السيسي "يشجعهم".. هكذا يمهد النظام المصري طريق المسيئين لنبي الإسلام

12

طباعة

مشاركة

"إلا رسول الله".. جملة استثنائية "تحذيرية" بات المسلمون يرددونها بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستنكارا لتكرار التطاول على الذات الإلهية ومقام النبي الكريم والثوابت والقيم.

الكاهن المصري السابق زكريا بطرس، المقيم في أميركا، تداول ناشطون على "تويتر" مقطع فيديو له، منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يتعرض فيه بطريقة ساخرة إلى الدين الإسلامي ورسوله الأكرم، وينعته بألفاظ قبيحة على إحدى القنوات المسيحية.

ولليوم الثالث على التوالي، يواصل الناشطون مطالبتهم بمحاسبة بطرس عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #زكريا_بطرس، #عاقبوا_زكريا_بطرس، #إلا_رسول_الله، معربين عن غضبهم من الإساءة للنبي محمد.

ونددوا بزج النظام المصري العلماء والمثقفين وأصحاب العلم والباحثين في مقارنات الأديان داخل السجون، وترك الساحة فارغة للمتطاولين على الإسلام ورموزه وغض الطرف عنهم وعدم معاقبتهم أو تقديمهم للمساءلة وملاحقتهم دوليا.

وطالب ناشطون بإطلاق سراح المعتقلين وأصحاب الرأي كافة، وفتح المساحات الإعلامية لهم للرد على المسيئين للدين الإسلامي، مستنكرين تبني إعلام النظام المصري لبيان الكنيسة الذي تبرأت فيه من بطرس، دون المطالبة بمحاكمته أو ملاحقته.

واتهموا رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بتمهيد الطريق لأمثال بطرس، للتطاول على الإسلام والمسلمين، وازدراء الرسول، من خلال دعوته لمراجعة العقيدة، وعدوا الصمت على هذه القضية "عارا وذلا".

وحذروا من أن ترك القضية بلا محاسبة، سيفتح الباب لمن هم على شاكلة بطرس، تماديهم وازدرائهم للمسلمين ومعاداتهم له وإساءتهم دون مبالاة، مستنكرين الصمت المطبق من قبل حكومة النظام المصري وحكام الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدينية.

الكنيسة المصرية تبرأت عبر بيان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من بطرس، الذي دأب على سب الإسلام والمسلمين والطعن في القرآن الكريم، قائلة إن صلتها انقطعت به منذ 18 عاما، وأنها ترفض أساليب الإساءة والتجريح؛ لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة.

وأوضحت أنه "كان كاهنا بمصر، قدم تعليما لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية وتم وقفه لمدة، ثم تم نقله لأستراليا بعد اعتذار، ثم إلى المملكة المتحدة، وعاد يقدم تعليما غير أرثوذكسي أيضا، واجتهدت الكنيسة في تقويم فكره".

فيما نشرت صفحة الأزهر الشريف، منشورا على "فيسبوك"، يتحدث فيه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن شواهد التاريخ الناطقة بـ"هلاك المستهزئين بالنبي".

تشجيع السيسي

ورأى ناشطون أن رئيس النظام المصري وسياساته التي ينتهجها هي التي جرأت زكريا بطرس ومن هم على شاكلته على الإساءة للرسول، وأنه أساء الأدب لأنه أمن العقوبة ويعرف أنه تحت حماية السيسي، محملين الإعلام المصري المسؤولية.

الناشط السعودي المعارض عبد الله الغامدي، أكد أن "هذا النكرة لم يكن ليتجرأ على أفضل الأنبياء ﷺ وخاتم المرسلين وسيد بني آدم وصاحب الشفاعة الكبرى يوم القيامة إلا لأنه يعيش تحت حماية السيسي عدو الله ورسوله".

وتساءل المغرد محمد سامي: "لماذا السلطات المصرية لا تحاسب زكريا بطرس في مصر؟، لماذا السيسي صامت وهو يسمعه ليل نهار يسب النبي محمد ويتهجم عليه وعلى القرآن الكريم؟". فيما أشار المغرد عواد، إلى أن "السيسي مهد الطريق لطرس للتطاول على الرسول، عندما قال يجب مراجعة النظر في العقيدة". وحمل فراس نوافلة، إعلام السيسي الذي روج للالتزام دينيا أنه تهمة وأطلق على كل من يخالفه الرأي اسم (إخوان) وأعطى كامل الحرية بمهاجمة الدين ونشر الفسق، كامل المسؤولية وراء ظهور زناديق أمثال إبراهيم عيسى وزكريا بطرس وتطاولهم على الإسلام والرسول الكريم".  وقالت الناشطة دعا عيد البنا، إن "كل الإعلام مش مهم عندهم سب النبي عليه الصلاة والسلام المهم أنهم يوضحوا أن الكنيسة بريئة من بطرس، مستنكرة عدم مطالبة أحد بمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، أو وضعه على قائمة الإرهاب لأنه يثير فتنة طائفية".

