في ذكراها الـ11.. ناشطون سوريون يتمسكون بالثورة ضد الأسد

مئات الآلاف من الضحايا سقطوا خلال الثورة السورية التي انطلقت قبل ما يزيد عن عقد كامل وما زالت مستمرة حتى اليوم، وأسفرت عن تهجير الملايين وسط صمت من العالم العربي والإسلامي وتحركات أممية لا ترقى إلى مستوى الحسم.

وفي ذكراها الحادية عشرة، جدد ناشطون وسياسيون وإعلاميون على تويتر، إعلان استمرار ثورتهم وتعالي صيحاتهم باسم الحرية والديمقراطية، معربين عن تطلعات الشعب السوري بالانعتاق من نظام الاستبداد وحكم عائلة الأسد الجائر.

وأشاروا عبر تغريداتهم على وسوم أبرزها #الثورة_السورية #ثورة_حتى_النصر #الذكرى_١١_للثورة_السورية، إلى أن الثورة لا تزال متقدة في داخل كل الأحرار، مؤكدين أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيرحل ومعه كل الظلم والاستبداد والآلام التي عاشها السوريون.

الناشطون تداولوا صورا لتظاهرات انطلقت بمناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المعارضة، في الذكرى الـ11 لثورتهم، رافعين لافتات يعلنون بها استمرارها، ومستنكرين ازدواجية العالم في التعامل مع الحروب.

كما استحضروا صورا من فعاليات سابقة رفع فيها السوريون أعلام الثورة ولافتات مدونا عليها "الثورة فكرة والفكرة لا تموت.. عاشت سوريا ويسقط الأسد.. سوريا حرة وبس" وغيرها من العبارات الأخرى التي ظل السوريون يرددونها طول سنوات ثورتهم.

ووفق فريق "منسقو استجابة سورية" فإن عدد السوريين النازحين داخلياً بلغ 6.9 ملايين نسمة، فيما لجأ 6.6 ملايين سوري إلى دول اللجوء، سواءً إلى دول الجوار أو الدول الأوروبية، وبلغ عدد النازحين في المخيمات والملاجئ 1.9 مليون.

وأوضحوا أن عدد الأطفال المنقطعين عن التعليم وصل إلى 2.65 مليون طفل، بينما تجاوزت خسائر الاقتصاد السوري 650 مليار دولار أميركي منذ الثورة، وارتفعت أسعار المواد الأساسية أكثر من 140 مرة، وتضاعفت خسائر العملة المحلية أكثر من 98 مرة منذ بداية 2011.

وأفاد تقريران لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن قرابة 5 ملايين طفل ولدوا في سوريا منذ بدء النزاع لم يعرفوا أبداً أوقات السلم، بينما ولد مليون طفل سوري كلاجئين في البلدان المجاورة.

وبينما أجبر 13 مليونا من السوريين على الفرار من ديارهم في السنوات العشر الماضية، وهذا يشكل أكثر من 60 بالمئة من نسبة السكان، منهم 6.6 ملايين لاجئ سوري، يشكلون ربع إجمالي عدد اللاجئين في العالم، وهناك 7 ملايين سوري إضافي نازحون داخليا، وهم أكبر عدد من النازحين حول العالم.

الثورة مستمرة

وأكد ناشطون تمسكهم باستمرار ثورتهم حتى الخلاص من الطغاة، مشيدين بصمود الثوار وثباتهم طول أحد عشر عاما.

الكاتب أحمد منصور، قال إن هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" سيظل يزلزل عروش الطغاة والمستبدين حتى يسقطوا وهذه هتافات السوريين في الذكرى 11 لاندلاع الثورة السورية.

وكتبت الناشطة في الثورة السورية دارين العبدالله: "خرج السهم من الوتر قبل #عقد_وعام وجاب السهم المسارات كلها كان طريق السياسة فيه الأصعب والأقسى، اليوم ورغم الرياح والثلوج ما زال السهم يسير ينتظر يوم الوصول، وما زال أصحابه ينادون: ارفع راسك فوق أنت سوري حر".

وأوضحت أم هاجر، أن الثورة مستمرة من أجل المعتقلين والشهداء والجرحى والصامدين في سوريا المحررة، مؤكدة أن لا بديل لها إما النصر أو النصر.. 11 عاماً وثورتنا على حق والحق يعلو ولا يعلى عليه.

