أثبتت فشل الأنظمة.. ترحيب واسع بحملات فلسطينية لإنقاذ النازحين السوريين
تمكن فلسطينيون من إنشاء قرية للاجئين في مخيمات الشمال السوري بالتزامن مع فشل الأنظمة العربية وضعف دور المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي في الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقوها لإنقاذهم من موجة البرد القارس.
وتعرضت المنطقة إلى عاصفة ثلجية صاحبها انخفاض حاد في درجات الحرارة وصلت حد التجمد، مصحوبة بأمطار غزيرة، أسفرت عن غرق خيام النازحين في شمالي سوريا.
وهو الأمر الذي فاقم معاناة الآلاف من النازحين في الحرب السورية الدائرة منذ نحو عقد، وتسبب في وفاة طفل ودخول طفلين آخرين للمستشفى بعد انخفاض حاد في درجات الحرارة، بحسب الأمم المتحدة؛ وتحولت خيامهم إلى "مخيمات من الطين".
بدورهم، أطلق فلسطينيون حملات تبرعات لإغاثة النازحين في الشمال السوري، وإنهاء معاناة قاطني الخيام، حيث جمعوا حتى الآن حوالي مليونين و400 ألف دولار فيما لا تزال حملات التبرع مستمرة.
ومن بين الحملات "بيت بدل خيمة" التي أطلقها الشاب الفلسطيني إبراهيم خليل بالتعاون مع جمعية القلوب الرحيمة الفلسطينية، وتهدف لإغاثة ساكني المخيمات في شمال غربي سوريا لإنشاء قرية من المنازل الإسمنتية عوضا عن الخيم.
ناشطون تداولوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم تحمل أسماء الحملات الخيرية التي يتنافس الفلسطينيون على المشاركة فيها، أبرزها،#بيت_بدل_خيمة #حتى_آخر_خيمة، صورا لإحدى القرى التي بنوها في الشمال السوري لتكون بديلة عن الخيام.
وأبرز ناشطون مظاهر التضامن الفلسطيني مع النازحين السوريين، ومنها تخصيص محال تجارية أياما يذهب ريعها كاملا "مرابح مع رأس مال" للمهجرين في الشمال السوري، ومشاركة طلاب الجامعات المحلية في حملة للتبرع.
وتتجدد معاناة النازحين كل عام، إذ نزحت آلاف العائلات في مخيمات الشمال السوري البالغ عدد سكانها مليونا و43 ألفا و869 نازحا، يعيشون ضمن 1293 مخيما، غمرتها مياه الأمطار والطقس السيء المستمر منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وتتباين الأرقام من جهة إلى أخرى، فبحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" فإن أعداد المخيمات الكلي في (إدلب، درع الفرات، غصن الزيتون)، بلغ 1,489، وعدد الأفراد الكلي: 1,512,764، وتشمل مخيمات عشوائية تتكون من 452 مخيما، وعدد أفرادها 233,671.
ترحيب وثناء
وأعرب ناشطون عن سعادتهم من نتاج حملاتهم، متداولين مقاطع فيديو وصورا للقرى التي بنيت من أموال تبرعات الفلسطينيين، وأخرى تظهر التضامن مع اللاجئين السوريين.
ونشر الكاتب السوري قتيبة ياسين، صورة لفلسطينيين يعدون أموال التبرعات، مشيرا إلى أن التنافس ما زال على أشده بين القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة، كل يريد أن يجمع ويبني للمهجرين في الشمال السوري منازل مؤقتة أكثر من غيره.
مازال التنافس على أشده بين القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة، كل يريد أن يجمع ويبني للمهجرين في الشمال السوري منازل مؤقتة أكثر من غيره.
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) January 29, 2022
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)#بيت_بدل_خيمة#حتى_آخر_خيمة#مخيمات_الشمال_السوري#مخيمات_الموت pic.twitter.com/Sxu5QTPIQW
وأثنى الناشط السوري أسامة أبو زيد، على تلك الحملات، قائلا: "الله الله يا أهل #فلسطين الحبيبة، #بيت_بدل_خيمة ولا بديل عن #سوريا الحرة ولا بديل عن #فلسطين حرة من الاحتلال".
