قرار أميركي وتصويت باكستاني.. هكذا فسر ناشطون سحب الثقة من عمران خان

12

طباعة

مشاركة

بعد أيام من صمود رئيس وزراء باكستان عمران خان بين فكي المعارضة والجيش والقضاء والدولة العميقة، صوتت أغلبية أعضاء البرلمان في 9 أبريل/نيسان 2022 لصالح حجب الثقة عن حكومته، في أول تصويت ناجح لسحب الثقة عن رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.

وتمكنت المعارضة من الحصول على 174 صوتا من أصل 342 مقعدا في البرلمان، لصالح سحب الثقة عن حكومة خان، في عملية اقتراع على مقترح قدمته المعارضة في 8 مارس/آذار 2022.

وبذلك ستتمكن المعارضة، المكونة من طيف سياسي كبير من الأحزاب الاشتراكية والليبرالية والدينية، من تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة أحد زعماء حزبي "الشعب الباكستاني" أو "الرابطة الإسلامية الباكستانية".

سحب الثقة أثار غضب ناشطين على "تويتر"، ودفعهم للحديث عن دور أميركي لإسقاط خان، وذلك بعدما اتهم في خطاب وجهه إلى شعبه في 8 أبريل 2022، الولايات المتحدة بتدبير مؤامرة للإطاحة به، مؤكدا أنه لن يقبل حكومة "مستوردة" في البلاد.

الناشطون أشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #عمران_خان، وتعليقاتهم على المواقع الإخبارية التي نشرت خبر تمكن البرلمان من سحب الثقة عن خان، إلى أن الإطاحة برئيس وزراء باكستان نتيجة لرفضه أن يكون تابعا للغرب وأميركا في قراراته.

وعددوا الأسباب التي دفعت واشنطن لإيعاز المعارضة الباكستانية لإسقاط خان، منها عناده حول قضايا عدة أبرزها تحالفه مع الصين عبر "الحزام والطريق الواحد" وصولا لميناء جوادر على بحر العرب، ورفضه إدانة حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

وحث ناشطون الشعب الباكستاني للتصدي لعزل رئيس وزرائهم الشرعي المنتخب والانتفاضة للتمسك بالشرعية وإعلان ثقتهم فيه، فيما رأى فريق أن الشارع غير قادر على تغيير المعادلة لأن المعارضة وأذرعها بإمكانهم قمعه نظرا لحمايتهم من الغرب.

وأشاروا إلى أن زعامات بعض الأحزاب التي يجب أن يتحرر الشعب من ترهاتهم ومصالحهم الذاتية التي يقدمونها على الوطن والمواطن، كانت تتربص برئيس الوزراء بدعم أميركي، حتى تمكنت من إخراجه من السلطة عقابا له على خروجه عن طاعة الإدارة الأميركية.

وبشر ناشطون بأن خان سيعود للسلطة قويا ومعه الشعب، وسيكون هذا "آخر مسمار يدق في نعش الهيمنة الأميركية" في باكستان، متوقعين ألا تمر قضية إسقاطه بالسهولة التي يظنها البعض، وأن الشعب "سيقول كلمته وسينتصر".

دور أميركي

وأعرب ناشطون عن أسفهم من نجاح واشنطن في الانقلاب الذي روجت له ودعمته ضد حكومة خان، مذكرين بمواقف له أزعجت أميركا ودفعتها لإسقاطه ومحاربته من خلال المعارضة، أبرزها قوله إنه "لن يركع أمام أحد ولن يسمح لشعبه بالركوع أمام أحد".

الكاتب الصحفي، أحمد الحسين، قال إن "إدارة بايدن نجحت في الانقلاب على عمران‌ خان في باكستان"، وعدها "سقوطا مدويا للشعب"، متسائلا: "هل سيخرج الشعب الباكستاني في مظاهرات مليونية لإرجاع الشرعية أم سيصمت؟".

وكتب المغرد، أحمد راشد السحوتي المنصوري: "بالأمس تم إسقاط حكومة خان وهذا مصير من يخالف أميركا، وحال أغلب الدول العربية هكذا.. ما هي إلا مستعمرات على شكل دول تتحكم برؤسائها ومن يحيد منهم عن أوامرها يتم عزله في وضح النهار وعلى المكشوف". واختصر الإعلامي، حسين مرتضى، ما حدث بأنه "صراع ما بين أميركا والشرفاء في باكستان".

أسباب إسقاطه

وبرز حديث ناشطين عن الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسقاط خان والتآمر عليه.