الناشط في الثورة السورية علي العبد، أكد أن ثورة الكرامة السورية تاريخ جديد تحرر الإنسان فيه من ربقة العبودية والخضوع، وحطم حاجز الخوف، ودك عروش الطغيان، وزلزل صروح الأوثان، وكشف سوءات الأعداء، وأقلق راحة الطاغوت، وهذا هو النصر الحقيقي الباهر.

وبشر ناشطون بالنصر، وأعلنوا إيمانهم بأنه آت لا محالة، وبأن الشعب السوري حليفه النصر على الأسد وحلفائه، مستنكرين ازدواجية الغرب في التعامل مع الحروب في العالم.

إذ اتخذت إجراءات ضد روسيا حين تدخلت عسكريا في أوكرانيا منذ 25 فبراير/شباط 2022، فيما لم تحرك ساكنا حينما شاركت موسكو بالحرب على سوريا.

رئيس مجلس الجالية السورية في قطر محمد ياسين نجار، قال إن #الثورة_السورية نفضت الغبار عن استبداد مورس على السوريين منذ انقلاب عائلة الأسد ولن تقف حتى تحقيق هدفها السامي، مؤكدا أن النصر قادم قريباً والسوريون جاهزون لبناء وطن حر لكل السوريين دون تمييز.

وقال الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، إن #أمريكا و #الغرب الذي غدر بالثورة السورية، وتواطأ مع المحتل الروسي لـ 11 عاما، يجبُن اليوم أمام العدوان الروسي على #أوكرانيا.

واستدرك "لكنه سيدفع الثمن أضعافا مضاعفة لغدره وجبنه، ولن يكون ذلك بعيدا، فالدب الروسي لا يفهم إلاّ لغة الدم والتحدي.. وسترون ذلك قريبا"، وفق تعبيره.

وأشارت نادية نبيل، إلى أن تويتر حجب حساب "#روسيا اليوم" استجابة لمطالبات قانونية، مذّكرة بأن موسكو قتلت آلاف المدنيين في #سوريا ولكن تويتر لم يتخذ أيا من هذه الإجراءات.

وأضافت: "عشرات الصحفيات العربيات تعرضن لحملات هجوم ممنهجة من حسابات مشبوهة بسبب آرائهن السياسية، ولم يتخذ تويتر أي خطوات برغم كل البلاغات".

إحياء متواصل

وتداول ناشطون صورا للميادين والشوارع التي امتلأت بالثوار المطالبين بإزالة النظام السوري والخلاص منه ومن رموزه.

الناشطة ياسمين الماراوي، نشرت صورة تظهر الحشود في الميادين قائلة إن الذكرى الـ11 للثورة، يستقبلها السوريون الأحرار بقلوب يغمرها أمل أكبر بمستقبل واعد للأجيال القادمة يبشر بافتتاح عهد جديد يجعل من سوريا رقما مهما في مصاف الدول المتقدمة بعد عقود من الظلم والظلام.

وبث الناشط علي العبد مقطع فيديو لطفلة محمولة على الأعناق وملون وجهها بعلم الثورة السورية، معلقا بالقول: "ثورة الكرامة السورية تاريخ جديد تحرر الإنسان فيه من ربقة العبودية والخضوع، وحطم حاجز الخوف، ودك عروش الطغيان، وزلزل صروح الأوثان، وكشف سوءات الأعداء، وأقلق راحة الطاغوت، وهذا هو النصر الحقيقي الباهر".

ونصح عبدالرحمن إدريس، قائلا: "كما جمعت #ذكرى_الثورة_السورية_11 أنصارها في المظاهرات والإحتفالات، يجب أن تجمعهم في العمل الثوري و غرفة العمليات فأكبر عائق اليوم أمام تقدمها هو تشرذم العاملين فيها، والبأس الشديد بينهم اجتمع الغرب اليوم لدفع #روسيا على اختلافاتهم والواجب أن نجتمع في ساحتنا لإسقاط عميلها سفاح الشام".

وتحدث ناشطون عن مكانة الثورة السورية، إذ قال أنس التكريتي: "معركة إزالة الظلم طويلة الأمد ولا تتوقف حتى تقتلع جذور الاستبداد، ومكلفة وباهظة الثمن لأن جائزتها حفظ الأجيال من الاستعباد، ولا يقف يثبت فيها أو معها إلا المخلصون الثابتون، وهم في العادة قلة".