس والعقل.

تمهيد للإغلاق

وربط ناشطون بين تصريحات وزير الأوقاف وما تهدف له من التضييق على جميعة المحافظة على القرآن الكريم التي تعمل داخل المملكة الأردنية منذ 30 عاما، وتدير 1050 مركزا قرآنيا موزعة على مناطق المملكة، وتضم 163 ناديا لتحفيظ وتدريس القرآن الكريم للأطفال.

ويشار إلى أن وزارة الأوقاف الأردنية أصدرت في مارس/آذار 2022، تعليمات جديدة لتنظيم عمل أندية الطفل القرآني، عدها مراقبون تمهيدا لإغلاق الأندية وليس تعديل عملها.

وطالبت على إثرها "جمعية المحافظة على القرآن الكريم"، بتعديل الشروط المحددة لأندية "الطفل القرآني"، لأنها بصيغتها الحالية تعد "تضييقا على عمل الأندية وتؤدي لإغلاقها"، وفق وصف القائمين عليها.

وبدوره، اختصر الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، القصة، كاشفا عن وجود قرار بإغلاق جمعية المحافظة على القرآن الكريم، يجري تطبيقه بالتدريج. وأضاف: "وزير الأوقاف خير له أن يحترم عمامته ويصمت".

وأكد الناشط السياسي خالد الجهني، أن هناك حربا على القرآن الكريم واستهدافا لكل جهة لتعليمه، محذرا من أن هذه معركة أمة وليست فرد أو جهة.

وأوضح الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، أن تضييق الحكومة الأردنية على "جمعية المحافظة على القرآن" قرار محكوم بغريزة الخوف من استفادة التيارات الإسلامية من مدارس القرآن، وهي غريزة تحركها دول مهووسة في المنطقة بهذه التيارات.

وأضاف أن الرد على الحملة هو حراك مدني مؤثر يحفظ لأولادنا حقهم بتعلم القرآن.

وتماشيا مع الحديث عن حراك مدني، أطلق الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي، حملة مليونية لتسجيل مليون طفل في مراكز تحفيظ القرآن الكريم ردا على تصريحات وزير الأوقاف.

تحدي القرار

ولم يكتف ناشطون باستنكار تصريحات الوزير وإطلاق الحملات المليونية وتشجيعها، بل أعلنوا في تحد واضح لتصريحاته فتح بيوتهم وتحويلها لدور تحفيظ للقرآن الكريم، داعين الجميع للمحافظة على تعليم أبنائهم القرآن وتعاليمه وأصول دينهم وجعله أولوية.

الباحث سلطان العجلوني، أعلن استعداده لفتح بيته لأطفال الحي ليتعلموا كتاب الله فيه، حال استمرت وزارة الأوقاف في محاربة دور القرآن، وفق قوله.

وقال أنس حراحشة: "إذا أوقفتم جمعية المحافظة على القرآن وحاربتموها سنقيمها في بيوتنا ولن نحيا نحن ولا أطفالنا بلا قرآن".

ونصح أحد المغردين، بالمواظبة على حلقات تعليم القرآن في البيوت واصطحاب الأطفال إلى المساجد وتعليمهم الأحاديث والسنة، لافتا إلى أن المدارس والمناهج أصبحت بيئة سيئة للتعليم لكن مراكز القرآن والمساجد عليها إقبال كبير.

وقال الكاتب إبراهيم أبو عواد، إن وزير الأوقاف، من وعاظ الحكومة، ومستواه العلمي ضعيف، وليس لديه إنتاج علمي ولا فقهي ولا فكري، كما أنه شخص مهزوز، خاضع للتعليمات الأمنية، وتجب إقالته فورا، لأنه شوه سمعة الأردن داخليا وخارجيا.

ورأى الإعلامي رضا ياسين، أن وزير الأوقاف لا يصلح لهذا المنصب لأن فضائحه متتالية في ملف الأقصى ودور القرآن ولديه ضعف بالأداء الإعلامي يؤدي لتشويه صورة الأوقاف والمخفي أعظم، مؤكدا أن هذه النتيجة الطبيعية لوزراء حكومة لا يختارها الشعب.

وحذر الكاتب والباحث أحمد العمري، من أن الأردن يسير على نهج واحد مع #مصر؛ هو أقبح من العلمانية وأقرب إلى الإلحاد باسم الحقوقية المعدومة، وفق تقديره.

مغالطات الخلايلة

وأعرب ناشطون عن رفضهم لما قاله الخلايلة، وحذروه من تبعاته وكشفوا عن مغالطاته لما أثبتته الدراسات والأبحاث العلمية بشأن فوائد وفضائل تعليم القرآن الكريم في سن مبكر، وذكروه بآخرته وعدم جدوى اتباع أهواء السلطة والسير في فلكها. 

ووجهت الأكاديمية التربوية فاطمة الوحش، حديثها لوزير الأوقاف، قائلة: "ألا تعلم يا هذا أن أصل التعلم يكون في هذه المرحلة، وأن تعلم القرآن يجعل الطفل أكثر قدرة لغوية ويقوي لديه المخلية التعبيرية الإبداعية والفصاحة اللغوية والقدرة البرهانية!.. من أنت؟".

ووجه محمد بعبيدات، خطابا إلى محمد الخلايلة قائلا: "سعيك للتضييق على جمعية حفظ القرآن الكريم هو دمار أجيال ستنشأ على أفكار علمانية تزيد من شرخ الأمة وضياعها وهدم ما تبقى من قيمها وعقيدتها، ورب السماء إنك تخوض حربا ضد كتاب الله وكلامه".

وتهكم محمد أبو سند على تصريحات الخلايلة، قائلا: "خلي شوية شغل للشيطان الرجيم معالي الوزير بلاش تداخل تخصصات وفساد إداري".

وكتب محمد العايد: "سيخرج معالي د. محمد الخلايلة من وزارته، وسيكتشف لاحقا أن حربه على جمعية المحافظة على القرآن الكريم خاسرة.. وسيكتشف أن القرآن لا يحارب وأن كل الذين حاربوه خسروا وبقي هو منارة تدل التائهين، وتهدي الحائرين، فالمناصب والأموال تفنى ونور الله باق رغم أنوف كل الذين يحاولون إطفاءه."