المترجم أحمد الباكستاني، أكد أن من أهم الأسباب وراء تقديم حجب الثقة ضد خان أنه لو استمر في الحكم سيتمكن من تعيين رئيس الجيش الجديد في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ويفضل رئيس الوزراء الفريق فيض حميد وهو رجل موثوق به، وهذا مما لا يحبه الأميركان لأن حميد لعب دورا بارزا في سقوط حكومة أفغانية عميلة".

ورأى المغرد أحمد، أن حكومة بايدن أسقطت خان بسبب رفضه قطع العلاقات مع روسيا ووقف استيراد الغاز والنفط والقمح الروسي بينما إدارة بايدن لم تقل كلمة واحدة تجاه الهند في وقف تعاملهم مع الروس ووقف صفقة صواريخ الإس-400، مضيفا أن "أميركا تخسر باكستان وأفغانستان لصالح الصين". وأشار أبو راكان البريكي، إلى أن "عمران خان رجل رفض الانصياع لأوامر بايدن لذلك حركوا عليه أذنابهم في الداخل لعزله"، داعيا له الله بأن ينصره عليهم. وقال أحد المغردين: "وسقط عمران خان بسبب زيارته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقابا له من بايدن".

مواقف خان

وتحدث ناشطون عن مواقف خان الداعمة لقضايا الإسلام والمسلمين، وسياسته ووطنيته، داعين الشعب الباكستاني للانتفاض ضد قرار سحب الثقة منه.

الإعلامي جابر الحرمي، قال إن "خان الذي أطاح به برلمان باكستان، يحسب له أنه دافع عن القضية الفلسطينية والقدس وكشمير من على المنابر الدولية، ورفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي رغم محاولات دول إقليمية دفعه نحو ذلك، ورفض أن يكون تابعا للغرب وأميركا في كثير من قراراته، ولذلك دفع ثمن هذه المواقف".

وأشار الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، إلى أن "خان لم يرضخ لضغوطات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ولم يطبع"، مؤكدا أن "التاريخ سيسجل ذلك". وأقسم الناشط، يحيى محمد الكحلاني، بأن "باكستان لن ترى الخير بعد خان"، داعيا الشعب لأن يتنبه للمؤامرة المدبرة له ويخرج ليقول كلمته ويدافع عن سيادته وكرامته واستقلاله، وإلا سيدفعون ضريبة باهظة من الدماء والأموال. وخاطب أحد المغردين، خان قائلا: "ستبقى الرجل الأقوى في التاريخ والأكثر وطنية وسيكتشف الشعب أن المعارضة باعت باكستان واستقلالية قراراتها مقابل رشوة زهيدة".

خيانات المعارضة

وأكد ناشطون أن أميركا تمكنت من إسقاط خان عبر الخيانة وشراء الذمم، واختراق الخارج وأنانية الداخل التي أعاقت مسيرة خان.

الإعلامي وضاح خنفر، نقل عن الصحفي البريطاني بيتر اوبورن، قوله في مقال له في صحيفة ميدل إيست أي، إن "عمران خان رجل مستقيم حاول أن يجتث الفساد، ويريد باكستان قوية ومستقلة في قرارها، وهذا ما لا ينسجم مع الواقع الحزبي الباكستاني ولا مع أميركا التي تريد باكستان دولة تابعة لها".

واتهم الحربي حسين، مجلس النواب وأعضاء المحكمة الدستورية في باكستان بأنهم "ممولون وقبيضة وجواسيس وعملاء رسميا لأميركا"، مشيرا إلى أن "عمران خان بمجرد أن وقف ضد أميركا قال بايدن سنزيحك من الحكم لأنه يثق أن له عملاء رسميين".

ورأى حسين، أن "المفروض من الشعب الباكستاني أن يقف مع خان" ضد من وصفها بـ"الشيطان الأكبر أميركا".

 وتساءل آخر: "أليس غريبا تعاطف الشعب الباكستاني نفسه مع خان ومع ذلك يسحب البرلمان منه الثقة، و كأننا كتب علينا في الدول الإسلامية أن نظل تحت حذاء الغرب عن طريق خونته وعملائه المسلطين على رقاب العباد والجيوش المحتلة لنا". وقال حماد بن أحمد التمياط: "أسقطوا عمران خان، ولكنه أسقط عن وجوههم القناع وكشف لشعبه حقيقة التغلغل والسيطرة الأميركية داخل باكستان"، مؤكدا أن "الشعب يعرف كل عضو في مجلس البرلمان صوت لصالح قرار إسقاط وإقالة عمران، صورة المشهد بالألوان كلها واضحة للشعب وهو من سيقرر في أي تصويت قادم".