"تشابكت الدمى".. استنكار واسع لقمة النقب بين إسرائيل ووزراء خارجية عرب

12

طباعة

مشاركة

بعدما ظلت علاقات بعض الأنظمة العربية والخليجية مع الاحتلال الإسرائيلي سرية لسنوات طويلة، انفجرت سريعا مع توقيع اتفاقيات التطبيع الجديدة عام 2020، لتكشف قمة النقب الأخيرة عن تودد وتقارب لم يسبق له مثيل.

ففي ختام القمة في 28 مارس/آذار والتي عقدت على مدار يومين أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق مع مصر والإمارات والبحرين والمغرب على تعزيز التعاون الاستخباراتي.

ما نتج عن القمة من إعلان وزراء الخارجية العرب استمرار تعزيز العلاقات، وإقامة "منتدى دائم بين الدول المشاركة"، أثار غضب ناشطين على تويتر، وعدوها خيانة للقضية الفلسطينية وإمعانا في التطبيع مع الكيان المحتل.

واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قمة_النقب، #التطبيع_خيانة، الصورة التي خرج بها اللقاء السداسي لوزراء خارجية أميركا والإمارات والبحرين ومصر والمغرب وإسرائيل، ويظهرون فيها وهم يمدون أيديهم إلى بعضهم.

وعد ناشطون الصورة بمثابة مشهد فاضح لمندوبي التطبيع مع الاحتلال، مؤكدين أن اجتماع النقب مرفوض شكلا ومضمونا مهما كانت أسباب انعقاده لأنه يشرعن كيانا غاصبا يحتل أرض فلسطين وينتهك مقدسات المسلمين.

وذكروا بأن إسرائيل كيان غاصب تسكنه الغطرسة وأحلام الهيمنة ولا يؤمن بالتعايش والسلام، متهمين الأنظمة التي شاركت في القمة ممثلة في وزراء خارجيتها، بالعمالة للاحتلال وربط نفسها بكيان سائر نحو زوال حتمي.

سقوط رسمي

وأعرب ناشطون عن رفضهم للقمة وما أسفرت عنه، مؤكدين أنه سقوط رسمي وخيانة للقضية الفلسطينية وللأمة العربية والإسلامية.

الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر قال: "تشابكت الأيادي في صحراء #فلسطين بعد قمع الشعوب وخنق أنفاسها وكبت غضبها".

وأوضح أن #قمة_النقب تعبر عن الانزلاق إلى خندق الاحتلال الذي يراد لقاعدته الحربية أن تقود الإقليم بعد خراب جامعة العرب وانهيار تجارب العمل المشترك الأخرى مثل مجالس التعاون الخليجي والتعاون العربي والاتحاد المغاربي.

وعد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، قمة النقب وما أسفرت عنه من تصريحات بأنه سقوط رسمي عربي لم يعرفه تاريخ الصراع، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال صادقت بالتزامن مع قمة العار في "النقب"؛ أمس على إقامة خمس بلدات في النقب؛ أربع لليهود وواحدة للبدو الفلسطينيين.

وأكد أن ابتذال المطبعين وخضوع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومناشدات واشنطن لا تردع الغزاة عن تنفيذ مخططاتهم، لأن تلك هي غطرستهم وميزتهم في آن واحد يصفعون المتواطئين، ويؤكدون صواب خيار الأحرار. 

ولفت الأكاديمي محمد الفتاح، إلى أن خونة العرب الإمارات والبحرين والمغرب ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي ذهبوا في علاقاتهم مع إسرائيل إلى أبعد من التطبيع ويعقدون للأسف اجتماعات مكثفة لإقامة تحالفات عسكرية مع الصهاينة، مؤكدا أن هذا يمثل ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية.

وأضاف: "هذا زمن السيسي ومحمد بن زايد.. زمن العار والخيانة".

أرشيف الخيانة

وأثارت الصورة التي تشابكت فيها أيدي وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، ووزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، سخطا واسعا بين الناشطين على تويتر.

الإعلامي أحمد منصور، نشر الصورة التي تجمع المجتمعين في القمة، موضحا أن أحلام الصهاينة بالشرق الأوسط الجديد لم تتوقف منذ أداء رئيس النظام المصري الأسبق محمد أنور السادات رحلته إلى القدس.

وأكد أن ما يجري سيبقى مجرد أوهاما طالما في الشعب الفلسطيني قلب ينبض وفي أبناء المسلمين من يعتبر قضية فلسطين واستعادة القدس والأقصى مسرى النبي الكريم شرف الأمة وعزها. 

وأعاد أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي، نشر تغريدة منصور قائلا إنها صور من أرشيف الخيانة.

كما نشر الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل، الصورة ذاتها، واصفا الحاضرين فيها بأنهم "كالدمى! تحركهم اللوبيات الصهيونية وهم خانعين".

وقال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إن هذا الحلف النجس هو انقلاب على كل ثوابت وقيم الأمة، مؤكدا أن هؤلاء الخونة في الحقيقة أخطر أعداء الأمة.

ووصف الكاتب الصحفي وائل قنديل، الموجودين في الصورة بـ"عرب إسرائيل"، قائلا: "سامح شكري من أصول مصرية، عبد الله بن زايد من الإمارات، عبد اللطيف بن راشد الزياني من البحرين، ناصر بوريطة من المغرب".

حسرة ابن زايد

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تصريحات وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، التي أعرب فيها عن أسفه على 43 عاما انقضت دون أن يتعرفوا على تل أبيب. كما قال ابن زايد إن إسرائيل جزء من المنطقة وحان الوقت لنعرف بعضنا، وفق تعبيره.

رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أحمد الشيبة النعيمي، عد تصريحات وزير الخارجية الإماراتي إساءة كبرى لعهد والده المؤسس الشيخ زايد.

وتعجب محمد الهادي بن صالح، من ابن زايد الذي يذرف في الدموع على عمره الذي راح من 43 سنة ولم يتعرف على إسرائيل! قائلا: حتى يهود إثيوبيا لم تقلها.

ورأى الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، أن تصريح ابن زايد يجمل خطة دول الاتفاقيات الإبراهيمية.

وأشار المعارض الإماراتي محمد بن صقر، إلى أن ابن زايد يتحسر على عدم معرفة الكيان الصهيوني قبل 43 سنة، قائلا: "زادك الله حسرة وندامة".