رعد شاكر.. طبيب عراقي قادته نجاحاته لوسام الإمبراطورية البريطانية

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد مسار حافل في مجال الطب، حصل العالم العراقي الطبيب رعد شاكر، على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة "قائد" بنسختها المدنية، وهي رتبة فائقة الامتياز أنشأها الملك جورج الخامس في 4 يونيو/حزيران 1917، ويتضمن هذا الوسام خمس طبقات للعسكريين والمدنيين على حد سواء.

ويتدرج الوسام الإمبراطوري بالشكل التالي؛ "فارس الصليب الأكبر أو سيدة الصليب الأكبر، الفارس القائد أو السيدة القائد، القائد، الضابط، العضو"، وتسمح الدرجتان العليتان فقط بالانضمام إلى منظومة الفروسية، وبهذا يحق للرتباء حائزي هذا الوسام استعمال لقب فارس ولقب سيدة قبل أسمائهم.

مفخرة للعرب

تكريم الطبيب العراقي رعد عبد الوهاب شاكر (73 عاما) بوسام الإمبراطورية البريطانية، جاء لخدمته في مجال الطب والعلاقات الطبية الدولية، والذي سلمه له شخصيا ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز نيابة عن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.

وهنأت سفارة بغداد لدى لندن، في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021 الطبيب شاكر لحصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية، حيث جاء في البيان أنها "تتقدم بالتهنئة للطبيب العراقي اختصاصي أمراض الأعصاب الدكتور رعد شاكر لحصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية".

وأضافت "السفارة تعبر عن فخرها واعتزازها بهذا التكريم الكبير الذي يستحقه الدكتور بجدارة، وإنها تشيد بجهود جميع الكفاءات العراقية ودورهم العلمي والإنساني في خدمة البشرية لما يقدمونه من صورة مشرقة لبلدهم".

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، صدرت عن القصر الملكي البريطاني (بكنغهام) قائمة التكريم التي تضم أسماء الأشخاص الذين قاموا بأعمال جليلة وإضافات نوعية في مجال اختصاصهم .

وكان من بين المكرمين في قائمة رأس السنة لعام 2020، الدكتور شاكر الطبيب الأخصائي في مجال علم الأعصاب في كلية إمبيريال-لندن.

وفي تهنئة بهذه المناسبة من الطبيبين العراقيين، سوسن العساف، وسعد ناجي جواد، أكدا فيها أنه "يسجل للدكتور شاكر أنه رغم بلوغه هذه المكانة، فإنه كان حريصا دائما على فعل ما يمكن فعله في خدمة إخوانه من أبناء الوطن العربي، ولم تجعله المكانة التي وصل إليها من التوقف عن التفكير بهموم شعبه وأمته".

وذكرت التهنئة التي نشرت مباشرة بعد إعلان قائمة المكرمين، أن "الدكتور شاكر يستحق هذا التكريم بجدارة، وكذلك الزملاء العراقيون والعرب والمسلمون الذين حصلوا على نفس التكريم، وأنهم بحق مفخرة للعراق وللأمتين العربية والإسلامية".

وأضافا: "تبقى غصة في القلب أن يأتي هذا التكريم من غير دولهم التي أنجبتهم وعلمتهم ومنحتهم الشهادة التي تؤهلهم للعمل في كل أرجاء العالم، ونتمنى أن يكون هذا التكريم حافزا لجيل الشباب لكي يحذوا حذو آبائهم وأساتذتهم".

طبيب مخضرم

ولد شاكر في العاصمة العراقية بغداد عام 1948، يرأس منذ 12 عاما قسما يضم اختصاصات جراحة الجملة العصبية وطب العيون والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرقبة في مستشفى "إمبريال هوسبيتل" غرب لندن، ويعمل تحت إشرافه 110 أطباء بريطانيين.

وتخرج عام 1971، في كلية طب بغداد استشاريا في طب الأعصاب، ثم انتقل الدكتور شاكر للعمل في الشرق الأوسط، حيث شغل منصب العميد الأكاديمي لكلية الطب الجديدة في الكويت في ذلك الوقت، وقضى أيضا عاما واحدا كطبيب، أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين.

