يتجسس على السعوديين.. تحقيق أميركي: ابن سلمان طلب من إسرائيل تمديد "بيغاسوس"

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

كشف تحقيق أميركي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، عن كيفية تمكن السعودية من تجديد رخصة استخدام برنامج "بيغاسوس" التجسسي، رغم رفض وزارة الدفاع الإسرائيلية لذلك.

وأشارت القناة "12" العبرية إلى أن "الرفض الوزاري استمر حتى بعد محادثات عديدة بين كبار المسؤولين في إسرائيل والسعودية".

و"بيغاسوس"، برنامج إسرائيلي تجسسي لاختراق الهواتف المحمولة لمجموعة من الصحفيين والمسؤولين الحكوميين ونشطاء حقوق الإنسان حول العالم.

اختراق وتجسس

وأوضحت القناة العبرية نقلا عن "نيويورك تايمز" أنه "في تلك المرحلة (مطلع 2019)، اتصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على وجه السرعة برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، وسرعان ما عادت الأنظمة إلى العمل في البلاد، ولكن نتنياهو نفى ما ذكر وزعم أنها كذبة مطلقة".

وقالت إن "إسعاد السعوديين كان شيئا مهما بالنسبة لنتنياهو على خلفية توقيع اتفاقيات أبراهام في سبتمبر/أيلول 2020، حيث اتصل به ابن سلمان لتجديد ترخيصه لاستخدام برنامج بيغاسوس الخاص بشركة NSO".

وأشارت القناة إلى أنه "أوائل عام 2019، انتهت صلاحية ترخيص السعودية لاستخدام بيغاسوس، حيث يمكن تثبيته على أجهزة تشغيل بعض إصدارات نظام آي أو إس (أبل) أو أي نظام آخر، من أجل التجسس على الشخص المستهدف ومعرفة ما يقوم به على هاتفه المحمول والاطلاع على ملفاته وكل الصور أو الوسائط التي يحتفظ بها في الجوال".

واكتشفت هذه البرمجية في أغسطس/آب 2016، وذلك بعد فشل تثبيتها على هاتف أحد النشطاء في مجال حقوق الإنسان الإماراتي، أحمد منصور، ما مكن شركة أبل من الانتباه لها والانتباه لاستغلالها الثغرات الأمنية بهدف الاختراق والتجسس.

وصدر قرار تمديد رخصة استخدام "بيغاسوس" إلى وزارة الدفاع الإسرائيلي، ووفقا للتقرير، رفضت الوزارة أيضا بعد محادثات عديدة بين مساعد الوصي وكبار مسؤولي “إن أس أو” (NSO) والموساد ومقر الأمن القومي في إسرائيل.

نفوذ كبير

ولفتت القناة العبرية إلى أن "لدى ابن سلمان نفوذ كبير رغم أن والده الملك سلمان بن عبد العزيز لم يوقع على اتفاقيات أبراهام، لكنه عرض على الموقعين الآخرين مباركته الصامتة".

بالإضافة إلى ذلك، سمح ابن سلمان أيضا لجزء مهم من الاتفاقية بالمضي قدما، وباستخدام المجال الجوي السعودي، لأول مرة على الإطلاق، من قبل الطائرات الإسرائيلية التي كانت في طريقها إلى الخليج العربي.

وقالت القناة "12" إنه "إذا غير السعوديون رأيهم بشأن استخدام مجالهم الجوي، فقد ينهار عنصر مهم في الاتفاقات، وبعد المحادثة مع الوصي السعودي، أمر مكتب نتنياهو على الفور وزارة الدفاع بتصحيح المشكلة وحلها".

وأوضحت أنه "في تلك الليلة، اتصل موظف مكتب بغرفة عمليات NSO لإعادة تنشيط الأنظمة السعودية، لكن الشخص المناوب في النظام رفض الطلب لأنه لم ير ترخيصا موقعا، وعند هذه النقطة، قيل له إن الأوامر جاءت مباشرة من نتنياهو".

وتابع: "حتى أن موظف NSO تلقى رسالة بريد إلكتروني من وزارة الدفاع الإسرائيلية بهذا الشأن، وبعد ذلك بوقت قصير، استأنفت شركة بيغاسوس عملياتها في السعودية، حيث قام مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية بشراء البرنامج".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مستشار عسكري سابق لنتنياهو قوله إن "رئيس الوزراء السابق أوضح بكل شفافية كيف ساعدت برمجيات NSO العلاقات الخارجية لإسرائيل بالتقدم".

كما نقل المستشار العسكري السابق عن نتنياهو قوله: "عندما تسيطر وزارة دفاعنا على طريقة تدوير هذه الأنظمة، يمكننا الاستفادة منها وجني مكاسب دبلوماسية".

وضربت "نيويورك تايمز" مثالا على ذلك، حيث قالت إن "المكسيك سعت خلال حربها على عصابات الإجرام والمخدرات، إلى استخدام برمجيات NSO، وأذنت وزارة الدفاع الإسرائيلية للشركة ببيع واستخدام بيغاسوس، وبعد ذلك بوقت قصير، تمكنت المكسيك من اختراق الهاتف الخلوي لرجل مقرب من زعيم المخدرات المكسيكي السابق، جواكين كوزمان".

دور حاسم

ونوهت القناة العبرية إلى أنه "في الإمارات، تم استخدامه لاختراق هاتف ناشطة حقوقية".

وفي السعودية تم استخدامه ضد نشطاء حقوق المرأة، ويظهر التحقيق أنه تم استخدامه كذلك في نفس العام الذي اغتيل فيه الصحفي جمال خاشقجي سنة 2018.

كما أعطت وكالة المخابرات المركزية برنامج بيغاسوس إلى حكومة جيبوتي لـ"مساعدتها في محاربة الإرهاب"، رغم انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة، مثل اضطهاد الصحفيين وتعذيب المعارضين.

ولفتت القناة إلى أن "جميع مبيعات هذا النظام أو المنتجات المماثلة لشركات إسرائيلية إلى دول أجنبية تتم بموافقة وإشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، كما يقتضي القانون ويسمح بذلك".

وفي سياق متصل، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه "تم تمديد عقد السعودية مع شركة (إن أس أو) بعد محادثة بين ابن سلمان ونتنياهو".

ولفتت إلى أن "إسرائيل جعلت برنامج بيغاسوس مكونا رئيسا في علاقاتها الخارجية وإستراتيجية الأمن القومي، واستخدمتها في السنوات الأخيرة لتحسين علاقاتها مع عدد من الدول، بما في ذلك السعودية".

واستطردت "هآرتس" قائلة: "بحسب التحقيق الأميركي، لعب بيع برنامج التجسس دورا حاسما في كسب دعم دول عربية في الحملة الإسرائيلية ضد إيران ودعمها لاتفاقيات أبراهام".