"لا كلل ولا ملل".. هكذا يبتكر سودانيون فعاليات مختلفة لإسقاط الانقلاب

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون سودانيون بابتكار أساليب وفعاليات جديدة للصمود في وجه انقلاب العسكر والتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية، في إطار وسائل المقاومة السلمية المفعمة بالأمل نحو التخلص من الوضع المرير الحالي.

وكانت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم أطلقت في نهاية فبراير/ شباط 2022، مرحلة جديدة من مواجهة الانقلاب بدعوتها لـ #اعتصام_اليوم_الواحد كوسيلة للمقاومة، وتنديدا بالضائقة المعيشية الملقاة على عاتق المواطن والجبايات التي تفرض عليه ليل نهار.

وفي إطار بدء هذه الفعاليات، خصصت التنسيقية يوم السبت 12 مارس/ آذار 2022 لمواكب "كلنا معكم" في منطقة بحري بالخرطوم، والأحد لوقفات احتجاجية، والإثنين لمليونية المعتقلين، والثلاثاء زيارات المصابين وأسر الشهداء، والأربعاء مواكب إحياء ومواكب دعاية لمليونية في 17 مارس الموافق الخميس، باسم (غلاء المعيشة).

وأشار ناشطون إلى أن اعتصام اليوم الواحد وغيره من الفعاليات الثورية وسائل نضال وتعبير شعبي قوي لرفض انقلاب وحكم العسكر، لافتين إلى أنه أحد الأسلحة السلمية في وجه سلطة الانقلاب.

وأكدوا أن الشعب السوداني الواعي الخلاق لا يكل ولا يمل ولا يعجز عن مناكفة الانقلاب، مشيرين إلى أن اعتصام اليوم الواحد أداة من أدوات النضال وسلاح يشهر في وجه الانقلاب.

واستنكروا تسريب موقع محسوب على السلطة في السودان وقريب من صناعة القرار في جهاز المخابرات، لأنباء عن إعادة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك لترأُس المجلس السيادي بمبادرة إماراتية! لحل الأزمة السودانية.

وبدأت لجنة المعلمين السودانيين النقابية التي تعد أبرز مكونات تجمع المهنيين السودانيين، تطبيق آلية اعتصام اليوم الواحد في 10 مارس، بالدخول في إضراب شامل عن العمل احتجاجا على عدم استجابة وزارة المالية لمطالب المعلمين. 

وكان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، قد أقر بأن هناك تراجعا في أداء الوزارات الاتحادية خلال الفترة الماضية، ما أثر على استقرار الأوضاع الاقتصادية، زاعما وجود "مافيا" تنشط في المضاربة بالدولار والذهب، وتوعد بمحاكمتهم. 

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، يشهد السودان أزمة سياسية واحتجاجات رافضة لانقلاب قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ضد سلطات الحكم المدني بالبلاد. 

سلاح سلمي

وتعليقا على هذه التطورات، قالت الناشطة سلمى منصور، إن اعتصام اليوم الواحد أحد أسلحة سلميتنا في وجه الانقلابين.

من جانبها، نشرت مواهب إبراهيم، صورة للافتة رفعها الثوار مدون عليها عبارة "نحن الشعب فمن أنتم"، معقبة بالقول: "اعتصام سلطة الشعب".
 وأكد الطيب المشرف، أن السلطة سلطة شعب والثروة ثروة شعب والعسكر للثكنات.

تهرب من المسؤولية

فيما تهكم ناشطون على محاولة "حميدتي" تحميل عصابات المافيا مسؤولية التسبب في الأزمة الاقتصادية، ساخرين من تصريحاته التي توعد فيها بملاحقتهم.

وكانت صحيفة التلغراف البريطانية نشرت أخيرا تحت عنوان "ذهب السودان ينقذ بوتين من العقوبات الغربية"، تقريرا يشير إلى دور الذهب الذي يتم تهريبه من السودان في إنقاذ موسكو من العقوبات الغربية.

وقالت إن روسيا هربت مئات الأطنان من الذهب بصورة غير شرعية من السودان على مدار الأعوام الماضية، بالتواطؤ مع حميدتي، ضمن عملية لتحصين روسيا من العقوبات الاقتصادية جراء الحرب على أوكرانيا.

الناشط السوداني ياسين أحمد، قال: "حميرتي، حرامي ومهرب يتوعد الحرامية والمهربين، هذا لا يحصل إلا في السودان".

وتساءل أحد المغردين: "أيعقل حكومة تعلم وتقبض على المتظاهرين والناشطين، لا تعلم بهذه المافيا".  كما تهكم أحد المغردين على تصريح حميدتي عن المافيا، قائلا: "حميدتي يتكلم عن نفسه، فهو من ساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السيطرة على الذهب من خلال التهريب، فبدلا من بيعه في الأسواق العالمية وضخ الدولار في خزينة المركزي لإنعاش الجنيه يتم تهريبه عن طريق الدعم السريع".

وأعرب ناشطون عن تفاؤلهم بمقاومة الشعب السوداني، وحيوا صموده وإصراره على مقاومة العسكر ورفض الانقلاب، مؤكدين أن الردة ليست في قاموس من آمن بالثورة إيمانا كاملا.

وأكد ناشطون أن عودة حمدوك والطبخ الجاري حاليا في الإمارات على إيعادته لقيادة المرحلة الانتقالية كإكسسوار مرفوضة جملة وتفصيلا، مشددين على رفضهم أي تفاوض مع القتلة.

الناشط السياسي خالد طه، رأى أن عصابة الانقلابيين تتفتت، وأحلامهم بالسيطرة على هذا الشعب الأبي تتبدد، وهم يرون بأم أعينهم كيف يكون الإصرار.

 وقال الطيب المشرف: "عاد حمدوك أم لم يعد، ذلك شأن انقلابي داخلي، وقد اختار شعبنا التغيير الجذري على مبدأ لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية، وقدم الدم والعرق، من أجل سودان الحرية والديمقراطية بعيداً عن سودان النخب".