تكرر تجربتها مع الصين.. هكذا تسعى إيران لتوسيع علاقتها مع روسيا

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة سبوتنيك الروسية، عن "جدية إيران" هذه المرة بالتفاوض بشأن ملف النووي وإرسال مفاوضين من كل التخصصات.

وتناولت النسخة الفارسية من الوكالة، في مقال للكاتبة الإيرانية شيوا آبشناس، الحديث عن رغبة إيران في الاستثمار الاقتصادي مع روسيا، مع وجود علاقات سياسية جيدة بين الدولتين.

وقالت الكاتبة: "وجدت جمهورية إيران الإسلامية في الجولة الجديدة من مباحثات فيينا بفريق متسع تضمن سائر الوزارات".

استئناف المفاوضات

واستأنفت الدول الكبرى، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، المفاوضات مع إيران في فيينا بشأن برنامجها النووي، بهدف العودة للاتفاق الذي جرى التوصل له عام 2015، وذلك بعد توقف استمر 5 أشهر.

غير أنه جرى تعليق تلك المفاوضات في 3 ديسمبر/كانون أول 2021؛ بسبب عدم قدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق.

وتطالب إيران برفع كامل للعقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كشرط للعودة للاتفاق السابق.

وانسحبت إدارة ترامب من ذلك الاتفاق عام 2018، قبل أن تفرض عقوبات مشددة على إيران.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قدمت طهران في فيينا مسودة على أساس المسودات السابقة من أجل رفع العقوبات.

وبين أن بلاده "لن تقبل ما يسمى باتفاقية خطوة بخطوة أو خطط مؤقتة".

وصرح سيد محمد حسيني، نائب رئيس الجمهورية للشؤون البرلمانية الخاصة بمفاوضات فيينا لمراسل سبوتنيك في طهران: "فريق المفوضين الخاص بجمهورية إيران في فيينا شامل ومتكامل للغاية، على عكس الجولات السابقة".

وهذه المرة يوجد خبراء في مناقشة القانون الدولي ضمن هذا الفريق من الأجهزة المختلفة، ومن وزارتي الاقتصاد والبترول، والبنك المركزي، والمجالات الأخرى المعنية بهذه القضية.

وبين أن هؤلاء عرضوا مواقف إيجابية خلال هذه الجولة، ولكن موضع النقاش الرئيس هو انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي، ورغبتها في العودة إليه. ومن أجل ذلك "يجب إلغاء العقوبات".

في الوقت الراهن تقدمت الأطراف الأوروبية بطلب العودة إلى عواصم بلادهم لأخذ المشورة في الأمر، لكن وجود الفريق الإيراني كان بكامل نفوذه وسلطته خلال هذه المباحثات.

وبينت الصحيفة أن الوفد الإيراني "يحمي مصالحنا القومية، وكذلك يراعي المبادئ المهمة من العزة، الحكمة، والسياسة الخارجية". 

ومع انطلاق المفاوضات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري "نواصل انخراطنا الجدي في المفاوضات، وعازمون على التوصل لاتفاق جيد يضمن حقوق الشعب ومصالحه".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن بلاده جادة في المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق جيد، واصفا المقترحات الإيرانية بأنها تتطابق تماما مع الاتفاق النووي وتفاهمات الجولات السابقة في فيينا.

ورأى الوزير أن المواقف "السلبية" للدول الأوروبية غير بناءة، وأنها ستؤدي إلى تعقيد الوضع وإبطاء مسار التوصل إلى الاتفاق، مضيفا "لم نتلق حتى اللحظة أي مقترح بناء للتقدم في المفاوضات".

دروس مستفادة

خلال العهد السابق استمر التفاوض ثماني سنوات، وبناء على ذلك فمن الطبيعي أن المفاوضات الحالية ستستغرق وقتا، وهذه المرة لن نتعجل في التصرف.

