"بفشل مؤامرة ابن سلمان".. موقع عبري: انتهاء خلافات الأردن والسعودية قريبا
أكد موقع "زمن إسرائيل" العبري، أن الخلافات بين عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، قاربت على الانتهاء، مع اعتذار الأمير الأردني حمزة بن الحسين الموضوع تحت الإقامة الجبرية، وتعهده بعدم تكرار خطأه.
وأوضح الموقع في مقال للكاتب يوني بن مناحيم، أن ثمة صفقة شارفت على الانتهاء، ستنتهي بزيارة ابن سلمان إلى الأردن، لينهي التوتر بالأسرة الهاشمية ويعلن عن استثمارات سعودية بالأردن بمليارات الدولارات.
ترتيب خاص
ولفت الموقع العبري إلى أن التوترات بين عمان والرياض مستمرة منذ أكثر من عام بعد أن كشفت المخابرات الأردنية عن مؤامرة لزعزعة استقرار النظام الملكي الهاشمي، يتقدمها الأمير حمزة ومن ورائه رجال على صلة بابن سلمان.
وأضاف أن المخابرات الأردنية اتهمت، بشكل غير رسمي، السعودية بالمشاركة، من خلال اثنين من مساعدي الأمير حمزة، في مؤامرة تغيير الحكم الأردني وإيصال الأخير إلى السلطة.
وأشار إلى مشاركة مسؤول كبير أيضا في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هذه المؤامرة، على خلفية معارضة العاهل الأردني الشديدة لما عرفت بـ"صفقة القرن".
وكشفت السلطات الأردنية في مطلع أبريل/ نيسان 2021، عن محاولة لزعزعة استقرار وأمن المملكة، اعتقلت على إثرها 16 مشتبها بهم، بينهم ممثلون عن قبائل بدوية، ومسؤولان أردنيان آخران.
هما الرئيس السابق للديوان الملكي باسم عوض الله، ورجل الأعمال شريف حسن بن زيد، وكلاهما مقربان جدا من ابن سلمان.
وبحسب السلطات فإن الأمير حمزة متورط أيضا في المؤامرة ضد أخيه غير الشقيق الملك عبدالله، ولاحقته الأجهزة الأمنية الأردنية لفترة طويلة ووثقت جميع أفعاله.
وأمر الملك عبد الله بالإفراج عن البدو المشتبه بهم لمنع التوترات بين القبائل البدوية والنظام الملكي الهاشمي.
وحوكم باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد أمام محكمة الأمن الخاصة وحكم عليهما بالسجن لفترات طويلة، بينما توصل الملك مع الأمير حمزة إلى " ترتيب خاص" بوساطة عمهما المشترك الأمير حسن.
واضطر الأمير حمزة للتوقيع على وثيقة مبايعة كاملة للملك عبد الله ونجله الوصي ووضعه في الإقامة الجبرية ومنذ ذلك الحين، اختفت آثاره.
وادعى الموقع أنه يُزعم أن الملك عبد الله حل المشكلة داخل العائلة المالكة، لكن المشكلة لم تحل على الإطلاق رغم تحديد إقامة الأمير حمزة.
بل استمرت التوترات داخل النظام الملكي الهاشمي، وكذلك بين القبائل البدوية في جنوب الأردن الموالية للأمير حمزة.
وأشار الموقع إلى أن الجدل يدور حول مسألة ولاية العهد، ويقول الأمير حمزة إنه الوصي الشرعي وإنه هو الذي يجب أن يخلف شقيقه الملك عبد الله في المنصب، لكن العاهل الأردني يعتقد أن الوريث الحالي للعرش ابنه الحسين، هو الذي يجب أن يكون ملك الأردن القادم.
مصالحة مرتقبة
وأكد الموقع العبري أن هناك بوادر متزايدة على مصالحة مرتقبة بين ولي العهد السعودي والملك عبد الله، وهي خطوة ستتوج عبر زيارة قريبة لولي العهد السعودي للأردن.