صمت مستنكر

واستهجن ناشطون الصمت العربي والإسلامي على إساءة بطرس وعدم اتخاذ حكام الدول العربية والإسلامية مواقف قوية ورادعة ضده، مطالبين بمحاكمته وملاحقته دوليا.

واستنكر الناشط هشام الحلواني، "عدم اتخاذ أي من الدول العربية والإسلامية أي إجراء ضد تجاوزات بطرس في حق الرسول"، متسائلا: "أين أنتم يا حكام المسلمين ولا هو اسم وخلاص؟".

وتساءل آخر: "إلى متى يستمر الصمت العربي؟ إلى متى يا حكام العرب؟ إلى متى يا مسلمين؟"، مضيفا: "لو سب أحد الحكام العرب لقامت الدنيا كلها، والله لتسألن عن دفاعكم عن النبي محمد، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل حكام العرب".

وتهكم آخر قائلا: "أن تسب الحكام فهذا جرم لا يغتفر، أما أن تسب النبي صلى الله عليه وسلم فلا حس ولا خبر!؟  أي دين يدين به هؤلاء القوم؟!"

وطالب مغرد باسم "محمد"، جميع المحاكم الدولية بمعاقبة "اللعين بطرس لتطاوله على رسولنا الكريم رسول التسامح وهادي الكون كله إلى الصراط المستقيم"، قائلا: "علمنا رسول الله احترام كل الأديان فأين العالم من كلام هذا اللعين وأين قانون ازدراء الأديان، أين كل ذلك؟"

باحثون معتقلون

وذكر ناشطون بدعاة وباحثين ومحاضرين أصحاب علم متخصصين في مقارنة الأديان، معتقلين حاليا في سجون النظام المصري، حيث كان منهجهم الرد على أمثال هذه الإساءات بالحجة والأدلة ومقارعة الآخر بموضوعية ومناظرته بالعلم ورد الشبهات.

الناشطون برز حديثهم بقوة عن أحمد سبيع، صاحب قناة "البينة" المعنية بمقارنة الأديان ورد الشبهات، مشيرين إلى أن نظام السيسي اعتقله تحت مسمى "ازدراء الأديان"، بطلب من الكنيسة، لأن كثيرا من النصارى أسلموا على يده خلال سنة واحدة دون أن يُسيء لعقيدتهم.

"الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام" نشرت صورة تجمع الباحثين المشار إليهم، أبرزهم أحمد سبيع وحسام أبو البخاري، وأيمن عبدالرحيم، وخالد حربي، مؤكدة أنهم كانوا دائما وأبدا يحملون هم الأمة والدين.. يدافعون عن نبيهم.. ويقتفون أثره.. ويعلمون الشباب سنته وهديه.

أستاذ التاريخ والباحث والكاتب في الشؤون الدولية، محمد ضاهر العريفي، نشر صورة سبيع، معلقا عليها بالقول: "لأنهم عجزوا عن مقارعته بالحجة وخوفا من أن يسلم بقية النصارى الموجودين في مصر فلا يجد الكهنة والقساوسة مصادر رزقهم قاموا بسجن هذا الشاب المهذب الذي يناقشهم بالحجة والدليل والبرهان". وتساءل عبد الله القادري: "هل من العدل أن يُعتقل أحمد سبيع لأنه يرد على النصارى بالحجة.. ويكون هذا الشخص (بطرس) حرا رغم أنه يتطاول على أكرم الخلق وأعظمهم وأشرفهم؟!"، داعيا "اللهم فرج هم عبدك أحمد واجعل له مخرجا وأرفع الظلم عنه وأجبر يا الله بالمنكسر قلوبهم، فحسبنا أنها دنيا وبعدها فالكل موقوف ومسؤول!". وانتقد الناشط فهد الزهيري، سجن "سبيع" ظلما، فقط لأنه "دعا إلى الإسلام، أما من يشتم نبينا عليه الصلاة والسلام ويتجاوز على ثوابتنا فهذا لا يُمس". ورأى مغرد بحساب "طلعت زمان"، أن "أكبر رد على بطرس هو إخلاء سبيل سبيع وترك له المساحة الكاملة للرد على هؤلاء المرتزقة"، مؤكدا أن "سبيع لديه الاستعداد الكامل لعمل مناظرة أعداء الدين أمام العالم وأولهم بابا الفاتيكان، وأتحدى لو كان يجرؤ شخص منهم على مناظرته".