مصير القرني.. مخاوف من تصفية أكاديمي سعودي في معتقلات ابن سلمان

12

طباعة

مشاركة

"لا نريد تكرار سيناريو الدكتور موسى القرني"، مخاوف أعرب عنها ناشطون على تويتر، بعد كشف جهات حقوقية عن نقل الأكاديمي السعودي المعتقل إبراهيم هائل اليماني، إلى زنزانة مشتركة مع مساجين "هددوه بالقتل مرات عدة".

السيناريو ذاته، سبق وتكرر مع الإصلاحي السعودي موسى القرني، الذي أعلنت وفاته في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إذ كشفت حينها منظمة سند لحقوق الإنسان عن تقارير طبية ووثائق تفيد بتعرضه للضرب على الوجه والرأس ما نتج عنه إصابات بليغة أدت لوفاته.

وقال رئيس المنظمة سعيد بن ناصر الغامدي، إن ولي العهد محمد بن سلمان، ومدير سجن ذهبان عادل الصبحي، تعمدا سجن القرني مع "جماعة متطرفة" ضربوه على وجهه حتى مات، رغم محاولات نقله مع كبار السن أو في العزل الانفرادي لأنه مهدد بالقتل.

تكررت الواقعة مع كبير إصلاحيي جدة سعود مختار الهاشمي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إذ كشفت جهات حقوقية عن وضعه في غرفة شديدة البرودة، بعد تعرضه للضرب والمعاملة القاسية والإهمال الطبي ومنع وصول الأدوية اللازمة له. 

وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، أعربت منظمة القسط لحقوق الإنسان، عن قلقها من احتمالية تعرض إبراهيم هائل اليماني، لما واجهه الإصلاحي الراحل موسى القرني من قتل متعمد داخل محبسه، مشيرة إلى أنها علمت عبر مصادرها الخاصة، عن تعريض حياة الأول للخطر.

وأوضحت أن اليماني كان قد أخطر إدارة سجن الحائر (جنوب الرياض) بالتهديد الذي تعرض له، وبالخطر الذي يتربص حياته، إلا أنّها تجاهلت شكواه.

كما أنها تجاهلت الخطاب الذي وجهه إليها، فيما تعرض سابقا للإهمال الطبي وتدهورت حالته الصحية كثيرا، وفق ما ذكر ناشطون وجهات حقوقية.

اليماني، كان ضمن حملة اعتقالات سبتمبر/أيلول 2017، التي شنها ابن سلمان بعد أشهر من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، وشملت الداعية السعودي سلمان العودة، والمفكر والباحث حسن فرحان المالكي، اللذين تطالب النيابة بإعدامهما.

كما أنه داعية إسلامي، حاصل على الدكتوراه في التشريع الجنائي وهو عضو الهيئة التدريسية في جامعة طيبة ومستشار قانوني في نفس الجامعة، وعضو في الجمعية الفقهية السعودية سابقا.

الناشطون أطلقوا حملة #أنقذوا_إبراهيم_اليماني، بهدف إنقاذه بعد ما كشف عن تعرضه للتهديد بالقتل، وحملوا السلطات مسؤولية سلامته، واعتبروا التقارير إنذارا مبكرا لتجنب مصير سابقيه. 

تأكيدات حقوقية

وشارك في الحملة ناشطون وجهات حقوقية كشفوا عن معاناة اليماني، وأعادوا نشر تفاصيل ما يتعرض له داخل محبسه.

القائمون على حساب معتقلي الرأي، رصدوا أبرز الانتهاكات التي تعرض لها اليماني في السجن، ومنها الإهمال الصحي المتعمد، حيث تدهورت حالته الصحية بشكل كبير دون أخذه للمستشفى، وتوفي والده ولم تمنحه السلطة إفراجا مؤقتا لحضور دفنه وأخذ عزائه.

ولفتت منظمة سند الحقوقية، إلى أن السجانين نقلوا اليماني، في زنزانة تحوي 4 أشخاص، كانوا قد هددوه بالقتل في وقت سابق.

