مفروش بـ"البكيني" والخمور.. هكذا يرى ناشطون طريق ابن سلمان إلى العرش

بلغ الانفتاح في السعودية مدى لم يكن متوقعا، حيث سمحت السلطات بالاختلاط وارتداء المايوه "البكيني" على شاطئ بيور بيتش بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تقع على بعد 125 كلم جنوب جدة غربي البلاد.

وفي الشاطئ الذي افتتح في أغسطس/آب 2021، لا تفرض السلطات أي نوع من القيود على الرواد، حيث تقام هناك حفلات ليلية راقصة يتخللها تقديم مشروبات كحولية و"شيشة"، ولا يتأكد القائمون على الشاطئ من وجود صلة قرابة أو زواج بين الجنسين، وفق تقارير.

ناشطون أجمعوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #البكيني، #في_عهد_بن_سلمان، #السعودية #موسم_الرياض، على أن ما تشهده المملكة نتاج لسياسات الانفتاح التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ويساعده في ترسيخها رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.

وأعربوا عن رفضهم واستيائهم مما وصلت إليه المملكة من تغريب وانسلاخ عن أعرافها وقواعدها المجتمعية وانحلال أخلاقي وديني، متوقعين أن يكون ذلك مقدمة لما سيشهده موسم الرياض من افتتاح حلقة جديدة من الفساد الذي يريده ابن سلمان وآل الشيخ.

تغريب مرفوض

وأشار ناشطون إلى أن تغريب المجتمع السعودي وإفساده هو الطريق الوحيد لبقاء ابن سلمان في الحكم والحفاظ على الدعم الغربي له، لافتين إلى أنه بدأ في تنفيذ مشروعه التغريبي منذ وصوله إلى ولاية العهد، بالزج بالعلماء والمصلحين في السجون لتجنب أي مقاومة لمخططه.

أزمة السماح بالبكيني في المملكة، أثيرت مطلع أغسطس/آب 2017، حين أعلنت المملكة إطلاق مشروع سياحي ضخم، بتحويل 50 جزيرة ومجموعة من المواقع على ساحل البحر الأحمر إلى منتجعات سياحية، خاضعة لقواعد منفصلة عن باقي البلاد.

ووصفت صحيفة التايمز البريطانية، المشروع بأنه من بنات أفكار ولي العهد، قائلة إن المملكة تستعد لافتتاح منتجع شواطئ عند ساحلها المطل على البحر الأحمر، يسمح للنساء بأخذ حمامات الشمس وهن يرتدين لباس السباحة "البكيني"، جنبا إلى جنب مع الرجال.

وأشارت إلى أن الصحف السعودية تنظر إلى الأمر على أنه نقلة نوعية في السياحة المحلية، وخطوة مهمة نحو العالمية.

فيما رأته الصحيفة البريطانية دلالة على أن البلاد آخذة في الانفتاح رويدا رويدا، في ظل تشجيع شخصيات نافذة مثل ولي العهد على التغيير التدريجي، وسط رغبة لجذب الاستثمار والسياحة الأجنبيين.

ونشر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، صورة تجمع بن سلمان وتركي آل الشيخ، قائلا إنهما يريدان لأرض الحرمين أن تصبح "دبي" ثانية، يريدان أن ينتشر فيها الزنا وشرب الخمر والتعري.. ولكن هيهات هيهات.

حنان العتيبي، كتبت: "لا حد لفساد ابن سلمان وتركي آل الشيخ، فهم لن يستحيوا من إقامة الحفلات المختلطة والماجنة بالقرب من المسجد الحرام فضلا عن الحفلات الليلية التي تقام على شاطئ جدة والسماح للنساء بارتداء البكيني وشرب الخمور".

ورأى عادل الشوني، أن سماح السعودية للنساء للبس لباس البحر (البكيني) والرقص مع الشباب على صوت الموسيقى الصاخبة على شاطئ البحر ليس بالأمر الغريب على نظام سلمان بن عبدالعزيز ومحمد بن سلمان، الذي يسابق الزمن منذ توليه العهد، لجعل المملكة أسوأ من دبي وكذلك لإرضاء أميركا واليهود بالحرب على الإسلام.