الله الله يا أهل #فلسطين الحبيبة ❤️، #بيت_بدل_خيمة ولا بديل عن #سوريا الحرة ولا بديل عن #فلسطين حرة من الاحتلال https://t.co/D7Ak4mwM2k
— أسامة أبو زيد Osama Abo Zayd (@oabozayd) January 28, 2022
وبث الناشط الإغاثي محمد سعيد نشوان، مقطع فيديو لمتبرع يهتف قائلا: "لبيك يا درعا، لبيك يا حلب".
وأشار إلى أن هذه هتافات مقدسي من مخيم شعفاط في #القدس أثناء تبرعه لحملة "أنا إنسان" لإغاثة اللاجئين السوريين في المخيمات، ناشرا صورا لمدن كاملة يتم بناؤها لأهالي سوريا بصدقات أهل فلسطين المحتلة من عرب الداخل عرب 48 أهل القدس والناصرة وحيفا ويافا وأم الفحم.
كالبنيان المرصوص
— محمد سعيد نشوان #غزة (@MohamdNashwan) January 29, 2022
"لبيكِ يا سوريا".. هتافات مقدسي من مخيم شعفاط في #القدس أثناء تبرعه لحملة " أنا إنسان" لإغاثة اللاجئين السوريين في المخيمات pic.twitter.com/t32fNG49T1
وكتب رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان: "المواطن الفلسطيني إبراهيم خليل، من مدينة الناصرة، جمع 2 مليون $ من إطلاق فكرة "بيت بدل خيمة" على الإنترنت لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين الذين شردهم (رئيس النظام) بشار الأسد و(المرشد الأعلى علي) خامنئي و(الأمين العام لحزب الله اللبناني) حسن نصر الله.
المواطن الفلسطيني إبراهيم خليل، من مدينة الناصرة، جمع 2 مليون $ من إطلاق فكرة "بيت بدل خيمة" على الانترنت لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين الذين شردهم بشار الأسد وخامنئي وحسن نصر الله، إبراهيم يدعم اللاجئين ومحمود الزهار يدعم من شردهم وقتلهم، فمن يمثل ـ صدقا ـ فلسطين وشعبها ؟!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) January 29, 2022
دلالة الحملات
وتحدث ناشطون عما تحمله الحملات الفلسطينية من دلالات على تكاتف الشعوب وشعورها بمعاناة بعضها.
وأكدت الكاتبة والباحثة لبابة الهواري، أن فزعة أهل فلسطين لمساعدة اللاجئين والحملات المستمرة لا تشبه أي فزعة.
ولفتت إلى أنه شعب ذاق التشرد والاحتلال والحرب التي لا تنتهي وآثروا تقديم كل نصرة لمخيمات الشمال السوري، إذ يتجلى فيهم قول الله تعالى في سورة الحشر : "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".
فزعة أهل فلسطين لمساعدة اللاجئين والحملات المستمرة لا تشبه أي فزعة
— لبابة الهواري (@lubaba_alhawari) January 29, 2022
شعب ذاق التشرد والاحتلال والحرب التي لا تنتهي
وآثروا تقديم كل نصرة ل #مخيمات_الشمال_السوري
تتجلى فيهم الآية (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
الله يكرمهم ويرزقهم من واسع فضله#بيت_بدل_خيمة #حتى_آخر_خيمة
ورأى المغرد الحريري، أن حملة "بيت بدل خيمة" أثبت لكل من يحاول تفريق الشعوب والعزف على وتر القوميات والوطنيات الكاذبة أنه فشل وسيفشل لأن الشعوب العربية والإسلامية باتت تعرف حقيقة أن مصيرها واحد وأنها هي المستهدفة لمنعها من النهوض والتوحد.
