بعد إفشال تشكيل الحكومة.. هكذا تحاول أحزاب موالية لإيران تقسيم سنة العراق

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

قال موقع أميركي، إن "الأحزاب المرتبطة بإيران في العراق، تعوّل على الدعم المتصور والفعلي للقادة السنة الذين تم نبذهم من قبل، لتقسيم خصومهم السياسيين، رغم المخاطر الكامنة في هذا التوجه".

وأشار موقع "المونيتور" إلى أنه "بعد سلسلة من الاجتماعات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحلفائهم الشيعة والسنة في أربيل من أجل تشكيل حكومة أغلبية، يخطط وفد رفيع المستوى من إطار التنسيق المرتبط بإيران والمعارض لمشروع حكومة الأغلبية، لزيارة كردستان عاصمة الإقليم خلال الأيام المقبلة؛ للتحدث إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني".

ورأى المونيتور أن "هذا يحدث بعد أن بدا أن المحاولات المزعومة لتقسيم المكون السني في التحالف المنافس، قد باءت بالفشل".

هارب من العدالة

وذكر الموقع أن "البعض كان يأمل في أن يؤدي دعم شيخ معروف منذ فترة طويلة لكونه مصدر العديد من المشاكل إلى تقليل قوة السياسي الشاب (رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي) من نفس المحافظة الذي يشغل حاليا أعلى منصب يمكن أن يطمح إليه سني في البلاد".

وعندما بدأ "تنظيم الدولة" في السيطرة على أجزاء من العراق في عام 2014، لجأ الشيخ علي حاتم سليمان من قبيلة الدليم الكبيرة إلى مقر سكناه في عاصمة إقليم كردستان".

وقالت مصادر لـ"المونيتور" عام 2021، إن "بطل" صحوة الأنبار السابق قضى في السنوات المتعاقبة وقتا طويلا هنا، وكذلك في الخارج، رغم ما قيل بأنه سافر إلى بغداد في بعض الأحيان".

وكان سليمان معروفا بـ"الهارب من العدالة" بعد دعمه الاحتجاجات والأنشطة المناهضة للحكومة التي تضمنت تمردا مسلحا عام 2014، يرى كثيرون أنه السبب الرئيس وراء تمكن "تنظيم الدولة" من السيطرة على أجزاء من العراق وإحداث الكثير من الدمار في كل من محافظته وبقية المناطق في البلاد.

وفي عام 2014، ذكرت وكالة "رويترز" البريطانية، أن سليمان "تحدث عن خططه لتنفيذ كمائن ضد القوات الخاصة العراقية، والتي قال إنها قتلت أكثر من 100 جندي".

وأضافت أنه "وصف كيف اجتمع مقاتلو تنظيم الدولة ومتمردوه السنة، بشكل تدريجي، ضد حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الذي كان سليمان قد تعاون معه في السابق".

وخاض العراق حربا طاحنة ضد "تنظيم الدولة" خلفت آلاف القتلى بين 2014 وديسمبر/كانون الأول 2017، عندما أعلن رسميا انتصاره داخل حدوده على "التنظيم الإرهابي الدولي".

ومع ذلك، تواصل الخلايا شن هجمات في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"المونيتور"، أن هجمات "تنظيم الدولة" قتلت أكثر من 10 أشخاص خلال الأسبوعين الماضيين في محافظة الأنبار، الواقعة أقصى غرب العراق، حيث يوجد أكبر اتحاد عشائري يقوده "سليمان دليم".

شخصيتان مختلفتان

والأنبار هي أيضا موطن رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، أصغر شخص يتولى هذا المنصب على الإطلاق، وهو أيضا من قبيلة أصغر بكثير من قبيلة سليمان.

وقال المونيتور إن "الصور العامة للرجلين من نفس المقاطعة مختلفة بشكل صارخ".

ويظهر الحلبوسي في الغالب ببدلات العمل وشعره المنزلق إلى الخلف، أو في الجينز وغيره من الملابس "الغربية"، كما لا ترتدي زوجته الحجاب، أما سليمان فيظهر دائما تقريبا بالثوب التقليدي وغطاء الرأس.

ويرى البعض في دعم الحلبوسي بالأنبار "علامة على ضعف هياكل السلطة القائمة على القبيلة".

وأفاد الموقع بأن "السنة العراقيون قالوا على مر السنين إن الرئيس الراحل صدام حسين، رغم أخطائه، عزز التوق إلى دولة قوية، وبالتالي فإن القبلية تميل إلى أن تكون أقوى بين السكان الشيعة في الجنوب من السكان السنة في الغرب".

