"صمت العارف".. اتهامات لحمدوك بالتورط في قمع المظاهرات بالسودان

12

طباعة

مشاركة

تتواصل المظاهرات المطالبة بالتغيير خلال ديسمبر/كانون الأول 2021 في السودان الذي يواجه اضطرابا بين القوى المدنية والعسكرية تعمق أخيرا بعد انقلاب رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين في 6 ديسمبر/كانون الأول، عقب تظاهرة في ذات اليوم أن الاحتجاجات ستستمر "حتى هزيمة الانقلابيين وتقديمهم للمحاكمات العادلة على ما اقترفوه بحق شعبنا الصابر من جرائم ومجازر، وحتى تنصيب سلطة الثورة والشعب النابعة من القوى الثورية والمؤمنة بالتغيير الجذري وأهدافه".

وعلى إثر انقلاب البرهان على القوى المدنية وبعد ضغط دولي، عقد اتفاقا سياسيا مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تضمن 14 بندا تتعلق بالوثيقة الدستورية والشراكة بين العسكر والمدنيين وأن يكون مجلس السيادة هو المشرف على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية، وهو ما قوبل برفض واسع.

وفي الفعالية الأخيرة، فرقت الشرطة السودانية تظاهرة قرب القصر الرئاسي بالخرطوم بالغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة 15 شخصا، بينهم 3 إصابات في الرأس بعبوة غاز مسيل للدموع وجميعها مستقرة.

وتعرض محتجون في "شارع الستين" شرقي الخرطوم لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من قبل مجموعة مدنية غير محددة الهوية، الأمر الذي دفع ناشطين على تويتر لاتهام المجلس العسكري بمحاولة جر الثورة السلمية للعنف.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #مليونية6ديسمبر، #ديسمبر_الثورة_مستمرة، اتهموا السلطة السودانية بإنزال مسلحين بالأسلحة البيضاء للهجوم على متظاهري شارع الستين، ناقلين شهاداتهم على محاولات المنفلتين تهديدهم بالأسلحة البيضاء وإجبارهم على الانسحاب من الفعاليات.

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو تظهر الحشود التي شاركت في "المليونية" حسب وصفهم، وتظهر المتظاهرين يرفعون لافتات مكتوب عليها عبارات مناهضة لحكم العسكر، ومعلنة رفضهم للاستسلام، واستمرارهم في فعالياتهم حتى تسليم السلطة للمدنيين.

شهادة الثوار

ونقل الناشطون شهادتهم عما حدث في شارع الستين، مستنكرين على رئيس الوزراء صمته على قمع مظاهراتهم وعدم دعمه للثوار المطالبين بمدنية الدولة.

وأوضحت الصحفية داليا الطاهر أن 5 أشخاص ترجلوا من باص الوالي فى شارع الستين، وبحوزتهم أسلحة بيضاء، في قطعة ملفوفة وعندما وصلوا لتجمع الثوار انضم لهم أشخاص من الموكب وقاموا بتهديد الثوار وطلبوا منهم الرجوع للمنزل.

وأعادت المغردة العدية، نشر تغريدة داليا الطاهر، قائلة إن شهوة هؤلاء الشياطين البشرية للقتل وتعطشهم لإراقة الدماء تجعل الشيطان نفسه في حيرة، مشيرة إلى أنهم انتقلوا من الرصاص والمدافع إلى القنابل الغازية والصوتية ثم الأسلحة البيضاء.

وأضافت: "لو المجتمع الدولي لا يرى خسة أفعالكم يا أراذل البشرية فهل الله الذي تدعون أنه وجنته حصر عليكم لا يراكم!".

وقال صاحب حساب "ترند السودان"، إن سكوت حمدوك على قمع الثوار واستخدام العسكر ضدهم لأساليب شيطانية كتجنيد عصابات المتفلتين حاملي الأسلحة البيضاء للتعدي على مواكب الثوار، إنما هو صمت العارف المشارك المتورط في كل قطرة دم سالت وتسيل بعد اتفاق 21 نوفمبر/تشرين الثاني.

وبث القائم على حساب "القوى الداعمة للجان المقاومة"، مقطع فيديو لروايات المشاركين في الفعاليات الثورية بشأن محاولات جر الثورة للعنف، واتهامهم للمجلس العسكري بالوقوف وراءهم.

تمسك بالثورة

وأعلن ناشطون تمسكهم بالثورة ومواصلتهم النزول للشوارع حتى تحقيق أهداف ثورتهم، مستدلين على قدرتهم على الصمود بإطاحتهم بالرئيس السابق عمر البشير وقدرتهم على إزاحته في 2019.

شعبان أحمد العجيلي، أكد أنه لا بديل عن الدولة المدنية، مشيرا إلى أن الشعب السوداني يواصل نزوله إلى الشارع، لتحقيق أهداف ثورته، التي أطاحت بنظام البشير، رفضا لكل محاولات الالتفاف عليها من قبل العسكر.

وأشار حسن نور الدايم، إلى أن المجتمع الدولي فرض الواقع الانقلابي (البرهان، حمدوك) على القوى السياسية على أن يتم احتواء رد فعل الشارع بسياسة القطيع، مؤكدا أن رفض الشارع وإصراره على موقفه سيغير الكثير في المشهد.

وأكد عظيم عبد الله أن الكتلة الداعمة للديمقراطية في السودان أصبحت تكبر مع تصاعد المد الثوري ويعلنون عن مشروع قانون لإنزال عقوبات على العسكر والمليشيات.

"ولكن حمدوك يقف درقة دون ذلك، بحجة أن الحكومة الحالية يقودها مدنيون في شخصه هو وأن الحكومة تعمل بتناغم لأجل العبور بالمرحلة!!"، وفق تعبيره.

ثناء على الثوار

وحيا ناشطون نضال ثوار ديسمبر/كانون الأول 2019، معلنين تأييدهم لهم والثناء على صمودهم.

الصحفي مناضل عبدالله، نشر صورة لأحداث الثورة تضم رسالة تقول "الأزمة السياسية والتوترات والحروب الأهلية والانقلابات العسكرية وقمع الحريات هو الشيء الوحيد الذي ظل ثابتا في هذه البلاد منذ الاستقلال وهو مرض سيستأصله الديسمبريون".

وأثنى المغرد مصعب على ثبات الديسمبريين نسبة للمشاركين في فعاليات شهر ديسمبر/كانون الأول، قائلا: "الشعب أقوى والردة مستحيلة".

وأكد عابدين يوسف أن الديسمبريين أناس لا يخافون الموت، ولا يهابون أحدا يعشقون هذا الوطن أكثر من أنفسهم.

ونشرت آمنة موسى صورة للمشاركين في فعاليات الأمس أثناء توقيعهم على لافتة الحضور الثوري.