التطبيع مقابل الرئاسة.. ناشطون ينتقدون معادلة حفتر للوصول إلى عرش ليبيا

12

طباعة

مشاركة

بعدما خسر معظم أوراقه في الداخل، بدأ اللواء الانقلابي الليبي خليفة حفتر تقديم الولاء والطاعة للكيان الإسرائيلي من خلال نجله صدام، وذلك استباقا للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

صدام الذي ينظر له على أنه وكيل لوالده، كشفت وسائل إعلام أميركية وبريطانية وإسرائيلية خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أنه زار تل أبيب على متن طائرة أقعلت من دبي، حاملا رسالة من أبيه يطلب فيها مساعدة إسرائيل سياسيا وعسكريا مقابل إقامة علاقات دبلوماسية مستقبلية معها.

ويبدو أن حفتر يتبع نفس خطا الدولة التي تشير تقارير عربية ودولية إلى أنها تدعمه بقوة، وهي الإمارات التي وقعت في العام 2020 اتفاقا للتطبيع مع إسرائيل، وتبعتها في نفس الخطوة البحرين والمغرب والسودان.

وسبق أن تحدثت تقارير  بحثية وإعلامية عن تدريب ضباط إسرائيليين لمليشيات حفتر، وتزويد الإمارات لهم بأنظمة "دفاع صاروخية" إسرائيلية لمواجهة الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الحكومي.

ونشرت تباعا الكثير من الأخبار التي تكشف العلاقة السرية بين حفتر وإسرائيل، سواء المباشرة أو غير المباشرة، والتي يبدو أنها تتسارع مع قرب الانتخابات وخسارة القائد المتقاعد حربه على العاصمة طرابلس التي شنها في 2019.

ناشطون استنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم "#صدام_حفتر"، و"#حفتر" هرولته إلى الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدين أنه "مجرد عميل صهيوني وتابع إلى وليي عهد السعودية محمد بن سلمان وأبوظبي محمد بن زايد".

واتهموا ما أسموها "دول محور الشر" بمساندة حفتر ودعمه سياسا وعسكريا وماليا، معتبرين موقفه الأخير دلالة على أن إسرائيل قادت الثورة المضادة ضد الربيع العربي.

ورقة التطبيع

وندد ناشطون بإغراء حفتر إسرائيل بورقة التطبيع مقابل حمايته وإيصاله إلى الرئاسة ودعمه في الانتخابات ومساندته سياسيا وعسكريا.

الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، أشار إلى أن خليفة حفتر يستخدم ورقة التطبيع مع الاحتلال مقابل حصوله على الدعم في الانتخابات المقبلة، عقب وصول ابنه صدام لفلسطين المحتلة، عارضا لأول مرة الاعتراف بـ"إسرائيل" إن وفرت لوالده الدعم العسكري والدبلوماسي للوصول إلى السلطة.

ولفت موسى بن أبي غسان الغرناطي، إلى أن حفتر يرسل نجله إلى فلسطين المحتلة لطلب العون من الصهاينة، طالبا دعمه للقضاء على الثورة وحكم ليبيا عمر المختار نظير التطبيع والسير في ذيل القطيع، متسائلا: "هل يقبل الشعب الليبي المسلم أن يحكمه أمثال هؤلاء الأزلام والأقزام؟!!".

وكتب عمر الفوزان: "قال لي أن صدام ابن الطاغية مجرم الحرب خليفة حفتر يزور المحتل الصهيوني، قلت له أي عربي ناقص لا يثق بنفسه يعتقد أن شرعيته في الانتخابات القادمة بليبيا لا تتأتى إلا عبر المحتل الصهيوني كي يكسب رضا أصدقاء المحتل الصهيوني الظلمة للحقوق الفلسطينية".

وقالت المحامية أمل توفيق إن حفتر وزبانيته والمطبعين العربان الأندال الحفاترة العرب يلعقون أحذية الصهاينة لحماية مؤخراتهم وعروشهم الرمة المنتنة والصهاينه مش قادرين يحمو مؤخراتهم من صواريخ القسام، وفق وصفها.

"محور الشر"

وألمح ناشطون إلى دور دول محور الشر في دعم ومساندة حفتر، وإيعازهم له بتطبيع علاقته مع إسرائيل، معتبرين ما تكشف عن مقترح صدام والرسالة التي حملها إلى إسرائيل بعد مروره على دبي، فاضحا للمحور المساند له.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، نشر الخبر من صحيفة التايمز، قائلا إنها معلومات مهمة لليبيين، والأهم أنها تعزز فضائح محور صار يجاهر بفضائحه.

محمد العناسوه، قال إن الوصول إلى تل أبيب عبر الإمارات وهو جزء من توسيع حفتر لقاعدة دعمه وسط الضغوط التي يواجهها، وإسرائيل ستغير اللعبة بالنسبة له فهو المرشح المثالي (لإسرائيل و #الإمارات) وكلاهما يتفقان على الرؤية الأيديولوجية للمنطقة.

وأشار الصحفي الفلسطيني محمد الشريف، إلى أن حفتر مدعوم من دول الانقلابات والثورات المضادة وعلى رأسها مصر، ويربطون مصيرهم بالاحتلال ويدوسون على رقاب شعوبهم تقربا إليها.

الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، رأى أن قصة زيارة نجل حفتر إلى إسرائيل، وطلبه دعم تل أبيب له في الانتخابات الرئاسية المقبلة فى ليبيا تكشف عن تفاهمات دولية وإقليمية باستبدال حفتر الأب بنجله (صدام) الابن، مقابل تجميد قضايا ضد الأب بأميركا ودفع التطبيع، مضيفا: "يبدو أن هذا (حل وسط) يهرولون لتل أبيب لكي تتبناه وتنفذه".

جرائم حفتر

ونشر الكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة، صورة للواء المتقاعد وهو يمسك بالمصحف، وعلق عليها قائلا: "بعد أن ضمن دعم الإسرائيليين ليكون رئيسا لدولة ليبيا لبس خليفة حفتر ثوب الإسلام، وراح يطبق نصائح وتوجيهات جهاز الموساد الإسرائيلي!".

وأكدت عائشة أن حفتر مجرم حرب مثله مثل بارونات الحرب وقادة المليشيات في المنطقة الغربية، معتبرة من لا يعترف بهذا إما أحمق أو شريكا في الجرائم أو وغدا مستفيدا بالوضع.

وتساءلت: "لماذا لم تفتح أي جهة حكومية أو غير حكومية.. قضايا ضدهم أمام المحاكم الليبية؟!".

وأشارت سارة الغامدي إلى أن المجرم حفتر حلمه الوحيد أن يجلس على (كرسي الحكم) في ليبيا مهما كلف الأمر، لافتة إلى أنه قتل الآلاف ودمر بلاده، وما زال يحلم بالكرسي حتى لو فتح ليبيا للصهاينة المجرمين قتلة الأنبياء والرسل.

وتهكم المحلل السياسي محمد أسعد التميمي قائلا: "يجب تغيير نص المادة الموجودة في دساتير الدول العربية المهرولة إلى التطبيع التي تنص على أن الشعب مصدر السلطات إلى أن إسرائيل هي مصدر السلطات".

وأشار المغرد العامري إلى أن إسرائيل دائما تبحث عن الجيفة فى الرجال، قائلا إن حفتر من تحالف مع قوة الشر ضد الليبيين أنفسهم ها هو يتحالف مع اليهود من أجل منصب الرئيس.