تغييب العلماء

وندد ناشطون بتغييب النظام السعودي للعلماء والدعاة في السجون، لتسهيل تمرير السياسات الانفتاحية التغريبية.

في سبتمبر/أيلول 2017، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعيين الملك سلمان بن عبدالعزيز لنجله محمد بن سلمان وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، شنت السلطات الخاضعة لسيطرته سلسلة من حملات الاعتقال.

استهدفت الحملة عشرات المنتقدين الحاليين والمحتملين للسياسات الحكومية السعودية، ومنهم رجال دين ومثقفون وأكاديميون وناشطون حقوقيون بارزون.

وبحسب صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، فإن اعتقال قوات الأمن السعودية للعشرات من العلماء والدعاة في المملكة من شأنه أن يسرع من طموح ولي العهد لتولي العرش خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.

الكاتبة نورة الحربي، قالت إنه في عهد ابن سلمان يقتل إصلاحي جدة موسى القرني في السجون، ويفرج عن الفاسدين في الشواطئ.

الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، تساءل: "أين علماء بلاد الحرمين؟ هل جميعهم في المعتقلات فعلا؟ هل البكيني هو المعنى السعودي للانفتاح ومحاربة الإرهاب؟".

القائم على حساب "رادار حركة الإصلاح"، أوضح أن مسألة لبس البكيني على شواطئ جدة، جاءت ضمن عملية تسلسلية، وهي ناتج وتحصيل حاصل لما قام به آل سعود، من اعتقال العلماء والمشايخ وطلاب العلم وكل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، والتضييق على الأعمال الخيرية، محذرا من خطورة النظام السعودي لأنه يحارب الدين بكل أشكاله وبكل الطرق.

وأشار محمد تنجا فطامة، إلى أن ابن سلمان سجن العلماء والدعاة لكي لا يعترضوا على تحويل أرض الحرمين إلى مسرح للحفلات والتعري، لافتا إلى أن السعودية أصبح بها بكيني وحفلات راقصة على شاطئ في جدة.

ووجه مغرد آخر سؤالا لهيئة كبار العلماء بالمملكة، عن رأيهم بما يحدث بموسم الرياض: هل هو حلال أم حرام؟

رفض وتنديد

وأجمع ناشطون على رفضهم واستيائهم مما وصلت إليه المملكة من انفتاح إجباري، وحفلات صاخبة، مذكرين بما تمر به البلاد من أزمات سياسية واقتصادية.

وتهكم عبدالله قائلا: "السعودية في ثوبها الجديد تشريع الإباحية بجوار الحرمين الشريفين.. بالأمس كانوا يكفرون الناس لأنهم رفعوا أكف الدعاء بعد الصلاة بحجة البدعة أما اليوم البكيني حلال في حديث رواه ابن سلمان".

المغرد أحمد، ندد قائلا: "السعودية الجديدة.. التطور والتحرر والانفتاح يكون ببناء المراقص والسماح بالاختلاط وارتداء البكيني، وفق مستشاري محمد بن سلمان"، مضيفا أنها وصفة سريعة لهلاك الأمم وسقوط الدول.

واستشهد بقول الله تعالى في الآية 16 من سورة الإسراء: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا".

سعد الدين أحمد، أشار إلى أن ابن سلمان يسمح بارتداء البكيني على شواطئ السعودية في خطوه جديدة لتغريب هذا البلد!، قائلا: "هذا الملعون مجرم عليه من الله ما يستحق".

كمال آل الربيعي، أشار إلى أن المملكة في نفس العام الذي تتلقى فيه صواريخ حوثية وتستجدي أميركا لإبقاء منظومة صواريخ باتريوت لحمايتها، تسمح بالشواطئ المختلطة وإقامة حفلات الرقص، ولبس البكيني لنسائها، متسائلا: "أي ذل وهوان وارتداد.. لإمارة الصبيان؟".