#هاشتاق #بيت_بدل_خيمة اثبت لكل من يحاول تفريق الشعوب والعزف على وتر القوميات والوطنيات الكاذبه أنه فشل وسيفشل لانه الشعوب العربية والإسلاميه باتت تعرف حقيقه ان مصيرها واحد وانها هي المستهدفه لمنعها من النهوض والتوحد ..
— ۛ ּاڶــحــڕٻــڕې (@Alhrire1982) January 29, 2022
وكتب آخر: "تضامن شعب فلسطين العظيم يثبت أننا كشعوب لا زلنا أمة واحدة وجسدا واحدا، مهما حاولت الأنظمة المجرمة العميلة أن تفرقنا. ما يحصل هو أفضل رد ممكن على مرتزقة الأسد وخامنئي وذباب الصهاينة".
تضامن شعب #فلسطين العظيم ❤
— شباب الحرية (@Syrianfreeyouth) January 29, 2022
يثبت أننا كشعوب لا زلنا أمة واحدة وجسد واحد، مهما حاولت الأنظمة المجرمة العميلة أن تفرقنا. ما يحصل هو أفضل رد ممكن على مرتزقة الأسد وخامنئي وذباب الصهاينة.
ادخلوا على وسم #بيت_بدل_خيمة وشوفوا جمال القلوب والإنسان ��#ربيع_عربي_واحد pic.twitter.com/gOMrGLjunk
فشل الأنظمة
وأشار ناشطون إلى إقبال الفلسطينيين على التبرع بشتى الطرق الممكنة، في حين فشلت أنظمة عربية في إنقاذ السوريين.
ونشر ملهم قدور، إعلانا للفلسطيني إياد زيتون يعرض فيه بيته بضاحية السلام للبيع لشراء بيوت للنازحين في المخيمات، قائلا: "ربح البيع.. لا كلمات تصف هذا الحال ولا نقول إلا تقبل الله".
فلسطيني من القدس يعرض بيته للبيع لبناء نحو 40 بيتاً للمهجرين في الشمال السوري لنقلهم من المخيمات إليها
— ملهم قدور ( الزيبق ) (@molhamshbeb1) January 29, 2022
ربح البيع يا أستاذ إياد
وأثقلتم علينا يا أهلنا في فلسطين
لا كلمات تصف هذا الحال ولا نقول إلا تقبّل الله #بيت_بدل_خيمة#حتى_آخر_خيمة pic.twitter.com/FeCAgfF86n
ووجه المغرد عنان التحية لأهل فلسطين، مشيرا إلى أن نساء تبرعت بما تملكه من ذهب وبأموال كانت للحج والعمرة، وهناك من عرض بيته في القدس لبناء مساكن للسوريين.
شاب من الداخل الفلسطينى قرر يعمل حمله #بيت_بدل_خيمة لجمع تبرعات
— ��عنان�� (@Rina9940) January 29, 2022
للسوريين الموجودين فى المخيمات
كانت الاستجابه غيرمسبوقه
نساء تبرعت بما تملكه من ذهب
و بأموال كانت للحج والعمره
وهناك من عرض بيته فى القدس لبناء
مساكن لاخواتنا السوريين
تحيه لأهلنا فى #فلسطين
دائما نتعلم منكم كل جميل pic.twitter.com/0PjAMxA7Ld
ولفت أحد المغردين، إلى أن بلدات فلسطينية محتلة جمعت تبرعات وشعوب خليجية تعتبر "حرة" لا تقدر على جمع ريال واحد بسبب حكوماتها المطبعة مع المحتل، متسائلا: "من الآن المحتل ومن الحر؟.
بلدات فلسطينية محتلة جمعت تبرعات
— تركش يمن ���� (@YemenTurkish) January 29, 2022
وشعوب خليجية تعتبر "حرة" لاتقدر على جمع ريال واحد بسبب حكوماتها المطبعة مع المحتل
فمن الآن المحتل ومن الحر !#حتى_آخر_خيمة pic.twitter.com/Uil9NvPI7w