ومع ذلك، فمن البديهي أن المدينتين الرئيستين في شرق الأنبار - الفلوجة والرمادي - الأولى هي المكان الذي يسيطر فيه الدين، والثانية هي مكان سيطرة القبائل.

وينحدر الحلبوسي في الأصل من الكرمة (أو الكرمة) قرب الفلوجة، بينما ولد سليمان في بغداد، ولكن لسنوات عديدة كان له نفوذ على شبكات عشائر الدليم الواسعة المتمركزة في الرمادي.

ويبدو أن الحلبوسي أثبت أن لديه الخبرة في القيام بالمهمة منذ أن تولى المنصب في سبتمبر/أيلول 2018.

وفي يناير/كانون الثاني 2022، أعيد انتخابه لهذا المنصب، في حين لم تتمكن البلاد من اتخاذ قرار بشأن رئيس أو رئيس وزراء أكثر من ستة أشهر بعد تصويت 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

كما أفاد موقع "المونيتور" بأنه "بعد تلك الانتخابات، يبدو أن الطائفة السنية صوتت بشكل كبير لحزب الحلبوسي".

ويُعتقد أن العراق يضم حوالي 60 بالمئة من العرب الشيعة مع مجتمعات عربية سنية وكردية وأقليات أخرى.

مواقف متضاربة

وكانت الأحزاب المرتبطة بإيران تكافح في الأسابيع الأخيرة لتقسيم تحالف متنوع وتعاوني إلى حد كبير، يضم تحالف الحلبوسي السني (اسمه السيادة) وأكبر حزب كردي في البلاد (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، وحركة تحت قيادة رجل الدين الشيعي الشعبي، مقتدى الصدر.

ويُنظر على نطاق واسع إلى الدعم الواضح لعودة سليمان التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة كجزء من هذه الجهود، ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن تنجح هذه المحاولة.

وفي عام 2018، عندما كان محافظا للأنبار، قبل فترة وجيزة من تعيينه رئيسا للبرلمان، قال الحلبوسي إنه "يجب أن تكون هناك حياة طبيعية، مع وجود أسلحة تحت سيطرة الدولة والشرطة على الأرض، والجيش في القواعد وليس في نقاط تفتيش".

ومع ذلك، يريد سليمان المزيد من الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة المحلية، على غرار الطريقة التي ساعد بها ورفاقه في السلاح في هزيمة تنظيم "القاعدة" في الأنبار منذ أكثر من عقد.

ويتناسب هذا الموقف بشكل جيد مع مطالب المليشيات المرتبطة بإيران بالسماح لمقاتليها بالاحتفاظ بالسلاح ونقاط التفتيش، يقول الموقع الأميركي.

وفي مقابلة عام 2007 مع إحدى الصحف الأميركية، قال سليمان إن "الجماعات الشيعية في الجزء الجنوبي من البلاد طلبت معلومات حول كيفية تشكيل مجموعات (الصحوة) بمفردها". 

وفي مقابلة عام 2014 مع شبكة الإعلام الكردية "روداو"، زعم سليمان أن "القبائل المسلحة يمكنها بسهولة طرد تنظيم الدولة، لكن المالكي يجب أن يترك منصبه أولا".

ولم يحدث ذلك، ورغم تنحي المالكي عن منصبه كرئيس للوزراء في أغسطس/آب 2014 ، فقد تلقى مقاتلو العشائر في الأنبار، المساعدة من كل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والجماعات المسلحة المدعومة من إيران المتهمين بارتكاب العديد من الانتهاكات ضدهم.

ولا يزال آلاف الرجال من الأنبار في عداد المفقودين، ويفترض أن العديد منهم لقوا حتفهم، كما أن بعض الأراضي لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران "لأسباب أمنية".

وردت مصادر في غرب الأنبار من مقاتلين عشائر من كل من اتحاد عشائر الدليم وغيرهم بغضب على فكرة أن سليمان قد يعود إلى تولي أي دور قيادي مشابه للدور القيادي بين السنة في الأنبار.

وقال أحد سكان أربيل لـ"المونيتور" إنه "سبب المشاكل التي ما زلنا نتعامل معها في الأنبار.. ببساطة لا توجد طريقة يمكن أن يحدث فيها ذلك على الإطلاق".