حفاوة واسعة بعملية بئر السبع.. وناشطون: طعنة لقمة شرم الشيخ

12

طباعة

مشاركة

كلما حاولت حكومة الاحتلال الإسرائيلي طمأنة مستوطنيها في الأراضي المحتلة بأنهم في أمان وسخرت قواتها لحمايتهم أثناء اعتداءاتهم، ينفذ الفلسطينيون عملية يربكون بها حسابات إسرائيل ويغيرون المعادلة.

آخر تلك العمليات وقعت في 22 مارس/آذار 2022 وكانت مزدوجة (دهس وطعن) نفذها محمد أبو القيعان ونتج عنها مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين، بمدينة بئر السبع في النقب (جنوب)، في عملية لم يشهد الاحتلال مثلها منذ سنوات.

أبو قيعان (33 سنة) من بلدة حورة في النقب، هو أسير محرر أمضي خمس سنوات في سجون الاحتلال. وبعد تنفيذه العملية، أطلق عليه مستوطنون النار، ليرتقي شهيدا وبيده سكّينه.

الناشطون رحبوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها ‎#عملية_بئر_السبع، ‎#بئر_السبع ‎#سباع_النقب، بالعملية البطولية التي نفذها أبو قيعان، وأكدوا أنه أثلج الصدور وأشفى الجراح الغائرة، مترحمين على منفذها وداعين له أن يتقبله الله من الشهداء.

وعدوها بمثابة الرد والطريق الوحيد لكنس العدو الصهيوني ومواجهة جرائمه المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين، مشيرين إلى أنها دلالة قوية على أن الكيان الإسرائيلي يفقد السيطرة على النقب.

ونددوا بحملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 23 مارس 2022، وطالت قرابة 50 فلسطينيا بالضفة والقدس المحتلتين، مؤكدين أن من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أرضهم بأي وسيلة.

ورأى ناشطون أن سكين غالب مزق تحالف رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، قبل أن يكتمل الأركان، مؤكدين أن عملية بئر السبع رد عملي وقوي على القمة التي عقدها الثلاثة في شرم الشيخ بنفس التاريخ.

عملية بطولية

الناشطون احتفوا بعملية بئر السبع، وتداولوا صورا ومقاطع فيديو لمنفذها عقب تنفيذها ووقوفه بحثا عن مستوطنين آخرين للانتقام منهم، وأخرى له عقب استشهاده، مستنكرين حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب العملية. 

الكاتب ياسر الزعاترة، أوضح أن حملة اعتقالات مسعورة في القدس والضفة الغربية؛ شملت نساء وفتية وأسرى محرّرين، قائلا إن ملامح الانفجار تصيب المحتلين بالسعار، ولا يجدون لهم ملاذا سوى القمع، بجانب التأكد من إخلاص سلطة العار في رام الله، لدورها في مطاردة المقاومة.

ونشر الناشط الإغاثي محمد نشوان، صورتين لمنفذ العملية محمد غالب أبو القيعان، الأولى له على البحر والثانية عقب استشهاده، مشيرا إلى أنه من سكان حورة النقب من #عرب_الداخل أو #عرب_48.

وأوضح محمود بسام، أن غالب كان بداية حياته مقاوما ثم تم أسره بالسجن وخرج بعدها بصفقة تحرير أسرى واليوم ينفذ عملية ويكون مع الشهداء، قائلا: "نتوقف عند عظمتكم وقوتكم وتضحياتكم إجلالا ونبوس الأرض تحت أقدامكم".

ووصف الكاتب والإعلامي أيمن دلول، #عملية_بئر_السبع بالمحترمة والرائعة والجميلة، موضحا أن روعتها وجمالها بأن منفذها من #النقب المحتل الذي يتعرض منذ عقود طويلة لإرهاب لا يتوقف من الاحتلال الإسرائيلي.

طعنة للثالوث

وذكر ناشطون بأن تنفيذ عملية بئر السبع جاء في أعقاب قمة ثلاثية جمعت السيسي وابن زايد وبينيت، مستنكرين تخوين الأنظمة العربية للفلسطينيين وخيانتهم للقضية الفلسطينية.

الباحث في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، رأى أن عملية بئر السبع تدلل على عقم حسابات الصهاينة وأدواتهم من الطغاة.

وأشار إلى أن بينيت الذي احتفى به السيسي وابن زايد اليوم هو الذي أطلق أيدي قطعان المستوطنين ليعيثوا فسادا وعربدة ضد الفلسطينيين في النقب المحتل، فكانت العملية رد على هذه الهمجية والبدائية.

ونشر المعارض السعودي عبدالرحمن راضي السحيمي، صورة غالب بعد استشهاده، قائلا: "هؤلاء يا خونة العرب ممن تدعون عليهم زورا وبهتانا أنهم بائعو الأرض وهم في ثغور العزة والكرامة يقدمون أرواحهم من أجل مقدسات الأمة".

وأكد أن الشهيد محمد غالب أبو القيعان لم يكن الأول ولن يكون الأخير، مستطردا: "هذا هو الشعب الفلسطيني يقدم أبناءه شهداء من أجل قضية الأمة الأولى.. فماذا قدمتكم أنتم يا عملاء التطبيع".

ولفت المغرد هشام، إلى أن الشهيد البطل محمد غالب أبو القيعان نفذ عملية طعن رباعية بينما السيسي وابن زايد كانا يجتمعان ثلاثيا مع رئيس حكومة الكيان، مضيفا: "شتّان ما بين مَن يُنجّس أرضه ليجتمع بصهيوني وما بين سبعٍ يُطهّر أرضه ليجتمع بالأنبياء".

وأكد الصحفي مالك القاضي، أن الثالوث المسخ #السيسي و #بينيت و #بن_زايد اجتمع في مباحثات ليس لأحد علاقة بها، لكن أهل بئر السبع أرسلوا رسالة من العيار الثقيل اخترقت دبلوماسيتهم المبنية على الانبطاح وكانت المحصلة 4-0.

دلالات العملية

وبرز حديث الناشطين عن دلالات العملية، إذ قال الصحفي المختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، إن كل الدلائل والأحداث في الداخل المحتل، ناهيك عن اليقين، تشير إلى أنه #كيان_مؤقت، مضيفا أن فارس #بئر_السبع ختم لهم اليوم على وثيقة #وفاتهم.

وأوضح مؤمن أبو زعيتر، أن عملية النقب البطولية تأتي في سياق الرد العملي والواقعي على تشكيل العدو لعصابات ومليشيات "برئيل" التي تستهدف أهالي النقب، والعملية رسالة للعدو بأن الشعب الفلسطيني مازال لديه القدرة على إفشال مخططاته التي تستهدف الفلسطيني.

و"سرية برئيل" سميت بذلك نسبة للقناص الإسرائيلي برئيل شموئيلي، الذي قتل على حدود قطاع غزة في أغسطس/آب 2021، وهي نواة أولى لمليشيات مسلحة، يقودها ضابط الشرطة السابق كوهين ألموغ، من حزب "عوتصماه يهوديت".

ويرأس الحزب عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، ويحوز على دعم من شرطة الاحتلال وبلدية بئر السبع الإسرائيلية، بهدف ما أسموه "إنقاذ النقب من مشكلة انعدام الأمن الشخصي". 

ورأى المغرد تامر، أن عملية الثأر في بئر السبع تدل على عمق انتماء أهالي النقب لفلسطين وأنهم سيقدمون المزيد على مذبح الحرية ضد الكيان الغاصب.