 أعلن في عهد الحكومة الثانية عشرة (في عهد الرئيس حسن روحاني) أن أي اتفاقية أفضل من عدم الاتفاق، ومن ثم تسبب هذا الأمر في وقوع بعض الأخطاء أثناء المفاوضات، "وعانينا من المشاكل، لكن سينجز هذا الأمر هذه المرة بشكل أكثر دقة ودراسة".

وأضاف مستكملا حديثه: "للأسف ارتبطت كل الإجراءات في الدولة بزمن الحكومة الثانية عشرة بالغرب، لدرجة أننا شهدنا ربطهم لاستيراد لقاحات كورونا بهذا الموضوع".

وبالتزامن مع بداية الحكومة الثالثة عشرة وأنشطة رئيس الجمهورية الحالي إبراهيم رئيسي، استطعنا بشكل شخصي أن نستورد كمية كبيرة من اللقاحات بالتعاون مع المؤسسات المختلفة.

 فعلى سبيل المثال فيما يخص مسألة بيع البترول إذا تم رفع الاحتكار، فهناك بعض المجموعات التي يمكنها أن تقدم على بيعه وتقدم لنا المساعدة في هذا الطريق.

العديد من الإيرانيين خارج الدولة، وحتى بعض الدول مستعدة للاستثمار في مشاريع جمهورية إيران الإسلامية، وإفساح المجال لها.

وأوضح النائب البرلماني لرئيس الجمهورية استكمالا للحديث عن العلاقات مع موسكو: "أصبحنا عضوا دائما في منظمة شانغهاي للتعاون، وهذه الفرصة سهلت لنا التعامل أكثر مع الدول المختلفة أعضاء هذه المنظمة، ومن ضمنهم روسيا".

العلاقة السياسية بين إيران وروسيا جيدة للغاية، لكن من الناحية الاقتصادية ليس هناك مستوى تعاون بالشكل المتوقع للأسف، وفق الصحيفة.

وقال النائب: "نأمل أن يزداد مستوى التعاون الاقتصادي في المستقبل، وكما جرى الاتفاق على خطة إستراتيجية مستمرة لخمسة وعشرين عاما مع الصين، سيكون هناك خارطة طريق مثلها مع روسيا لكي يتم حل مخاوفنا، وتسود ظروف أفضل في البلاد".

وتابع: "من حسن الحظ أننا شهدنا قبول النقاش حول عبور الغاز بين تركمانستان، إيران، وأذربيجان، والذي يمكنه أن يؤدي إلى نتائج جيدة داخل الدولة".

وكذلك وقعت خطوات جيدة في مجال الأنشطة الاقتصادية مع باكستان؛ لأنها سوق متسعة بالنسبة للمنتجات الإيرانية.

وأردف النائب: "لا يجب أن نتأخر (حتى نرى) ما الإجراءات التي سيتخذها الأوروبيون، ولا نضع اقتصادنا كشرط، بل يجب أن ننجز ما علينا، وأن نستفيد من حجم دول الجوار بأفضل شكل ممكن".

وأكد سيد محمد حسيني ضمن حديثه على أنه من المقرر أن ينشط القسم الاقتصادي لوزارة الخارجية الإيرانية، وأن يباشر الوزراء عملهم بنظرة اقتصادية.

وقال: "يجب أن يكون هناك رؤى تجاه كل الدول وكذلك الأمور المهمة مثل مسألة اللقاح، بحيث يتم إنجاز الأمر عن طريق إعداد لجنة نشطة فعالة تتخذ إجراءات سريعة لازمة لاستيراده". 

وأنهى حديثه قائلا: تعتقد الحكومة والبرلمان في وجوب اتساع العلاقات والتعاملات، حيث إن إحدى مشكلاتنا للأسف تتعلق بالمحاصيل الزراعية، والتي تظل في يد المزارعين، ولا نستطيع تصديرها إلى الأسواق العالمية.

وواصل: "لدى وزارة الزراعة خطط جيدة في هذا المجال، وجرى تجهيز متطلبات العمل الأساسية خلال التعاملات السابقة لكي نصبح ذوي نشاط وفاعلية".