30 سنة سلام.. التوتر بين صربيا وكوسوفو قد يتحول إلى صراع مسلح

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على الصراع القائم بين صربيا وجمهورية كوسوفو الذي قد يشعل الحرب بينهما في أية لحظة، وذلك بعد سلام دام 30 عاما في منطقة البلقان.

وقالت صحيفة "لينتا دوت رو" إن "الصرب يتخذون شمال كوسوفو مسكنا أساسيا لهم؛ ما يتسبب في حدوث اشتباكات عنصرية وعمل مظاهرات سلمية".

وأوضحت أن "القوات الصربية والألبانية انتشرت في الحدود التي أقامتها الدولتان، وقد تدخل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لحل الصراع والوصول إلى اتفاقية سلمية بين الكيانين". 

عواقب خطيرة

وذكرت "لينتا دوت رو" أن هناك حدودا إدارية لصربيا وكوسوفو، حيث تستمر التوترات بينهما لمدة أسبوعين تقريبا، والتي يمكن أن تتصاعد إلى صراع مسلح في أي لحظة، فهناك قوات شرطة كوسوفو، والسيارات المدرعة والغاز المسيل للدموع في مواجهة الدبابات والطائرات من صربيا".

واستدركت قائلة: "لقد امتنع الطرفان حتى الآن عن الاشتباكات المباشرة، لكن السلطات في بريشتينا وبلغراد تواصل إصدار إنذارات متبادلة".

فهناك سبب وراء التصعيد الجديد في مدينة كوسوفو، وكذلك استعداد الصرب والألبان للقيام بذلك لحماية مصالحهم، فقد يندلع نزاع مسلح جديد في البلقان في أي لحظة. 

وحسب ما نشرته الصحيفة، فإن هناك عواقب أكثر خطورة بكثير، حيث يشهد الخبراء أزمة حالية بين صربيا والسلطات المركزية للبوسنة والهرسك، والتي ما فتئت تتطور منذ نهاية يوليو/تموز 2021.

وتتألف البوسنة والهرسك من كيانين شبه دوليين، الاتحاد الإسلامي الكرواتي وجمهورية صربيا (ومقاطعة برتشكو التي تنتمي إلى الكيانين وتديرها السلطات الدولية).

وأشارت الصحيفة إلى أن "هناك تفاقما آخر على الحدود الشمالية لكوسوفو وهو الأكثر خطورة في العقد الماضي، بدأ هذا التفاقم بسبب لوحات ترخيص السيارات".

وفي 20 سبتمبر/أيلول 2021، أعلنت سلطات كوسوفو -التي لا تسيطر بشكل فعلي على جميع أراضيها- أنها لن تسمح للسيارات التي تحمل لوحات ترخيص صربية بالمرور عبر الحدود الإدارية، والسبب الرسمي أن صربيا لا تعترف بسيادة كوسوفو، بما في ذلك عدم الاعتراف بلوحات ترخيص كوسوفو على أراضيها. 

ولذلك، قررت بريشتينا أن تتخذ أيضا تدابير تجبر مالكي لوحات الترخيص الصربية على استخدام لوحات كوسوفو على أراضيها، إذ يجب استبدال أرقام تسجيل صربيا عند مدخل أراضي كوسوفو بأرقام محلية، وفي الوقت نفسه يجب على مالك السيارة دفع رسوم قدرها خمسة يوروهات.

تجدر الإشارة إلى أن صربيا منذ فترة طويلة تستبدل أرقام كوسوفو بأرقام صربية مؤقتة مقابل نفس الخمسة يوروهات، أي دينار صربي فقط.

وعلق الكاتب بأن المشكلة هي أن الصرب يسكنون في شمال كوسوفو ويلتزمون بالفعل بقوانين ومعايير صربيا، على سبيل المثال، يستخدم الدينار الصربي كعملة رسمية، والنقوش هناك باللغة الصربية فقط، وهذا يسبب نوعا من التفاقم، ولذلك ليس من السهل دائما تنفيذ قرارات بريشتينا هناك.

ولحل الوضع، تم نقل مقاتلي القوات الخاصة لكوسوفو "روسو" (مجموعة دعم العمليات الإقليمية) بالخصوص إلى معبرين رسميين يربطان المناطق الشمالية "ياريني" و"برنياك" في صربيا، بالإضافة إلى المركبات المدرعة والحاويات السكنية لإيواء المقاتلين، وقامت القوات الخاصة بالفعل بإغلاق المعابر وبدأت في رصد تنفيذ قرار بريشتينا.

إنذار نهائي

ولفتت الصحيفة إلى أن "الصرب الذين لا يعترفون بالسلطات الألبانية قد قاموا بعمل مظاهرات صامتة على جانبي المعابر عند معبر ياريني، والذي عادة ما يكون محملا بالمركبات بشكل أكبر، لكن الألبان استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الغاضبين".

ورد الصرب بإقامة حواجز على الطريق في منطقتي "ياريني" و"برنياك" في كوسوفو، وتم وضع المتاريس وهي ممارسة شائعة عامة للاحتجاج الشعبي في يوغوسلافيا السابقة منذ أن بدأت في الانهيار في التسعينيات.

وأغلق الصرب الطرق السريعة الرئيسة في شمال كوسوفو بحواجز  عام 2011، عندما أدت المواجهة بين الصرب والألبان إلى خسائر بشرية وتدخلت قوات الناتو العسكرية.

وحسب صحيفة "لينتا دوت رو" فإن الصراع الحالي قد أدى إلى ضرب الصرب من قبل القوات الخاصة الألبانية التي ذهبت إلى الجبال في الأراضي المتنازع عليها للحصول على الحطب، وذلك أدى إلى تنشيط الجيش الصربي.

وبأمر من بلغراد، تم سحب المركبات المدرعة، بما في ذلك الدبابات، إلى منطقة "ياريني"، وبدأ الطيران بدوريات في منطقة التفاقم، وطالب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بانسحاب قوات كوسوفو من المعابر.

في 26 سبتمبر/أيلول 2021، أفيد بأنه في الجزء الجنوبي من مدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا (يعيش الألبان في الجنوب، ويعيش الصرب في الشمال)، هاجمت مجموعة من الألبان بالسكاكين والزجاجات الصرب الذين جاؤوا إلى مؤسسة بلدية.

بعد ذلك، طرح الرئيس الصربي فوتشيتش إنذارا نهائيا جديدا، إما أن تحل قوات "الناتو" المتمركزة في المنطقة الوضع (أي قوة كوسوفو)، أو أن الجيش الصربي سيحمي مواطنيه من العنف.

وفي الوقت نفسه، طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الجانبين الصربي والكوسوفي أن يكفا عن الصراع على الفور وذلك باتخاذ تدابير للحد من التوتر، والأهم هو انسحاب القوات الخاصة لكوسوفو، وتفكيك الحواجز ورفع الحصار الصربي على نقاط العبور.

وفي 29 سبتمبر/أيلول 2021، اتفق طرفا النزاع في مفاوضات ببروكسل، بوساطة الاتحاد الأوروبي، على سحب قوات "روسو" من منطقتي "ياريني" و"برنياك" واستبدالها بأفراد عسكريين في الناتو.