ونقل الموقع معلومات خاصة نشرتها صحيفة رأي اليوم الإلكترونية في 24 مارس/ آذار، عن زيادة في الاتصالات بين السعودية والأردن وزيارات متكررة من قبل رجال أعمال ومستشارين اقتصاديين سعوديين بموجب تعليمات مباشرة من ابن سلمان.
ولفت الموقع العبري إلى أنه يجرى النظر في إنشاء جامعة طبية في الأردن وخط سكة حديد جديد بين عمان والعقبة، ومن المرجح أن تستثمر السعودية أربعة مليارات دولار في مشاريع في الأردن.
كما ستضخ مبلغ مليار دولار في البنك المركزي الأردني لزيادة الاحتياطيات النقدية للهاشميين، وكل هذا لتمهيد الأرضية للمصالحة المنتظرة بين ولي العهد السعودي وملك الأردن.
من جانبه، لفت الموقع إلى أن الأمير حمزة يبذل جهودا كبيرة، بمساعدة والدته الملكة نور، للإفراج عنه من الإقامة الجبرية حيث يخضع لأمر الملك منذ ما يقرب من عام.
إذ أصدر الديوان الملكي الأردني في 8 مارس، رسالة اعتذار تلقاها العاهل الأردني من الأمير حمزة، أعرب فيها الأخير عن أمله في بدء صفحة جديدة في تاريخ الأردن والعائلة، كما أقر فيها بخطأه، متعهدا بعدم تكراره.
وادعى الموقع أن الملك عبد الله قلق بشأن الإفراج عن الأمير حمزة خشية تجدد الاضطرابات في الأردن، فالملك الهاشمي لا يريد حوادث عنف وسفك دماء، والأمير حمزة محتجز دون محاكمة ودون السماح للمنظمات الحقوقية الدولية للوصول إليه ورفع صوته.
ورغم ذلك فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تدافع عن حقوق الإنسان، على علاقة جيدة بالملك عبد الله.
وبحسب مصادر أميركية، فإن الملك عبد الله هو أكثر زعماء الشرق الأوسط شعبية لدى الرئيس بايدن، وهو أول زعيم يزور البيت الأبيض منذ تولي الرئيس الأميركي منصبه.
عاصفة متواصلة
ولفت الموقع إلى أن الملك عبد الله تمكن من إزالة محاولة التمرد ضده بسرعة نسبية من جدول أعمال الإعلام في الأردن، لكن طالما ظل الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية، فلن تهدأ الرياح.
وأعلن الملك عبد الله عزمه إجراء إصلاحات سياسية شاملة لمحاولة تهدئة الفتنة ضده، وعين لجنة لتقديم التوصيات إليه لتحديث النظام السياسي وتعديل قانون الانتخابات، لكن الشارع الأردني لم يسعد بهذه الخطوة، ويقول إنها حلقة من الخطوات السابقة المصممة لامتصاص واحتواء الغضب الشعبي.
ولا أحد في الأردن يعتقد بأنه سيكون هناك أي تغيير جوهري في النظام السياسي، والرأي السائد في الشارع الأردني أن هذا كله بمثابة " إخماد للنيران، وتهدئة للأرواح " وأن الملك عبد الله لن يفعل شيئا.
كما أشار الموقع إلى تعرض الملك عبد الله وزوجته الملكة رانيا لضربة شديدة في الأشهر الأخيرة بعد نشر "وثائق باندورا"، التي كشفت الفساد المالي للملك عبد الله وعائلته وعمليات الشراء العقارية الضخمة التي قام بها في الولايات المتحدة وبريطانيا.
بينما يعاني الأردنيون من أزمة اقتصادية حادة، ومن المحتمل أن الملك يحاول الآن تحسين صورته من خلال مسامحة أخيه.
وخلص الموقع إلى القول إن التقديرات في الأردن ترى أن خطاب اعتذار الأمير حمزة قد يمهد الطريق لأن يوافق الملك عبد الله على العفو وإطلاق سراحه من الإقامة الجبرية.
ولا يستبعد كبار المسؤولين الأردنيين من احتمال أن يعفو الملك عن شقيقه الأمير قبل عيد الفطر، ولعل في المناسبة ذاتها العفو عن المستشارين الدكتور باسم عوض الله وحسن بن زيد المقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.