وكذلك عمل الدكتور شاكر محاضرا في كلية الطب بجامعة "هارفارد"، وفي مستشفى ماساتشوستس العام بمدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية.

بعدها عاد الدكتور شاكر إلى المملكة المتحدة للعمل كاستشاري أعصاب في مدينة ميدلسبره، وفي عام 1995 ارتقى إلى منصبه الحالي كرئيس لقسم طب الأعصاب في مستشفى "تشارينج كروس" بلندن.

على مر السنين، أبدى اهتماما بالتهابات الجهاز العصبي المركزي وعلم الأعصاب المدارية، مع نشر أوراق عن الصرع وعدوى الجهاز العصبي المركزي، وربما لا يزال العمل على "داء البروسيلات" (الحمى المالطية)، الورقة الأكثر استشهادا بها على نطاق واسع حول المضاعفات العصبية للمرض.

نشر كتاب الدكتور شاكر الأول عن علم الأعصاب الاستوائية عام 1996، ووضع هذا الموضوع على جدول أعمال طبيب الأعصاب في جميع أنحاء العالم، وأتبع ذلك بكتاب ثان عن علم الأعصاب الاستوائية أيضا عام 2003.

للدكتور العراقي انتساب دولي مع "ILAE" (الرابطة الدولية لمكافحة الصرع) كعضو في لجنة التعليم الخاصة بهم، وكذلك مشاركة طويلة الأمد مع الاتحاد العالمي لطب الأعصاب.

شاكر كان قد انتخب رئيسا للاتحاد الدولي لأطباء علم الأعصاب لمدة أربع سنوات، بعدما اختير أمينا عاما لهذه المنظمة لمدة ثماني سنوات قبل ذلك، اعترافا من أطباء العالم في هذا المجال بمكانته وكفاءته ودوره في تطوير هذا الاختصاص.

مسيرة حافلة

الدكتور شاكر له سيرة مهنية حافلة بدأها منذ تخرجه في كلية الطب ببغداد، حيث تولى مسؤولية دار الطب، مستشفى المدينة الطبية التعليمي في بغداد (1971-1972). وكذلك كان كبير المسؤولين الطبيين في المستشفى ذاته (1972-1974).

وكان المسجل الطبي لأمراض الأعصاب في المستشفى التعليمي بالمدينة الطبية في بغداد (1974-1975)، وزميلا باحثا في جامعة غلاسكو (1975-1977) ومسجل أمراض الأعصاب في الجامعة ذاتها (1977-1980)، وحصل على عضوية الكلية الملكية للأطباء (1979).

وعمل للفترة من 1980 إلى 1990 في الكويت بالمجال الأكاديمي، ثم انتقل بعدها إلى لندن وعمل استشاريا لطب الأعصاب في مستشفى تشارينغ كروس بلندن، ورئيس الخدمات في مستشفى تشارينغ كروس (2005-2015)، ومحاضرا أولا بكلية الطب في إمبريال كوليدج (1990).

وكذلك كان عضوا مشاركا في الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب (1984) إضافة إلى أنه عضو الأكاديمية الأميركية لعلم وظائف الأعصاب السريري 1986، ومستشار الكليات الملكية الإقليمية للأطباء (RCP) لطب الأعصاب شمال غرب التايمز لندن، وأمين الصندوق العام للاتحاد العالمي لطب الأعصاب (2007-2014).

رئيس الاتحاد العالمي لطب الأعصاب (2014-2017) وكذلك رئيس المجموعة الاستشارية لموضوعات منظمة الصحة العالمية حول اضطرابات الجهاز العصبي، التصنيف الدولي الحادي عشر (2009 - 2019)، ورئيس جمعية علوم الأعصاب بجنوب إنجلترا (2018)، وكذلك ممثل منظمة الصحة العالمية 2019، وزميل الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب.

وتقلد الدكتور شاكر، العديد من المناصب الفخرية، منها، زميل فخري في الأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب، زميل فخري في الجمعية اليابانية لطب الأعصاب، زميل فخري في الأكاديمية الهندية لطب الأعصاب، زميل فخري في الأكاديمية السريلانكية لطب الأعصاب.