"سيف القدس" مستمرة.. كيف فرضت حماس خطوطا حمراء على إسرائيل؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

رأى موقع عبري أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أصبحت طرفا إقليميا مهما يمكن أن يزعزع استقرار إسرائيل، ويفرض "خطوطا حمراء" عليها.

وأشِار موقع "نيوز ون" العبري إلى أن حماس أطلقت عدة صواريخ على مستوطنات الغلاف وأخرى تجريبية في البحر، بعد مرور عام تقريبا على عملية "حارس الأسوار"، الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وجاء ذلك بعد حوالي ستة أشهر من الهدوء على حدود قطاع غزة، قدمت خلالها إسرائيل مساعدات اقتصادية وإنسانية.

"غزة - القدس"

جاء هذا التصعيد على خلفية الأحداث في الحرم القدسي، وفي أعقاب موجة الاعتداءات الفدائية في المدن المحتلة، واجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية.

وهددت حماس بالرد على إسرائيل إذا واصل الجيش اقتحام مخيم جنين للاجئين، وفق ما قال الموقع.

ويرى الموقع أن حماس تركت نشطاءها يثيرون الاضطرابات عند باب نابلس في القدس، وأجبر المستوى السياسي في إسرائيل على منع "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة في القدس كي لا تتدهور الأوضاع نحو مواجهة جديدة مع غزة.

ولفت الموقع العبري إلى أنه بعد الصورة والمعادلة التي رسمتها حماس العام 2021 عندما أطلقت الصواريخ على المدينة المقدسة بعد مسيرة الأعلام، فإنها تخبر إسرائيل في الواقع أنها تحافظ على معادلة "غزة - القدس".

أما في الأردن ومصر، فقد عصر أصحاب القرار الليمون حتى آخر قطرة وتمتعوا بالتودد من قبل عدد من الجهات العربية والدولية إلى إسرائيل ليحافظوا على الهدوء خلال شهر رمضان.

وأشار المحلل الأمني الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" إلى أن حماس نجحت في فرض "خطوط حمراء" جديدة على إسرائيل مع الاستفادة من الضعف السياسي لحكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

 فتلك الحكومة معلقة بين السماء والأرض، وفي الواقع فإن استمرار وجودها يعتمد على حزب "راعم" (القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس).

ويرى المحلل ابن مناحيم أن حماس واثقة من أن هذا الاعتماد السياسي للتحالف الحكومي على حزب راعم وغيره، يشجعها على تنفيذ "أعمال ونشاطات مؤلمة"، مبينا أن حكومة بينيت تريد أن يمر شهر رمضان دون مواجهة عسكرية في قطاع غزة.

وأشار المحلل الأمني إلى أنه نجح رهان حماس ولكن حكومة بينيت تفضل المواجهة المباشرة هي وناشطو اليمين وعضو الكنيست "إيتمار بن غفير".

نقطة قوة

وبذلك، فقد وجدت حماس نقطة قوة شجعتها أكثر على إطلاق الصواريخ على إسرائيل دون خوف من رد إسرائيلي قوي.

كما نجحت حماس مرة أخرى في تحقيق التلاحم الشعبي بين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والقطاع العربي في الداخل المحتل عام 1948.

 وبين الموقع أن نشاطات كل من الرئيس الإسرائيلي "يتسحاك هرتسوغ"، ووزير الجيش الإسرائيلي "بيني غانتس" ووزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد" والاتصالات المتواصلة مع العاهل الأردني الملك عبدالله قبل رمضان عززت موقف حماس.

ويرى المحلل الإسرائيلي بن مناحيم أنه حتى لو مر "عيد الفصح" اليهودي بهدوء نسبي، فإن الأسابيع القادمة لا تبشر باستمراره.

وأردف: "هناك عدد من الأحداث الأخرى المتوقّعة والتواريخ التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد، ولا تزال هناك تنبيهات استخباراتية حول نية الناشطين الفلسطينيين تنفيذ عمليات فدائية".

وبين المحلل أن هناك خوف من اشتباكات في القدس خاصة خلال "ليلة القدر" وعيد الفطر، وهناك أحداث أخرى تلوح في الأفق: منها ذكرى النكبة الفلسطينية والحرب على غزة في مايو/أيار.

ولفت بن مناحيم إلى أن الضغط المصري على حماس في قطاع غزة لم ينجح إلا بشكل مؤقت، فالحركة تراهن على أن حكومة بينيت تريد قضاء شهر رمضان بسلام ولن تطلق عملية "حارس الأسوار 2".

وحماس تراهن على أنه على الرغم من التصعيد، فإن مصر ستستمر في إعادة تأهيل وترميم قطاع غزة من أضرار الحرب الأخيرة وأن إسرائيل لن تجرؤ على إلغاء دخول 20 ألف عامل من غزة، وسلسلة أخرى من التنازلات التي جرت في الأشهر الستة الماضية.

وصرح الناطق باسم حماس "حازم قاسم" أن "حماس انتصرت" وأن هجوم الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يعزز المقاومة لمواصلة النضال والحفاظ على المقدسات مهما كان الثمن.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس "عزت الرشق" إن المعادلات التي فرضتها الحركة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة "سيف القدس" لا رجوع عنها.

وخلص ابن مناحيم في نهاية مقالته إلى القول: "الوضع الأمني ​​هش وخطير، ولم تستخلص حكومة بينيت الدروس اللازمة من عملية حارس الأسوار ولم تكن مستعدة بشكل صحيح للتعامل مع هذه الموجة في رمضان".