وأوضحت مؤسسة ذوينا أن اليماني لم يحضر جنازة أبيه الذي توفي عام 2020، مؤكدة أن من حق المعتقلين المحكومين أن يفرج عنهم في الحالات الإنسانية القاهرة.

وأشارت الكاتبة نورة الحربي، إلى أن اليماني، سبق وأبلغ إدارة السجن عن التهديد الذي يتعرض له والخطر المحدق بحياته؛ إلا أنها تجاهلت مطالبه.

مصير القرني

فيما حذر ناشطون من أن يلقى اليماني نفس مصير موسى القرني، والمفكر والناشط الحقوقي السعودي عبدالله الحامد، الذي توفي داخل محبسه أيضا في أبريل/نيسان 2020، إذ أفادت جهات حقوقية عن تعرضه لجلطة دماغية وترك لساعات مغمى عليه في زنزانته قبل نقله لتلقي العلاج.

الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض عبدالله العودة، أعاد نشر بيان القسط، عما حدث لليماني، مشيرا إلى أن المنظمة تقرع ناقوس الخطر بسبب تقصد إدارة سجن الحائر تعريض المعتقلين وسجناء الرأي والضمير والعلماء للخطر.

واتهم إدارة السجن بمحاولة القتل البطيء ضدهم كما حصل مع عبدالله الحامد وموسى القرني، مشيرا إلى تعرض الشيخ اليماني لتهديد بالقتل عدة مرات بينما إدارة السجن تتجاهل كل نداءات الاستغاثة.

ونشر مقبول العتيبي، تأكيد صفحة معتقلي الرأي أن القرني بقي بعد ضربه الشديد وتهشم جمجمته أكثر من 9 ساعات داخل الزنزانة، دون أن تُسعفه إدارة السجن؛ رغم إخبارهم عن حادثة الضرب من قبل المعتقلين معه في نفس الزنزانة.

وأوضح الصحفي المعارض تركي الشلهوب، أنهم في سجن الحاير وضعوا الشيخ إبراهيم اليماني في زنزانة فيها 4 متطرفين، وهددوه بالقتل أكثر من مرة، وأبلغ إدارة السجن ولكنهم لم يستجيبوا له، قائلا: "يبدو أنهم يخططون لإعادة سيناريو الدكتور موسى القرني".

علم اليماني

وبرز حديث الناشطين عن مسيرة اليماني العلمية، مطالبين بالحرية له ولجميع المعتقلين داخل السجون السعودية.

ونشرت حنان العتيبي، إنفوجرافا أعدته صفحة معتقلي الرأي المعنية بالتعريف بالمعتقلين، كوثيقة تعريفية أكثر باليماني، تبين أنه اعتقل في 13 سبتمبر/أيلول 2017، ولديه عدة رسائل وتحقيقات علمية في مجالي اللغة والفقه، وحاصل على دكتوراه في التشريع الجنائي.

ويوضح الإنفوجراف أن اليماني، حاصل على ماجستير في أصول الفقه، وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة، ومستشار قانوني في جامعة طيبة، ومفت في المسجد النبوي سابقا، وعضو لجنة الطعون في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا.

وعن منجزاته الوطنية، رصد الإنفوجراف مساهمته بتعزيز القيم الأخلاقية والثقافية من خلال محاضراته ومواعظه، وساهم بالتوعية بدور الجامعات في رفد المجتمع بكوادر مثقفة وواعية، وخرج في عشرات الرحلات الدعوية والعلمية خارج المملكة.

وأثنى عضو رابطة علماء الأردن أسامة أبو بكر، على اليماني، قائلا: "أشهد الله أن هذا الرجل من خيرة من عرفت من أهل العلم والدعوة إلى الله، والاجتهاد في نصرة دين الله والمسلمين في كل مكان"، فيما طالب عمر عبدالله، بالحرية له.