أثبتت فشل الأنظمة.. ترحيب واسع بحملات فلسطينية لإنقاذ النازحين السوريين

12

طباعة

مشاركة

تمكن فلسطينيون من إنشاء قرية للاجئين في مخيمات الشمال السوري بالتزامن مع فشل الأنظمة العربية وضعف دور المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي في الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقوها لإنقاذهم من موجة البرد القارس.

وتعرضت المنطقة إلى عاصفة ثلجية صاحبها انخفاض حاد في درجات الحرارة وصلت حد التجمد، مصحوبة بأمطار غزيرة، أسفرت عن غرق خيام النازحين في شمالي سوريا.

وهو الأمر الذي فاقم معاناة الآلاف من النازحين في الحرب السورية الدائرة منذ نحو عقد، وتسبب في وفاة طفل ودخول طفلين آخرين للمستشفى بعد انخفاض حاد في درجات الحرارة، بحسب الأمم المتحدة؛ وتحولت خيامهم إلى "مخيمات من الطين".

بدورهم، أطلق فلسطينيون حملات تبرعات لإغاثة النازحين في الشمال السوري، وإنهاء معاناة قاطني الخيام، حيث جمعوا حتى الآن حوالي مليونين و400 ألف دولار فيما لا تزال حملات التبرع مستمرة.

ومن بين الحملات "بيت بدل خيمة" التي أطلقها الشاب الفلسطيني إبراهيم خليل بالتعاون مع جمعية القلوب الرحيمة الفلسطينية، وتهدف لإغاثة ساكني المخيمات في شمال غربي سوريا لإنشاء قرية من المنازل الإسمنتية عوضا عن الخيم.

ناشطون تداولوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم تحمل أسماء الحملات الخيرية التي يتنافس الفلسطينيون على المشاركة فيها، أبرزها،#بيت_بدل_خيمة #حتى_آخر_خيمة، صورا لإحدى القرى التي بنوها في الشمال السوري لتكون بديلة عن الخيام.

وأبرز ناشطون مظاهر التضامن الفلسطيني مع النازحين السوريين، ومنها تخصيص محال تجارية أياما يذهب ريعها كاملا "مرابح مع رأس مال" للمهجرين في الشمال السوري، ومشاركة طلاب الجامعات المحلية في حملة للتبرع.

وتتجدد معاناة النازحين كل عام، إذ نزحت آلاف العائلات في مخيمات الشمال السوري البالغ عدد سكانها مليونا و43 ألفا و869 نازحا، يعيشون ضمن 1293 مخيما، غمرتها مياه الأمطار والطقس السيء المستمر منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وتتباين الأرقام من جهة إلى أخرى، فبحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" فإن أعداد المخيمات الكلي في (إدلب، درع الفرات، غصن الزيتون)، بلغ 1,489، وعدد الأفراد الكلي: 1,512,764، وتشمل مخيمات عشوائية تتكون من 452 مخيما، وعدد أفرادها 233,671.

ترحيب وثناء

وأعرب ناشطون عن سعادتهم من نتاج حملاتهم، متداولين مقاطع فيديو وصورا للقرى التي بنيت من أموال تبرعات الفلسطينيين، وأخرى تظهر التضامن مع اللاجئين السوريين.

ونشر الكاتب السوري قتيبة ياسين، صورة لفلسطينيين يعدون أموال التبرعات، مشيرا إلى أن التنافس ما زال على أشده بين القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة، كل يريد أن يجمع ويبني للمهجرين في الشمال السوري منازل مؤقتة أكثر من غيره.

وأثنى الناشط السوري أسامة أبو زيد، على تلك الحملات، قائلا: "الله الله يا أهل #فلسطين الحبيبة، #بيت_بدل_خيمة ولا بديل عن #سوريا الحرة ولا بديل عن #فلسطين حرة من الاحتلال".

وبث الناشط الإغاثي محمد سعيد نشوان، مقطع فيديو لمتبرع يهتف قائلا: "لبيك يا درعا، لبيك يا حلب".

وأشار إلى أن هذه هتافات مقدسي من مخيم شعفاط في #القدس أثناء تبرعه لحملة "أنا إنسان" لإغاثة اللاجئين السوريين في المخيمات، ناشرا صورا لمدن كاملة يتم بناؤها لأهالي سوريا بصدقات أهل فلسطين المحتلة من عرب الداخل عرب 48 أهل القدس والناصرة وحيفا ويافا وأم الفحم.

وكتب رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان: "المواطن الفلسطيني إبراهيم خليل، من مدينة الناصرة، جمع 2 مليون $ من إطلاق فكرة "بيت بدل خيمة" على الإنترنت لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين الذين شردهم (رئيس النظام) بشار الأسد و(المرشد الأعلى علي) خامنئي و(الأمين العام لحزب الله اللبناني) حسن نصر الله.

دلالة الحملات

وتحدث ناشطون عما تحمله الحملات الفلسطينية من دلالات على تكاتف الشعوب وشعورها بمعاناة بعضها.

وأكدت الكاتبة والباحثة لبابة الهواري، أن فزعة أهل فلسطين لمساعدة اللاجئين والحملات المستمرة لا تشبه أي فزعة.

ولفتت إلى أنه شعب ذاق التشرد والاحتلال والحرب التي لا تنتهي وآثروا تقديم كل نصرة لمخيمات الشمال السوري، إذ يتجلى فيهم قول الله تعالى في سورة الحشر : "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".

ورأى المغرد الحريري، أن حملة "بيت بدل خيمة" أثبت لكل من يحاول تفريق الشعوب والعزف على وتر القوميات والوطنيات الكاذبة أنه فشل وسيفشل لأن الشعوب العربية والإسلامية باتت تعرف حقيقة أن مصيرها واحد وأنها هي المستهدفة لمنعها من النهوض والتوحد.

وكتب آخر: "تضامن شعب فلسطين العظيم يثبت أننا كشعوب لا زلنا أمة واحدة وجسدا واحدا، مهما حاولت الأنظمة المجرمة العميلة أن تفرقنا. ما يحصل هو أفضل رد ممكن على مرتزقة الأسد وخامنئي وذباب الصهاينة".

فشل الأنظمة

وأشار ناشطون إلى إقبال الفلسطينيين على التبرع بشتى الطرق الممكنة، في حين فشلت أنظمة عربية في إنقاذ السوريين.

ونشر ملهم قدور، إعلانا للفلسطيني إياد زيتون يعرض فيه بيته بضاحية السلام للبيع لشراء بيوت للنازحين في المخيمات، قائلا: "ربح البيع.. لا كلمات تصف هذا الحال ولا نقول إلا تقبل الله".

ووجه المغرد عنان التحية لأهل فلسطين، مشيرا إلى أن نساء تبرعت بما تملكه من ذهب وبأموال كانت للحج والعمرة، وهناك من عرض بيته في القدس لبناء مساكن للسوريين.

ولفت أحد المغردين، إلى أن بلدات فلسطينية محتلة جمعت تبرعات وشعوب خليجية تعتبر "حرة" لا تقدر على جمع ريال واحد بسبب حكوماتها المطبعة مع المحتل، متسائلا: "من الآن المحتل ومن الحر؟.